قال الدكتور محمود الهواري، خطيب الجامع الأزهر، إن من ظلم النفس أيضًا ظلم الأزواج بعضهم بعضا، يظن الزوج أنه وحده من له حقوق أو تظن المرأة أنها وحدها من لها حقوق، وينسى كل منهما حق الآخر عليه، بل ينسيان هما الاثنان حقوق الأسرة والأولاد والمجتمع عليهما، وقول نبينا صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر" روشتة نبوية تربوية لاستقرار الأسرة وسعادة البيوت.

وأضاف الهواري، في خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، أنه لا شك أن الحياة الزوجية في أكمل صورها قائمة على الحب بين الزوجين، لكن ذلك لا يعني أن الحياة بلا حب مستحيلة، فثمة عوامل أخرى تمد هذه الحياة بمادة بقائها واستمرارها، من هذه العوامل الإحسان إلى المرأة بإبقائها، أو إحسان المرأة إلى زوجها بالصبر عليه، أو الإحسان إلى الأبناء إن وجدوا ببقاء رابطة الزواج قائمة.

ومما يذكر هنا أن رجلاً جاء إلى عمر يريد أن يطلق زوجته معللاً ذلك بأنه لا يحبها، فقال له عمر: ويحك، ألم تُبْنَ البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟ والتذمم هو الإحسان إلى من يذم بترك الإحسان إليه، وقال عمر لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن ولتتجمل فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام.

وأشار إلى أن المقصود أن رابطة الزواج لا تُبَت لعاطفة متقلبة أو لنزوة جامحة أو لهوى يذهب مع الريح، أو لاعتبارات تافهة لا قيمة لها، وإذا وصل الأمر إلى استحالة بناء هذه الرابطة أو كانت في بقائها مشقة، كان الطلاق آخر الحلول، ولكن من أعاجيب زماننا أن نلجأ للطلاق أول ما نلجأ إما تهديدا من الرجل، أو تهديدا من المرأة وهنالك تضعف النفوس ويكون ما يكون.

وفي ختام الخطبة حذر خطيب الجامع الأزهر من فساد التصور والفكرة، لأنه ظلم للنفس وظلم للمجتمع، ومن شواهد هذا قوله تعالى: ﴿وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا ﴾، فإنه ظلم نفسه باستجابته لأهوائها وشهواتها يسبب هلاكها.

وأشار إلى أن العلاج أن نستجيب لتوجيهات الله وإرشاداته الواردة في القرآن والسنة: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾، ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا﴾.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطبة الجمعة صلاة الجمعة الظلم الجامع الأزهر الأزواج المزيد على الحب

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر يفتتح ندوة التربية الإيجابية للأطفال ومناهضة العنف ضد المرأة

شهد الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، افتتاح الندوة التثقيفية التي ينظمها المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية لطالبات كلية التمريض، والتي تقام تحت عنوان: «التواصل بين الوالدين من أجل التربية الإيجابية لأطفالهم ودعمهم معنويًّا ومناهضة العنف ضد المرأة والطفل من منظور إسلامي» بحضور الدكتور جمال أبو السرور، مدير المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية، والدكتورة آمال السباعي، عميدة كلية التمريض، والدكتورة رشا البربري، وكيلة الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتور شكري عبد العظيم ،عميد المعهد الدولي.

الأزهر الشريف يدشن منصة جديدة باسم اللجنة العليا للمصالحاتكيفية قضاء الصلوات الفائتة؟.. الأزهر العالمي للفتوى يرد

ورحَّب رئيس جامعة الأزهر، بالحضور جميعًا في رحاب كلية التمريض التي تخرج رائدات المستقبل، لافتًا إلى أن هذا اللقاء التثقيفي المهم يعد من ثمار الجهود الكبيرة التي يقوم عليها المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية الذي يعد علامة مضيئة في جامعة الأزهر.

ووجه رئيس الجامعة الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف؛ لدعمه الدائم والمستمر لجميع قطاعات الجامعة، وأشاد فضيلته بالجهود التوعوية التي يقوم عليها حملة ميراث النبوة من علماء جامعة الأزهر تجاه المرأة؛ باعتبارها الركيزة الأساسية في المجتمع التي تعد نصف المجتمع عددًا وكل المجتمع إعدادًا.

وأوضح رئيس الجامعة أن الدين الإسلامي والسنة النبوية عنيت بالمرأة والطفل عناية بالغة، لافتًا إلى أن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قال: « اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ : الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ»، مؤكدًا أن الأمم القوية هي التي تجعل الضعيف في مقدمة الركب، والحياة الأسرية قائمة على المودة والرحمة.

كما بيَّن رئيس جامعة الأزهر، أن سيدنا أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- قال في خطبة الثقيفة المشهورة: «القوي منكم ضعيف عندي حتى أخذ الحق منه، والضعيف منكم قوى عندي حتى أخذ الحق له».

وأشاد الدكتور جمال أبو السرور، مدير المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية، بجهود كلية التمريض بنات بالقاهرة في نشر الوعي؛ انطلاقًا من أهميتها في توعية المجتمع، وباعتبارها الساعد الأيمن للجيش الأبيض في جميع القطاعات الصحية.

وأوضح أبو السرور أن رؤية المركز الدولي قائمة على دعم جهود الدولة المصرية ودعم جميع المبادرات الرئاسية، وفي مقدمتها مبادرة (بناء)؛ بهدف دعم مسيرة التنمية المستدامة وتحقيق رؤية مصر 2030م، ووجه الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف؛ لدعمه الدائم والمستمر لجميع جهود المركز الدولي وأنشطته محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.

وفي كلمتها رحَّبتْ لدكتورة آمال السباعي، عميدة الكلية، بالحضور جميعًا وفي مقدمتهم الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، والدكتور جمال أبو السرور، ووجهت الشكر والتقدير لإدارة الجامعة؛ لدعمها لكلية التمريض حتى أصبحت في مقدمة كليات التمريض المصرية في جميع المحافل العلمية.

مقالات مشابهة

  • فيديو حريق في الجامع الأموي بدمشق.. ما حقيقة الحادث؟
  • حصاد الجامع الأزهر في رمضان.. 12 إماما لصلاة التراويح و180 ألف وجبة إفطار وسحور
  • قائمة المنقولات ونفقة الأطفال.. تعرف علي حقوق المرأة بعد الطلاق في القانون المصري
  • هل تأثم المرأة إذا دفعت الصدقة من مال زوجها دون علمه؟.. اعرف رأي الشرع
  • رئيس جامعة الأزهر يفتتح ندوة التربية الإيجابية للأطفال ومناهضة العنف ضد المرأة
  • 17 مايو.. أولى جلسات محاكمة المطرب الشعبي سعد الصغير |تفاصيل
  • جاسم المطوع: هكذا تربي طفل ممتلئ ومشبع عاطفياً.. فيديو
  • “حق الكدّ والسعاية يفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب
  • النفقة فى القانون.. حق المرأة والطفل ودور العدالة فى ضمان حقوق الأسرة
  • أسما إبراهيم عن حقوق المرأة: مش محتاجين نعلمهم الراجل والست يعاملوا بعض إزاي