ان قضايا منهجية التعرف علي الدين الكامل كانت ولا زالت وستظل هي القضية الكبري والمهمة ، واعظمها وعياً وادراكاً والذي واجب ان يعلم هو معرفة مقاصد الدين الحنيف .

فالانسان احد مخلوقات الله التي تجلت فيها قدرة الخالق من حيث التركيبة [[ فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ ]] الانفطار الاية (٨) [[ لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ ]] الاية ٤ سورة التين
ومن حيث الهدف فإنه المخلوق الذي استخلفه الله في الأرض ، وأمره بالعباة وهي نوعان :

عبادة رأسية مع الله وتتمثل بعد الإيمان به في الصلوات والزكوات والصيام والحج ، وهي أساس الدين وعماد بنائه ، والنوع الآخر هو عبادة اجتماعية تتمثل في علاقة الانسان بإخوانه وبالمخلوقات الاخري التي سخرت لأجله ، فالمسلم الحقيقي الجامع لخصال الاسلام هو كما قال صلي الله عليه وسلم: [[ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ]] أخرجه البخاري ” والمؤمن الكامل الجامع لخصال الإيمان من أحب نبيه باتباع ما أمر به واجتناب ما نهي عنه [[ لا يؤمن حتي اكون احب إليه من والده وولده والناس أجمعين ]] اخرجه مسلم ” ولا يكتمل ايماننا الا بحب الخير للناس [[ لا يؤمن احدكم حتي يحب لاخيه ما يحب لنفسه ]] اخرجه البخاري ولا يكتمل الإيمان الا بالعلاقات الحسنة مع الجيران [[ ما أمن من بات شبعان وجاره الي جنبه جائع وهو يعلم ]] اخرجه مسلم ” ، ولا يكتمل ايماننا الا بعد أن يأمن جيراننا شرورنا قال صلي الله عليه وسلم [[ ما أمن ، ما آمن ، ما آمن قال من يا رسول الله قال من لا يأمن جاره بوائقه ]] أخرجه مسلم .

ذكر للنبي صلي الله عليه وسلم امرأة تصوم النهار وتقيم اليل ولكنها تسئ الي جيرانها قال: هي في النار ]]
وعلاقتنا مع الحيوان مسؤلية قد تدخل النار وقد تدخل الجنة .

[[ امرأة دخلت النار في هرة ! حبستها حتي ماتت ! لا هي اطعمها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ]] .

وامرأة بغي ( زانية ) سقت كلبا كاد يموت من العطش فغفر الله لها وشكر لها ]] اخرجه الشيخان .

و [[ من قتل وزغا فله مئة درجة ]] كما قال صلي الله عليه وسلم .
بل والاعظم من ذلك ولعلم الكل ان أخطر ما يهلك الناس يوم القيامة ويوردهم النار هو أعمالنا وافعالنا مع المجتمع ؛ معاذ بن جبل قال لرسول الله صلي الله عليه وسلم: أوصني قال امسك عليك هذا وامسك عليه الصلاة والسلام بلسانه الشريف وجره الي الخارج قال أونآخذ بما نقول يا رسول الله قال : ثكلتك يا معاذ ما يكب الناس في النار علي مناخره الا بحصائد ألسنتهم ]] أخرجه الترمذي
ولتأكيد خطورة العبادات الاجتماعية وعظمتها عند الله قال صلي الله عليه وسلم لأصحابه يوما [[ أتَدرونَ من المُفلِسُ ؟ إنَّ المُفلسَ من أُمَّتي مَن يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ ، وزكاةٍ ، ويأتي وقد شتَم هذا ، وقذَفَ هذا ، وأكلَ مالَ هذا ، وسفكَ دمَ هذا ، وضربَ هذا ، فيُعْطَى هذا من حَسناتِه ، وهذا من حسناتِه ، فإن فَنِيَتْ حَسناتُه قبلَ أن يُقضَى ما عليهِ ، أُخِذَ من خطاياهم ، فطُرِحَتْ عليهِ ، ثمَّ طُرِحَ في النَّارِ ]] أخرجه مسلم
فالانسان لابد له من وسطية ليوازن بها بين مطالب الجسد ومطالب الروح وبين علاقته بربه وعلاقته بالمجتمع فالدين معاملات وهي شاملة للعقيدة والتعامل مع الله في العبادات والمعاملات التي تتمثل في القيم الأخلاقية .
لذا في حجة الوداع قال صلي الله عليه وسلم: [[ في خُطْبتِهِ يوْم النَّحر بِمنىً إنَّ دِماءَكُم ، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا ألا هَلْ بلَّغْت ] متفق عليه.
عصم الله دماء السودانيين واوقف الحرب ومكن للسلام.

# الدماء والأعراض والأموال غالية ومعصومة الا بالحق .
# لا للحرب نعم للسلام
# لا للكراهية نعم للتسامح

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: الإنسان العبادات بين عظمة وخطورة

إقرأ أيضاً:

حكم قول زمزم بعد الوضوء.. دار الإفتاء تجيب

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول ما حكم قول المسلم لأخيه "زمزم" بعد الوضوء؟ حيث يدَّعي البعض أنَّه لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا من أصحابه، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها.

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إن ما اعتاده الناس في مصر وغيرها من دعاء المسلم لأخيه بعد الوضوء بقوله "زمزم" هو من العادات المستحسنة؛ لأنه دعاء بالوضوء أو الشرب أو الاغتسال من ماء زمزم المبارك.

وذكرت دار الإفتاء أن مراد الداعي بذلك هو الدعاء بأداء الحج أو العمرة اللذين يشتملان على الشرب من زمزم؛ من باب إطلاق اللازم وإرادة الملزوم، وإنما اختار الناس ماء زمزم في الدعاء دون غيره لبركته وفضله على سائر المياه؛ فهو من الدعاء المستحب شرعًا.

وتابعت دار الإفتاء: إذ الدعاء عقب الوضوء مستحب، بالإضافة إلى ما اشتمل عليه من المعاني الجليلة، والمقاصد النبيلة؛ كدعاء المسلم لأخيه، وإدخال السرور على قلب المتوضئ، وإثارة لواعج الشوق إلى حرم الله وحرم نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وشحذ الهمم وبعث النوايا على أداء فريضة الحج والعمرة، ومناسبة ذلك لحال المتوضئ، وأما القول بأن ذلك بدعةٌ فهو قول باطل؛ لمخالفته لعموم أدلة الشرع، وتضييقه على الناس من غير حجة.

مقالات مشابهة

  • صلاة قيام الليل من أعظم العبادات.. أفضل الأدعية المستحبة
  • من كلّ بستان زهرة – 88 –
  • «اللهم رب الناس أذهب البأس».. دعاء المريض كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • المراد بالنصيحة في حديث النبي عليه السلام "الدِّينُ النَّصِيحَةُ"
  • كل كلام يقوله الإنسان محسوب عليه إلا 3 أمور فما هي؟.. علي جمعة يوضح
  • حكم زواج المتعة ومواضع النهي عنه
  • نائب رئيس جامعة الأزهر يحذر من الإسراف في الأدوية دون استشارة الأطباء
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • دار الإفتاء تحذر من هذا الأمر حتى لا يبتليك الله
  • حكم قول زمزم بعد الوضوء.. دار الإفتاء تجيب