عربي21:
2025-03-09@01:00:41 GMT

لا خيار أمام جيش العدو سوى الانسحاب... أو المقاومة

تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT

على وقع بعض المواقف والتقارير الإسرائيلية منذ ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار، برزت إلى صدارة الاحتمالات فرضية أن لا تنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة بعد انتهاء الـ 60 يوماً، وتحوّلت إلى هاجس وسيناريو، يستوجب ذلك مناقشته وما يمكن أن يترتّب عليه من خيارات وتداعيات.

وتعزّزت تقديرات هذه الفرضية في ضوء مواصلة العدو خروقاته التي تجاوزت منطقة جنوب الليطاني وشملت استمرار تدمير المنازل وغارات جوية وعمليات قتل واعتداءات متفرّقة.

ويبدو أن هذا الأداء يستند إلى تقدير لدى قيادة العدو بأن حزب الله حريص على تجنّب تجدّد الحرب، ما يدفعه إلى تجاوز بعض الاعتداءات، إضافة إلى حرصه على نجاح اتفاق وقف إطلاق النار بعدما أظهر التزاما عمليا به. لكنّ المتغيّر الأكثر حضوراً، على ما يبدو، في تقديرات العدو ورهاناته، والذي يمكن أن يؤثّر في خياراته، هو المتغير السوري الذي أدّى إلى فقدان المقاومة عمقها الاستراتيجي.

من الواضح أن سيناريو عدم الانسحاب بعد 27 كانون الثاني الجاري يشكّل انقلاباً على الاتفاق الذي وقّعته إسرائيل. لكنّ ذلك ليس مشكلة بالنسبة إليها إذا كان بالإمكان تنفيذه من دون أي أثمان.

ويحضر كمؤشر إضافي على هذا التوجه العدوان الذي نفّذه جيش العدو بعد سقوط النظام السوري واجتياحه مناطق فضّ الاشتباك وتوسّعه في الأراضي السورية واحتلاله نحو 400 كلم مربّع، إلى جانب تدمير أغلب القدرات العسكرية والصاروخية للدولة السورية. وهذا كله من دون أن تفتح سوريا جبهة إسناد لغزة منذ طوفان الأقصى.

مع ذلك، فإن عدم الانسحاب يضع الدولة اللبنانية ولجنة الإشراف أمام تحدّ واختبار خطيريْن، ومن أقل النتائج التي تترتب عليه أنه يُقوّض مصداقية الطرفين أمام سكان الجنوب، وينسف الاتفاق في أهم بنوده، ويثبت مجدداً أن خيار الدبلوماسية غير ناجع وحده في التعامل مع كيان العدو، خصوصاً أن بقاء جيش الاحتلال يجعل من المتعذّر تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، ويُسقط مطالبة المقاومة بعدم وجود مسلح لها جنوبي نهر الليطاني، ويضفي مشروعية إضافية على عمل المقاومة المسلحة، إلى جانب ما تستند إليه من حقوق طبيعية وقانونية وأخلاقية ودينية، لإجبار إسرائيل على ما تمّ الاتفاق عليه بإخراج الجيش من الأراضي اللبنانية.

وعلى مستوى الصراع السياسي الداخلي في لبنان، فإن بقاء قوات الاحتلال يُسقط أحد أهم المرتكزات التي يروّج لها خصوم المقاومة في لبنان، وهو أن الدولة تستطيع حماية لبنان وأمنه وأرضه من الخطر الإسرائيلي من دون الحاجة إلى المقاومة العسكرية، وبالاستناد إلى علاقاتها الدولية والإقليمية والقرارات الدولية! كما يُساهم في تقويض خطاب حلفاء الولايات المتحدة في الداخل اللبناني. وهو ما دفع بأحد الزعماء اللبنانيين أخيراً إلى محاولة احتواء التداعيات السلبية للأداء الإسرائيلي الذي يكشف زيف فرضياتهم، عبر محاولة إعادة إلقاء الكرة على المقاومة، مدّعياً بأنها تسيطر على الحكومة التي لا تستطيع أن تمون عليها بقبول مساعدات من إيران لإعادة الإعمار! وليس ذلك إلا مؤشراً إضافياً على ضعف لبنان حكومةً وأداءً في مواجهة الخطر الإسرائيلي في أهم قضية سيادية وهي تحرير الأرض من الاحتلال.

في المقابل، ليس هناك داعٍ لعرض مروحة الخيارات النظرية المطروحة أمام قيادة المقاومة ومناقشة كل منها على حدة، ومن ثم تحديد القرار المرجّح من منظورها، إذ إن قرارها النهائي هو أن لا مستقبل للاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، ومهما كانت التداعيات سيتم دحر الاحتلال إلى ما وراء الخط الأزرق، خصوصاً أن السكوت على هذا الاحتلال سيُقدّم صورة خاطئة حول المعادلة التي تحكم مرحلة ما بعد الاتفاق، وسيجرّئ إسرائيل على مزيد من الاعتداءات.

كذلك، فإن الضغط الميداني للمقاومة، بغضّ النظر عن توقيته وتكتيكاته وأدواته ووتيرته، هو أمر تحدّده قيادة المقاومة في حينه. وسيضع ذلك قيادة العدو أمام تحدّ كاشف عن مدى استعدادها لتجدّد عمليات المقاومة التي ستكون قادرة على الفتك بقواته، وهو أمر أدركته إسرائيل خلال المواجهات البرية الأسطورية، وفي ظل تطور قدرات المقاومة وخبراتها بالقياس إلى ما كانت عليه في فترة الاحتلال وصولاً إلى التحرير عام 2000.

الأخبار اللبنانية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اللبنانية حزب الله الجنوب الاحتلال لبنان حزب الله الاحتلال الجنوب اليونيفيل مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة تكنولوجيا سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

قمة القاهرة.. مخاضٌ عسيرٌ ولدَ فأراً هزيلاً

يمانيون/ تقارير

خمسة أسابيعَ كاملةٍ، يا سادة، خمسة أسابيعٍ من التحضيراتِ والاجتماعاتِ، القاهرةُ علّقت عليها آمالاً عراضاً، بأن تُخرج لنا موقفاً عربياً موحداً، قوياً، قادراً على الفعلِ والتأثير، رداً على تهديداتِ العدو الإسرائيلي بالعودةِ إلى الحربِ في غزة، على مخططاتِ تهجيرِ أهلِها قسراً، وعلى الحديثِ الوقحِ عن ضمِ الضفةِ الغربية والخطوات الجريئة والجرائم اليومية فيها. لكن، يا للخيبة، كلُّ تلك الآمالِ تبخرت، وتبدّدت كحُلمِ يقظةٍ في صحراءِ الواقعِ المرير.
غيابُ دولِ المغربِ العربي، غيابٌ مُفجعٌ ومُريب، الجزائرُ، تونسُ، المغربُ… كشف لنا ما ليس بخاف على أحد؛ عورةَ التباينِ الكبيرِ في مواقفِنا، في رؤانا، في كلمتِنا التي من المفترضِ أن تكونَ واحدةً تجاهَ قضيتِنا المركزية. وحتى التمثيلُ العربيُّ بشكلٍ عام، لم يكنْ بالقوةِ التي توقعتها مصر، تراجعٌ خليجيٌ ملحوظ، وخطاباتٌ مُتباينةٌ، مُتراوحةٌ بينَ الحماسِ الظاهريِّ والتحفظِ الباطني، وكلُّها تدورُ في فلكِ «الدعمِ» المعهودِ للقضيةِ الفلسطينية، دعمٌ باتَ أسطوانةً مشروخةً لا تُحرّكُ ساكناً، وتحركه واشنطن بشروطها وفق أجندات المحتل الصهيوني.

بيان عربي بإخراج إسرائيلي 

الموقفُ الخليجيُّ، بدا «متحفظاً» حدَّ الجفاءِ تجاهَ الفصائلِ الفلسطينيةِ المقاومة، وتجاهَ حركةِ «حماس» تحديداً، التي غُيّبتْ عن القمةِ تغييباً كاملاً، وكأنّها ليستْ جزءاً من النسيجِ الفلسطينيِّ المكلوم. رفضٌ عربيٌ متصاعدٌ للتعاملِ مع الحركةِ بكونها بطلا قوميا حقق ما لم تحققه الجيوش العربية، فضلاً عن الاعتراف بها كطرفٍ شرعيٍ، والتعامل معها في أيِ ترتيباتٍ مستقبليةٍ للقطاع، انصياعٌ ذليلٌ للإملاءات الغربيةِ، والتي تفصل في كل ما يعنينا، وتُحددُ لنا من نُصافحُ ومن نُقاطعُ، وتملي مسودة البيان الختامي وتراجعه قبل تلاوته.
الحديثُ الرسميُّ العربيُّ لم يخرجْ عن سياقِ التطبيلِ للسلطةِ الفلسطينيةِ برئاسةِ محمود عباس، وتجاهلٌ مُتعمّدٌ لتمثيلِ «حماس» أو أيٍ من فصائلِ المقاومةِ في المشهدِ السياسيِّ الجديدِ الذي تُحاولُ بعضُ الدولِ العربيةِ رسمَه، وكأنَّ المقاومةَ ليستْ إلا عبئاً يجبُ التخلصُ منه، وليسَتْ صوتاً أصيلاً للشعبِ الفلسطينيِّ المقهور، وفعلاً مجدياً حقق الكثير في لحظة عجز عربي رسمي فاضح ومهين
وحدهُ أميرُ قطر، تميمُ بن حمد آل ثاني، من بينِ الزعماءِ العربِ، شددَ صراحةً على ضرورةِ «تحركٍ فعليٍ» لحمايةِ الفلسطينيين ومنعِ تهجيرِهم، ولم يُخفِ استياءَه من غيابِ خطواتٍ عمليةٍ واضحةٍ لمواجهةِ انتهاكاتِ العدو الإسرائيلي المستمرّة.

خطط بلا أداة تنفيذ 

الخطةُ المصريةُ لإعادةِ الإعمارِ، هي الأخرى تبدو «مرهونةً» بالتطوراتِ السياسيةِ، وبموقفِ العدو الإسرائيليِّ من أيِ ترتيباتٍ جديدةٍ، في حالة تخل كامل عن غزة ومستقبلَ أهلِها ووضعه في أيدي العدو الذي يُملي شروطَه ويُحددُ مسارَ الأمور ويرسم خارطة اليوم التالي رغم هزيمته باعترافه رسمياً وانتصار المقاومة بصمودها.
القمةُ ركزتْ على الخطةِ المصرية “الفلسطينية” العربية، وتمَّ اعتمادُها في مسودةِ البيانِ الختامي، لكنها تبقى مجردَ حبرٍ على ورق، ما لم تكنْ هناك إرادةٌ حقيقيةٌ وقوةٌ فاعلةٌ لتنفيذِها على الأرض، وهذا ما نفتقدهُ في قممِنا العربيةِ الهزيلة، وربما -وهو المرجح حالياً- أن يستثمر الأمريكي غموض الخطة لتأصيل الخلاف في الداخل الفلسطيني بين السلطة والفصائل، وتعزيز النزاع بناء على جدلية اليوم التالي في غزة. وتتضمن الخطة: تشكيل لجنةٍ غيرِ فصائليةٍ تتولى إدارةَ قطاعِ غزةَ لمدةِ ستةِ أشهرٍ، الإشراف على الإغاثةِ وإعادةِ الإعمارِ، تمهيداً لعودةِ السلطةِ الفلسطينيةِ بشكلٍ كاملٍ إلى القطاع، تدريب كوادرَ أمنيةٍ فلسطينيةٍ في مصرَ والأردن، توحيد الأجهزةِ الأمنيةِ تحتَ مظلةٍ واحدة… كلُّ هذهِ بنودٌ وردتْ في الخطةِ المصريةِ، بالإضافة الى دعم إعادةِ إعمارِ غزةَ، بمؤتمر دولي في القاهرةِ في الشهرِ المقبلِ لحشدِ المواردِ الماليةِ وإطلاقِ عمليةِ إعادةِ الإعمار. تكلفةُ إعادةِ الإعمارِ تُقدرُ بحوالي 53 مليار دولار. مشاريعُ تطويريةٌ تشملُ بناءَ مساكنَ ومرافقَ عامةٍ ومراكزَ اقتصادية… كلُّ هذهِ عناوينُ براقةٌ، لكنها تبقى أحلاماً ورديةً ما لم تكنْ هناك ضماناتٌ حقيقيةٌ لعدمِ تكرارِ العدوانِ الإسرائيليِّ، وتدميرِ كلِ ما سيتمُ بناؤه من جديد، فضلاً عن أن تنفيذها أصلاً خاضع للشروط الأمريكية الإسرائيلية.
وبشكلٍ عام فقد ركّز البيانُ الختاميُّ للقمةِ، على أربعةِ محاورَ رئيسيةٍ: رفض تهجيرِ الفلسطينيين، دعم خطةِ إعادةِ إعمارِ غزةَ، تعزيز دورِ السلطةِ الفلسطينيةِ، التأكيد على كذبةِ «حلِ الدولتينِ كمسارٍ وحيدٍ لتحقيقِ السلام». هذه العناوينُ العريضة تبدو أقربَ إلى «ثرثرةٍ بروتوكوليةٍ» منها إلى مخرجاتٍ قادرةٍ على إحداثِ تغييراتٍ حقيقيةٍ إزاءَ المخاطرِ التي تتهددُ القضيةَ الفلسطينيةَ ومساعيَ تصفيتِها.

ومن نافل القول إنّ بيانَ القمة الختامي لم يتطرقْ إلى أيِ خطواتٍ تصعيديةٍ تجاهَ العدو الإسرائيلي، لا على المستوى السياسيِّ ولا الاقتصاديِّ. فقدانٌ تامٌ للرؤيةِ الاستراتيجيةِ الحقيقيةِ، في وقتٍ باتَ فيه مسارُ «حلِ الدولتينِ» يواجهُ عراقيلَ مُتزايدةً، في ظلِ التوسعِ الاستيطانيِّ، ورفضِ العدو الإسرائيلي لأيِ مسارٍ تفاوضي يؤدي إلى إقامةِ «دولةٍ فلسطينيةٍ مُستقلةٍ» حتى على حدودِ 1967.

وقفزاً على محاولات العرب استرضاء الأمريكي والمحتل الصهيوني أعلن الأخيران رفضهما الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة والذي قدمت كبديلٍ عن خطة الرئيس الأمريكي المجرم دونالد ترامب، ووصف البيت الأبيض، وخارجية العدو الإسرائيلية الخطة العربية بأنها فشلت في التعامل مع الحقائق في غزة، على حد وصفهما، وأصرّا على ضرورة تحقيق رؤيةِ ترامب بشأن القطاع، وهو ما يضع الكرة من جديد في ملعب العرب وبالتالي يعودُ السؤال عن طريقة تعامل الزعماء العرب مع الإملاءات الأمريكية المستفزة خاصة مع إصرار رعاة المشروع الصهيوني على تنفيذها والرمي بعرضِ الحائط كل مبادرات ومقترحات العرب، وآخرها الخطة؛  طالما وهي مبادرات سياسية تفتقر لأي قرارات عسكرية، فلن يجد الصهاينة ما يجبرهم على قبولها أو يمنعهم من المضي في مخططهم .

 

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • لذلك حَقَّت المهلة!
  • حماس تؤكد أن تحرير الأسرى الفلسطينيين انتصار لفكر وعنوان المقاومة
  • العربي للدراسات السياسية: إسرائيل تستخدم سلاح التجويع للضغط على المقاومة
  • عطوان: الاعلان اليمني سيضع الكيان أمام خيار وحيد لا ثاني له
  • أبو عبيدة يحيي موقف إخوان الصدق في اليمن وإسنادهم المستمر لغزة
  • أبو عبيدة يُحيي موقف اليمن البطولي ويعلن جاهزية المقاومة لكل الاحتمالات مع العدو
  • ناطق حماس العسكري يبارك جهوزية اليمن للإسناد ان عاود الاحتلال حربه على غزة
  • أشاد بموقف اليمن .. أبو عبيدة: العدو لن يحقق بالتهديدات ما عجز عنه بالحرب
  • حماس: جرائم الهدم والتهجير ستفشل أمام صمود الفلسطينيين
  • قمة القاهرة.. مخاضٌ عسيرٌ ولدَ فأراً هزيلاً