لا خيار أمام جيش العدو سوى الانسحاب... أو المقاومة
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
على وقع بعض المواقف والتقارير الإسرائيلية منذ ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار، برزت إلى صدارة الاحتمالات فرضية أن لا تنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة بعد انتهاء الـ 60 يوماً، وتحوّلت إلى هاجس وسيناريو، يستوجب ذلك مناقشته وما يمكن أن يترتّب عليه من خيارات وتداعيات.
وتعزّزت تقديرات هذه الفرضية في ضوء مواصلة العدو خروقاته التي تجاوزت منطقة جنوب الليطاني وشملت استمرار تدمير المنازل وغارات جوية وعمليات قتل واعتداءات متفرّقة.
من الواضح أن سيناريو عدم الانسحاب بعد 27 كانون الثاني الجاري يشكّل انقلاباً على الاتفاق الذي وقّعته إسرائيل. لكنّ ذلك ليس مشكلة بالنسبة إليها إذا كان بالإمكان تنفيذه من دون أي أثمان.
ويحضر كمؤشر إضافي على هذا التوجه العدوان الذي نفّذه جيش العدو بعد سقوط النظام السوري واجتياحه مناطق فضّ الاشتباك وتوسّعه في الأراضي السورية واحتلاله نحو 400 كلم مربّع، إلى جانب تدمير أغلب القدرات العسكرية والصاروخية للدولة السورية. وهذا كله من دون أن تفتح سوريا جبهة إسناد لغزة منذ طوفان الأقصى.
مع ذلك، فإن عدم الانسحاب يضع الدولة اللبنانية ولجنة الإشراف أمام تحدّ واختبار خطيريْن، ومن أقل النتائج التي تترتب عليه أنه يُقوّض مصداقية الطرفين أمام سكان الجنوب، وينسف الاتفاق في أهم بنوده، ويثبت مجدداً أن خيار الدبلوماسية غير ناجع وحده في التعامل مع كيان العدو، خصوصاً أن بقاء جيش الاحتلال يجعل من المتعذّر تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، ويُسقط مطالبة المقاومة بعدم وجود مسلح لها جنوبي نهر الليطاني، ويضفي مشروعية إضافية على عمل المقاومة المسلحة، إلى جانب ما تستند إليه من حقوق طبيعية وقانونية وأخلاقية ودينية، لإجبار إسرائيل على ما تمّ الاتفاق عليه بإخراج الجيش من الأراضي اللبنانية.
وعلى مستوى الصراع السياسي الداخلي في لبنان، فإن بقاء قوات الاحتلال يُسقط أحد أهم المرتكزات التي يروّج لها خصوم المقاومة في لبنان، وهو أن الدولة تستطيع حماية لبنان وأمنه وأرضه من الخطر الإسرائيلي من دون الحاجة إلى المقاومة العسكرية، وبالاستناد إلى علاقاتها الدولية والإقليمية والقرارات الدولية! كما يُساهم في تقويض خطاب حلفاء الولايات المتحدة في الداخل اللبناني. وهو ما دفع بأحد الزعماء اللبنانيين أخيراً إلى محاولة احتواء التداعيات السلبية للأداء الإسرائيلي الذي يكشف زيف فرضياتهم، عبر محاولة إعادة إلقاء الكرة على المقاومة، مدّعياً بأنها تسيطر على الحكومة التي لا تستطيع أن تمون عليها بقبول مساعدات من إيران لإعادة الإعمار! وليس ذلك إلا مؤشراً إضافياً على ضعف لبنان حكومةً وأداءً في مواجهة الخطر الإسرائيلي في أهم قضية سيادية وهي تحرير الأرض من الاحتلال.
في المقابل، ليس هناك داعٍ لعرض مروحة الخيارات النظرية المطروحة أمام قيادة المقاومة ومناقشة كل منها على حدة، ومن ثم تحديد القرار المرجّح من منظورها، إذ إن قرارها النهائي هو أن لا مستقبل للاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، ومهما كانت التداعيات سيتم دحر الاحتلال إلى ما وراء الخط الأزرق، خصوصاً أن السكوت على هذا الاحتلال سيُقدّم صورة خاطئة حول المعادلة التي تحكم مرحلة ما بعد الاتفاق، وسيجرّئ إسرائيل على مزيد من الاعتداءات.
كذلك، فإن الضغط الميداني للمقاومة، بغضّ النظر عن توقيته وتكتيكاته وأدواته ووتيرته، هو أمر تحدّده قيادة المقاومة في حينه. وسيضع ذلك قيادة العدو أمام تحدّ كاشف عن مدى استعدادها لتجدّد عمليات المقاومة التي ستكون قادرة على الفتك بقواته، وهو أمر أدركته إسرائيل خلال المواجهات البرية الأسطورية، وفي ظل تطور قدرات المقاومة وخبراتها بالقياس إلى ما كانت عليه في فترة الاحتلال وصولاً إلى التحرير عام 2000.
الأخبار اللبنانية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اللبنانية حزب الله الجنوب الاحتلال لبنان حزب الله الاحتلال الجنوب اليونيفيل مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة تكنولوجيا سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مشاهد تسليم الأسرى تهز كيان العدو الصهيوني وتُربك قادته وتفضح هزيمته
يمانيون../
هزت المشاهد الاستثنائية لعمليات تسليم الأسرى الصهاينة التي بثتها المقاومة الفلسطينية، كيان العدو الصهيوني وأربكت قادته وفضحت هزيمته.. مؤكدة أن المقاومة تفرض شروطها على كيان العدو، وتتحكم في مسار المفاوضات بشروطها الصارمة.
فعلى وقع هتافات الغزيين، خرج مقاتلو القسام من تحت الأنقاض، ليؤكدوا للعالم أن العدوان لم يكسر شوكتهم، وأنهم لا يزالون قادرين على المناورة والمباغتة رغم الحصار والقصف المستمر.
ويبدو أنه كان لافتًا ظهور عناصر من سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى في مشهد يعكس وحدة الفصائل المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني.
جيش العدو الصهيوني كان يراقب المشاهد في صمت وذهول، فقد تحولت عملية تبادل الأسرى إلى هزيمة نفسية مدُوية، خاصة أن التسليم تم أمام أنقاض منزل القائد الشهيد يحيى السنوار، وكأن المقاومة ترسل رسالة واضحة مفادها: “دمار المنازل لن يقتل العزيمة”.
ووصف المحللون الصهاينة هذه المشاهد بأنها ضربة قاسية لنتنياهو، الذي هدد مرارًا بإيقاف تنفيذ الاتفاق في حال لم يتم تسليم بعض الجنود، لكن المقاومة قلبت الطاولة عليه مجددًا، وأدارت العملية ببراعة عسكرية وسياسية أربكت حساباته.
ولعل الرسالة الأهم جاءت من شوارع غزة، حيث احتشد المواطنون في الساحات مُرددين هتافات التأييد للمقاومة، في تأكيد جديد على احتضان الشعب الفلسطيني لمقاتليه، وأن خيار المقاومة لا يزال متجذرًا في النفوس.
كذلك كان الأطفال الفلسطينيون يراقبون المشهد بانبهار، مما يعزز الفكرة القائلة بأن جيلًا جديدًا من المقاتلين ينشأ وسط هذه المشاهد البطولية.
ولم تكن مشاهد تسليم الأسرى مجرد حدث سياسي، بل كانت درسًا عسكريًا ونفسيًا، أكدت فيه المقاومة أنها ما زالت تمسك بزمام المبادرة، وأن العدو الصهيوني رغم تفوقه العسكري، عاجز عن فرض إرادته في ساحة المعركة.. في النهاية، الثأر مستمر، والمقاومة باقية، والتحرير قادم، كما تهتف به شوارع غزة كل يوم.
وقال القيادي بحركة المقاومة الإسلامية “حماس” طاهر النونو في مقابلة تلفزيونية، السبت: إن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بدأ يتحدث عن أن أحد أهداف الحرب على قطاع غزة هو إطلاق سراح الأسرى.
وأضاف النونو: إن إطلاق الأسرى الصهاينة لم يكن هو الهدف الذي كان يتحدث عنه نتنياهو من قبل، إذ كان يقول إن هدف الحرب هو القضاء على المقاومة، وهو ما لم يتمكن من تحقيقه.
وتابع النونو: إن “ما نشاهده اليوم من مشاهد تسليم الأسرى الصهاينة في قطاع غزة يؤكد أن المقاومة متبقية ومتجذرة، باعتبارها جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، وأن الحاضنة الشعبية للمقاومة ملتفة حولها”.
وأكد النونو أن الرسالة التي تقدمها المشاهد من غزة، بعد التدمير الكبير الذي تعرضت له، وبعد هذا العدد الكبير من الشهداء، “هي ببساطة أن المقاومة حية وباقية ومستمرة، وعلى ذات الخطى التي استشهد في سبيلها القادة”.
وشدد على أن صياغة اليوم التالي للحرب في قطاع غزة “هي صياغة فلسطينية خالصة”، ولا يمكن لأحد أن يفرض على الشعب الفلسطيني تفاصيل اليوم التالي للحرب.. مشيراً إلى أن بعض قادة العدو يتوهمون قدرتهم على استئناف الحرب في قطاع غزة، ورسالة الجماهير لهم هي “إن عدتم عدنا، وستكون الخسائر في صفوف الاحتلال”.
وقال النونو: “لن يكون دخول قطاع غزة نزهة.. الاحتلال بقي يدفع في بيت حانون خسائر من القتلى رغم أنها منطقة صغيرة جغرافيا ومحاطة بالاحتلال”.. مؤكداً أن “رسالة المقاومة: نحن جاهزون ولم تضعف إرادة القتال لدينا بعد 15 شهرا”.
ولفت إلى أن مفاوضات المرحلة الثانية يجب أن تبدأ في اليوم الـ16 لتطبيق الاتفاق، أي يوم الاثنين المقبل.. مشيرا إلى أن هناك استعدادات لهذه المفاوضات.
وقال النونو: إننا “معنيون باستمرار وتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار” في قطاع غزة.. مضيفاً: إنه بغض النظر عن رغبة نتنياهو، فإنه “على المجتمع الدولي أن يلزمه بمواصلة ما تم الاتفاق عليه، بما في ذلك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل شامل والانسحاب الكامل من قطاع غزة”.
وخلاصة القول: إن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وجّهت ضربةً إلى ما كان يمكن لرئيس حكومة الكيان الصهيوني إظهاره على أنّه إنجازات، وأذلّت مشاهد عمليات تسليم الأسرى الكيان الصّهيوني بقوافل من المسلحين وعبارات باللغة العبرية، وصولًا إلى الزيّ العسكري للرهائن.
وأثار أسلوب المقاومة الفلسطينية الإعلامي، وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام، عاصفةً من التساؤلات حول مدى صحة ادعاء العدو تحقيق أهدافه في غزة، بعد 15 شهرًا من العدوان المتواصل جوًّا وبحرًا وبرًّا، وذلك من خلال طريقة تسليم الأسرى وتنفيذها.
وأذهلت المشاهد العدو الصّهيوني، ولم تتوقف تحليلات الإعلام الصهيوني لهذه المشاهد التي اعتبرها مُذلّة لكيانه.. فالصور التي نقلتها وسائل إعلام العدو أثارت غضبًا واسعًا بين المحللين، حيث أظهرت حماس وهي تُصرّ على إبراز قوّتها الرمزية أمام عدسات الكاميرات.
ويؤكد الخبراء أنّ عملية تبادل الأسرى تحوّلت إلى محطة من محطات الانتصار.. وأنّ العدو كان يتخوّف من أن تحاول حماس توظيف هذا المشهد، لكنه لم يكن يتخيّل أو يتصوّر أن يكون النجاح بهذا المستوى.. معتبرين أنّ هناك مجموعةً من العوامل ساهمت في فرض هذا المشهد، وأنّ العدو كان أمام عدة خيارات، ولم يعد بإمكانه مواصلة الحرب بالشكل الذي كانت عليه.
ويقول الخبراء إن حركة حماس استطاعت أن تسجّل انتصارًا وطنيًا من خلال خارطة انتماءات المحرَّرين، الذين ينتمون إلى عدة فصائل مقاومة في الساحة الفلسطينية.. كما شكّل هذا التبادل نوعًا من الاستفتاء الشعبي حول خيار المقاومة وخيار حماس، بعد مضي 15 شهرًا من الحرب والتدمير والمجازر، التي أمِل فيها العدو والمتربّصون بالمقاومة أن تؤدي إلى الحد من شعبيتها.
ووصف الخبراء مشهدية تسليم الرهائن الصهاينة، بأنها “مشاهد النصر”، التي تعكس إرادة الشعوب عندما تصمّم وتتمسك بالمبادئ العليا والسامية.
الجدير ذكره أن المقاومة الفلسطينية حافظت على تنظيمها العسكري والإداري، وكذلك الحكومة في غزة، وضربت مشروع الكيان الصهيوني لإنهاء حكم حماس في غزة، كما أفشلت مشاريع التشريد والتهجير، وبات “اليوم التالي” فلسطينيًا خالصًا، كما أعلنت المقاومة منذ البداية.
السياسية – مرزاح العسل