يعرف الجميع عن الفيوم انها بلد السواقى وبحيرة قارون وعين السيليين وحديثا شلالات وادى الريان والمحمية الطبيعية، ووادى الحيتان، وقرية تونس مؤخرا، ولا يعلم الكثيرين إن الفيوم بها ثلاث أهرامات – هوارة -اللاهون - سيلا وهذه الاهرامات لها شهرة كبيرة فى الأوساط العلمية  تضارع فيها اهرامات الجيزة بل انها تفردت عنها فى مادة البناء ومداخل مختلفة الاتجاه وممرات معقدة وحجرات دفن متميزة.

هرم هوارة واحد من اهرامات الفيوم الثلاثة وهو من اهم الاهرامات فى مصر والذى تم اقامته فى عصر الدولة الوسطى وبالتحديد عصر الملك أمنمحات الثالث من الاسرة 12 و يبعد 9 كم جنوب شرق مدينة الفيوم  وهو من الطوب اللبن المكسيى بالحجر الجيرى و كان الارتفاع الاصلي للهرم 58 متر وطول كل ضلع 105 متر ،ويقع مدخل الهرم فى الناحية الجنوبية  ويحتوي الهرم على دهاليز وممرات وحجرات كثيرة ، تنتهي بحجرة الدفن . وجد بها تابوتا حجريا ضخما من قطعة واحدة من حجر الكوارتزيت يصل وزنها إلى 110 طن، باب الغرفة كان مغلقا بحجر ضخم يغلقا ساقطا عن طريق تسريب رمل تحته إلى غرفتين صغيرتين جانبيتين . لم يستطع اللصوص دخول حجرة التابوت من هذا الباب و لكن تمكنوا من الوصول إليها عن طريق فتحة في السقف ، ونهبوها وحرقوا ما فيها من أثاث جنائزى.
وتمكن العالم الانجليزى وليم فلندرز بترى من الدخول الى حجرة الدفن فى عام 1889 ووجد بها مياة تحت السطحية ارتفاعها حوالى 40 سم وبعد 105 سنة وبالتحديد فى عام 1994 أعاد احمد عبد العال مدير عام اثار الفيوم الاسبق افتتاح الهرم ولكن فوجئ بان المياه تحت السطحية وصلت الى المدخل ومن يومها ووزارة الاثار وبعض الجهات العلمية تجرى ابحاثها لتخفيض منسوب المياه للوصول الى حجرة الدفن , ومنذ عدة  سنوات تقوم  بعثة المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بأعمالها فى المنطقة لدراسة وتخفيض المياه تحت السطحية  الموجودة بالهرم والتى تحول دون الدخول الى حجرة الدفن بالهرم .

هرم اللاهون  
وثانى هذه الاهرامات هو هرم اللاهون والذى  بناه الملك سنوسرت الثاني من الأسرة 12, من الطوب اللبن فوق ربوة عالية ارتفاعها 12 مترا على مشارف مدينة اللاهون والتي تبعد 22 كيلو مترا عن مدينة الفيوم. وكان مكسوا بالحجر الجيري ويبلغ ارتفاعه 48 متراً وطول قاعدته 106 متر ويقع مدخله في الجانب الجنوبي . وقد عثر بداخله على "الصل"  الذهبي الذي كان يوضع فوق التاج الملكى. اكتشفت بجوار الهرم مصطبة مقبرة الأميرة سات حتحور أيونت ومقبرة مهندس الهرم إنبى في الجنوب و8 مصاطب كانت مقابر لأفراد الأسرة المالكة، وفي منطقة الهرم توجد جبانة اللاهون ومدينة عمال اللاهون.
حجرة الدفن الملكية فى هرم اللاهون بالفيوم اصبحت من اهم المزارات الاثرية  التى يفد اليها الزوار من الاجانب والمصريين منذ اعادة  افتتاحها لاول مرة للزوار فى عام 2019 فى بعثة مصرية برئاسة سيد الشورة مدير عام اثار الفيوم الاسبق وباشراف اشرف صبحى رزق الله مدير عام اثار الفيوم الحالى .
وحجرة الدفن من حجرالجرانيت الوردى ولها سقف مقبى مما يجعلها من اندر حجرات الدفن الملكية فى الاهرامات المصرية والتابوت يقع فى الطرف الغربى لحجرة الدفن ووجد بدون غطاء ويزن حوالى 6 اطنان .وقبل حجرة الدفن على اليسار يوجد رسم "جرافيتى" لرئيس العمال الذى عمل مع العالم الانجليزى وليم فلندرز بترى يؤرخ فى 10 يونيو 1889 - تاريخ دخولهم للهرم .
و الوصول الي حجرة الدفن  من خلال بئر يقع فى الناحية الجنوبية للهرم ويطلق عليها مقبرة رقم 10 وعمق هذا البئر 16 متر من سطح الارض ثم من خلال ممرات منحوته فى الصخر طولها الى 61 متر يتخللها بئر للتهوية يقع على حافة بناء الهرم وحول حجرة الدفن ممرات اخرى طولها 63 متر على خمسة اضلاع .ويتقدم حجرة الدفن حجرة للاثاث الجنائزى على يسار الداخل .
وثالث هذه الاهرامات هو هرم سيلا  في  جبل الروس شمال شرق الفيوم على بعد حوالى 10كم شمال شرق قرية سيلا و9 كيلو متر  جنوب غرب قرية فيلادلفيا-  جرزة أو كوم الخرابة الكبير- , وعلى بعد 10,5كيلو متر غرب هرم ميدوم.  وقد أعتقد الباحث الالمانى بورخارت أن هذا الهرم يرجع إلى عصر الأسرة الثالثة, وهو من عمل بالمنطقة لفترة وجيزة عام 1898 واستطاع من خلالها التأكيد على كونه هرم, وأستطاع أيضاً أن يسوق النتائج الأثرية و التي تعرف عن هذا الهرم حتى وقت قريب.
مع أول مواسم عمل البعثة الأمريكية فى جامعة برجهام يونج بالمنطقة عام 1981 أعطى ليونارد ليسكو  طول ضلع القاعدة 30م في الكساء الخارجي من كل الاتجاهات وأن مدرجات الهرم قطعت في صخر الجبل الأصلي  التي تنتمى إلى عصر البلايوسين.
وبعد قيام البعثة الأمريكية بمزيد من الحفائر و الكثير من الدراسات استطاعت تحديد أبعاد الهرم الحقيقية, حيث يبلغ طول ضلع القاعدة 30 متر  و ارتفاعه  21.5 متر  و زاوية ميله 76 درجة, وأنه قد بُنى من الحجر الجيري مع التأكيد على أنه هرم مدرج يتكون من أربع درجات وكان له كساء خارجي.
      وكان من أهم نتائج عمل البعثة الأمريكية أيضا خلال موسم حفائر عام 1987 برئاسة العالم الامريكى ولفريد  جريجس ومرافقه سيد الشورة مفتش الاثار وقتها أن تثبت أن الملك سنفرو هو من أقام هذا الهرم في أقصى الشمال الشرقي لإقليم الفيوم على ربوة مرتفعة حيث عثرت على لوحة من الحجر الجيري تحمل نقش به خرطوش للملك سنفرو أول ملوك الأسرة الرابعة( 2575: 2551ق.م).

 

 

الدكتور زاهى حواس امام هرم هواره جبل الروس فى سيلا حجرة الدفن فى هرم اللاهون لوحة تحمل اسم سنفرو عثر عليها فى هرم سيلا مدخل هرم هواره ممرات مؤدية الى حجرة الدفن فى هرم اللاهون هرم سيلا هرم هوارة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفيوم هوارة اللاهون سيلا بحيرة قارون الى حجرة الدفن هرم اللاهون فى هرم

إقرأ أيضاً:

باحث: الطب صناعة فرعونية.. اهتمام خاص بعلم التخدير والأسنان

أكد الدكتور رؤوف رشدي، صاحب دراسة الطب في مصر القديمة، أن الطب صناعة فرعونية والفراعنة علموا علم الإدارة والموارد البشرية، موضحًا أن مصر خرجت من ساحر القبيلة والذي كان يتعامل مع المريض على أنه يعاني من غضب من الطبيعة، وكان في الفراعنة أطباء بطنه وأسنان وكان يحدث ذلك من قبل أطباء، وكان الكاهن يعالج الأزمات والأمراض النفسية.

 

وشدد "رشدي"، خلال لقائه مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، على أنه ثبت أنه كان هناك أطباء جراحين وتخصصات طب مختلفة بعهد الفراعنة، مؤكدًا أن أمحوتب أبو الطب وليس أبقراط كما يدعي البعض في الغرب، موضحًا أن الأجداد تعاملوا مع المرض كمرض بالتفكير بطريقة منطقية عن الأسباب وتم إجراء مراجعة للأسلوب الذي يؤدي إلى الشفاء.

 

ونوه بأن كرسي الولادة بدأ من الحضارة المصرية وتطور بعد ذلك، مؤكدًا أن التحنيط كشف للمصري القديم أعضاء الجسم وتعرفوا على الرحم، متابعًا: "الطب التعويي نشأ لسبب ديني بأن لابد أن يكون الجسد كامل.. التفكير في الطب التعويضي بدأ في الأسرات القديمة للفراعنة".

 

وأشار إلى أنه كان هناك اهتمام خاص بعلم التخدير، وايضًا طب الأسنان كان هناك اهتمام كبير به، وكان هناك طب متكامل في الحضارة المصرية القديمة.

مقالات مشابهة

  • باحث: الطب صناعة فرعونية واهتمام خاص بعلم التخدير والأسنان
  • شجر الدر.. حكايات من تراثنا فعالية تراثية بمتحف الحضارة- (صور)
  • كيفية وضع الميت عند الدفن في القبر.. الطريقة الشرعية
  • باحث: الطب صناعة فرعونية.. اهتمام خاص بعلم التخدير والأسنان
  • كيفية الدعاء للميت بعد الدفن.. أهم ما يقال عند القبر
  • خبير استراتيجي: الطبيعة الجبلية أثرت على أهل اليمن
  • قشقوش: الحضارة الإنسانية نمت في اليمن بحكم موقعه الجغرافي «فيديو»
  • محمد قشقوش: اليمن جزء أصيل من الحضارة الإنسانية وأحد معاقلها
  • منها«شلالات اللهب وبئر الجحيم».. 8 أماكن غريبة لا يصدقها عقل حول العالم