عقبات إخوانية تُواجه فرنسا في الاستغناء عن الأئمة الأجانب
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
مضى عام كامل على بدء الحكومة الفرنسية إنهاء سياسة الاستعانة بالأئمة الأجانب، الإجراء الذي لا يزال يجري تنفيذه ببطء بسبب عقبات تضعها تيارات إخوانية في بعض دول المنشأ، تُصر على تعزيز ارتباطها القوي مع أئمتها في فرنسا، التي اشترطت لاستمرارية عملهم على أراضيها مُنذ 1 يناير (كانون الثاني) 2024، ألّا يكونوا موظفين حكوميين تابعين لدولة أخرى.
La France n’acceptera plus de nouveaux « imams détachés » à partir du 1ᵉʳ janvier 2024 https://t.co/8oc4VnSbxL
— Le Monde (@lemondefr) December 29, 2023وتُحذّر الاستخبارات الفرنسية، من حملة تحريض ضدّ مشروع حظر الأئمة الأجانب، يقودها تنظيم الإخوان الإرهابي من داخل وخارج البلاد، وبشكل خاص من منظمات دينية تتبع للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يقوده الإخوان الإرهابيون، والسعي لتضخيم ظاهرة الإسلاموفوبيا واستثمارها لصالحهم، بهدف التحريض على رفض الإجراءات الفرنسية.
ولغاية مطلع العام الماضي، كان في فرنسا حوالي 300 إمام تمّ إرسالهم ودفع رواتبهم من قبل دول مختلفة، بعد الاتفاقيات الثنائية الموقعة في الثمانينات لتعويض النقص في أئمة الدين الإسلامي في فرنسا. وجاء هؤلاء بشكل رئيسي من تركيا (150)، والجزائر (120)، والمغرب (30)، وهم يُمثّلون حوالي 10% من الأئمة في فرنسا، الذين يتجاوز عددهم الـ 3 آلاف إمام.
Fin du statut d'imam "détaché" : le casse-tête de certaines mosquées face à un budget qui s'alourdithttps://t.co/Gr51fcnGOA
— franceinfo (@franceinfo) April 1, 2024 شهادة جامعية في العلمانيةومع بداية العام 2025، لا يزال هناك ما يزيد عن 50 حالة يتعيّن فحصها من بين الأئمة المُعارين، الذين يُمارسون المهنة حتى الآن في فرنسا، فيما لا تزال توجد ارتباطات خارجية للعديد من الأئمة الذين تمّ تعديل أوضاعهم، حيث يُخشى من اتجاه بعضهم نحو الإنترنت والتعليم الافتراضي، كوسيلة مخفية للترويج للفكر المُتشدد.
ويحق لهؤلاء الأئمة الأجانب الإقامة في فرنسا، لكن لم يعد بإمكانهم أن يكونوا موظفين حكوميين في بلدهم الأصلي، بل يجب أن يكونوا موظفين في جمعية أو مؤسسة فرنسية، إذا كانوا يرغبون في مواصلة العمل. ويُشترط أيضاً إكمال شهادة جامعية في العلمانية وإتقان اللغة الفرنسية.
وبحسب وزارة الداخلية، فإنّ الأمر يتعلّق بكسر حلقة التبعية التي يُمكن أن تنشأ مع قوة أجنبية. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد شدّد في مناسبات كثيرة على ضرورة التوقف عن الترحيب بالأئمة الأجانب الذين تُموّلهم دول أخرى، بهدف مكافحة النزعة الانفصالية الإسلاموية.
Fin des « imams détachés » en France : un an après, une difficile mise en place.
Il était temps. https://t.co/vaz9M5xoEz
وفي حين لم يعد الدُّعاة والأئمة الذين يتقاضون أجورهم من بلدانهم الأصلية، ويتّبعون تعليماتها مقبولين في فرنسا، فإنّ التعليم الديني "على الطريقة الفرنسية"، بات محور الاهتمام في ظلّ التحدّي الشائك، المُتمثّل في تدريب المسؤولين الدينيين عن نحو 2600 مسجد على الأراضي الفرنسية.
ومطلع العام 2024، بدأ مشروع هام في جامعة ستراسبورغ، وفي المعهد الفرنسي لعلوم الإسلام في باريس، لدعم إنهاء استراتيجية الأئمة المُعارين من دول أخرى، بهدف التصدّي لفكر تنظيم الإخوان الإرهابي ومختلف تيارات الإسلام السياسي، من خلال تدريب الأئمة ومنحهم دراسات جامعية هادفة.
Loi de 1905 ?@IslamismeFrance
Le Monde s'inquiète :
Pour obtenir un nouveau titre de séjour, les imams étrangers doivent désormais passer par la case France Travail. « Sauf que le système n’est pas encore adapté, et les imams se retrouvent avec des contrats d’animateurs…
وأطلق المعهد الفرنسي لعلوم الإسلام، برنامجه العلمي لتدريب الأئمة من خلال بناء قوة بحثية كبيرة من الأكاديميين والمفكرين والخبراء، للمُساهمة في إطلاق مناهج جامعية لمكافحة التطرف، وفي تعزيز جهود إدماج الجاليات المُسلمة في المُجتمع الفرنسي، وتسليط الضوء على سماحة الدين الإسلامي ودوره الحضاري والإنساني. وباتت تقع على عاتق المعهد اليوم مهمة تدريب الغالبية العظمى من أئمة فرنسا.
ويُعتبر المعهد، المُعتمد من وزارة التعليم العالي والبحث والابتكار، ثمرة جهود 8 شركاء من أبرز الجامعات والمؤسسات الأكاديمية العُليا في فرنسا، هي: جامعة إيكس مرسيليا، المدرسة العليا العامة في ليون، المدرسة العملية للدراسات المتقدمة، كلية الدراسات المتقدمة في العلوم الاجتماعية، المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية، جامعة لوميير ليون 2، جامعة جان مولان ليون 3، وجامعة ستراسبورغ التي تضم بدورها معهداً مُستقلّاً لعلوم الإسلام.
????L'Institut français d'islamologie (IFI) a publié deux offres pour des contrats post-doctoraux en islamologie:
- édition et traduction commentée:https://t.co/6bcxniUVfY
- "Recherche":https://t.co/68updLOf1T#postdoctoral #postdoc #recherche #islam pic.twitter.com/Pz9e4E4xgI
وتُقدّم المؤسسات الجامعية الثمانية، الشريكة في تأسيس معهد علوم الإسلام بدورها تدريبات ودراسات إسلامية، ولكن الجديد في المعهد هو التنسيق فيما بينها لاعتماد برنامج علمي مُشترك، ودعم مشاريع التدريب والبحث حول الإسلام بحيث تخدم كل من يرغب في التعمّق في علومه، فضلاً عن تقديم مُقترحات لصُنّاع القرار حول ما يُسمّى "الإسلام الفرنسي" باعتباره مُكوّناً رئيساً وفاعلاً في المُجتمع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الاستخبارات الفرنسية تنظيم الإخوان الإرهابي تنظيم الإخوان فرنسا الأئمة الأجانب فی فرنسا فی الم
إقرأ أيضاً:
قصة أسيرين التقيا أولادهما الذين أنجبوا بنطف مهربة
#سواليف
“رغم #السجان وأبواب #السجن الموصدة، أنجبتهما.. سفيرات للحرية”، بهذه الكلمات عبّر أسيران أفرج عنهما ضمن #صفقة_تبادل_الأسرى أمس السبت عن فرحتهما لدى لقائهما أولادهما الذين أنجباهما عبر #نطف_مهربة.
فبمجرد وصول الأسير الفلسطيني المحرر ناهض حميد إلى أرض قطاع #غزة، ارتمى في أحضان طفليه التوأم اللذين أبصرا النور خلال مدة أسره عبر نطفة مهربة، ليحملهما بكل شغف ويغمرهما بقبلاته وسط مشهد اختلطت فيه دموع الفرح بالاشتياق.
حميد (45 عاما)، الذي قضى 18 سنة في السجون الإسرائيلية، استعاد حريته ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس السبت ليعود إلى أحضان عائلته التي انتظرته سنوات طويلة.
مقالات ذات صلة قصف وإطلاق نار إسرائيلي بغزة في خرق جديد للاتفاق 2025/02/02وفور خروجه بحافلات اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي وصلت عبر معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، استقبله طفلاه التوأم هاني وهمام (3 سنوات) وأفراد عائلته الذين لم يخفوا دموعهم فرحا باللقاء.
حميد، الذي اعتقلته إسرائيل قبل عقدين، أمضى سنوات طويلة داخل الزنازين محروما من لحظات الأبوة التي لطالما حلم بها.
لكن إرادة الحياة لم تتحطم لديه، حيث تمكّن من تهريب نطفة إلى زوجته، لتنجب له طفلين عام 2021 عاشا أول سنوات عمرهما دون أن يحظيا بلمسة والدهما أو رؤيته إلا عبر الصور.
وأفرجت إسرائيل أمس السبت عن 183 فلسطينيا، بينهم 18 محكوما بالمؤبد و54 من ذوي الأحكام العالية بينهم حميد، و111 من فلسطينيي قطاع غزة المعتقلين بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مقابل تسليم 3 أسرى إسرائيليين في غزة.
وفي قطاع غزة حيث كان في طريقه للحرية، كان طفلاه -اللذان لم يسبق لهما أن عانقاه- يقفان على أقدامهما الصغيرة متشوقين للحظة اللقاء.
وما إن رآهما حتى ركض إليهما ليحملهما بين ذراعيه ويقبل رأسيهما وكأنه يعوضهما عن سنوات الفراق الطويلة.
وقال في مقابلة مع الأناضول “هاني وهمام، هذا عين وهذا عين، أغلى من روحي، أعطاني ربنا أحلى وردتين”.
وأضاف “تحدّيت السجان والسجن، وأنجبتهما رغم الأبواب والجدران (عبر نطفة مهربة)”.
والأسير حميد معتقل منذ 2007، حيث أصدرت السلطات الإسرائيلية بحقه حكما بالسجن 20 عاما، قضى منها 18 عاما.
قصة أخرى
وتكرر المشهد مع الأسير المحرر عطا محمد عبد الغني (55 عاما) الذي تمكّن بعد 23 سنة خلف القضبان من احتضان ابنيه التوأم زيد وزين، اللذين أنجبهما عبر تهريب نطف من داخل السجون الإسرائيلية.
وأنجبت زوجة الأسير المحرر التوأم عام 2014، لكن والدهما لم يتمكن من احتضانهما إلا بعد تحرره أمس السبت ضمن الدفعة الرابعة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار والذي دخل حيز التنفيذ يوم 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
ومحتضنا ولديه، قال عبد الغني للأناضول إن “النطف المهربة هي سفيرات للحرية، والرئة التي كنا نتنفس منها خلف القضبان، ومن بين الجدران التي نخرت رطوبتها عظامنا”.
اعتقل ابن مدينة طولكرم شمالي غربي الضفة الغربية المحتلة عام 2002، وخضع لتحقيق قاس عقب اتهامه من قبل السلطات الإسرائيلية بالمشاركة في عمليات عسكرية أدت لمقتل وجرح إسرائيليين، وحُكم عليه بالمؤبد 3 مرات.
وقبل اعتقاله، كان لدى عبد الغني ابنتان هما إيلانا وسميرة، وانضم إليهما لاحقا التوأم زيد وزين.
واستطاع عدد من المعتقلين الفلسطينيين خلال سنوات الأسر بسجون إسرائيل إنجاب أطفال عبر تهريب نطفة منوية.
ولا يتم الإفصاح عن كيفية تهريب النطف، والتي تتم بطريقة معقدة لا يتم الكشف عن تفاصيلها لدواع أمنية.