تسليم الثنائي الشيعي بالأمر الواقع قد يساهم في تسريع التوافق على الرئيس
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
ما تمناه اللبنانيون مع سنة مضت وأخرى أطلت قد يصبح حقيقة وواقعًا. ولكن هذا الواقع لا يمكن أن يُترجم على الأرض إن لم تكن ثمة إرادة حقيقية ثابتة وراسخة لتحويل المستحيل الى اللا مستحيل.وما حصل في سوريا بين ليلة وضحاها لأكبر دليل على أن لا شيء اسمه مستحيلًا عندما تتوافر إرادة التغيير مع العزم والنوايا الحسنة.
ومن بين أهم الاستحقاقات التي تمناها اللبنانيون في السنة الجديدة تأتي في الطليعة الانتخابات الرئاسية. فالتجارب المريرة التي مرّ بها لبنان خلال سنتي الفراغ رسخّت القناعة بأن الرئاسة الأولى، وإن تمّ تجريدها من بعض الصلاحيات الحصرية، تبقى الضمانة الأكيدة لوحدة الشعب والمؤسسات.
ولأن هذه الرئاسة ترمز إلى ما ترمز إليه في الواقع وفي الوجدان كعامل توحيدي بين جميع اللبنانيين يُلاحظ مدى اهتمام العالم بهذا الوطن الصغير من زوايا عدّة، وأهمها الاستحقاق الرئاسي. ومن دون إتمام هذا الاستحقاق ستبقى أمور لبنان غير منتظمة وغير سوية، وبالتالي سيبقى لبنان غير حاضر رسميًا عندما يحين أوان التغيير، وإن كان ما قام به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من مجهود من خلال لقاءاته واتصالاته في الداخل والخارج قد ساهم إلى حدّ كبير في التوصّل إلى اتفاق على وقف النار، الذي لا يزال هشًّا بفعل الخروقات الإسرائيلية في أكثر من منطقة جنوبية حدودية.
ولأنه يدرك أهمية أن يكون للبنان رئيس قادر على الجمع بين المتناقضات السياسية يُسجّل للرئيس ميقاتي أنه في كل تصريح وفي كل لقاء أو اتصال يشدّد على ضرورة وحتمية انتخاب رئيس اليوم قبل الغد، مع إصراره على أن يطلع الدخان الأبيض من مدخنة جلسة أو الجلسات المتتالية في التاسع من الشهر الجاري، فيكون للبنان رئيس توافقي ووفاقي في آن. فهاتان الصفتان متلازمتان، إذ لا يمكن أن يكون الرئيس العتيد توافقيًا إن لم يكن وفاقيًا، أي أنه قادر على جمع كلمة اللبنانيين في عملية الإنقاذ، التي تأخرّت كثيرًا.
فالرئيس الذي سيتمّ التوافق عليه، وإن بوحي من الخارج، سيكون حتمًا انقاذيًا بما تعنيه هذه الصفة من تدّرج في مستويات تحمّل المسؤولية، لأن الإنقاذ عمل مشترك، وليس عملًا فرديًا مهما كانت قدرات هذا الرئيس الآتي بتوافق معظم الكتل النيابية، وبالأخص الكبيرة منها كـ "الثنائي الشيعي" و"الثنائي المسيحي" (كتلة الجمهورية القوية وكتلة لبنان القوي)، وكتلة "اللقاء الديمقراطي"، فضلًا عن رمزية تكتل "الاعتدال الوطني" بما شكّله من حيثية وطنية في الشارع السني. فإذا لم تتوافر الأجواء الملائمة من اليوم وحتى موعد جلسة التاسع فإن العقم سيكون ملازمًا للجلسة المنتظرة والموعودة، مع العلم أن اختيار الرقم 9 لم يأتِ صدفة، بل لأنه يرمز إلى العدد الكمالي. فإذا ضُرب بأي عدد آخر تكون النتيجة عند الجمع 9. (9 × 1= 9. 9 × 2 = 18. 8+1= 9.) وهكذا دواليك.
وعلى رغم أجواء الاطمئنان والتفاؤل في بعض الكواليس العربية بأن الاستحقاق المعلَّق منذ 26 شهرًا يقترب من انفراج، فإن الحذر في الداخل يبقى هو السائد ما لم يطرأ أي جديد قد يساهم في بلورة موقف شبه موحد في الأيام المتبقية قبل يوم الخميس المقبل.
أمّا لماذا يسود جو من الارتياح في الأوساط العربية بالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية فلأن ما تبلغته العواصم العربية المؤثرة، وعلى رأسها الرياض، يؤشر إلى مستوى غير مسبوق من قناعة لبنانية لدى مختلف الأفرقاء بأن لا مصلحة لأحد بعد الآن في احتجاز هذا الاستحقاق لأي سبب أو اعتبار، ويضاف إلى هذه القناعة ما سينتج من أجواء إيجابية عن التحولات المذهلة في المنطقة، وآخِرها في سوريا، فضلًا عمّا كشفه الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في أول اطلالة له في السنة الجديدة من مؤشرات تخفي وراءها بعض الأجواء المشجعة المتعلقة بانتقال إيران إلى مرحلة تقديم النصائح إلى قادة "الحزب" بضرورة العمل على "وقف الخسائر" و"احتواء الأضرار"، التي بدأت مع قبول "الحزب" باتفاق لوقف النار فيه من البنود ما لا يصب في مصلحته، فضلًا عن تأثير سقوط نظام البعث في سوريا على وضعيته الداخلية.
فتسليم "الثنائي الشيعي" بالأمر الواقع في لبنان من شأنه أن يسرّع عملية التوافق الداخلي على اسم الرئيس العتيد، الذي لا تزال ملامحه غير واضحة حتى الآن.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رنا رئيس: الرئيس السيسي خلق أجواء من الدفء والتقدير في احتفالية قادرون باختلاف
عبرت الفنانة رنا رئيس عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة في احتفالية "قادرون باختلاف" أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحة أن المشاركة بهذه الاحتفالية كانت بمثابة شرف كبير لها وكان حفلا مختلفا عن أي نوع من الاحتفالات الأخرى.
وأكدت "رئيس"، خلال حوارها مع الإعلامية أسما إبراهيم، ببرنامج "حبر سري"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن التجربة كانت مختلفة تمامًا ومليئة بالمشاعر الصادقة، مؤكدة أنها شعرت بالفخر والسعادة لكونها جزءًا من هذه الفعالية، وأصحاب الهمم يتمتعون بقدرات وإمكانات استثنائية تفوق الجميع، مما جعل مشاركتها ذات معنى خاص ومؤثر.
وتحدثت ياسمين رئيس عن اللحظات التي سبقت ظهورها على المسرح، مشيرة إلى أنها شعرت بتوتر شديد عند الوقوف أمام الرئيس السيسي لأول مرة، لكنها فوجئت بطريقة تعامله معها، قائلة: "الرئيس كان أبًا بكل معنى الكلمة، احتوى الموقف وطمأنني، ما جعلني أشعر بالارتياح سريعًا."
وأوضحت أن الاحتفالية كانت من أجمل التجارب التي مرت بها، مؤكدة أنها خرجت منها بمشاعر إيجابية ودروس ملهمة، مشيرة إلى أن الرئيس السيسي خلق أجواءً من الدفء والتقدير للمشاركين، مما جعل التجربة أكثر تميزًا وأهمية بالنسبة لها.