صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-05@10:00:09 GMT

إلى حسن إسماعيل.. وبعد..

تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT

إلى حسن إسماعيل.. وبعد..

فتحي محمد

بالصدفة المحضة، وقع في يدي حديث للمدعو حسن إسماعيل على قناة طيبة، المملوكة من قبل الحركة الإسلامية الإرهابية، يتناول فيه مواقف بعض قادة الجبهة الثورية السودانية فيما يتعلق بمسألة الشرعية الدستورية في البلاد، مشبها إياها بـ(فتاة البغاء التي حملت سفاحا)، طبعا، شخص مثله لا يستحق الرد؛ فمواقفنا نحن مهتمون بتوضيح مقاصدها للشرفاء من شعبنا، وليس لشخص مثله، فهو ليس سوى بوق من أبواق الكيزان.

ولكن وددت هنا أخذ الناس في مساحة للتعرف عن قرب على هذا الشخص، وأرسل له رسالة قصيرة في النهاية.

عموماً حسن إسماعيل، المعروف في الوسط السياسي بـ”طرحة” مع اعتذاري لكل الطرح اللّافة على وجه البسيطة، كان دوماً مثالاً حياً على كيف يتحول السياسي من خطاب ناري يحرك الجماهير إلى عراب للفساد والاستبداد في سبيل المنصب والمال.

شخصيا تعرفت هذا الشخص عن قرب إبان “هبة” سبتمبر 2013، وبعد استشهاد رفيق دربي وسكني الشهيد/علي أبكر موسى حيث كان يلهب حماس صدور الناس بخطاباته، يملأها صراخًا عن الحرية والعدالة. لكنه، وبلا مقدمات، خلع عباءة الثائر وارتدى “طرحة” الانتهازية، فجلس على كراسي سلطة الدكتاتور البشير يبرر القتل والقمع بمنطق أعوج. تلك التحولات الفجة ليست إلا عنوانًا لمسيرة من التناقضات المريعة.

وفي ديسمبر 2018، كانت كلمات إسماعيل تتردد على أسماعنا “مدن السودان تنتفض”. لكنه سرعان ما تخلى عن هذا الخطاب، وأدار ظهره لديسمبر المجيدة وشهدائها، وبدل أن يقيم صلاة الغائب على أرواحهم، سلك طريق القصر الجمهوري ليجلس مع البشير، في صفقة كشفت بوضوح عن وجهه الحقيقي: رجلٌ باع كلماته بمناصب وهمية وثمن بخس.

لكن قصته لم تتوقف عند ذلك، فبعد سقوط الدكتاتور، استمر في اللعب على كل الحبال. الرجل الذي كان يتغنى بالحرية أصبح مدافعًا عن حكومة الانقلابيين في بورتسودان، وبدأ في استخدام لغة سخيفة ومنحطة، محاولًا تشويه القوى السياسية التي تقف ضد الكيزان. وصفه للحراك الديمقراطي بأنه “حمل سفاح” يعكس تماما انحطاط فكره وافتقاده للأخلاق ولغة المحترمين.

هذا الرخيص لم يكن فقط سياسيا انتهازيا، بل أيضا مثالا للفساد الإداري. ونتذكر تماما عندما طالبه الناس بتسليم العربة الحكومية التي استولى عليها بعد سقوط نظامه، اختبأ كالصوص، مماطلاً ومتنكرا، حتى اضطر لتسليمها وهي مليئة بالأعطال.

حسن إسماعيل ليس أكثر من مثال على السياسي الذي تفنن الكيزان في شرائه وترقيعه. هو درس حيّ للناس عن خطر الانتهازية والركض خلف المناصب على حساب القيم والمبادئ، فالرجل لم يكن يومًا صادقًا موقفه تاريخيا كان تجارة، وخطاباته كانت بضاعة للبيع، وقيمه ومبادئه كانت مجرد كلمات جوفاء، تختفي عند أول صفقة.

وليعلم هذا المسخ الرخيص أن القادة الذين ذكرهم في حديثه، والذين حاول التقليل من شأنهم، أنجزوا في لحظة واحدة من مواقفهم ما يعادل كل تاريخه المخزي وتاريخ أسياده. فالفرق شاسع بين من اختاروا الوقوف مع شعبهم في لحظات حاسمة وطرح موقفهم بشجاعة وبين دمى تتحرك وفق مصالحها الشخصية. وغدا لناظره قريب.

و…. أرعى بقيدك..

الوسومفتحي محمد

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: فتحي محمد حسن إسماعیل

إقرأ أيضاً:

إسماعيل مطر يشكر حمدان بن مبارك

 
أبوظبي (الاتحاد)


رشّح اتحاد كرة القدم، اللاعب الدولي السابق إسماعيل مطر، لحفل تكريم أساطير كرة القدم الخليجية الذي تقيمه اللجنة العليا المنظمة لكأس «خليجي 26».
أسهم إسماعيل مطر مع منتخب الإمارات، بالحصول على لقبي «خليجي 18» عام 2007 في الإمارات، و«خليجي 21» في مملكة البحرين عام 2013. 

أخبار ذات صلة فرصة سقوط أمطار غداً «نجمات السيتي» في ضيافة أبوظبي

وبهذه المناسبة تقدم الأسطورة إسماعيل مطر لاعب منتخبنا الوطني السابق، بالشكر والتقدير إلى معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، رئيس اتحاد كرة القدم، على اختيار اسمه لحفل تكريم أساطير كرة القدم الخليجية، مثمناً في الوقت نفسه دور اتحاد الكرة في دعم نجوم الكرة الحاليين والسابقين.
وقال مطر: «إنه يوم جديد ومشرق في حياتي المهنية، يضاف إلى السنوات التي قضيتها في الملاعب، واختياري ضمن نخبة أساطير الكرة الخليجية، أمر مُشّرف لكل لاعب أعطى وقدّم خلاصة فنه وخبراته ومهاراته لصالح بلده وجمهوره».
وأشاد الأسطورة مطر بفكرة تكريم أساطير الكرة الخليجية، مؤكداً أنها تحفز الأجيال الجديدة من اللاعبين على تقديم أفضل عطاء وأداء في الملاعب، معبراً عن سعادته باختياره لهذه المناسبة الكروية الجميلة.

مقالات مشابهة

  • إسماعيل مظهر وميراثه النهضوي العلمي
  • في عيد ميلادها الـ63.. صور ليلى علوي قبل وبعد التخسيس
  • الخروج إلى الحرية.. كتاب جديد للكاتب الروائى والصحفى خالد إسماعيل
  • انتبه، نشال!: المرأة التي غزت الانترنت لمكافحتها الجريمة بشوارع البندقية
  • فستان مبهر| تفاصيل إطلالة مي فاروق في زفافها
  • في عيد ميلادها الـ 63.. صور إلهام شاهين قبل وبعد التخسيس
  • كتاب يحتفي بـ«حمد خليفة أبو شهاب.. سيرته وآثاره»
  • إسماعيل مطر يشكر حمدان بن مبارك
  • إسماعيل: المشهد السياسي الليبي يتجه نحو التوافق