اتخذت شركتا نيسان وهوندا اليابانيتان أولى خطواتهما نحو الاندماج وتشكيل قوة جديدة في صناعة السيارات العالمية في الوقت الذي تشهد فيه الصناعة تغيرات جذرية في انتقالها بعيدا عن الوقود الأحفوري، وانتقالها للطاقة الكهربائية.

وقالت الشركتان مؤخرا إنهما في محادثات للاندماج بحلول عام 2026، وهو ما يمثل تحولا تاريخيا لصناعة السيارات اليابانية، ويؤكد التهديد الذي يشكله صانعو السيارات الكهربائية الصينيون الآن على شركات صناعة السيارات التقليدية المهيمنة في العالم منذ فترة طويلة.

ومن شأن هذا التحالف أن يؤدي إلى إنشاء ثالث أكبر مجموعة سيارات في العالم من حيث مبيعات المركبات بعد تويوتا وفولكس فاغن، وفقا لرويترز.

كما أنه يمنح الشركتين الفرصة لتقاسم الموارد في مواجهة المنافسة الشديدة من شركات صناعة السيارات الصينية والأميركية.

شركات صناعة السيارات في اليابان تخلفت عن منافسيها الكبار في مجال السيارات الكهربائية (شترستوك)

وتخلفت شركات صناعة السيارات في اليابان عن منافسيها الكبار في مجال السيارات الكهربائية، وتحاول خفض التكاليف وتعويض الوقت الضائع في ظل التهام الشركات الجديدة مثل "بي واي دي" الصينية وشركة تسلا في سوق السيارات الكهربائية حصة كبيرة من السوق.

إعلان

من جهته، قال توشيهيرو ميبيرئيس شركة هوندا إن هوندا ونيسان ستحاولان توحيد عملياتهما تحت شركة قابضة مشتركة، وستقود هوندا الإدارة الجديدة، مع الاحتفاظ بمبادئ وعلامات كل شركة.

وأضاف أنهما يهدفان إلى إبرام اتفاقية اندماج رسمية بحلول يونيو/حزيران المقبل، وإتمام الصفقة وإدراج الشركة القابضة في بورصة طوكيو بحلول أغسطس/آب 2026.

6 أسباب تقف خلف الاندماج

حددت منصة "إن بي آر" ومنصة "إنديان إكسبرس" عدة أسباب وعوامل تقف خلف هذا الاندماج، ومن أهمها:

اقتصاديات الحجم

يشكل الاندماج ثالث أكبر مجموعة لصناعة السيارات عالميًا من حيث عدد المركبات المباعة، مما يعزز قدرتها على منافسة تويوتا وفولكس فاغن عالميًا، وهيمنتها محليًا في اليابان.

المنافس الصيني

الشركات الصينية، مثل "بي واي دي" و"نيو"، تسيطر على السوق المحلي والعالمي للسيارات الكهربائية، مما دفع هوندا ونيسان لمواجهة خسائر حصتهما السوقية في الصين وأوروبا، إذ تعد الصين الآن أكبر مصدر للسيارات عالميًا.

ضعف أداء هوندا ونيسان في السيارات الكهربائية

بينما تتألق تسلا وهيونداي في السيارات الكهربائية، تعاني هوندا ونيسان بسبب تأخرهما في التحول الكهربائي، على الرغم من نجاح هوندا في السيارات الهجينة.

الاندماج يهدف لتقليل التكاليف عبر مشاركة منصات التصنيع وتطوير المركبات الكهربائية والهجينة، ودمج مراكز البحث والتطوير (الأناضول) خفض التكاليف

يسعى الاندماج لتقليل التكاليف عبر مشاركة منصات التصنيع وتطوير المركبات الكهربائية والهجينة، ودمج مراكز البحث والتطوير.

الأزمة المالية لشركة نيسان

تعاني شركة نيسان من خسائر مالية كبيرة واضطراب علاقتها بشركة رينو، مما دفعها لتقليص الوظائف والإنتاج لتعزيز قدرتها التنافسية.

التكامل بين الأسواق والتقنيات

يهدف الاندماج إلى التكامل، إذ تتمتع شركة نيسان بوجود قوي في أوروبا، بينما تتفوق هوندا في محركات البنزين. ويمكن للتعاون في السيارات الكهربائية أن يعيد نيسان إلى الصدارة ويدعم هوندا في هذا القطاع.

إعلان هوندا ونيسان.. بين التاريخ والواقع الحالي هوندا

تأسست شركة هوندا عام 1948 في مدينة هاماماتسو اليابانية على يد سويشيرو هوندا، الذي بدأ بتطوير محركات للمولدات العسكرية وتحويلها لدراجات نارية. وسرعان ما أصبحت هوندا أكبر مصنع للدراجات النارية في العالم منذ 1959، بإنتاج تجاوز 400 مليون وحدة بحلول 2019.

هوندا تعد واحدة من كبرى الشركات المصنعة لمحركات الاحتراق الداخلي عالميًا (شترستوك)

تعتبر هوندا أيضًا واحدة من أكبر الشركات المصنعة لمحركات الاحتراق الداخلي عالميًا، وتنتج أكثر من 14 مليون محرك سنويًا. وفي 2023، احتلت المرتبة الثامنة عالميًا في صناعة السيارات.

القيمة السوقية: 44.87 مليار دولار. الأصول: 196.7 مليار دولار. الإيرادات: 141.3 مليار دولار. الأرباح: 7.7 مليارات دولار.

 

نيسان

أنتجت نيسان أول سيارة لها عام 1914 تحت اسم داتسون، لكن اسمها الحالي لم يظهر إلا عام 1933. توسعت الشركة بشكل كبير في سبعينيات القرن الماضي، حين أصبحت أكبر مورد للسيارات إلى الولايات المتحدة.

ومع ذلك، شهدت نيسان مشاكل مالية بحلول أواخر التسعينيات، مما دفعها للدخول في شراكة مع شركة رينو الفرنسية عام 1999.

نيسان تعاني من أزمات مالية حيث أعلنت في 2024 عن خفض 9 آلاف وظيفة وتقليل الإنتاج العالمي بنسبة 20% (مواقع التواصل)

حاليًا، تعاني نيسان من أزمات مالية، فقد أعلنت في 2024 عن خفض 9 آلاف وظيفة وتقليل الإنتاج العالمي بنسبة 20% لتوفير 3 مليارات دولار. كما انخفضت حصتها في ميتسوبيشي، ووافقت الإدارة التنفيذية على تخفيضات في رواتبها.

القيمة السوقية: 11.79 مليار دولار. الأصول: 131.2 مليار دولار. الإيرادات: 87.7 مليار دولار. الأرباح: 3 مليارات دولار. التحديات والمنافسة

يهدف اندماج هوندا ونيسان إلى مواجهة منافسة شرسة من عمالقة السيارات مثل تويوتا اليابانية، و"بي واي دي" الصينية، وتسلا الأميركية.

إعلان

 وفي ما يلي، نظرة موجزة على المنافسين وفق أرقام مجلة فوربس، واستنادا إلى تقييمات حددت عند كتابة هذا التقرير.

تويوتا: القيمة السوقية: 262.8 مليار دولار. الأصول: 595.4 مليار دولار. الإيرادات: 311.9 مليار دولار. الأرباح: 34.2 مليار دولار. تسلا: القيمة السوقية: 1.23 تريليون دولار. الأصول: 109.2 مليارات دولار. الإيرادات: 94.7 مليار دولار. الأرباح: 13.7 مليار دولار. "بي واي دي": القيمة السوقية: 103.44 مليارات دولار. الأصول: 93.8 مليار دولار. الإيرادات: 83.2 مليار دولار. الأرباح: 4.2 مليارات دولار.

واندماج هوندا ونيسان يعزز موقعهما في سوق السيارات الكهربائية والهجينة، مع استغلال التكامل في الخبرات لتقليل التكاليف وتحسين قدراتهما التنافسية عالميًا.

أكبر 10 شركات صناعة سيارات في العالم من حيث القيمة السوقية

وفي ما يلي قائمة بأكبر 10 شركات صناعة سيارات في العالم من حيث القيمة السوقية لها وقت كتابة هذه السطور، وفقا لما ذكرته منصة "كامبانيز ماركت كاب".

تسلا: 1.23 تريليون دولار تويوتا: 262.85 مليار دولار شاومي: 111.49 مليار دولار بي واي دي: 103.44 مليارات دولار فيراري: 75.86 مليار دولار جنرال موتورز: 57.38 مليار دولار بورش: 54.67 مليار دولار مرسيدس بنز: 52.48 مليار دولار بي إم دبليو: 49.78 مليار دولار فولكس فاغن: 46.02 مليار دولار

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات شرکات صناعة السیارات السیارات الکهربائیة القیمة السوقیة ملیارات دولار هوندا ونیسان فی العالم من فی السیارات ملیار دولار بی وای دی عالمی ا من حیث

إقرأ أيضاً:

إيران وروسيا.. الاتفاق على صفقات نفطية بقيمة أربعة مليارات دولار

أعلنت وزارة النفط الإيرانية عن “توقيع 4 عقود بقيمة 4 مليارات دولار مع شركات روسية لتطوير 7 حقول نفطية”.

وأكد وزير النفط الإيراني، محسن باك نجاد، اليوم الجمعة، ” من بين المحاور المهمة في التعاون مع وروسيا، هو استيراد الغاز الروسي في المرحلة الأولى، وبعدها تصديره إلى دول أخرى من خلال آلية “المقايضة” أو “الترانزيت”.

وبحسب وكالة “تسنيم” الدولية للأنباء، قال محسن باك نجاد: “إن حجم التبادل التجاري السنوي الحالي بين البلدين يبلغ نحو خمسة مليارات دولار، وهناك خطط لرفعه إلى عشرة مليارات دولار، بناء على الأسس الموضوعة للتعاون”.

وكشف عن “توقيع 4 اتفاقيات مع شركات روسية لتطوير 7 حقول نفطية بقيمة إجمالية تبلغ 4 مليارات دولار، فضلا عن عدد من مذكرات التفاهم القابلة للتحول إلى اتفاقيات رسمية، والتي تخضع حاليا لمفاوضات مكثفة لإنجازها”.

وأوضح وزير النفط الإيراني أن “المفاوضات بشأن استيراد الغاز الروسي ومقايضته لا تزال مستمرة، ولم يتبق سوى عدد قليل من النقاط العالقة، على أن يُعلَن عن تفاصيل الكمية في المرحلة الأولى فور الانتهاء من التفاهمات النهائية”.

ومن جانبه، أكد سعيد توكلي، المدير التنفيذي لشركة الغاز الوطنية الإيرانية، أن “مشروع استيراد الغاز الروسي يهدف إلى تلبية احتياجات المناطق الشمالية من إيران التي تعاني من انخفاض الإنتاج المحلي، بالإضافة إلى الإسهام في تحويل إيران إلى مركز إقليمي للطاقة”.

وأشار توكلي إلى أن “التفاهمات مع الجانب الروسي وصلت إلى مراحل متقدمة، وتعتبر هذه الخطوة محورية في تفعيل استراتيجية إيران في مجال الطاقة ضمن أهداف “البرنامج التنموي السابع”.

ولفت إلى أن “المشروع لا يزال بحاجة إلى المزيد من الدراسات الدقيقة، لكن التفاهمات الجارية تسير في مسار إيجابي، وتُعد داعما رئيسيا في تسهيل التعاون الإقليمي في مجال الطاقة، منوها إلى أن التعاون مع دول الجوار الغربي، خصوصا العراق، يُعتبر مكملا للشراكات مع الشرق، بما يعزز بناء شبكة إقليمية فعّالة لنقل الغاز”.

وفي وقت سابق، التقى وزير النفط الايراني محسن باك نجاد، الذي يزور موسكو للمشاركة في الدورة الثامنة عشرة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين إيران وروسيا، نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك مساء الخميس وأجرى محادثات معه”.

واستعرض وزير النفط الايراني ونائب رئيس الوزراء الروسي، في الاجتماع الذي حضره سفير ايران في موسكو كاظم جلالي، وسفير روسيا في طهران أليكسي ديدوف، ومجموعة من أعضاء اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، “سبل تنفيذ الاتفاقية الاستراتيجية الشاملة طويلة الأمد والخطط المشتركة، لا سيما في مجالات الطاقة والنقل والتجارة”.

هذا “ويعد التعاون بين إيران وروسيا  في مجال النفط من المحاور الرئيسية في علاقاتهما الاقتصادية، وتعد كلتا الدولتين من أكبر منتجي ومصدري النفط والغاز في العالم، ما يعزز من إمكانية تعاونهما في تطوير البنية التحتية النفطية وتبادل التكنولوجيا والمعرفة”.

بالإضافة إلى ذلك، “هناك العديد من العقود والاتفاقيات التي تم توقيعها لتطوير مشاريع مشتركة في حقول النفط والغاز، بالإضافة إلى التنسيق داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) لضبط مستويات الإنتاج وأسعار النفط في السوق العالمية، حيث يسهم هذا التعاون في تعزيز استقرار السوق وتقوية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجههما على الصعيد الدولي”.

مقالات مشابهة

  • أخبار السيارات| مشاهير ظهروا بسيارة تسلا سايبرتراك في مصر.. نيسان سنترا كسر زيرو بأقل سعر
  • الرسوم الجمركية الأمريكية تفرض ضغوطا على صناعة السيارات النمساوية
  • محامي ملاك السيارات الصيني الكهربائية المتضررة: مش عارفين يرجعوا عربياتهم
  • شعبة السيارات: السيارات الكهربائية تعتمد على شحن خارجي والمواطنون استخدموها بشكل فردي
  • 25.7 مليار درهم الإنفاق على صيانة السيارات في الإمارات خلال 2024
  • ارتفاع مؤشر بورصة مسقط 1.39% .. والقيمة السوقية تتجاوز 27 مليار ريال في 2024
  • مصر وإيطاليا.. قفزة في التبادل التجاري بين مصر وإيطاليا تتجاوز الـ 6 مليارات دولار 2024.. "الرورو" و"ظهر".. مشروعات استراتيجية
  • إيران وروسيا.. الاتفاق على صفقات نفطية بقيمة أربعة مليارات دولار
  • مصر تخطط لجذب استثمارات بـ 7 مليارات دولار من الكويت خلال عامين
  • تركيا.. صادرات السيارات التجارية الخفيفة تتجاوز 1.5 مليار دولار