رصاص العار في لبنان.. طقوس مميتة تهدد الأبرياء
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
منذ سنوات وسنوات لم يتخل اللبنانيون بعد عن ظاهرة تحويل السماء إلى حلبة ومعركة طائشة تشهد إطلاق نار للتعبير عن الفرح أو الحزن، إذ لا تزال هذه الظاهرة تمثّل إلى حدّ اليوم تهديدًا كبيرًا لأرواح المدنيين، مخلفة قتلى وجرحى.. فهل من المعقول أن يبقى الرصاص سيد التعبير في وطن أنهكته الحروب؟ وهل من المعقول أن نبقى أسرى هذه الظاهرة البشعة التي تختزل الفرح والحزن في لغة الموت؟ كم من أب دفن طفله، وكم من أم جفّت عيناها بالدموع لأن رصاصة طائشة اختارت أن تخطف حياة أحبّائها؟ إنه عتب على مجتمع لم يزل يحتفي بالبربرية ويبرر الجنون، وذمٌ لثقافة تجعل من الفوضى طقسًا مقدسًا.
ألم يحن الوقت لنفهم أن أصوات الرصاص لا تبني أمانًا ولا تصنع فرحًا، بل تدمّر حياة وتخلّف جروحًا لا تندمل؟
وعليه، لم تمضِ احتفالات رأس السنة دون تسجيل مأساة جديدة في لبنان، حيث أصيبت الطفلة ساجدة شومان، البالغة من العمر ست سنوات، في منطقة وادي خالد بعكار جراء رصاصة طائشة أطلقت خلال إطلاق نار كثيف شهدته عدة قرى ومدن. ورغم التحذيرات المتكررة من السلطات لتجنب هذه الظاهرة المدمّرة، إلا أن الاحتفالات تحوّلت مرة أخرى إلى كارثة، مخلفة حزنًا عميقًا في قلوب عائلة الطفلة.
لم تقتصر الأضرار على الأرواح فقط، بل طالت ألواح الطاقة الشمسية ونوافذ السيارات، ما يبرز حجم الفوضى الناجمة عن هذه العادات الخطرة، ويبقى السؤال هنا: إلى متى سيستمر هذا النزيف العبثي الذي يسرق أرواح الأبرياء ويهدد أمن المجتمع؟
وحسب إحصاءات "الدولية للمعلومات" فإن هذه الظاهرة أودت بحياة 81 شخصًا وأصابت 169 آخرين خلال العقد الماضي، بمعدل سنوي يثير القلق يصل إلى سبعة قتلى و15 جريحًا.
هذه الأرقام المؤلمة ليست مجرد إحصاءات، بل تجسيد لمعاناة عائلات فقدت أحباءها بسبب عادات قديمة تحوّلت إلى تهديد دائم للأمن والسلامة. وعلى الرغم من الفوضى الكبيرة يؤكّد مصدر أمني لـ"لبنان24" أنّ القوى الأمنية تمكنت خلال الساعات الأولى من العام 2025 من القبض على العشرات من الذين تسببوا ببث حالة من الهلع في صفوف المواطنين من خلال إطلاق النار.
ويشير المصدر إلى أنّ القوى الامنية تعمل على قدم وساق لفرض القانون، الذي يعتبر أنّه يجب أن يكون الرادع الاول والاخير في منع استمرار هذه الظاهرة، إذ من الضروري تشديد العقوبات لتردع الآخرين.
وعلى الرغم من ذلك، يلفت المصدر الأمني لـ"لبنان24" إلى أن "ظاهرة إطلاق العيارات النارية العشوائية، التي تخلّف ضحايا سنويًا، تستمر في تحدي القانون والمجتمع على حد سواء. ورغم إقرار مجلس النواب قانونًا يجرّم إطلاق النار في الهواء، إلا أن تطبيقه يواجه عقبات كبيرة تحول دون الحد من هذه الممارسات المدمرة.
وأشار المصدر إلى أن واحدة من أبرز التحديات تتمثل في صعوبة تحديد هوية مطلقي النار، حيث يُنفّذون أفعالهم في لحظات عشوائية وسط حشود أو أماكن مختلفة، ما يجعلهم يفلتون من العقاب. هذا الإفلات يُرسّخ شعورًا بالإفلات من المسؤولية، ويُسهم في استمرارية الظاهرة التي تحصد الأرواح وتُخلّف الأضرار".
وأضاف المصدر أن غياب الوعي المجتمعي واللامبالاة تجاه خطورة هذه الظاهرة يزيدان من تعقيد المشكلة. فعلى الرغم من حملات التوعية والتحذيرات المستمرة، إلا أن البعض لا يزال يعتبر إطلاق النار في الهواء تعبيرًا عن الفرح أو الحزن، دون إدراك العواقب المأسوية التي قد تنجم عنها.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذه الظاهرة
إقرأ أيضاً:
الحوثي يمهل الوسطاء 4 أيام لإدخال المساعدات إلى غزة قبل استئناف الهجمات البحرية
صعّد زعيم حركة "أنصار الله" في اليمن، عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خطابه، مهددًا تل أبيب باستئناف العمليات العسكرية، بما فيها البحرية، ما لم يتم إدخال المساعدات إلى قطاع غزة بشكل عاجل. وأمهل الوسطاء "أربعة أيام" للضغط على تل أبيب.
وقال الحوثي في كلمة متلفزة: "سنعطي للوسطاء مهلة 4 أيام، وسنقوم باستئناف عملياتنا البحرية ضد العدو إذا لم يدخل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة". مشددًا على أن قيود إسرائيل المفروضة على المعابر ستتسبب بعودة الحرب.
وأشار إلى أن الحوثيين، أمام "التصعيد الإسرائيلي"، يتجهون لإعلان موقف واضح في دعمهم للشعب الفلسطيني، مؤكدًا على أنهم "لن يقوموا بالتفرج على ما يحصل من تجويع سكان قطاع غزة".
وأضاف زعيم الحركة اليمنية أن تل أبيب تماطل ولا تفي بالتزاماتها، لاسيما في الملف الإنساني.
الناطق باسم الحوثيين يحيى السريع ينشر مقطع فيديو للحوثي وهو يهدد إسرائيل باستئناف القتال ما لم يتم إدخال المساعدات لغزةوأكد الحوثي عدم وجود بوادر للسلام، قائلًا إن ما يحصل من تصعيد في الضفة الغربية والقدس دليل على أن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية "بعيدتان عن مسار السلام".
وفي خطاب سابق، كان الحوثي قد لوّح بأن عودة الحرب الإسرائيلية على غزة سيصاحبها "عودة النار إلى كافة الأراضي الإسرائيلية، وفي مقدمتها يافا"، قائلًا "سنتدخل بالإسناد بمختلف المسارات العسكرية".
Relatedالحوثيون يهددون باستهداف السفن الأمريكية والبريطانية المتجهة لإسرائيل إذا حاول البلدان ضرب اليمنالحوثيون يرحبون باتفاق وقف إطلاق النار في غزة ويتعهدون بوقف عملياتهم العسكريةآلاف اليمنيين يخرجون ضد مقترح ترامب بشأن غزة والحوثيون يجددون تحذيراتهموكان الحوثيون قد شاركوا منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 في القتال ضمن ما سُمي بـ"معارك إسناد غزة" التي شملت لبنان والعراق أيضًا. وبرز دورها في الهجمات البحرية على السفن الأجنبية في البحر الأحمر.
وبعد انسحاب حزب الله، الذي يعدّ اللاعب الأساسي في "جبهات الإسناد"، بموجب وقف إطلاق النار مع لبنان، واصل الحوثيون هجماتهم على تل أبيب، واستمروا بذلك حتى وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأحد 19 يناير 2025.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، قد أعلن الثلاثاء، أن واشنطن صنفت الحوثيين في اليمن كـ"منظمة إرهابية أجنبية" بشكل رسمي، وذلك بعد توقيع الرئيس دونالد ترامب أمرًا تنفيذياً بهذا الشأن في 22 يناير/كانون الثاني الماضي.
ويفرض التصنيف قيودًا صارمة على أي شخص يقدم "دعمًا ماديًا" للجماعة. إذ يعتبر الزعيم الجمهوري أن تراخي بايدن السابق مع الحوثيين دفعهم إلى إطلاق النار على سفن حربية أمريكية عدة مرات، واستهداف السفن التجارية أكثر من 100 مرة، فضلًا عن هجومهم على البنية التحتية المدنية في الدول الشريكة.
هيئة البث الإسرائيلية: نتنياهو يقول إن الحرب هي الخيار المطروح على الطاولةتأتي هذه التطورات بعدما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، الجمعة، بأن المستوى السياسي أوعز للمستوى العسكري الاستعداد لاستئناف القتال بشكل فوري في قطاع غزة.
ونقلت هيئة البث عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن حماس غير معنية بتطبيق مقترح مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، كما أن تل أبيب لا تريد التفاوض بناء على شروط الاتفاق السابق.
وأردفت بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال إن استئناف الحرب هو الخيار المطروح على الطاولة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق عدة في جنوب لبنان زيلينسكي يطالب بوقف القصف الجوي والبحري عقب الهجوم الروسي المكثف هراوات وقنابل الغاز في مواجهة مسيرة تنادي بالخلافة الإسلامية في بنغلاديش غزةإسرائيلاليمنالبحر الأحمرالحوثيونالمساعدات الإنسانية ـ إغاثة