قال السفير محمد العرابي رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية وزير الخارجية الأسبق، إن السودانيين لديهم ثقة كبيرة في مصر ومساعيها الدؤوبة الصادقة من أجل وقف القتال ووضع حد لنزيف الدم في السودان ومساعدتهم على الخروج من أزمتهم العميقة، التي يعيشها وطنهم عبر حل سياسي شامل.

وأضاف العرابي، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، عقب لقائه وزير خارجية السودان الدكتور علي يوسف الشريف، أن مصر وقفت بجانب السودان ولم تدخر جهداً لوقف الحرب والعمل على إعادة الأمن إلى هذا البلد الشقيق وتحقيق تطلعات شعبه.

وتابع إن مصر حرصت على التنسيق والتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لحل الأزمة السودانية، وانخرطت في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان؛ بما يصون مصالحه ويحافظ على سيادته ووحدة أراضيه.

ونوه بأن مصر استقبلت - ولا تزال - جميع القوى السودانية لمساعدتهم على تقريب وجهات النظر، ورأب الصدع وتجاوز الخلافات وإعلاء مصلحة الوطن والشعب السوداني فوق كل اعتبار.
وشدد "العرابي" على أن شعب السودان يقدر ويثمن عالياً مساعي مصر لإنهاء الأزمة واضطلاعها بمسئوليتها اتجاه وطنهم؛ لاسيما في ضوء الروابط والعلاقات المصرية السودانية الضاربة في جذور التاريخ .

وأبرز أن لقاءه مع وزير خارجية السودان استعرض الموقف المصري الداعى لوقف فوري لإطلاق النار، ورحب بقرارات مجلس السيادة بشأن الإسراع من وتيرة نفاذ المساعدات الإنسانية عن طريق تمكين موظفى الامم المتحدة من القيام بمهامهم وإنشاء مراكز لتخزين المساعدات الإنسانية.

وأشار إلى أن اللقاء تناول ايضاً حرص مصر على استئناف عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي في أقرب وقت ودعمه في الأطر الإقليمية والدولية متعددة الأطراف، علاوة على بحث أوضاع الجالية السودانية في مصر وجهود تجهيز عدد من المدارس لإتمام امتحانات أبناء السودان في مصر.

ولفت العرابي إلى أن لقاءه بوزير خارجية السودان سلط الضوء على حرص البلدين على دعم جهود الصومال لتحقيق الأمن ومكافحة الإرهاب، مؤكداً كذلك على تطابق وجهات النظر بين مصر والسودان؛ فيما يتعلق بملف الأمن المائى وتمسكهما بقواعد القانون الدولي في حوض النيل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السودان مصر والسودان محمد العرابي المزيد

إقرأ أيضاً:

عادل الباز: الحل السياسي أولاً!

1 تشير التحركات السياسية الحالية إلى محاولات تأسيس مسارات جديدة يتم تهيئتها بعيدًا عن المسارات والمبادرات القديمة التي ظلت تتصدر الساحة منذ اندلاع الحرب. وتمثل هذه المسارات الجديدة نقلة نوعية في الصراع بغرض الوصول إلى حل لمعضلة الحرب في السودان.
2
يمكن إحصاء أربعة مسارات تشكل آفاق تلك التحركات. أولها، التحركات الأممية التي يقودها العمامرة في الأمم المتحدة وثانيها، التحرك الذي تقوده تركيا، وفي نفس السياق الداعي للحوار مع الإمارات، دخلت مصر بمبادرة أعلن عنها السيد وزير المالية جبريل إبراهيم مما يمثل مسارا ثالثا. وفي الوقت ذاته، تسعى مصر إلى انعقاد المؤتمر الثاني للقوى السودانية بعد انعقاد نسخته الأولى في العام الماضي. أما المسار الرابع، فتقوده منظمة (إيقاد)، التي يُتوقع أن يعيد السودان عضويته فيها، ومن ثم تستأنف وساطتها، وإن كانت تواجه تعقيدات كثيرة لم تُحل بعد.
3
هذه المسارات لا تتعامل مع الحرب بشكل مباشر أو تطالب بوقفها فورًا، بل تُطرح كمبادرات تسعى لتأسيس حوار سياسي، سواء بين السودانيين أنفسهم أو بين السودان والإمارات أو بين الحكومة والمليشيا. يبدو أن فشل مؤتمر جنيف العام الماضى، الذي كان آخر محاولات المجتمع الدولي لفرض حل للحرب في السودان، هو ما قاد للبحث عن هذه المسارات الجديدة.
4.
البحث عن حل للحرب عبر مسار سياسي فكرة قديمة؛ طرحها ثلاثة مستشارين كانوا ضمن الوفد الأمريكي في الأيام الأولى لانعقاد مؤتمر جدة، بعد ثلاثة أسابيع من اندلاع الحرب. كان رأي المستشارين أن المشكلة سياسية، تتعلق بالصراع على السلطة، وأن التوصل إلى معادلة سياسية ترضي الأطراف المتصارعة سيجعل إيقاف الحرب ممكنًا وسريعًا. استشهد المستشارون بحرب البوسنة والهرسك (1992-1995)، التي انتهت باتفاقية دايتون، حيث تم التوصل إلى الحل السياسي أولاً مما أدى إلى توقف الحرب بشكل رسمي.لكن، لسبب ما، تم رفض فكرة الحل السياسي أولاً، واتجه التفاوض نحو وقف الحرب عبر التزام الطرفين بتعهدات، وهو ما لم يحدث؛ إذ نسفت الميليشيات وداعموها الاتفاق بوهم قدرتهم على تحقيق النصر والسيطرة على السلطة في أيام معدودة.
5.
الآن، ومع اقتراب صعود ترامب إلى سدة الحكم في أمريكا، تعود فكرة “الحل السياسي أولاً” مجددًا بمداخل جديدة. لا حديث الآن عن منصة او إعلان جدة ضمن المسارات التي ذكرناها أعلاه. الموضوع المطروح هو بدء حوار سياسي مع الإمارات وآخر مع الميليشيا.
تكمن خطورة القبول بحوار سياسي أولاً مع الميليشيات وداعميها في أنه ينسف كل ما تم التوصل إليه في منصة جدة، مما يتيح للميليشيات التحرر من أي التزامات ذات شهود دوليين.
6
الجانب الآخر يتعلق بتحقيق هدف أساسي للميليشيات وداعميها، وهو إعادة تموضعها مرة أخرى في قلب الساحة السياسيةو العسكرية، وأخيرًا الاقتصادية. وعلى الرغم من أن هذا الطرح قد يبدو مغريًا في ظل غياب طرح بديل، يبدو لي أن محاولة ابتدار مسار سياسي أولاً دفعت الرئيس البرهان إلى إعلان رفضه لأي مسار يعيد الميليشيات إلى الأوضاع التي كانت قبل 15 أبريل. إذ أكد في خطابه بمناسبة الاستقلال قبل يومين: “طريقنا واضح وهو طريق الشعب، لا يمكن أن تعود الأوضاع كما كانت عليه قبل 15 أبريل 2023م، ولا يمكن القبول بوجود هؤلاء القتلة والمجرمين وداعميهم وسط الشعب السوداني مرة أخرى.”
7
إن أخطر ما يمكن أن ينتج عن أي حوار سياسي بين الحكومة والمليشيا الآن هو تفكك الجبهة الداخلية المتماسكة حاليًا، حيث لا تزال تلك الجبهة معبأة ضد أي محاولة للحوار مع الميليشيات وداعميها قبل تنفيذ إعلان جدة. لذا، من الأفضل أن تتمسك الحكومة بموقفها الرافض لأي حوار قبل استيفاء متطلبات إعلان جدة. وفي ذات الوقت تترك الساحة السياسية حرة للتفاعل مع المنابر المختلفة، ومراقبة الحوارات بين القوى السياسية من بعيد دون تدخل، لتستفيد مما تتمخض عنه تلك الحوارات مستقبلاً، دون أن تلزم نفسها بشيء أو تضعف جبهتها المتماسكة الآن.

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بعيداً عن أي إملاءات خارجية..مصر تشدد على الانتقال السياسي الشامل في سوريا
  • وزير الخارجية يؤكد لنظيره الأمريكي أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في غزة
  • وزير الخارجية يؤكد لنظيره الأمريكي أهمية تضافر الجهود لوقف إطلاق النار بغزة
  • عادل الباز: الحل السياسي أولاً!
  • وزير الخارجية يوجه رسالة إلى مجلس الأمن بمقترح لوقف جرائم العدوان على غزة
  • السلطات السعودية تعيد إدراج الجنسية السودانية في قائمة تأشيرات العمرة الإلكترونية
  • مصر تجدد دعمها للسودان وتدعو لوقف القتال فورًا
  • السيد القائد يدعو الى مساعي جادة لوقف اعتداءات السلطة الفلسطينية
  • عودة الحياة في السودان، حتى في ظل الحرب، تعكس ملامح الشخصية السودانية