بسجون الأسد القمع للجميع .. تعذيب مسنين تجاوزا الثمانين
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
سرايا - طالت حتى شيوخا تجاوزا الثمانين من أعمارهم ، هكذا روى باسل ضويحي جانبا من معاناة المعتقلين داخل سجون النظام السوري المخلوع، مسلطا الضوء على التعذيب والإهانة التي تعرضوا لها حتى آخر يوم قضوه بسجن دير الزور المركزي.
وفي حديثه للأناضول، استعرض المواطن السوري تجربة اعتقاله التي استمرت 88 يوما، بينما وثقت عدسة الوكالة مشاهد من داخل السجن الذي تحتفظ جدرانه بقصص وآلام لا تزال تروي انتهاكات النظام البائد.
السجن الذي يبدو من الخارج كأنه بناء مهجور، يضم داخله زنازين للاعتقال والتعذيب، حيث تعرض آلاف المعتقلين لأبشع أنواع الانتهاكات.
تأتي هذه الشهادات بعد أن سيطرت فصائل سورية في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي على العاصمة دمشق، بعد أيام من إحكام قبضتها على مدن أخرى، منهية بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث و53 عاما من حكم عائلة الأسد.
** الإهانة حتى آخر لحظة
وفي شهادته، قال ضويحي إنه تعرض مع زملائه من المعتقلين لمعاملة قاسية وغير إنسانية من قبل ضباط وجنود النظام.
ولفت إلى أن هذه المعاملة غير الإنسانية تواصلت حتى آخر يوم قضوه بالسجن، ففي ذلك اليوم اقتحم عناصر الشرطة المدنية وقوات حفظ النظام الزنازين، واعتدوا عليهم بالضرب، وأطلقوا تجاههم قنابل غاز مسيل للدموع.
كما وجهوا لهم شتائم خادشة للحياء طالت الأمهات والأخوات، دون أي احترام لكبار السن، وفق ضويحي.
وأضاف: حتى المعتقلين المصابين الذين كانت أرجلهم مثبتة بأسياخ حديد، أجبروهم على الزحف في الممرات كعقاب. كل ذلك كان مصحوبا بكلام بذيء مهين .
وأوضح أن معظم المعتقلين كانوا كبارا في السن، راوحت أعمارهم بين الخمسينات والسبعينات، وبعضهم تجاوز الثمانين، لكن عناصر النظام استمروا رغم ذلك في إهانتهم دون أي احترام لشيخوختهم.
** سجود وقرفصاء 8 ساعات
واستطرد ضويحي عن المعاملة التي تعرضوا لها خلال الساعات الأخيرة داخل السجن، قائلا: أجبرونا على وضعية السجود لمدة 5 ساعات كاملة، وأيدينا مربوطة خلف ظهورنا. ثم أجبرونا على الجلوس في وضعية القرفصاء، مع وضع رؤوسنا بين أقدامنا، لمدة 3 ساعات أخرى .
وأضاف: كنا نعاني بشدة من هذه الوضعية المؤلمة من الجلوس. لم يُسمح لنا باستخدام الحمامات أو تناول الطعام. أثناء ذلك، أطلقوا علينا شظايا رصاص أصابت بعض المعتقلين في وجوههم، وأطلقوا الرصاص على آخرين .
وتابع: من بين المصابين شخص من دير الزور يدعى يوسف العبدون عمره 76 عاما، حيث أصيب برصاصة في رأسه دون مراعاة لشيخوخته .
وأشار إلى حالات أخرى من الانتهاكات، قائلا: كان هناك شخص من (مدينة) الميادين (بمحافظة دير الزور) يدعى أبو بكر، يعاني من كسر في ساقه، لكنهم أجبروه على المشي دون عكازات .
وأضاف: كذلك، كان هناك شخص آخر من (مدينة) القامشلي (بمحافظة الحسكة) لديه 4 أسياخ معدنية مثبتة في ساقيه. أحد عناصر النظام رفعه عن الأرض حتى تفتقت جروحه وسال الدم منها. ورغم حالته، أُجبر على المشي في الممرات دون رحمة أو شفقة .
** ضرورة محاسبة النظام بالكامل
المعتقل السابق شدد في حديثه على ضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون السورية بعهد نظام الأسد.
وأردف: النظام ظالم ومستبد وسيء، يجب أن يُحاسب كل النظام، ليس رأسه فقط بل حتى أذنابه الذين عاملونا بهذه الطريقة السيئة .
كما كشف ضويحي عن حادثة مروعة شهدها السجن دون أن يحدد تاريخها بدقة، قائلا: في هذه الساحة قُتل معتقلُ شاب برصاصة قناص أصابته في رأسه .
وتابع بهذا الخصوص: في تلك الليلة نفذنا حركة استعصاء داخل السجن، إذ أقدم بعض المعتقلين من قسم الأحداث على حرق القسم الطبي .
وأوضح أنه على إثر ذلك هاجمونا باستخدام غازات مسيلة للدموع، ما أدى إلى اختناق عدد من كبار السن، ولم يُسعف أحد منهم. كانت معاملة مؤلمة جعلتنا نشعر وكأننا لسنا سوريين .
وفي ختام حديثه، عبّر ضويحي عن امتنانه قائلا: الحمد لله أننا خرجنا سالمين بفضل الله أولا، ثم بفضل الجيش الحر وقيادته والشباب الأحرار الذين منحوا هذا البلد الحرية التي كنا نحلم بها منذ زمن .
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 885
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 03-01-2025 12:59 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
سوريا.. أرتال من وزارة الدفاع تدخل طرطوس لملاحقة فلول الأسد
أعلنت محافظة طرطوس غرب سوريا، الجمعة، وصول أرتال من قوات تابعة لوزارة الدفاع، دعما لقوات الأمن العام لمواجهة فلول نظام الأسد.
وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا" إن قوات وزارة الدفاع دخلت مدينة طرطوس دعما لقوات إدارة الأمن العام ضد فلول ميليشيات الأسد، ولإعادة الاستقرار والأمن للمنطقة.
وأضافت نقلا عن محافظة طرطوس أن "أرتال قوات وزارة الدفاع السورية دخلت مدينة بانياس لملاحقة فلول النظام البائد".
ومنذ مساء الخميس، تتداعى قوات أمنية وعسكرية من مناطق سورية عدة لدعم جهود التصدي للهجوم الواسع الذي تشنه مجموعات من فلول النظام المخلوع بمنطقة جبلة وريفها في محافظة اللاذقية شمال غرب البلاد.
والخميس، قتل وأصيب عدد من عناصر الأمن العام السوري، إثر هجمات متزامنة هي الأكبر منذ سقوط بشار الأسد نفذتها مجموعات مسلحة على نقاط وحواجز ودوريات في منطقة جبلة وريفها.
إثر ذلك، فرضت سلطات الأمن حظرا للتجوال وبدأت عمليات تمشيط بمراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الثاني 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وعقب ذلك، فتحت السلطات السورية مراكز للتسوية مع عناصر النظام المخلوع لتسليم السلاح، استجاب آلاف الجنود، فيما رفض بعض الخارجين عن القانون لاسيما في منطقة الساحل معقل كبار ضباط الأسد واختار الهروب والاختباء في المناطق الجبلية ونصب الكمائن ضد القوات الحكومية.