جمعة رجب.. ذكرى الدمار والمؤامرة التي هزّت اليمن والعالم
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
تحلّ علينا ذكرى جمعة رجب، التي ارتبطت بأحد أكثر الأحداث دموية في تاريخ اليمن الحديث، تفجير جامع الرئاسة في 3 يونيو 2011. هذا الحادث الذي هزّ وجدان اليمنيين استهدف الرئيس اليمني الأسبق الزعيم علي عبدالله صالح وكبار قيادات الدولة أثناء أدائهم صلاة الجمعة، في جريمة وصفها العالم حينها بأنها عمل إرهابي استهدف استقرار الدولة وأمنها.
في يوم التفجير، تحوّل جامع الرئاسة إلى مسرح للدماء والألم، حيث أودى الانفجار بحياة العديد من المصلين من كبار قيادات الدولة على رأسهم الدكتور عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى، وإصابة أكثر من 200 مدني وعسكري على رأسهم الزعيم علي عبدالله صالح تعرض لجروح بليغة، لكنه نجا بأعجوبة، مما أثار تساؤلات حول الجهات التي وقفت خلف هذه الجريمة.
وأشارت أصابع الاتهام إلى تنظيمات متشددة، وتكشّفت لاحقًا معطيات خطيرة تُظهر أن جماعة الإخوان المسلمين في اليمن ومليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً وبعض القوى السياسية المتحالفة معها قد لعبت دوراً بارزاً في التخطيط والتنفيذ، في محاولة لإضعاف القيادة الشرعية وإحداث فراغ سياسي يخدم أجندتها، ويسهل لها تنفيذ انقلاب.
في سياق الأحداث اللاحقة، أطلقت مليشيا الحوثي عقب سيطرتها على السلطة إثر انقلابها في سبتمبر 2014، سراح مجموعة من المساجين على ذمة قضية جريمة التفجير، وذلك ضمن صفقة تبادل أسرى مع حزب الإصلاح في محافظة مأرب. هذه الصفقة أثارت الكثير من التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الحوثيين والإصلاح، وسط اتهامات بالتخادم السياسي والعسكري بين الجانبين.
وفي أكتوبر 2019، تمت صفقة تبادل الأسرى في محافظة الجوف المحاذية لمحافظة مأرب شرقي صنعاء، بوساطة قبلية في أجواء سرية حيث أفرجت المليشيا الحوثية عن خمسة من الضالعين في جريمة التفجير مقابل إطلاق حزب الإصلاح أربعة عشر أسيرا حوثيا من بينهم قيادات بارزة في المليشيا.
تحالفات مبطنة
هذه الصفقة لم تكن مجرد إفراج عن أسرى، بل كانت إشارة واضحة إلى التحالفات المبطنة التي استغلت الأزمة السياسية في اليمن لتحقيق مكاسب على حساب الشعب وأمنه. فقد بدا أن التخادم بين الطرفين يسعى لتقاسم النفوذ في ظل الفوضى التي عمّت البلاد.
جمعة رجب ليست مجرد ذكرى أليمة، بل تذكير صارخ بالمؤامرات التي طالت اليمن ومؤسساته القيادية. هذا اليوم المشؤوم يمثل بداية فصل من الصراع المعقد الذي لا يزال اليمن يعاني من تبعاته حتى اليوم، ويؤكد الحاجة إلى تحقيق شفاف يكشف الحقائق ويعيد للضحايا حقوقهم.
ويجمع الكثير من المراقبين، على أن الفلتان الأمني والانقسامات التي تشهدها البلاد وتنوع التشكيلات العسكرية جاء مخاض عملية التفجير الإجرامية التي دأبت الجماعات المتطرفة والعميلة لقوى خارجة على تنفيذ أجندة دولية، دون أدنى حسابات وطنية.
وأشارت إلى أن الزعيم علي عبدالله صالح حذر مراراً من مغبة الفوضى التي خططت لها القوى الدولية واستخدمت لها أذرعها العميلة في الداخل، غير أن العمالة التي تشربتها هذه الجماعات أعمت بصيرتها واستمرت بتسويق الشعارات الزائفة للشعب اليمني حتى قصت على معظم مقدراته ومنجزاته، ليصبح اليوم فاقداً لأبسط حقوقه وهي الرواتب والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والكهرباء والطرقات... وغيرها.
ورغم المؤامرات الخارجية والداخلية، لم يتخلَ الزعيم علي عبدالله صالح عن شعبه ووطنه، وبقي وفياً مخلصاً له، ومدافعاً عن حقوقه في وجه الجماعات الدينية والطائفية حتى ارتقى شهيداً في الرابع من ديسمبر 2017، بعد أن قاد انتفاضة شعبية ضد مليشيا الحوثي الإرهابية دفاعاً عن الثورة والجمهورية ومنجزاتها وحقوق الشعب المنهوبة من عصابة سلالية استولت على السلطة والثروة في سبتمبر 2014، وادعت الحق الإلهي في كل ذلك.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الزعیم علی عبدالله صالح
إقرأ أيضاً:
مأساة مروعة تهز اليمن: عائلة كاملة تفقد حياتها بسبب عادة في أول جمعة من رجب
صورة تعبيرية (مواقع)
في حادث مأساوي هزّ قرية الحيمة بمحافظة تعز، لقي أربعة أفراد من عائلة واحدة مصرعهم، هم الأب عبدالله محمد سيف وزوجته وولده وحفيده، إثر تسمم حاد ناجم عن تناولهم نبتة سامة يُطلق عليها محليًا اسم "القبب".
اقرأ أيضاً صدق أو لا تصدق.. الحزام الأمني في عدن يختطف صيدليا لرفضه بيع حبوب مخدرة 4 يناير، 2025 رونالدو يكشف عن أفضل لحظة عاشها منذ قدومه إلى السعودية قبل عامين 3 يناير، 2025
عادات وتقاليد قاتلة:
يعود سبب هذه المأساة إلى اعتقاد شائع بين أهالي المنطقة، يتم تناقله عبر الأجيال، يفيد بأن نبات الصبار المر يتحول إلى حلو المذاق في أول جمعة من شهر رجب. وبدافع هذا الاعتقاد الخاطئ، قام أفراد العائلة بجمع نبات "القبب" الذي يشبه إلى حد كبير نبات الصبار، ظنًا منهم أنه هو النبات المقصود في التقاليد الشعبية، وتناولوها دون تردد.
خلط بين نباتين سام وبريء:
وللأسف، فإن هذا الخلط المأساوي بين نباتين مختلفين تمامًا في صفاتهما وخصائصهما، أدى إلى عواقب وخيمة.
فبينما يعتبر نبات الصبار آمنًا للاستهلاك بعد إزالة الأشواك الخارجية، فإن نبات "القبب" شديد السمية ويحتوي على مواد سامة تؤثر على الجهاز العصبي والقلب، مما يؤدي إلى الوفاة في حال تناوله.
وصف النباتين السامين:
تجدر الإشارة إلى أن نبات "القبب" يختلف عن نبات الصبار في عدة جوانب. فـ"القبب" شجرة سامة يصل ارتفاعها إلى ما بين مترين وثلاثة أمتار، وتنمو عادة في المناطق الجبلية، بينما لا يتجاوز ارتفاع شجرة الصبار المتر الواحد.
تحذير من مخاطر العلاجات الشعبية:
تسلط هذه الحادثة المأساوية الضوء على أهمية التمييز بين العادات والتقاليد والمعرفة العلمية. ففي عصرنا الحالي، يجب علينا الاعتماد على الأدلة العلمية والبراهين القاطعة في كل ما يتعلق بصحتنا وسلامتنا، وعدم الانسياق وراء المعتقدات الشائعة التي قد تكون مبنية على معلومات خاطئة أو غير دقيقة.
دعوة إلى التوعية:
تدعو هذه الحادثة إلى ضرورة تكثيف الجهود التوعوية حول مخاطر استخدام النباتات والأعشاب في العلاج دون الرجوع إلى مختصين، خاصة في المناطق الريفية التي تنتشر فيها مثل هذه الممارسات. كما يجب على الجهات المعنية توفير المعلومات الصحيحة والموثوقة حول النباتات السامة وطرق التعامل معها، وذلك لحماية المواطنين من مثل هذه الحوادث المؤسفة.
نداء إلى التحقيق:
من الضروري إجراء تحقيق شامل في هذه الحادثة، لتحديد الأسباب الكامنة وراء انتشار مثل هذه المعتقدات الخاطئة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرارها في المستقبل.
رسالة إلى القراء:
إن هذه الحادثة المأساوية هي بمثابة جرس إنذار لنا جميعًا، تحذرنا من مخاطر التهاون في صحتنا وسلامتنا.
يجب علينا جميعًا أن نكون حذرين عند التعامل مع النباتات والأعشاب، وأن نستشير المختصين قبل استخدام أي منها.