خطيب الجامع الأزهر: البيوت لا تبنى على الحب وحده.. فيديو
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
قال الدكتور محمود الهواري، خطيب الجامع الأزهر، إن من ظلم النفس أيضًا ظلم الأزواج بعضهم بعضا، يظن الزوج أنه وحده من له حقوق أو تظن المرأة أنها وحدها من لها حقوق، وينسى كل منهما حق الآخر عليه، بل ينسيان هما الاثنان حقوق الأسرة والأولاد والمجتمع عليهما، وقول نبينا صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر" روشتة نبوية تربوية لاستقرار الأسرة وسعادة البيوت.
وأضاف الهواري، في خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، أنه لا شك أن الحياة الزوجية في أكمل صورها قائمة على الحب بين الزوجين، لكن ذلك لا يعني أن الحياة بلا حب مستحيلة، فثمة عوامل أخرى تمد هذه الحياة بمادة بقائها واستمرارها، من هذه العوامل الإحسان إلى المرأة بإبقائها، أو إحسان المرأة إلى زوجها بالصبر عليه، أو الإحسان إلى الأبناء إن وجدوا ببقاء رابطة الزواج قائمة.
ومما يذكر هنا أن رجلاً جاء إلى عمر يريد أن يطلق زوجته معللاً ذلك بأنه لا يحبها، فقال له عمر: ويحك، ألم تُبْنَ البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟ والتذمم هو الإحسان إلى من يذم بترك الإحسان إليه، وقال عمر لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن ولتتجمل فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام.
وأشار إلى أن المقصود أن رابطة الزواج لا تُبَت لعاطفة متقلبة أو لنزوة جامحة أو لهوى يذهب مع الريح، أو لاعتبارات تافهة لا قيمة لها، وإذا وصل الأمر إلى استحالة بناء هذه الرابطة أو كانت في بقائها مشقة، كان الطلاق آخر الحلول، ولكن من أعاجيب زماننا أن نلجأ للطلاق أول ما نلجأ إما تهديدا من الرجل، أو تهديدا من المرأة وهنالك تضعف النفوس ويكون ما يكون.
وفي ختام الخطبة حذر خطيب الجامع الأزهر من فساد التصور والفكرة، لأنه ظلم للنفس وظلم للمجتمع، ومن شواهد هذا قوله تعالى: ﴿وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا ﴾، فإنه ظلم نفسه باستجابته لأهوائها وشهواتها يسبب هلاكها.
وأشار إلى أن العلاج أن نستجيب لتوجيهات الله وإرشاداته الواردة في القرآن والسنة: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾، ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا﴾.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خطبة الجمعة صلاة الجمعة الظلم الجامع الأزهر الأزواج المزيد على الحب
إقرأ أيضاً:
منطقة الإسكندرية الأزهرية تحتفل بمرور 1085 عامًا على تأسيس الجامع الأزهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظّمت منطقة الإسكندرية الأزهرية، اليوم الخميس، احتفالية بمناسبة مرور 1085 عامًا هجريًا على إقامة أول صلاة جمعة في رحاب الجامع الأزهر، والتي توافق السابع من شهر رمضان المبارك، برعاية الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
شهدت الاحتفالية، التي أقيمت تحت إشراف الدكتور عبد العزيز أبو خزيمة، رئيس منطقة الإسكندرية الأزهرية، والدكتور إبراهيم الجمل، مدير عام إدارة وعظ الإسكندرية، وحضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم العميد محمد كشك، المستشار العسكري للمحافظة، ورئيس نيابة ميناء الإسكندرية، إضافة إلى وكلاء وزارات التربية والتعليم، والشباب والرياضة، والتضامن الاجتماعي، والأوقاف.
كما شارك في الحفل ممثل الكنيسة، وعدد من عمداء الكليات، وممثل المجلس القومي للمرأة، وأعضاء من مجلسي النواب والشيوخ، إلى جانب نخبة من العلماء وقيادات الأزهر الشريف والعاملين بالمنطقة الأزهرية.
وتضمّنت فعاليات الاحتفالية فقرات متنوعة، استُهلت بالسلام الجمهوري وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبها عرض كلمة مسجلة لفضيلة الإمام الأكبر.
وألقى الدكتور عبد العزيز أبو خزيمة كلمة تناول فيها "دور المناهج الأزهرية في بناء الإنسان ونشر القيم الإنسانية".
كما تحدثت الدكتورة مؤمنة حمزة عبد الرحمن عون، وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالإسكندرية لشؤون التعليم والطلاب، عن "جهود جامعة الأزهر في ترسيخ مبادئ الأخوة الإنسانية".
وتطرق فضيلة الدكتور إبراهيم الجمل إلى "دور لجان المصالحات وفض المنازعات ووحدات لم الشمل في تحقيق السلام المجتمعي وتعزيز التعاون بين الأزهر والكنيسة".
كما ألقت الأستاذة نجوى شبل، ممثلة واعظات الإسكندرية، كلمة عن "دور المرأة في الحفاظ على الأسرة ومواجهة التحديات المعاصرة".
وفي سياق متصل، تحدث نيافة القس نوفير إلهامي، نيابة عن وكيل البابا إبرام إميل، عن اللحمة الوطنية على مر العصور والتعاون المثمر بين الأزهر الشريف والكنيسة ودور بيت العائلة المصرية في ذلك، وبين فضيلة الدكتور ناجح عبد الرحمن، ممثل وزارة الأوقاف، "أوجه التعاون بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف"، بينما استعرض الأستاذ إسماعيل العوامي، مدير الامتحانات وممثل المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، جهود الأزهر في نشر مبادئ الأخوة الإنسانية عالميًا عبر بعثاته. كما قدّم الشيخ محمود ماهر، مدير الأروقة بالمحافظة، بيانًا حول "دور الأروقة الأزهرية في نشر العلوم الشرعية والعربية وتعليم القرآن الكريم عبر العصور".
وتضمنت الاحتفالية أيضًا فقرات ثقافية ودينية، شملت ابتهالات وإنشادًا دينيًا، في أجواء احتفالية تعبّر عن عراقة الأزهر الشريف ودوره الريادي.
ويُعد الاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر مناسبة سنوية تعزز الروح الأزهرية والانتماء للمؤسسة الأزهرية، وتسهم في ترسيخ الوعي بدورها الحضاري والعلمي والديني. كما تشكل هذه المناسبة فرصة للتأكيد على أهمية الوحدة والتعاون في خدمة رسالة الأزهر الشريف ونشر قيمه الإسلامية والتعليمية والثقافية. يُذكر أن المجلس الأعلى للأزهر قرر، في مايو 2018 برئاسة فضيلة الإمام الأكبر، اعتبار السابع من رمضان من كل عام مناسبة رسمية للاحتفال بتأسيس الجامع الأزهر.