هل تبدأ مرحلة إعمار سوريا في عام 2025؟
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
بينما تتضارب الأرقام حول إعادة إعمار سوريا، بتكلفة تقدر ما بين 150 مليار إلى 300 مليار دولار، أبدى سوريون تحدثوا لـ"عربي21" تفاؤلاً مع دخول العام الجديد، وأنه سيشهد بداية مرحلة "إعادة الإعمار"، بعد سقوط نظام الأسد الذي كان مسؤولا عن دمار البلاد.
عقبات
ويرجح الدبلوماسي السوري بشار الحاج علي، أن يشهد عام 2025 خطوات تمهيدية لمرحلة الإعمار، إلا أنه أكد أن "الطريق نحو الإعمار المستدام لا يزال طويلا ومعقدا".
ويقول الحاج علي لـ"عربي21": إنه "مع تغير المشهد السياسي، يبقى الحديث عن إعادة الإعمار مرهونا بتحقيق استقرار سياسي شامل ورغم أهمية المرحلة الانتقالية، فإن التحديات الكبرى تجعل عام 2025 أقرب إلى مرحلة تمهيدية للإعمار، حيث تبرز العديد من العقبات والتحديات".
وبحسب الحاج فإن أولى العقبات "غياب الاستقرار السياسي الشامل، وأن المشهد السياسي في سوريا لا زال يعاني من انقسامات بين القوى المختلفة، مما يجعل بناء توافق وطني شاملا ضرورة قصوى قبل الشروع في الإعمار، فالاستقرار السياسي هو الأساس لجذب الاستثمارات، وتوفير بيئة آمنة لعودة اللاجئين، وتأسيس مؤسسات حكومية فعالة".
أما العقبة الثانية، تتمثل باستمرار العقوبات الدولية، ويقول: "ما زالت سوريا تواجه قيوداً اقتصادية تعيق الحصول على الدعم اللازم لإعادة الإعمار، إذ يرتبط تخفيف العقوبات بإصلاحات سياسية جوهرية".
وثمة تحد ثالث، هو تأمين التمويل، ويعتقد الحاج علي أن "إعادة الإعمار تتطلب مئات المليارات، ومع غياب توافق دولي واضح ودعم اقتصادي كافٍ، يبقى هذا الهدف بعيد المنال".
وبجانب كل ما سبق، يشير الدبلوماسي السوري إلى نسبة دمار البنية الكبيرة، مؤكدا أن الدمار الشامل يتطلب جهودا ضخمة لإعادة تأهيل الخدمات الأساسية.
مؤشرات إيجابية
من جهته، أبدى المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ (منظمة أمريكية- سورية) معاذ مصطفى، تفاؤلا بأن تنطلق مرحلة الإعمار قريباً، ضمن العام الجديد.
وقال مصطفى لـ"عربي21": إن "إعادة الإعمار بدأت مع توافد مئات السوريين إلى الداخل عقب سقوط النظام البائد،ومن المهم رفع العقوبات الأمريكية حتى لا يبقى أي عراقيل أمام إعمار سوريا".
وأضاف أن المؤشرات في واشنطن تؤكد وجود طريقة تعاطي إيجابية من المسؤولين الأمريكيين، موضحا أن "العقوبات التي استهدفت رموز النظام البائد ستبقى، لكن العقوبات المفروضة على مؤسسات الدولة السورية لم تعد مبررة نتيجة زوال مسببات العقوبات، ما يعني انتهاء مسبباتها".
وبحسب المدير التنفيذي للمنظمة، فإن إدارة دونالد ترامب القادمة "لن تضع العراقيل أمام مساعدة الشعب السوري".
مسؤولية سورية
يتعين وفق معاذ مصطفى على الحكومة السورية الجديدة مخاطبة المجتمع الدولي وإقناعه بجدارتها بحكم البلاد، قائلا: "نحن أمام حدث فارق، وشرق أوسط جديد، والمجتمع الدولي يعيش حالة ذهول، ودور دمشق هنا هو تسريع الدعم الدولي، والعمل على تجنب أي تدخل خارجي، قد يؤخر الدعم والتمويل الدولي".
ولا تزال الحكومة السورية الجديدة في مرحلة إحصاء الأضرار وفق وزير الإدارة المحلية السوري محمد عبد الرحمن مسلم، الذي أكد أن الوزارة سجلت حجم دمار هائل بجميع المحافظات، من خلال المسح الجوي الأولي لعدد من المناطق المدمرة.
وتابع بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا) الخميس، أن الوزارة لا تزال في مرحلة الإحصاء لجميع القطاعات التي تحتاج لإعادة إعمار، لافتاً إلى أن النظام السابق لم يقم بأي عملية إحصاء دقيقة للمحافظات.
وقال مسلم: "نسعى لتأسيس قاعدة بيانات واضحة عن حجم الدمار، ووضع خطط وأهداف تتناسب معها للمرحلة القادمة"، مؤكداً أن "الأولوية للمرافق التي تؤمن بيئة عيش كريم للمواطنين، وتسهل وصول الخدمات الأساسية للمجتمع مثل الخبز والماء والكهرباء".
إعمار وليس إعادة إعمار
أما المستشار الاقتصادي الدولي ورئيس "مجموعة عمل اقتصاد سوريا" أسامة القاضي، يؤكد أن سوريا بحاجة لإعمار، وليس لإعادة الإعمار.
وأضاف القاضي في حديثه لـ"عربي21"، أن سوريا "لا تتطلع اليوم إلى إعادة سوريا إلى ما كانت عليه قبل العام 2011، أي قبل الثورة السورية، حينها كانت بينة البلاد التحتية منهكة، والسكن العشوائي هو النموذج، إلى جانب الفساد".
وقال "لا نريد أن نعود إلى سوريا بدون طبقة متوسطة، ولذلك نحن بحاجة إلى بناء وإعمار دولة سوريا الحديثة.. سوريا الجديدة ستكون سمتها الحوكمة الرشيدة وفق المعايير الغربية، والتنمية الاقتصادية، القائمة على التصنيع والتعليم والتكنولوجيا".
واختتم حديثه بالقول: "مع إعلان المملكة العربية السورية عن عقد مؤتمر إعادة إعمار سوريا على أراضيها، نعتقد أن مرحلة إعمار سوريا ستكون ضمن العام 2025".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سوريا إعادة الإعمار إعمار سوريا سوريا إعادة الإعمار إعمار سوريا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إعادة الإعمار إعادة إعمار إعمار سوریا
إقرأ أيضاً:
الجزائر تبدأ رئاستها لمجلس الأمن الدولي في يناير.. ما مهامه؟
بدأت الجزائر، الأربعاء، الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، لشهر يناير/ كانون الثاني الجاري، ضمن ولايتها بالمجلس خلال الفترة 2024-2025، والتي تعتزم خلالها مواصلة تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وقضايا عربية وإفريقية.
ووفقا للترتيب الأبجدي لأسماء الدول الأعضاء، ستتولى الجزائر رئاسة مجلس الأمن الدولي طيلة الشهر الجاري، وذلك في مستهل العام الثاني لها كعضو غير دائم بالمجلس.
وأكد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، أن بلاده خلال فترة رئاستها لمجلس الأمن ستطرح 3 بنود للنقاش، وفقا الصلاحيات الممنوحة لكل بلد أثناء الرئاسة الدورية.
وقال عطاف، في مؤتمر صحفي الاثنين، إن "الجزائر ستنظم اجتماعا وزاريا داخل مجلس الأمن، لمناقشة الأوضاع في فلسطين تحديدا والشرق الأوسط عموما".
وأوضح، أن "الجزائر تضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات بعثتها الدبلوماسية بمجلس الأمن، حيث تدفع بقوة باتجاه وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية، ودعم نيل فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة".
وفي ذات السياق أفاد عطاف، بأن الجزائر وخلال ذات الفترة "ستنظم اجتماعا وزاريا حول مكافحة الإرهاب في إفريقيا باعتبارها الآفة الأكثر تهديدا للأمن والاستقرار في القارة".
وكشف أن بلاده ستطرح بندا ثالثا يتعلق بتعزيز التعاون بين جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة.
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية الثلاثاء، أن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ينتظَر أن يشارك في الاجتماع الخاص بمناقشة القضية الفلسطينية بمجلس الأمن الدولي الشهر الحالي.
وأشارت الوكالة إلى أن مجلس الأمن "سيعقد خلال شهر يناير الحالي تحت رئاسة الجزائر اجتماعا حول المسار السياسي والوضع الإنساني في سوريا، بالإضافة إلى اجتماع آخر بشأن اليمن".
وانتخبت الجزائر، عضوا غير دائم بمجلس الأمن الدولي، لعامين متتاليين، (2024-2025)، بصفتها ممثلا عن المجموعة العربية الإفريقية والإسلامية.
وتؤكد الجزائر، التزامها بنقل صوت الشعوب العربية والإفريقية، وحمل قضاياها خلال فترة شغل مقعدها بالمجلس.
ما هو مجلس الأمن الدولي؟
مجلس الأمن الدولي هو أحد الأجهزة الرئيسية في الأمم المتحدة، ويعد المسؤول الأول عن الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
تأسس بموجب ميثاق الأمم المتحدة في عام 1945 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وهو يضم أعضاء دائمين هم: "الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا".
ومن صلاحيات المجلس، اتخاذ إجراءات لمنع نشوب النزاعات المسلحة أو تهدئة الأزمات الدولية.
كما يقوم بفرض عقوبات اقتصادية أو دبلوماسية على الدول أو الأفراد الذين يتسببون في تهديد السلم الدولي.
ويمكن لأي من الأعضاء الدائمين أن يستخدم حق الفيتو لوقف أي قرار. بمعنى آخر، إذا استخدم عضو دائم حق الفيتو، يُعتبر القرار ملغى حتى وإن وافقت عليه باقي الدول الأعضاء.