لبنان ٢٤:
2025-04-08@19:16:38 GMT

رصاص العار في لبنان.. طقوس مميتة تهدد الأبرياء

تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT

منذ سنوات وسنوات لم يتخل اللبنانيون بعد عن ظاهرة تحويل السماء إلى حلبة ومعركة طائشة تشهد إطلاق نار للتعبير عن الفرح أو الحزن، إذ لا تزال هذه الظاهرة تمثّل إلى حدّ اليوم تهديدًا كبيرًا لأرواح المدنيين، مخلفة قتلى وجرحى.. فهل من المعقول أن يبقى الرصاص سيد التعبير في وطن أنهكته الحروب؟ وهل من المعقول أن نبقى أسرى هذه الظاهرة البشعة التي تختزل الفرح والحزن في لغة الموت؟ كم من أب دفن طفله، وكم من أم جفّت عيناها بالدموع لأن رصاصة طائشة اختارت أن تخطف حياة أحبّائها؟ إنه عتب على مجتمع لم يزل يحتفي بالبربرية ويبرر الجنون، وذمٌ لثقافة تجعل من الفوضى طقسًا مقدسًا.

ألم يحن الوقت لنفهم أن أصوات الرصاص لا تبني أمانًا ولا تصنع فرحًا، بل تدمّر حياة وتخلّف جروحًا لا تندمل؟

وعليه، لم تمضِ احتفالات رأس السنة دون تسجيل مأساة جديدة في لبنان، حيث أصيبت الطفلة ساجدة شومان، البالغة من العمر ست سنوات، في منطقة وادي خالد بعكار جراء رصاصة طائشة أطلقت خلال إطلاق نار كثيف شهدته عدة قرى ومدن. ورغم التحذيرات المتكررة من السلطات لتجنب هذه الظاهرة المدمّرة، إلا أن الاحتفالات تحوّلت مرة أخرى إلى كارثة، مخلفة حزنًا عميقًا في قلوب عائلة الطفلة.
لم تقتصر الأضرار على الأرواح فقط، بل طالت ألواح الطاقة الشمسية ونوافذ السيارات، ما يبرز حجم الفوضى الناجمة عن هذه العادات الخطرة، ويبقى السؤال هنا: إلى متى سيستمر هذا النزيف العبثي الذي يسرق أرواح الأبرياء ويهدد أمن المجتمع؟

وحسب إحصاءات "الدولية للمعلومات" فإن هذه الظاهرة أودت بحياة 81 شخصًا وأصابت 169 آخرين خلال العقد الماضي، بمعدل سنوي يثير القلق يصل إلى سبعة قتلى و15 جريحًا.

هذه الأرقام المؤلمة ليست مجرد إحصاءات، بل تجسيد لمعاناة عائلات فقدت أحباءها بسبب عادات قديمة تحوّلت إلى تهديد دائم للأمن والسلامة. وعلى الرغم من الفوضى الكبيرة يؤكّد مصدر أمني لـ"لبنان24" أنّ القوى الأمنية تمكنت خلال الساعات الأولى من العام 2025 من القبض على العشرات من الذين تسببوا ببث حالة من الهلع في صفوف المواطنين من خلال إطلاق النار.

ويشير المصدر إلى أنّ القوى الامنية تعمل على قدم وساق لفرض القانون، الذي يعتبر أنّه يجب أن يكون الرادع الاول والاخير في منع استمرار هذه الظاهرة، إذ من الضروري تشديد العقوبات لتردع الآخرين.

وعلى الرغم من ذلك، يلفت المصدر الأمني لـ"لبنان24" إلى أن "ظاهرة إطلاق العيارات النارية العشوائية، التي تخلّف ضحايا سنويًا، تستمر في تحدي القانون والمجتمع على حد سواء. ورغم إقرار مجلس النواب قانونًا يجرّم إطلاق النار في الهواء، إلا أن تطبيقه يواجه عقبات كبيرة تحول دون الحد من هذه الممارسات المدمرة.

وأشار المصدر إلى أن واحدة من أبرز التحديات تتمثل في صعوبة تحديد هوية مطلقي النار، حيث يُنفّذون أفعالهم في لحظات عشوائية وسط حشود أو أماكن مختلفة، ما يجعلهم يفلتون من العقاب. هذا الإفلات يُرسّخ شعورًا بالإفلات من المسؤولية، ويُسهم في استمرارية الظاهرة التي تحصد الأرواح وتُخلّف الأضرار".

وأضاف المصدر أن غياب الوعي المجتمعي واللامبالاة تجاه خطورة هذه الظاهرة يزيدان من تعقيد المشكلة. فعلى الرغم من حملات التوعية والتحذيرات المستمرة، إلا أن البعض لا يزال يعتبر إطلاق النار في الهواء تعبيرًا عن الفرح أو الحزن، دون إدراك العواقب المأسوية التي قد تنجم عنها.
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذه الظاهرة

إقرأ أيضاً:

غارة إسرائيلية تقتل شخصين وتصيب عاملين سوريين بجنوب لبنان

أودت غارة جوية إسرائيلية على بلدة زبقين في جنوب لبنان، اليوم الأحد، بحياة شخصين على الأقل، فيما أصيب عاملان سوريان، وفق مصادر رسمية ومحلية.

وكشفت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن الغارة الإسرائيلية استهدفت حفارة تعمل في استصلاح الأراضي، بالإضافة إلى سيارة مجاورة، ما أدى إلى مقتل سائق الحفارة وصاحبها، بينما أصيب العاملان السوريان اللذان كانا في موقع العمل.

وتأتي هذه الضربة ضمن سلسلة استهدافات متواصلة تشهدها مناطق متفرقة من جنوب لبنان وشرقه، على الرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار -الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- حيز التنفيذ.

من جهته، زعم المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على منصة "إكس" أن الغارة استهدفت "عنصرين من حزب الله" كانا يعملان -وفق الرواية الإسرائيلية- على "إعادة بناء بنى تحتية إرهابية" باستخدام آلية هندسية في منطقة زبقين.

وحتى السبت، ارتكبت إسرائيل 1384 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار، مخلفة 117 قتيلا على الأقل و366 جريحا، وفق البيانات الرسمية.

وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان في 23 سبتمبر/أيلول 2024، قتلت خلاله أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت 17 ألفا آخرين، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

إعلان

مقالات مشابهة

  • لبنان: جريح بنيران الاحتلال في ميس الجبل
  • استجابةً للتحديات التي تواجه صناعتها... إطلاق تجمّع منتجي الدراما في لبنان
  • مسؤول أممي: وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل يحتاج لمسار سياسي
  • تفاصيل تعديلات المقترح المصري بشأن وقف إطلاق النار بغزة
  • صحيفة تكشف تفاصيل المقترح المصري المعدّل لوقف حرب غزة‎
  • غارة إسرائيلية تقتل لبنانيا في الجنوب
  • قتيلان إثر غارة إسرائيلية في جنوب لبنان
  • غارة إسرائيلية تقتل شخصين وتصيب عاملين سوريين بجنوب لبنان
  • قتيلان في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان  
  • تحرك مصري جديد لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة