يواجه أكثر من 8 آلاف نازح في مخيم “قوز الحاج” شمال السودان معاناة يومية بعد هروبهم من هجمات “الدعم السريع”..

التغيير: وكالات

على مدار الأشهر الماضية، نزح آلاف السودانيين قسرا من بيوتهم وأراضيهم الزراعية هربا من الموت بالرصاص أو الاعتقال أو الاعتداءات التي ترافق هجمات قوات الدعم السريع شرق ولاية الجزيرة وسط البلاد.

آلاف الأسر وصلت من قرى شرق الجزيرة إلى ولاية نهر النيل حيث أنشأت لهم سلطاتها مجموعة خيام في ساحات خالية بمدينة شندي ومدن أخرى بالولاية بينها عطبرة والدامر.

ورصدت الأناضول معاناة النازحين بمخيم “قوز الحاج” بولاية نهر النيل الذي يؤوي أكثر من 8 آلاف نازح جاؤوا من قرى شرقي “الجزيرة”.

ويقع مخيم “قوز الحاج” شمال مدينة شندي بنحو 20 كيلو متر ويضم نازحين من قرية برنكو ومدينة تمبول.

وروى النازحون للأناضول، مشقة رحلتهم مع أهوال النزوح وصعوبة الطريق من الجزيرة حتى وصولهم المخيم بولاية نهر النيل.

ونزح من الجزيرة أكثر من 343 ألف شخص بين 20 أكتوبر و13 نوفمبر 2024، وفق منظمة الهجرة الدولية.

ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

ولاية ملتهبة

في ديسمبر 2023، سيطرت “الدعم السريع” بقيادة أبو عاقلة كيكل وهو من أبناء ولاية الجزيرة، على مدن عدة، بينها مركزها “ود مدني”.

وتصاعدت الاشتباكات بين “الدعم السريع” والجيش السوداني بولاية الجزيرة في 20 أكتوبر 2024، على خلفية انشقاق “كيكل” عن قوات الدعم السريع وإعلان انضمامه إلى الجيش.

ومنذ ذلك الوقت، وجهت جهات محلية ودولية اتهامات للدعم السريع بـ”ارتكاب انتهاكات وجرائم قتل جماعية” بحق المدنيين بالجزيرة، إلا أن “الدعم السريع” قالت إنها “تهاجم قرى يوجد بها مقاتلون سلحهم الجيش السوداني”.

وتسيطر “الدعم السريع” حاليا على أجزاء واسعة من الولاية، عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

آلام ونزوح

المعلم خالد محمد جعفر قال للأناضول: “تعرضت قريتنا برنكو في شرق الجزيرة لهجوم من الدعم السريع، ودخلوا علينا من كل الاتجاهات، وعانينا منهم، حيث دخلوا بيوتنا وضربونا بالسياط والعصي وطلبوا منا ما نملكه من ذهب وسلاح وهواتف محمولة”.

ومنذ شهرين، قال جعفر إن أهل القرية تجمعوا مع أذان الفجر وقرروا الخروج من ديارهم في وقت واحد مشيا على الأقدام.

وأضاف: “حملنا كبار السن والمرضى في عربة الكارو والدرداقة (آلة يدوية تستخدم لحمل مواد البناء)، وأثناء سيرنا في الطريق ولعدم توفر المياه عانينا من العطش الشديد”.

وتابع: “بعض النساء الحوامل ولدن في الطريق تحت الشجر، وهناك العديد ماتوا في الطريق، وهناك من فقد حياته حتى بعد أن وصلنا ومنهم والدتي”.

وأشار جعفر إلى أن النازحين الكبار بعد أن وصلوا إلى مخيم “قوز الحاج” أصبحوا يتعالجون من الأمراض التي أصابتهم جراء شرب المياه الراكدة، والأطفال كانوا يشكون من تورم أقدامهم بسبب السير لعشرات الكيلومترات.

وأردف: “وصلنا إلى مخيم قوز الحاج وأهل المنطقة ساعدونا، لكن كما ترون المعسكر يحتاج لخيام وحمامات، ومع فصل الشتاء وبرودة الجو لا توجد أغطية برد، وغذاؤنا وجبتين من العدس في اليوم، كما أن هناك أمراض منتشرة في المخيم”.

ولفت إلى أن هناك حالات لدغات من العقارب والثعابين، وخلال اليومين الماضيين توفي طفلان بسبب لدغة ثعبان، وفق قوله.

رحلة عذاب

النازح بهاء الدين الفضل سعد، قال للأناضول: “نزحنا بسبب اجتياح الدعم السريع قريتنا برنكو وقرى شرق الجزيرة، بعد أن هاجمونا بكثير من العربات والدرجات النارية”.

وأضاف: “ومن هنا بدأت رحلة العذاب والنهب، بدأوا بالسيارات ثم كسروا كل المحال التجارية ونهبوها وما تركوا شيئا، وكل أهل القرية اختبأوا في منازلهم، بينما قوات الدعم السريع هم في الشوارع والأزقة والدكاكين”.

ومع مرور الأيام، قال سعد: “بدأنا نفقد الكثير من أبناء القرية برصاص الدعم السريع وازاد الأمر سوءا مع استمرار الانتهاكات التي لم يسلم منها طفل أو امرأة أو شيخ كبير”.

وبعد أن سيطر الهلع على الجميع، ذكر سعد أن أهل القرية خرجوا على أرجلهم في رحلة قاسية من برنكو إلى شندي التي تبعد بالسيارة أكثر من 10 ساعات.

وعن حالهم بعد الاستقرار في المخيم، قال سعد: “لنا في المخيم قرابة شهرين، والمعاناة واضحة، يوجد حوالي 300 خيمة لكن عدد الناس كبير ولدينا نقص حاد في المأوى والكساء”.

نداء إغاثة

بين النازحين الصيدلي فواز عبد الباقي، الذي قال: “قوات الدعم السريع حولت قريتنا بولاية الجزيرة إلى جحيم بعد أن دخلتها وقتلت ونهبت كل شيء”.

بكثير من الأسى، قال عبد الباقي: “عاملونا وكأنهم ليسوا بشرًا، واضطررنا إلى مغادرة منازلنا إلى هنا، لقد فقدنا أملاكنا، ونريد أن نعود لمنازلنا متى ما عاد الأمن والاستقرار”.

وشاكيا من أوضاع المخيم، أضاف: “نواجه الكثير من المشاكل هنا، نعاني من نقص الطعام والأغطية، لكن يمكننا أن نأكل ما يكفي للبقاء على قيد الحياة”.

وتابع: “بعض منظمات الإغاثة والجهات الخيرية تساعد، ورسالتي إلى المنظمات الدولية هي: ساعدونا، فالناس يعانون هنا”.

نوم الأرض

روضة الطيب إحدى النازحات، روت للأناضول ساعات الرحيل وقرار النزوح، بقولها: “نزحنا على أرجلنا، خرجنا من قريتنا بالجزيرة بملابسنا التي علينا فقط ولم نحمل معنا أي شيء، واعتدت علينا قوات الدعم السريع بالضرب ونهبوا كل ممتلكاتنا حتى البهائم، ومشينا لأيام حتى وصلنا إلى ولاية نهر النيل”.

وبألم يكسو ملامح وجهها، قالت الطيب إن رجال القرية “لم يتركوا البيوت وينزحوا نحو المجهول خوفا من القتل أو الضرب، بل خوفا على شرف نسائهم وأخواتهم”.

أمِنت الطيب على روحها لكنها نقلت أوضاعا مزرية عن المأوى الجديد فقالت: “نحن الآن ننام على الأرض ولا يوجد غذاء كاف ولا علاجات، ونحن نتقي البرد هذه الأيام بإشعال الحطب”.

وختمت حديثها بالقلق وترقب الغائبين: “عدد من سكان قريتنا قتلوا، وهناك مفقودين لا نعرف مصيرهم بسبب انقطاع شبكة الاتصالات”.

المصدر: الأناضول

الوسومانتهاكات الدعم السريع بالجزيرة حرب الجيش والدعم السريع قوز الحاج ولاية الجزيرة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: انتهاكات الدعم السريع بالجزيرة حرب الجيش والدعم السريع ولاية الجزيرة قوات الدعم السریع ولایة نهر النیل ولایة الجزیرة أکثر من بعد أن

إقرأ أيضاً:

وسائل إعلام سودانية: مقتل قائد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة

كشفت وسائل إعلام سودانية، اليوم الإثنين، عن مقتل قائد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة اللواء عبد الله حسين، إثر غارة جوية بالتزامن مع مواجهات عنيفة بين قواته والجيش في مدينة الكاملين شمالي ولاية الجزيرة.

وزير الخارجية السوداني "للوفد": الحرب في السودان على وشك الانتهاء وجيشنا في طريقه لتحرير البلاد السودان.. الجيش يستعيد عدداً من القرى شرق النيل


وبحسب"سبوتنيك"، قالت مصادر عسكرية، إن "الجنرال عبد الله حسين قتل برفقة عدد كبير من قواته إثر غارات جوية نفذها الطيران الحربي التابع للجيش أثناء اشتباكات وقعت مع قوات الدعم السريع في تخوم مدينة الكاملين بولاية الجزيرة وسط السودان".


وأشارت المصادر إلى أن "قوات الدعم السريع عينت الجنرال القتيل قائدًا لقواتها بولاية الجزيرة بعد وقت وجيز من انشقاق أبو عاقلة كيكل وانحيازه للقوات المسلحة السودانية.


وأعلن الجيش السوداني، السبت الماضي، استعادة السيطرة على مدن تمبول ورفاعة والحصاحيصا والمناطق المحيطة في الجزيرة.
فيما أشار قائد قوات "درع السودان"، أبو عاقلة كيكل، إلى استعادة السيطرة على مدينة تمبول ورفاعة والحصاحيصا، حيث تمكنت القوات من السيطرة على المدن الثلاث، بما في ذلك الجسور.


وبعد السيطرة على بلدات تمبول ورفاعة، يكون الجيش السوداني قد بسط نفوذه على جميع المناطق الحضرية في شرق الجزيرة، بما يمكنه من التقدم إلى ريف شرق النيل لملاقاة القوات التي تحركت من مصفاة الجيلي لتضييق الخناق على الدعم السريع في مناطق شرق النيل بالخرطوم بحري.


وتتواصل منذ 15  أبريل 2023، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية.

وفي وقت سابق، كشفت قوات الدعم السريع في السودان، عن مقتل القيادي البارز المهدي الشهير بـ"جلحة" وشقيقه وسط تضارب الأنباء حول الكيفية التي قتلا بها.

وبحسب روسيا اليوم، نعت منصات موالية للدعم السريع على وسائل التواصل الاجتماعي الجنرال جلحة دون تفاصيل حول مكان مقتله، واكتفى بعضها بالحديث عن أن مصرعه كان في معارك يوم الثلاثاء، فيما قالت مصادر متطابقة إن جلحة قتل إثر غارة جوية شرقي العاصمة الخرطوم بطائرة مسيرة استهدفت رتلا من سيارات تتبعه في منطقة الوادي الأخضر بمحلية شرق النيل.

ويرأس "جلحة" ما يسمى بحركة "شجعان كردفان" التي جرى تأسيسها خلال العام 2020 حيث نشطت الحركة بعدة مناطق في ولاية غرب كردفان وينتمي أغلب عناصرها لقبيلة المسيرية.

وانضم جلحة لقوات الدعم السريع في سبتمبر من العام 2023.

وعرف القائد الميداني بنشر مستمر لمقاطع فيديو على منصات وسائل التواصل الاجتماعي يتوعد فيها بإلحاق الهزائم بمن يسميهم "الفلول".

وتصاعدت خلال الأيام الماضية العمليات العسكرية بشكل كبير في العاصمة الخرطوم حيث تمكن الجيش من إنهاء حصار القيادة العامة بوسط العاصمة ومقر سلاح الإشارة وهو ما أتاح للجيش بسط يده على الجزء الأكبر من محلية بحري.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. أفراد من الدعم السريع يلتهمون “الشية” بشراهة داخل مخبأ بالعاصمة ويصرحون: (الخرطوم دي ما بنطلع منها ويشيلون منها جثث)
  • السودان.. القوة المشتركة تتصدى لهجوم عنيف من “الدعم السريع” على 3 محاور في الفاشر
  • المرور السريع ولاية البحر الأحمر ينظم تفويج البصات السفرية وبرنامج العودة الطوعية لولاية الجزيرة
  • الجيش السوداني يستعيد مدينة المحيريبا وسط ولاية الجزيرة
  • وسائل إعلام سودانية: مقتل قائد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة
  • مقتل قائد كبير في الدعم السريع بهجوم مسيرة والجيش يتقدم وسط الجزيرة ويلحق هزائم بقوات “حميدتي”
  • شاهد بالفيديو.. الجيش يلقي القبض على “فكي” الدعم السريع المتخصص في كتابة “الكجور” والجمهور يسخر: (يا حليل الفكي الجاب ليكم العرقي)
  • الجيش السوداني يتقدم في ولاية الجزيرة ويقترب من جنوب الخرطوم
  • الجيش السوداني يواصل تقدمه في ولاية الجزيرة والدعم السريع يرد بالمسيرات
  • السودان.. الجيش يعلن استعادة السيطرة على عدة مدن في ولاية الجزيرة