تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 في رسالطته إلى أهل قولسي، يكتب القديس بولس عن المسيح: «لقَد حَسُنَ لَدى الله أَن يَحِلَّ بِه الكَمالُ كُلُّه، وأَن يُصالِحَ بِه ومِن أَجلِه كُلَّ موجود مِمَّا في الأَرْضِ ومِمَّا في السَّمَوات وقَد حَقَّقَ السَّلامَ بِدَمِ صَليبِه» (قول 1: 19-20).

يشكّل هذا المقطع أساسًا لشكل الصليب المعروف باسم "الصليب الكوني"، الذي صُمِّم خصِّيصًا من قبل الفنانة ماريا رويس، حسب رغبة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، ليكون رمزًا لسنة يوبيل "حجاج الرجاء" في الأبرشيّة البطريركيّة الأورشليميّة.

هذا التصميم مُستوحى من أيقونة الصلب التي صمَّمتها الفنانة نفسها لكتاب القدّاس العربي الجديد، الذي صدر سنة 2022، والتي نجدها إلى جانب القانون الروماني للقداس. تتضمّن الأيقونة الأصلية كتابة مَجدلة ختام الصلاة الإفخارستية "فبالمسيح، ومع المسيح، وفي المسيح، نرفع إلَيكَ أيُّها الآب القدير، في وحدة الروح القدس، كلَّ إكرام ومَجد. إلى أبد الدهور. آمين".

العناصر الرئيسية للأيقونة
تُركِّز الصورة على المسيح المصلوب وهو في ذروة تضحيته، كما يصفها إنجيل يوحنا: "ثُمَّ حنى رَأسَهُ، وَأَسْلَمَ الروح" (يو 19: 30)

في أعلى الصليب، نجد الروح القدس على شكل حمامة، للدلالة على ما يدعوه التقليد الكنسي "العنصرة الأولى". فالفداء، الذي حقَّقه المسيح، يَسمح بتدفِّق الروح الذي يقود الكنيسة ويعضُدها في رسالتها. في هذه اللحظة المسيح يُسلِم روحه إلى الكنيسة المولودة من جنبه الطَعين.

على جانبي ذراعي الصليب، نجد تصويرًا للشمس والقمر. الشمس بألوان حمراء ملتهبة، والقمر بألوان زرقاء غامقة مثل الليل المظلم، وهذان يرمزان إلى الأجرام وجميع العناصر السماوية التي تشارك في عمل المسيح لإعادة الخلق، والذي تحقق في محبّته الـمُضحِّية.

أمّا في قاعدة الصليب، تحت قدمي المسيح، فنجد تصويرًا للأرض على شكل كرة أرضية بألوان بُنّية مُحمرَّة، مستحضرةً آلام البشرية وحياتها على مرّ العصور.

خلاص العالم والرجاء
تُعبّر أيقونة «الصَليب الكوني» عن شمولية خلاص السيّد المسيح، وهِبة المصالحة الممنوحة للبشريّة كلّها، من خلال محبته الواهبة للذات على الصليب. هذا الفداء الكوني هو بالضبط ما تحتفل به السنة اليوبيلية التي افتُتحت حديثًا.

إنّ وجه المسيح الصافي، الذي سما بالآلام، بالإضافة إلى خلفيَّة الصليب الذهبية الـمُشعّة، تستحضر الرجاء الذي يجسِّده شعار هذه السنة اليوبيليَّة. وهذا ما أعلنه البطريرك بيتسابالا لدى افتتاح سنة اليوبيل، زمن النعمة، في بازيليك البشارة بمدينة الناصرة.

وقال: «بالرجاء نخلص، كما يقول القديس بولس، والرجاء هو الصليب الذي هو علامة ليس فقط للآلام بل أيضًا للمحبة والحياة الممنوحة للآخرين. أمنيتي لأبرشيتنا وللجميع، هي أنّه وحيث يبدو كل شيء قد انتهى ومات، إلّا إنّنا في الصليب نخلص، وفي الرجاء نخلص. يجب أن نفتح أعيننا على الله الذي يأتي بيننا، وفي هذه السنة المقدسة نبدأ من جديد، ونقلب الصفحة من جديد، ونغفر، ونخلِّص بالصليب وبمحبة المسيح».
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس

إقرأ أيضاً:

تبادل الأسرى بين غزة وإسرائيل.. خطوات منظمة تحت إشراف الصليب الأحمر

وتبدأ العملية بتسليم الأسرى الإسرائيليين من قبل المقاومة الفلسطينية إلى طواقم الصليب الأحمر في غزة، وبعد اكتمال تسليم الأسرى الإسرائيليين، تبدأ عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين يتم نقلهم إلى معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة.

وهناك، تتولى حافلات وسيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي قادمة من غزة عملية نقلهم إلى مستشفى غزة الأوروبي.

ويخضع الأسرى المحررون لفحوص طبية في المستشفى للتأكد من حالاتهم الصحية قبل لقائهم بعائلاتهم ووسائل الإعلام.

تقرير: هشام زقوت

2/2/2025

مقالات مشابهة

  • في محراب القلوب.. رحلة الروح إلى بارئها
  • وزير الإسكان يتفقد الحي اللاتيني والمدينة التراثية بالعلمين الجديدة
  • عبد المسيح: دعم مطلق وغير مشروط لإنطلاقة العهد
  • "المسلماني" ..عودة الروح
  • «البابا تواضروس الثاني» يكشف كواليس جلسة نقاش بين الفريق عبد الفتاح السيسي ورموز المجتمع قبل بيان 3 يوليو 2013
  • كتّاب ونقاد يناقشون الترجمة وحوار الحضارات في اليوبيل المئوي لمجلة "فسيفسيت"
  • اختتام اليوبيل الـ250 لكنيسة سيدّة الغابة – بيت شباب
  • (خاص) فستان زفاف بألوان فلسطين يتلألأ في دورة القرن|رسالة فخر وجائزة تقديرية
  • معان .. تحرير يد طفل علقت في ماكينة فرم اللحم
  • تبادل الأسرى بين غزة وإسرائيل.. خطوات منظمة تحت إشراف الصليب الأحمر