الجزيرة:
2025-01-05@12:11:06 GMT

غول الجفاف يهدد حياة ثلث سكان الصومال عام 2025

تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT

غول الجفاف يهدد حياة ثلث سكان الصومال عام 2025

مقديشو- تحت ظل شجرة في "مخيم العدالة" تأخذ أسرة حلمية إبكير استراحة من مشقة السفر الذي استغرق يومين، هاربة من مناطق سكنها في إقليم بكول جنوب غربي الصومال.

وتقول إبكير للجزيرة نت "صبرنا على مشقة العيش في قريتنا على أمل هطول موسم الأمطار، لكن مع تأخر موعده، اشتد الأمر علينا وبدأ الجفاف يخطف المواشي واحدة تلو الأخرى حتى بات الهروب خيارنا الوحيد خشية أن نموت جوعا".

لا يمضي عام في الصومال إلا وتتكرر فيه الأزمات البيئية الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي العالمية، مما يؤدي إلى إعلان حالة مجاعة نتيجة الجفاف. ومع بداية عام 2025، أصبحت الأزمة أكثر حدة نتيجة تأخر هطول موسم الأمطار في الأشهر الثلاثة الأخيرة.

نداء عاجل

يُقدر عدد السكان في الصومال بأكثر من 18 مليون نسمة. وفي ظل هذا الظروف، أطلقت الهيئة الوطنية للكوارث والشؤون الإنسانية نداء عاجلا لتوفير الدعم لنحو ثلث السكان المقدّر بـ 6 ملايين صومالي، بينهم 3.2 ملايين شخص يواجهون أوضاعا مأساوية نتيجة نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الأساسية.

وبحسب تقرير الهيئة، نزح نحو 200 ألف صومالي من مناطقهم هربا من الجفاف وخوفا على حياتهم، كما سُجل نفوق قرابة مليون و500 ألف رأس ماشية بسبب القحط في مناطق عدة في وسط البلاد وجنوبها.

إعلان

بدورها، تسابق صفية الزمن لطبخ وجبة لأطفالها الأربعة بعد أن استقر بها المقام في "مخيم العدالة" قبل أسبوع تقريبا. وتقول للجزيرة نت إن المياه وحدها متوفرة فيه، لكن الحصول على لقمة العيش لا يختلف كثيرا عن المناطق التي هربوا منها، حيث يعتمدون على دعم المقيمين الأصليين ويتقاسمون معهم بعض ما توفر من الغذاء، "لكن هذا الدعم محدود وقد يكفينا ليوم أو يومين فقط".

من جانبها، توضح رئيسة المخيم نظيفة حسين للجزيرة نت، أن الأسر الهاربة من الجفاف تصل تباعا إلى المخيمات القريبة من العاصمة مقديشو، "وليس أمامنا سوى أداء واجبنا الإنساني بالترحيب بهم وتوفير قطعة أرض لإقامة كوخ صغير كمأوى مؤقت، ووجبة جاهزة لمقاومة الجوع".

وأضافت أن غياب المساعدات فاقم الوضع الإنساني في هذه المخيمات الذي أصبح معقدا للغاية، وأن قدرتهم على تقديم العون محدودة جدا وقد تتراجع إلى الصفر كلما زادت أعداد الفارين من ويلات الجفاف، محذرة من تأزم الوضع في حال لم تقدم الهيئات الأممية والمحلية مساعدات عاجلة للنازحين الجدد.

واستقبل "مخيم العدالة" وحده خلال أسبوعين نحو 156 أسرة هربت من عدة أقاليم مختلفة، ويختزل هذا العدد حجم العائلات الفارة من الجفاف التي يستقبلها قرابة 200 مخيم في ضواحي مقديشو.

خطة طوارئ

وللاستجابة لهذه الأزمة، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير له في ديسمبر/كانون الأول الماضي، خطة طوارئ إنسانية بقيمة 1.42 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في الصومال خلال العام 2025، وتسعى لتقديم مساعدات حيوية ومنقذة للحياة، لا سيما للفئات الأكثر ضعفا، بما في ذلك النساء وكبار السن.

وبحسب تقديرات المكتب، يحتاج نحو 5.98 ملايين شخص إلى المساعدات الإنسانية سنة 2025. ورغم ذلك، فإن هذا الرقم أقل بنسبة 13% مقارنة بالعام 2024.

إعلان

وأشار التقرير إلى أن المخاطر الرئيسية لعام 2025 تتمثل في الجفاف والصراعات المحلية، حيث تشكل الصراعات أكثر من 50% من عمليات النزوح، موضحا أن خطة الاستجابة تنص على اتخاذ إجراءات طارئة للتعامل مع المخاطر المتوقعة في العام الجديد قبل أن تتفاقم الأوضاع الإنسانية.

من جهته، قال رئيس الهيئة الوطنية للكوارث والشؤون الإنسانية محمود معلم، إن الهيئة تعمل بكل طاقتها على تخفيف معاناة الفارين من ويلات الجفاف في 16 إقليما من أصل 18 في الصومال. وأضاف للجزيرة نت، أن الهيئة تمكنت خلال الأشهر الثلاثة الماضية من إيصال مساعدات إنسانية لنحو 2.1 مليون شخص كانوا في أمس الحاجة لها.

وطالب معلم الهيئات الدولية والمحلية بتضافر الجهود الإنسانية للحد من أزمة الجفاف التي تتربص بملايين الصوماليين، قبل أن تتفاقم إلى مرحلة إنسانية صعبة.

جهود محدودة

وتعهدت المملكة المتحدة بتقديم مبالغ مالية استجابة لنداءات الأمم المتحدة، حيث أعلنت في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تقديم 5 ملايين جنيه إسترليني (نحو 10 ملايين دولار) من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الصومال، لتوفير الغذاء والدعم والمياه للأشخاص المتضررين من النزاعات المسلحة.

من ناحيته، أرجع خضر محمد نور، مدير مركز إدارة مخاطر الكوارث والإنذار المبكر في الهيئة الوطنية للكوارث، سبب الجفاف المتكرر في البلاد إلى التغير المناخي الذي يشهده العالم؛ حيث تشير البيانات إلى أن دورته تغيرت في الصومال ليشهد أزمة جفاف عاما تلو الآخر وإن اختلفت وتيرته.

وأضاف للجزيرة نت أن التقلبات المناخية اليوم تختلف كثيرا عن سابقتها وهو ما أدى إلى تعرض الصومال لأزمات جفاف متلاحقة وهطول أمطار متذبذبة أثرت سلبا على المزارعين والرعاة.

وبرأيه، فإن جهود الحكومة الصومالية لمواجهة التغير المناخي محدودة جدا مقارنة بالدول الأخرى، مما جعل البلاد عرضة لتداعياته من جفاف وفيضانات. وقال نور إن غياب الدعم الطويل الأمد يجعل الصومال يركز على مواجهة الأزمات القصيرة الأمد، مما يبقيه غير قادر على بناء إستراتيجيات مستدامة للحد من تأثير مشكلة التغير المناخي.

إعلان

وبحسب مركز رصد النزوح الداخلي الدولي، يواجه الصومال منذ عدة سنوات أزمات مختلفة، مما أسفر عن نزوح عدد كبير من السكان، ويقدر المركز عددهم في عام 2023، بحوالي 3.9 ملايين شخص.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات التغیر المناخی للجزیرة نت فی الصومال عام 2025

إقرأ أيضاً:

دبي الإنسانية و”ثنك سمارت” تتعاونان لتعزيز مشاركة المجتمع بدءاً بماراثون دبي 2025

أعلنت دبي الإنسانية عن شراكتها مع “ثنك سمارت”(ThinkSmart) ، المنصة المتخصصة في صناعة المحتوى، لإطلاق سلسلة من الحملات المبتكرة التي تهدف إلى تعزيز التفاعل الإنساني وتوسيع نطاق التواصل. تهدف هذه الشراكة الاستراتيجية إلى الاستفادة من منصات التواصل الإجتماعي لتوحيد جهود الأفراد والمجتمع دعماً للقضايا الإنسانية.

تنطلق هذه الشراكة رسمياً خلال ماراثون دبي 2025، حيث تتعاون الجهتان على تشجيع الجمهور للمشاركة تحت شعار “نجري من أجل الإنسانية”. تهدف المبادرة إلى تعزيز روح التضامن والتكاتف، مع إبراز أهمية دعم الجهود الإنسانية.

كجزء من الحملة، سيُتاح للمشاركين والداعمين فرصة تقديم تبرعات خيرية تُخصص عائداتها لدعم أعضاء دبي الإنسانية من المنظمات غير الربحية. وستُستخدم هذه العائدات في تعزيز الجاهزية للاستجابة للطوارئ ودعم برامج التنمية المستدامة، بما يسهم في تحسين قدرة المجتمعات على التعامل مع الأزمات بفعالية وتقديم المساعدة المنقذة للحياة. (تصريح: (PRHCE-003440328

وفي هذا الإطار قال جوسيبي سابا، المدير التنفيذي وعضو مجلس إدارة دبي الإنسانية: “في دبي الإنسانية، نؤمن بأن التعاون هو مفتاح إحداث تغيير إيجابي، لا سيما في المجال الإنساني. نسعى دائماً إلى بناء شراكات مع جهات تشاركنا الرؤية والطموح لإحداث أثر ملموس. شراكتنا مع ’ثنك سمارت‘ تجسد هذا النهج المشترك وتؤكد التزامنا ببناء مجتمعات أكثر تماسكاً وإلهام العمل الجماعي. ويُعد ماراثون دبي منصة مثالية لجمع الناس، وزيادة الوعي، وحشد الموارد لدعم الجهود الإنسانية العالمية.”

من جهته، قال هيثم عبيد، الشريك المؤسس والمدير العام لشركة ثنك سمارت: “يشرفنا أن نكون جزءاً من هذا الحدث الكبير الذي يجمع بين الرياضة والعمل الإنساني في إطار ماراثون دبي. هذه الشراكة مع دبي الإنسانية هي فرصة مثالية للمساهمة في قضية نبيلة تخدم المجتمع بأسره.”

وأضاف: “نؤمن بشدة بقوة توحيد الناس ونسعى دائماً لدعم المبادرات الإنسانية. من خلال خبرتنا التي تمتد لأكثر من عقد، نسهم في إشراك الأفراد، والمؤثرين، وصانعي المحتوى، والشخصيات العامة لدعم المشاركة في ماراثون دبي تحت شعار ’نجري من أجل الإنسانية‘. وسنعمل على تسخير مهاراتنا في صناعة المحتوى لتسليط الضوء على جهود جميع المشاركين، لتكون هذه الحملة أكثر من مجرد ترويج لحدث ما، بل حركة إنسانية تهدف إلى صنع أثر إيجابي دائم.”

واختتم عبيد حديثه قائلاً: “ندعو الجميع، من أفراد وعائلات، للانضمام إلينا في هذا الحدث المميز والمساهمة في صنع تغيير إيجابي وإحداث فرق حقيقي في حياة الآخرين.”


مقالات مشابهة

  • لولو السعودية للأسواق الكبرى توقّع مذكرة تفاهم مع الهيئة الإندونيسية للحج لدعم ملايين الحجاج والمعتمرين
  • التغير المناخي يغلق "ديزني وورلد" في فلوريدا
  • الهيئة الملكية لمدينة الرياض تُعلن تشغيل المسار البرتقالي من قطار الرياض غدًا الأحد
  • دبي الإنسانية و”ثنك سمارت” تتعاونان لتعزيز مشاركة المجتمع بدءاً بماراثون دبي 2025
  • شاهد.. مسؤولون يعدّدون للجزيرة نت أبرز فرص الاستثمار في سوريا ما بعد الأسد
  • غزة..الخطر يهدد حياة الدكتور حسام أبو صفية
  • الجوع يهدد الملايين في دول جنوب القارة الأفريقية
  • أول جلسة لمجلس الأمن في 2025 لبحث الأوضاع الإنسانية في السودان
  • «التغير المناخي والبيئة» تكشف تفاصيل «دليل المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد»