بقلم صلاح الباشا
لازالت الوسايط التي نشرنا فيها النعي الأليم لوفاة استاذنا الجليل واستاذ الأجيال بودمدني بابكر سربل الذي وافته المنية بالاسكندرية وما احدثه هذا الخبر الحزين في نفوس أبناء ودمدني في الدنيا كلها .. فقد ارسل لي صديقي ودفعتي المهندس هاشم عبدالسلام الحاج أحمد المقبول سليل أسرة السناهير بودمدني والمقيم بمنزله بالثورة ام درمان وقد هزه حدث صحفي عن معلم ما .
والمقال كالتالي:
كبير إستشاري أمراض القلب في المستشفى الملكي بلندن .
الدكتور الشهير ضياء كمال الدين
دخل القاعة لحضور حفل تكريمه إثر زيارته للقاهرة بعد غياب دام اكثر من 15 عام .
وعند مدخل القاعة استوقفه منظر بائع جرائد كبير السن مفترشا جرائده على الرصيف .
اغلق الطبيب عينيه ثم سرعان مافتحهما .
تذكر ملامح هذا الرجل العجوز المحفورة في ذهنه .
جرجر نفسه ودخل القاعة ثم جلس بهدوء وهو لم يزل يفكر ببائع الجرائد
عندما نودي على الدكتور لتقليده وسام الابداع من الدرجة الاولى قام من مكانه ، لكنه لم يتوجه الى المنصة بل توجه الى خارج القاعة وسط ذهول وحيرة الجميع .
اقترب من بائع الصحف وتناول يده فسحبها
رد عليه البائع قائلاً :
ارجوك اتركني اتوسل اليك اني اعيل عائلة واعدك بأنني سأغادر المكان ولن أفترش هنا مرة اخرى .؟
رد عليه الدكتور بصوت مخنوق :
انت اصلآ لن تفترش لا هنا ولا بأي مكان مرة اخرى لكني أرجوك تعال معي لندخل القاعة ارجوك .
ظل البائع يقاوم والدكتور يمسك بيده وهو يقوده الى داخل القاعة ... تخلى البائع عن المقاومة وهو يرى عيون الدكتور تفيض بالدموع وقال له :
مابك يا بني ؟
لم يتكلم الدكتور وواصل طريقه الى المنصة وهو ممسك بيد بائع الجرائد والكل ينظر اليه في دهشة ثم انخرط في موجة بكاء حارة واخذ يعانق الرجل ويقبل راسه ويده ويقول :
مازلت لا تعرفني يا استاذ "خليل "؟
قال : لا والله يا ابني العتب على النظر .
فرد الدكتور وهو يكفكف دموعه :
انا تلميذك "ضياء كمال الدين" في الاعدادية المركزية .
هل تذكرتني . لقد كنت الاول دائمآ . وكنت انت من يشجعني ويتابعني سنه 1966 يا استاذي الفاضل .
نظر الرجل الى الدكتور واحتضنه
تناول الدكتور الوسام وقلده للاستاذ وقال للحضور :
هؤلاء هم من يستحقون التكريم ... والله ما ضعنا وتخلفنا وجهلنا إلا بعد إذلالنا لهم ... وإضاعة حقوقهم وعدم إحترامهم وتقديرهم بما يليق بمقامهم وبرسالتهم السامية .
انه الاستاذ خليل علي استاذ اللغة العربية في الاعدادية
قصة حقيقية
تصوير واقعي .
إنتهي ؛؛؛
وقد رددت علي الاخ المهندس هاشم عبدالسلام بعد ان إنفعلت بعمق مع قصة الدكتور واستاذه .. فكتبت له الرسالة التالية:
....
وانا ايضا كنت مدرس لخمس سنوات في بيت المال بأم درمان خلال دراستي بحامعة القاهرة. ولايزال العديد من تلاميذي وقد تلاحقت الكتوف متواصلين معي ويذكرونني بالخير الكثير ومعظمهم بروفيسورات واخصائيين ومهندسين ومحامين وقضاة ومحاسبين واداريين واستاذة جامعات ومهن اخري عديدة حتي التجار منهم.
وتحياتي
صلاح الباشا
القاهرة
abulbasha009@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
نقوش على جدار الزمن والرحلة …!!
بقلم - صديق السيد البشير *
siddigelbashir3@gmail.com
(1)
أثارت إنتباهي منذ رأيتها أول مرة داخل قاعة بروفيسور علي شمو بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الإمام المهدي في السودان، أما شمو فهو خبير إعلامي سوداني، أما هي فيبدو أن ولوجها للقاعة كانت بدافع المحبة للإعلام، دراسة آنية، وممارسة مستقبلية، هكذا كانت شموخ مبارك تثير إهتمامي، تجمعنا محبة الصحافة والثقافة والفنون، فنون الأداء الصوتي، حين طلبت من طلاب وطالبات السنة الثالثة إعلام لذات الجامعة المذكورة آنفا، نماذج عملية لما درسوه من فنون الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، ضمن ثلاث دفعات متراكمة بفعل الحرب في السودان، كانت تقدم لي مادة صوتية، فكرة وكتابة وتحريرا وأداء بهاتفها النقال، كانت تطبق معارف أساسية لما يعرف بصحافة الموبايل، لصناعة محتوي، قدمت لي بودكاست، اسمته (تفاؤل)، بهدف تقديم رسائل توعوية.
أمنيات ودعوات بالريادة والتميز مع جديد المشروعات في قادم السنوات.
(2)
جمعتني به محبة اليراع ولاقط الصوت وسحر العدسة منذ سنوات خلت، هذا إلى جانب العشق الخاص للإنتاج الحديث للموجات والشاشات والمنصات، تخرج أحمد يوسف دياب في قسم الموسيقى بجامعة جوبا عام ألفين وسبعة، لكن شغفه بمهنة الصحافة، دفعه للعودة مجددا لقاعات العلم والمعرفة، دارسا للإعلام بجامعة الإمام المهدي، ليصل للسنة الثالثة متفوقا في المواد النظرية والعملية، جاءنا ناضجا، محبا للثقافة السودانية في بعديها المحلي والكوني، ليسهم في قراءة نشرات الأخبار بإذاعة النيل الأبيض، مع إعداد وتقديم برنامجه الموسوم أوراق أدبية، الذي بث على ذات الإذاعة ومنصات أخرى، أنجز أحمد يوسف دياب لي بصوت عذب مادة بصرية، قمت بكتابة نصها، تلخص هي الأخرى مشروعا تدريبيا للقسم قبل أسابيع، ضمن آخرين من طلاب وطالبات القسم، اتسموا بالتميز ومحبة الإنتاج، مشاركين في إنتاج المادة المرئية، من فكرة، فتخطيط وتصوير بهواتفهم، وتسجيل المقابلات، في تطبيق عملي لصحافة الموبايل، وإنتاج البودكاست، مع شكري وتقديري للأستاذ عيسى آدم مدير إعلام وأستاذ الإعلام بالجامعة، الذي أشرف على كل عمليات الإنتاج، مع أمنيات ودعوات، ببلوغ الأهداف، وتحقيق الغايات، عملا، علما ومعرفة.
(3)
نلتقيها أول مرة لتصافح العيون بإبتسامة تتحدى الزمن والرحلة، رحلة تمتد من محطة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان ، الراسخة في الذاكرة السودانية، تاريخا وجغرافيا، سهام عوض، بنت الجبال الشامخة، جبال تستند على ماض عريق وغد أجمل، جمال الإنسان والبساتين اليانعة بالخير الوفير قمحا ووعدا وتمني، يممت سهام عوض وجهها شطر جامعة الإمام المهدي لدراسة الإعلام الذي أحبته حبا جما، عرفتها عن قرب، حين طلبت من طلاب وطالبات السنة الثالثة إنتاج مواد سمعية وبصرية، وذلك ضمن البرنامج العملي لقسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الإمام المهدي في السودان، أنجزت سهام رفقة مجموعتها نشرات رياضية إذاعية تلفزيونية، وجدت الرضا والقبول من مدير الجامعة بروفيسور محمد المهدي بخاري وكل منسوبي الجامعة الذين حضروا ختام فعاليات المشروع التدريبي لطلاب القسم، أتوقع لها وطلاب وطالبات القسم مستقبلا زاخر المنجزات على مختلف الصعد.
(4)
هذه الأرض لنا، وعلى هذه الأرض ما يستحق الاحتفاء، احتفاء بماض سحيق، وحاضر مأزوم، لنستشرف غد أفضل تصمت فيه أزيز المدافع وأنات الثكلى والجرحى، وتمسح فيه دموع الأيتام والأرامل والفقراء والمساكين والذين أخرجوا من ديارهم بغير حق، اللهم أنعم على السودان أرض السمر والنيل بنعمة الأمن والوفاق والسلام والتنمية والتطور والإستقرار.
(5)
تتسم بهدوء عجيب، ورزانة بائنة، وعقل متقد، وذهن صاف، وبصيرة متوهجة نحو نشاط معرفي، ترنو نحو غد أفضل بخطى واثقة، تحاول إنجاز الكثير في مجال الصوتيات والمرئيات، بعلم ومعرفة ومحبة وعذوبة، عذوبة الصوت والأداء، أنتجت عملا صوتيا خاص باللغتين العربية والإنجليزية، قدمت لنا ضمن مشروعات طلابية عملية في مجال الإعلام، ضمن برنامج تطبيقي لمنسوبي قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الإمام المهدي في السودان، هي الطالبة بالسنة الثالثة سماح جالي، التي كانت ضمن المميزات والمميزين الذين تشرفت بتدريسها، رفقة آخرين من علماء القسم بذات الجامعة، لها وللجميع، دعوات خالصات بتحقيق الأمنيات على مختلف الصعد.
(6)
الحمد لله رب العالمين، نلت اليوم شهادة خبرة، عن عامين أنفقتهما أستاذا متعاونا لمجموعة من مواد، قمت بتدريسها لطلاب وطالبات قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الإمام المهدي في السودان، حاولت خلالها تقديمها نظريا وتطبيقيا، حيث أثمرت عن إنتاج باقة منتقاة من أعمال سمعية وبصرية، تبقى راسخة في العقل والقلب والوجدان، شكراً لكل منسوبي الجامعة، على العامين اللذين قضيتهما هناك بين القاعات والمعامل والمكاتب والاستراحات، إمتاعا ومؤانسة، عملا، علما ومعرفة.
(7)
حين نلت درجة الماجستير في الإعلام من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا عام 2020م، كان هاتفي الجوال يستقبل محادثة من الاستاذة فاطمة الطيب جعفر، رغبة منها لإنضمامي لقسم الإعلام بجامعة الإمام المهدي لتدريس الطلاب والطالبات مقررات الإنتاج التلفزيوني في مساقها العملي، أحسست برهبة ورغبة في آن واحد، الخوف من التجربة الجديدة، تبددت تلك المخاوف، لأجد طالبات مميزات، تميز يبدو من شغفهن لتلقي معارف في الإعلام، دراسة وممارسة، كنموذج هالة بشير التي تستند على صوت عذب، عذوبة الكتابة والتحرير والمونتاج بالهاتف، في تطبيق عملي لصحافة الموبايل، أنجزت هالة عشرات الأعمال بذات الهاتف منذ عامين، ذلك ضمن المقررات العملية لقسم الإعلام، قسم يحاول تمليك الدارسين والدارسات المعارف الحديثة في المجال، الذي يشهد تحديثات مستمرة،) أمنيات ودعوات لأسرة الجامعة ولهالة وزملاءها وزميلاتها بالريادة والتميز مع جديد المشروعات في قادم السنوات.
(8)
من خلال تجربة راسخة لشبكة العيادات المجانية للوافدين بولاية النيل الأبيض، تمضي منظمة هيلث كير الطوعية بخطى واثقة، نحو تأسيس نموذج يحتذى به في توفير الرعاية الصحية المتكاملة للذين لا يملكون ثمن الفحص والتشخيص والدواء، إلى حملات التوعية الصحية، تخفيفا لمعاناة المتأثرين بالحرب في السودان، نثمن جهد الشركاء، مع أمنيات ودعوات ببلوغ أعلى مؤشرات الريادة والتميز.
(9)
بخطى واثقة تمضي جامعة الإمام المهدي في توفير بيئة تدريبية مناسبة تمكن طلاب وطالبات قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية من تلقي معارف حديثة في مجال الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، إلى مفاهيم جديدة في عالم الإخراج الصحفي، ما قد يسهم في تقديم جيل مسلح بالعلم والمعرفة، وقادر على صنع التغيير على مختلف الصعد.
ومن تجهيزات القاعات، إلى استقطاب الكفاءات لإنتاج الصوتيات والمرئيات والرقميات، هكذا يحاول قسم الإعلام في ترتيب الزمان والمكان والأدوات، ما قد يمكن هؤلاء من إنتاج باقة منتقاة من برامج إذاعية وتلفزيونية وتصميمات صحفية، تزين الشاشات والموجات والمنصات.
ونقلا للتجارب العملية لقسم الإعلام، تخطط كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الإمام المهدي للمضي قدما في تنفيذ مشروعات تأهيلية لطلاب الأقسام الأخرى، ربطا للدراسات النظرية بأخرى تدريبية، تمكن الطالبات والطلاب من استيعاب المواد والاستعداد للإنخراط في سوق العمل عقب التخرج.
ومن طرائق حديثة في الإخراج الصحفي ومفاهيم جديدة في إنتاج المحتوى الرقمي وصناعته عبر الهاتف النقال، وصولاً إلى التعرف
على أساسيات إنتاج الرسالة الإعلامية، هكذا يصبح قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الإمام المهدي، نموذجا يحتذى به في ربط الإنتاج النظري بالتطبيق العملي، ما قد يسهم في تقديم جيل قادر على صنع التغيير على الصعيدين، الإقليمي والدولي.
وبمثل هذه البرامج المهمة لهؤلاء الطلاب، قد تصبح جامعة الإمام المهدي في قادم السنوات قبلة لمحبي عالم الإعلام، دراسة وممارسة.
(10)
أجتهد في إنتاج مادة مرئية عن مجمل رحلتي مع عالم الإعلام ، دراسة وممارسة، من إنتاج للصوتيات والمرئيات والرقميات، فكتابة محتوى، ثم تدريس جامعي، وتدقيق لغوي، ثم إدارة ملفات الإعلام، لتستمر الرحلة، هو أرشيف سمعي وبصري، لملامح من تجارب صحفية تناهز الربع قرن من الزمان، داخل السودان وخارجه، دراسة وممارسة، نسأل الله تعالى لنا ولكم، التوفيق والتميز، مع جديد المشروعات في قادم السنوات.
*صحافي سوداني