موقع 24:
2025-02-04@21:13:36 GMT

لماذا خيب ماكرون الآمال؟

تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT

لماذا خيب ماكرون الآمال؟

عندما تم انتخاب إيمانويل ماكرون رئيساً فرنسياً لأول مرة في ربيع 2017، تم تقديمه بصفته مستقبل التعددية الليبرالية، وقالت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إن فوزه كان "رفضاً للموجة الشعبوية المناهضة للمؤسسة" في ذلك الوقت.

يقدم ماكرون درساً عملياً في استنزاف الليبرالية

وكان "الزعيم القادم لأوروبا" وفق غلاف مجلة تايم، وذهبت مجلة إيكونوميست أبعد من ذلك، فسألت عبر غلافها عما إذا كان "منقذ" أوروبا، وأعلنت أنه كان يقود ثورة في السياسة الديمقراطية "بدون رمح أو مذراة".

وبعد 7 أعوام، أصبحت "ثورة" ماكرون "السلمية" و"الديمقراطية" في حالة خراب، حيث يكافح الرئيس للتعامل مع أزمة سياسية من صنعه، كما كتب الصحافي أوليفر هاينز في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

سلسلة خسائر

في يونيو (حزيران)، دعا ماكرون إلى انتخابات تشريعية كانت غير ضرورية، فخسرها، ورفض الاعتراف بالهزيمة.

وخلال الصيف، مرت فرنسا بثاني أطول فترة من دون حكومة في تاريخها الحديث، ولم تتمكن الحكومة التي قادها ميشال بارنييه من البقاء إلا لفترة قصيرة بفضل اتفاق مع أقصى اليمين، قبل أن تنهار بعد تصويت بحجب الثقة في الرابع من ديسمبر (كانون الأول).

وبالرغم من أن ماكرون عين الآن فرانسوا بايرو رئيساً للوزراء، من غير الواضح كيف يحل هذا المشكلة الأساسية المتمثلة في أن الرئيس وأجندته مكروهان على نطاق واسع في البلاد، ويواجهان معارضة واسعة في البرلمان. 

"If his economic record undermines the narrative that Macron was the candidate of innovation and sound finances, his social and political record demonstrates that the Macron revolution was neither peaceful, nor particularly democratic." - @reality_manager https://t.co/C5Nx4fQLea

— Phineas James (@PhineasJFR) January 2, 2025

تفسر الموازنة العامة للماكرونية سلسلة خسائره. فعندما تولى منصبه، كان عجز فرنسا 2.6% من الناتج المحلي الإجمالي، وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2024 بلغ العجز 6.2%.

من هم المستفيدون من هذا التبذير؟ بالتأكيد ليسوا طلاب المدارس العامة ومعلميهم المرهقين الذين يتعين عليهم العمل مع أكبر الصفوف في أوروبا. ولا هم الأعداد المتزايدة من الناس الذين يعيشون في "صحارى طبية"، حيث لا وجود لوصول كافٍ إلى الأطباء أو الجراحين.

لكن أداء الأثرياء كان جيداً جداً، حيث زادت ثروات الأربعة الأوائل في فرنسا بنسبة 87% منذ 2020 وفق منظمة أوكسفام.

وكان برنامج ماكرون برنامجاً لتخفيضات ضريبية غير ممولة للأثرياء، وافترض موالو الرئيس خطأ أنه سيزيد من النشاط الاقتصادي وبالتالي تحصيل الضرائب، ووفق الملهم الاقتصادي الخاص لماكرون، "لم تكن هذه استراتيجية سيئة، لكنها لم تنجح".

ماذا عن السجل الاجتماعي والسياسي؟

وفق الكاتب، إذا كان سجله الاقتصادي يقوض السردية القائلة إن ماكرون مرشح الابتكار والمالية السليمة، فإن سجله الاجتماعي والسياسي يبرهن أن ثورة ماكرون لم تكن سلمية ولا ديموقراطية بشكل خاص.

وشهد عهد الرئيس ماكرون تصاعداً ملحوظاً في عنف الشرطة، مع زيادة أعداد الرصاصات التي أطلقتها قوات الأمن، وارتفاع طفيف في عدد القتلى نتيجة تدخل الشرطة، فضلًا عن استخدام مكثف للرصاص المطاطي ضد الحشود.

بالإضافة إلى ذلك، ساهمت سياساته في تطبيع خطاب اليمين المتطرف، من خلال تناول مواضيعهم المفضلة، واعتماد لغتهم، وتمرير قانون الهجرة الذي وصفته مارين لوبان بأنه "انتصار أيديولوجي".  

My piece in the Guardian on Macron's failures and what it says about liberalism more generally. https://t.co/WKBW9ZOCYn

— Olly (@reality_manager) January 2, 2025

علاوة على ذلك، حكم ماكرون بطريقة معادية للديمقراطية بشكل متزايد، ودفع بتدابير غير شعبية للغاية عبر استخدام المادة 49.3 من الدستور لتمرير القوانين بدون تصويت برلماني، وحاول إبعاد التحالف اليساري للجبهة الشعبية الجديدة عن الحكومة، بالرغم من فوزه بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التشريعية هذا الصيف.

من هي فانيسا لانغار التي باتت فرنسا تشبهها؟

حسب الكاتب، باتت فرنسا أشبه بفانيسا لانغار، إحدى المحتجات من مسيرات السترات الصفراء والتي التقى بها مؤخراً.

وكانت لانغار تعمل في مجال الديكور واضطرت إلى قبول وظيفة ثانية للمساعدة في دفع تكاليف رعاية جدتها.

وأصيبت لانغار برصاصة مطاطية في وجهها وأعمتها خلال احتجاج في ديسمبر (كانون الأول) 2018، وعندما تحدث الكاتب إليها، كانت في حالة من الذهول، وكانت تبكي وهي تصف غضبها من رفض الدولة الفرنسية تصنيفها ضحية لعنف الشرطة، وكيف علقت والدتها بأنها أصبحت أكثر ضعفاً منذ الاعتداء. وتُظهر حياة فانيسا آثار الماكرونية في صورة مصغرة. لقد وقعت ضحية لحملته القمعية على المعارضة، وأعمتها الأسلحة العسكرية التي تنشرها الدولة بشكل متزايد ضد مواطنيها. وهي الآن في الأربعين من عمرها وغير قادرة على العمل وتعيش على المزايا الضئيلة التي تُدفع للأشخاص ذوي الهمم في فرنسا، وهي واحدة من مئات الآلاف الذين دفعهم ماكرون إلى حالة من عدم الاستقرار.
وتحتاج فانيسا إلى الرعاية وبالتالي تعتمد على نظام صحي متزايد الإجهاد وتريد الحكومة خفضه أكثر، وهي واحدة من 56% من الفرنسيين الذين يقولون إن الحياة أصبحت أصعب بسبب انخفاض الدخول وارتفاع التكاليف، وواحدة من 85% من الناس الذين يخشون أن تؤثر الموازنة المقبلة سلباً على وضعهم المالي، وواحدة من 77% يفهمون أن هذه نتيجة لقرارات سياسية.

درس عملي

لدى ماكرون أكثر من عامين حتى الانتخابات المقبلة، لكنه لا يُظهر أي علامة على تغيير المسار.

ويقدّم ماكرون درساً عملياً في استنزاف الليبرالية، حيث يبقى شكلها ومظهرها، لكن يتم تفريغها من محتواها وقيمها. والنتيجة هي كيان أجوف وهش، عاجز عن تحسين حياة أي شخص باستثناء الأثرياء، وغير قادر على مواجهة حقائق مزعجة مثل نتائج الانتخابات المخيبة، أو حتى تقديم نقد أخلاقي لليمين المتطرف الذي يهددها، فضلًا عن عجزه السياسي عن وقف صعود هذا التيار.

وكما قال هاينز: "الماكرونية فشلت".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ماكرون انتخابات تشريعية فرنسا اليمين المتطرف مارين لوبان فرنسا ماكرون الانتخابات الفرنسية اليمين المتطرف الاقتصاد مارين لوبان

إقرأ أيضاً:

غير بناءة..طهران تندد بتصريحات ماكرون عن "الرهائن" الفرنسيين

نددت طهران الإثنين، بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن احتجاز فرنسيَّين منذ ألف يوم، وثالث منذ أكثر من عامين في إيران، معتبرة أنها "غير بناءة".

وندّد الرئيس الفرنسي الجمعة بـ"الاحتجاز التعسّفي وغير اللائق" للفرنسيين الثلاثة، ووصفهم بـ"الرهائن"، وطالب بالإفراج عنهم.
وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي الإثنين ماكرون بسبب هذا التصريح، وقال إن "القرارات التي اتخذها نظامنا القضائي كانت متوافقة مع القانون"، وأضاف في مؤتمر صحافي "لا نعتقد أن مثل هذه التعليقات مفيدة أو بناءة، ولا تساهم في تهدئة العلاقات بين البلدين".

رهائن دولة..ماكرون يندّد باحتجاز إيران لفرنسيين - موقع 24ندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، بـ"الاحتجاز التعسّفي وغير اللائق" في إيران لفرنسيَّين منذ ألف يوم، ولثالثٍ منذ أكثر من عامين، معلناً أنه سيستقبل عائلاتهم "قريباً".

وتعتقل إيران سيسيل كولر،40 عاماً، وشريكها جاك باري منذ مايو (أيار) 2022، واتهمهما القضاء الإيراني بـ "التجسس"،  كما تحتجز أوليفييه غروندو منذ 2022.
وتصف باريس هؤلاء السجناء بأنّهم "رهائن دولة".
وتُتهم إيران التي تحتجز العديد من المواطنين الغربيين أو مزدوجي الجنسية، باستخدامهم ورقة مساومة في المفاوضات بينها وبين دول أخرى.

مقالات مشابهة

  • عاجل.. مصلحة الضرائب: إجراءات استثنائية لدعم الممولين الذين واجهتهم صعوبات تقنية عند تقديم الإقرار
  • نائب فرنسي: ماكرون يخطط لانقلاب
  • الكشف عن تفاصيل جديدة للأسرى الذين سيفرج عنهم الاحتلال بالمرحلة الثانية
  • غير بناءة..طهران تندد بتصريحات ماكرون عن "الرهائن" الفرنسيين
  • ماكرون: على الاتحاد الأوروبي أن يدافع عن نفسه في حال فُرضت عليه حرب تجارية
  • ماكرون : يجب على أوروبا احترام نفسها والرد على أي تصعيد تجاري
  • ماكرون: على الاتحاد الأوروبي فرض احترامه في حال تعرضه لهجوم تجاري
  • رئيس الجزائر: نحن نضيع الوقت مع ماكرون
  • الرئيس تبون:”حذرتُ ماكرون أنه سيرتكب خطأ فادحًا في قضية الصحراء الغربية”
  • قصة أسيرين التقيا أولادهما الذين أنجبوا بنطف مهربة