إسرائيل تواجه واقعاً إستراتيجياً جديداً في سوريا
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
على مدار عقود، اعتمد المسؤولون الإسرائيليون على ميزان قوى يمكن التنبؤ به تحت حكم نظام بشار الأسد في دمشق، ورغم عداء الأسد المستمر لإسرائيل وضعف نظامه المتجذر، تمكّن الطرفان من الوصول إلى حالة من الوضع الراهن التي ساعدت في الغالب على توقع تصرفات الديكتاتور السوري.
إلا أن إسرائيل تجد نفسها الآن أمام معضلة جديدة في سوريا، قلبت موازين الحسابات السابقة.صعود نجم تحالف متطرف
يقول إيلان بيرمان نائب الرئيس الأول لمجلس السياسة الخارجية الأمريكي في واشنطن العاصمة، في تحليل بموقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن الانهيار السريع لنظام الأسد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي في مواجهة المعارضة، أفضى إلى الإطاحة بالوضع القديم، بالتزامن مع صعود نجم تحالف من الجماعات المتطرفة بقيادة هيئة تحرير الشام التابعة لتنظيم القاعدة وأبو محمد الجولاني.
وأضاف الكاتب أن النظام السوري الجديد قد يبدو مفيداً لتل أبيب، إذ ساعد إسقاط الأسد على إزاحة الوجود السابق القوي لإيران على الحدود الشمالية لإسرائيل، وإبعاد آلاف المقاتلين الأجانب.
Check out AFPC Senior Vice President @ilanberman's latest article for @Newsweek titled, “Israel Faces a Reshuffled Strategic Deck in Syria”.
???? See the full article here: https://t.co/QAjhN8A7Wb pic.twitter.com/oZkWvfIBUD
وفرَّ الآلاف من المدنيين الإيرانيين فعلاً من سوريا، خشية العيش تحت السيطرة السُنيَّة، في حين اضطرت إيران إلى الاعتماد على روسيا لنقل قواتها العسكرية إلى بر الأمان.
ومن المهم أيضاً في هذا السياق حقيقة أن "الجسر البري" الواصل بين طهران وبيروت - الذي استخدمه النظام الإيراني لسنوات لإمداد حزب الله بالأسلحة في لبنان - قد دُمِّرَ فعلياً الآن.
تحدي استراتيجي عميق لإسرائيلومع ذلك، يضيف الكاتب، فإن الفحص الدقيق للموقف يشي بأن التحوُّل الذي تشهده سوريا يمثل تحدياً استراتيجياً عميقاً لإسرائيل، وهو تحدٍ تسعى الدولة اليهودية الآن إلى التصدي له.
وصرَّحَ العميد المتقاعد إران أورتال، الذي كان سابقاً رئيساً لمركز الفكر التابع للجيش الإسرائيلي ويشغل حاليّاً منصب محلل أول في مركز بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجية بجامعة بار-إيلان، مؤخراً لمجلة "نيوزويك" الأمريكية: "في هذه المرحلة، لا أعتقد أن إسرائيل قد وضعت إستراتيجية واضحة تجاه سوريا. وإنما تراقب إسرائيل الموقف عن كثب وتتخذ تدابير لتأمين نفسها، مثل نشر وحدات الجيش الإسرائيلي على مرتفعات الجولان المحتلة".
???????????????? The new leader, Al Juliani, refuses to confront the Israeli army, which is 19 km in front of Damascus.
Which strongly indicates that it is a deal between Israel and HTS in Syria. Israel will get a new controlled and buffer zone inside Syria for helping the HTS taking… pic.twitter.com/rHcph2vrdl
ومع ذلك، يتابع الكاتب، فإن المشهد ما بعد الأسد في سوريا يشكل تحدياً لحكومة إسرائيل، التي انصبَّ تركيزها خلال العقد المنصرم حصراً على التهديد القادم من إيران وكلائها المتنوعين.
وأشار أورتال إلى أن "سرعة الترحيب الحماسي بالجولاني وشركائه من تنظيم القاعدة مصدر للقلق"، فالجولاني وتحالفه من التنظيمات الجهادية مثل حماس.
خطاب تصالحي ولكنوبتعبيرٍ آخر، بغض النظر عن الخطاب التصالحي الحالي للجولاني، تتوقع إسرائيل أن يعود هو ومجموعته إلى طبيعتهم المتطرفة، وربما عاجلاً وليس آجلاً.
وأوضح أورتال "هناك احتمال حقيقي بأن يحل النفوذ التركي في سوريا محل النفوذ الإيراني. ولا أحد يعرف طبيعة الدور التركي على حدود إسرائيل مُستقبلاً".
وتركيا قوة إقليمية كبرى، وعضو في حلف شمال الأطلسي، وجهة تصنيع كبرى للأسلحة، ومعادية لإسرائيل. ويمكن لمس محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استغلال النظام السوري الجديد لتعزيز مزاعمه بقدرٍ أكبر في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
إسرائيل عالقةماذا يمكن أن يعني كل ذلك؟ يقول أورتال: "في نهاية المطاف، توحي الصورة الأكبر بأن المنافسة الإقليمية بصدد أن تنتقل إلى مرحلة جديدة. منطقتنا ستعود إلى المنافسة الإمبريالية مجدداً، وإسرائيل عالقة في قلب هذه الأحداث".
وكذلك واشنطن. كانت ردة فعل إدارة بايدن للإطاحة بالأسد سريعة، إذ تمثلت في التواصل واسع النطاق مع الجولاني دون انتقادات تُذكر.
وشملت هذه الاستجابة، من بين أمورٍ أخرى، التراجع عن العقوبات المفروضة على السلطة الفعلية الجديدة التي تتحكم بسوريا.
ويُفترَض أن تكون هذه الخطوات موجهة نحو بناء الثقة مع القوى الجديدة الحاكمة في دمشق، مما يتيح للولايات المتحدة، بعد سنوات من الانسحاب، فرصة لتحقيق وجود أكثر إيجابية في سوريا.
المصالح الأمريكية في المنطقةواختتم الكاتب بقوله: "مع ذلك، فإن هذه الخطوات وحدها لن تكفل حماية مصالح أمريكا في المنطقة الأوسع نطاقاً. ستكون هذه المهمة على عاتق إدارة ترامب القادمة التي ستحتاج إلى تحديد الدور الذي ستلعبه في المناورات الإستراتيجية الجديدة المتبلورة في الشرق الأوسط. كما سيكون عليها وضع رؤية واضحة لدعم حلفائها الإقليميين، مثل إسرائيل، بالشكل الأمثل، لا سيما مع بدء هؤلاء الحلفاء في الشعور بتداعيات تلك المناورات".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية هيئة تحرير الشام الجولاني تل أبيب الأسد لإيران سوريا سقوط الأسد الجولاني هيئة تحرير الشام الحرب في سوريا إسرائيل إيران وإسرائيل فی سوریا
إقرأ أيضاً:
عاجل.. إسرائيل تواجه أزمة صحية كبرى.. حياة آلاف المرضى في خطر
نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية تقريرا أكدت فيه أن جلسة طارئة عقدت اليوم الاثنين في الكنيست، أعلنت فيها لجنة الصحة الإسرائيلية عن كارثة جديدة تهز قطاع الصحة في دولة الاحتلال، حيث تتعرض حياة العديد من المستوطنين المرضى للخطر بسبب نقص حاد في الأدوية التي يحتاجها أصحاب الأمراض المزمنة.
كارثة صحية في إسرائيلوفي جلسة طارئة عقدتها لجنة الصحة في الكنيست اليوم، كشفت أن سبب وقوع الكارثة هو خلل في النظام البرمجي لشركة «نوفولوج»، الموزع الحصري للأدوية في إسرائيل، مشيرة إلى أن هذا العطل في النظام تسبب في تأخير كبير في توفير الأدوية التي يحتاجها المرضى، ما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية بشكل كبير، ورغم أنه من المفترض أن يتم استئناف الإمدادات قريبا، إلا أن الوضع ما زال غير مستقر، ولا توجد ضمانات بأن المشكلة ستحل في الوقت المناسب حسب ما نشرته الصحيفة الإسرائيلية معاريف.
نقص حاد في الأدويةوأشارت اللجنة إلى أن هناك نقص حاد في أدوية ضرورية مثل الأنسولين وأدوية علاج السرطان وفرط الحركة، بالإضافة إلى أدوية أخرى ضرورية مثل أدوية الملاريا وعلاج ارتفاع ضغط الدم، ورغم محاولات بعض المؤسسات الصحية مثل «كلاليت» لتعويض النقص.
وفجرت الصحيفة العبرية مفاجأة خلال التقرير، وهو أن الأمر يزيد تعقيدًا لأن شركة نوفولوج المسؤولة عن توزيع الأدوية على مستوى إسرائيل، أعلنت عن تغيير في نظامها البرمجي، وهو ما تسبب في إيقاف جميع الطلبات لمدة 12 يومًا، مشيرة إلى أن المشكلة لا تقتصر على التأخيرات فحسب، بل تزداد سوءًا عندما نعلم أن شركات الأدوية المتعددة الجنسيات التي تتعاون معها نوفولوج ليست مستعدة بشكل كافٍ للتعامل مع الأزمة، ما يزيد من تفاقم الوضع.
إجراءات عاجلة لمواجهة الأزمةوأفادت تقارير واردة من الصيدليات بوجود نقص شديد في الأدوية، حيث لم يتبق لها سوى عبوات قليلة من الأدوية الأساسية، وردت نقابة الصيادلة في إسرائيل على التقارير التي عرضت في لجنة الصحة بالكنيست بشأن تحسن الوضع، مشيرة إلى أن النقص في الأدوية ما زال قائمًا، بما في ذلك الأدوية المنقذة للحياة، وطلبت النقابة من وزارة الصحة اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه الكارثة و فرض تشريعات تضمن توزيع الأدوية عبر أكثر من موزع واحد لكل دواء.