عربي21:
2025-04-30@02:32:50 GMT

لا خيار أمام جيش العدو سوى الانسحاب... أو المقاومة

تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT

على وقع بعض المواقف والتقارير الإسرائيلية منذ ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار، برزت إلى صدارة الاحتمالات فرضية أن لا تنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة بعد انتهاء الـ 60 يوماً، وتحوّلت إلى هاجس وسيناريو، يستوجب ذلك مناقشته وما يمكن أن يترتّب عليه من خيارات وتداعيات.

وتعزّزت تقديرات هذه الفرضية في ضوء مواصلة العدو خروقاته التي تجاوزت منطقة جنوب الليطاني وشملت استمرار تدمير المنازل وغارات جوية وعمليات قتل واعتداءات متفرّقة.

ويبدو أن هذا الأداء يستند إلى تقدير لدى قيادة العدو بأن حزب الله حريص على تجنّب تجدّد الحرب، ما يدفعه إلى تجاوز بعض الاعتداءات، إضافة إلى حرصه على نجاح اتفاق وقف إطلاق النار بعدما أظهر التزاما عمليا به. لكنّ المتغيّر الأكثر حضوراً، على ما يبدو، في تقديرات العدو ورهاناته، والذي يمكن أن يؤثّر في خياراته، هو المتغير السوري الذي أدّى إلى فقدان المقاومة عمقها الاستراتيجي.

من الواضح أن سيناريو عدم الانسحاب بعد 27 كانون الثاني الجاري يشكّل انقلاباً على الاتفاق الذي وقّعته إسرائيل. لكنّ ذلك ليس مشكلة بالنسبة إليها إذا كان بالإمكان تنفيذه من دون أي أثمان.

ويحضر كمؤشر إضافي على هذا التوجه العدوان الذي نفّذه جيش العدو بعد سقوط النظام السوري واجتياحه مناطق فضّ الاشتباك وتوسّعه في الأراضي السورية واحتلاله نحو 400 كلم مربّع، إلى جانب تدمير أغلب القدرات العسكرية والصاروخية للدولة السورية. وهذا كله من دون أن تفتح سوريا جبهة إسناد لغزة منذ طوفان الأقصى.

مع ذلك، فإن عدم الانسحاب يضع الدولة اللبنانية ولجنة الإشراف أمام تحدّ واختبار خطيريْن، ومن أقل النتائج التي تترتب عليه أنه يُقوّض مصداقية الطرفين أمام سكان الجنوب، وينسف الاتفاق في أهم بنوده، ويثبت مجدداً أن خيار الدبلوماسية غير ناجع وحده في التعامل مع كيان العدو، خصوصاً أن بقاء جيش الاحتلال يجعل من المتعذّر تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، ويُسقط مطالبة المقاومة بعدم وجود مسلح لها جنوبي نهر الليطاني، ويضفي مشروعية إضافية على عمل المقاومة المسلحة، إلى جانب ما تستند إليه من حقوق طبيعية وقانونية وأخلاقية ودينية، لإجبار إسرائيل على ما تمّ الاتفاق عليه بإخراج الجيش من الأراضي اللبنانية.

وعلى مستوى الصراع السياسي الداخلي في لبنان، فإن بقاء قوات الاحتلال يُسقط أحد أهم المرتكزات التي يروّج لها خصوم المقاومة في لبنان، وهو أن الدولة تستطيع حماية لبنان وأمنه وأرضه من الخطر الإسرائيلي من دون الحاجة إلى المقاومة العسكرية، وبالاستناد إلى علاقاتها الدولية والإقليمية والقرارات الدولية! كما يُساهم في تقويض خطاب حلفاء الولايات المتحدة في الداخل اللبناني. وهو ما دفع بأحد الزعماء اللبنانيين أخيراً إلى محاولة احتواء التداعيات السلبية للأداء الإسرائيلي الذي يكشف زيف فرضياتهم، عبر محاولة إعادة إلقاء الكرة على المقاومة، مدّعياً بأنها تسيطر على الحكومة التي لا تستطيع أن تمون عليها بقبول مساعدات من إيران لإعادة الإعمار! وليس ذلك إلا مؤشراً إضافياً على ضعف لبنان حكومةً وأداءً في مواجهة الخطر الإسرائيلي في أهم قضية سيادية وهي تحرير الأرض من الاحتلال.

في المقابل، ليس هناك داعٍ لعرض مروحة الخيارات النظرية المطروحة أمام قيادة المقاومة ومناقشة كل منها على حدة، ومن ثم تحديد القرار المرجّح من منظورها، إذ إن قرارها النهائي هو أن لا مستقبل للاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، ومهما كانت التداعيات سيتم دحر الاحتلال إلى ما وراء الخط الأزرق، خصوصاً أن السكوت على هذا الاحتلال سيُقدّم صورة خاطئة حول المعادلة التي تحكم مرحلة ما بعد الاتفاق، وسيجرّئ إسرائيل على مزيد من الاعتداءات.

كذلك، فإن الضغط الميداني للمقاومة، بغضّ النظر عن توقيته وتكتيكاته وأدواته ووتيرته، هو أمر تحدّده قيادة المقاومة في حينه. وسيضع ذلك قيادة العدو أمام تحدّ كاشف عن مدى استعدادها لتجدّد عمليات المقاومة التي ستكون قادرة على الفتك بقواته، وهو أمر أدركته إسرائيل خلال المواجهات البرية الأسطورية، وفي ظل تطور قدرات المقاومة وخبراتها بالقياس إلى ما كانت عليه في فترة الاحتلال وصولاً إلى التحرير عام 2000.

الأخبار اللبنانية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اللبنانية حزب الله الجنوب الاحتلال لبنان حزب الله الاحتلال الجنوب اليونيفيل مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة تكنولوجيا سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يكشف أهداف غاراته على الضاحية الجنوبية ويحذر الحكومة اللبنانية| تفاصيل

كشفت دولة الاحتلال الصهيوني، مساء أمس، عن الهدف من الضربة الجوية التي نفذتها طائراتها الحربية على مبنى في منطقة الحدث بضاحية بيروت الجنوبية، والتي جاءت في إطار التصعيد العسكري المستمر مع "حزب الله".

هدف الضربة بضاحية بيروت الجنوبية

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن الغارة الصهيونية العنيفة التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت تندرج ضمن تصعيد متواصل في وتيرة الهجمات الإسرائيلية على مناطق مختلفة من جنوب لبنان.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن  دولة الاحتلال تركز في ضرباتها على مواقع يعتقد أنها تحتوي على مخازن أسلحة ومنصات لإطلاق الصواريخ تابعة لحزب الله، وتبرر هذه العمليات بدواعي أمنية، زاعمة أن تلك الأسلحة تشكل تهديدا مباشرا لأمنها القومي.

وأشار فهمي، إلى أن إسرائيل تسعى  إلى توجيه رسالة واضحة إلى الحكومة اللبنانية، مفادها أنها لن تتهاون مع وجود بنى تحتية عسكرية لحزب الله، حتى وإن كانت داخل مناطق سكنية مكتظة كضاحية بيروت الجنوبية.

وفي بيان مشترك صادر عن رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، أعلنت إسرائيل أن الضربة استهدفت بنية تحتية قال البيان إنها تحتوي على صواريخ دقيقة تابعة لحزب الله، واعتبرت أن هذه الصواريخ تمثل "تهديدا كبيرا على دولة إسرائيل".

وأكد البيان: "شن جيش الاحتلال هجوما قويا استهدف بنية تحتية خزنت فيها صواريخ دقيقة تابعة لحزب الله في بيروت، والتي كانت تشكّل تهديدا مباشرا وخطيرا لإسرائيل".

وتابع البيان: "إسرائيل لن تسمح لـ حزب الله بالتعاظم أو بخلق أي تهديد ضدها في أي مكان داخل لبنان، وحي الضاحية الجنوبية في بيروت لن يكون ملاذا آمنا لمنظمة حزب الله الإرهابية".

كما وجه البيان رسالة مباشرة إلى الحكومة اللبنانية، محملا إياها المسؤولية الكاملة عن منع هذه التهديدات من داخل أراضيها.

وأضاف: "تقع على عاتق الحكومة اللبنانية المسؤولية المباشرة في منع هذه التهديدات من التمركز داخل أراضيها، وهناك تأكيد على عزم إسرائيل على مواصلة العمليات العسكرية حتى تحقيق الهدف المعلن من الحرب، والمتمثل في "إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".

 تفاصيل العملية العسكرية 

ونفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية، مساء الأحد، غارة جوية استهدفت مبنى في منطقة الحدث، بعد توجيه ضربات تحذيرية سبقتها، حيث شوهد تصاعد دخان كثيف من المبنى المستهدف، بالتزامن مع تحليق طائرات مسيرة إسرائيلية في سماء المنطقة.

مبني "خيمة النصر"

وأشارت وسائل إعلام لبنانية إلى أن المبنى المستهدف يعرف باسم "خيمة النصر"، وهو مكان يستخدمه "حزب الله" لإقامة مجالس عاشوراء، ما يشير إلى رمزية دينية واجتماعية للموقع.

الإنذار المسبق من جيش الاحتلال 

وقبل تنفيذ الضربة، وجه الجيش الاحتلال إنذارا عاجلا مساء الأحد إلى سكان ضاحية بيروت الجنوبية، طالبهم فيه بإخلاء أحد المباني بشكل فوري تحسبا لقصفه.
وجاء في بيان الجيش: "إنذار للمتواجدين في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتحديدا في حي الحدث، ولكل من يتواجد في المبنى المحدد باللون الأحمر حسب الخارطة المرفقة، والمباني المجاورة له: أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله".

إعلام لبناني: معلومات أولية عن استهداف سيارة قرب الدامور جنوب بيروت«الجرح» يحظى بعرضه العربي الأول في مهرجان بيروت للمرأة

وتابع:"من أجل سلامتكم وسلامة عائلاتكم، يطلب منكم إخلاء هذه المباني فورا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر، وفق ما هو معروض في الخارطة".

والجدير بالذكر، أنه يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار التحليق المكثف للطيران الحربي والمسير الإسرائيلي فوق الضاحية الجنوبية، التي كانت قد تعرضت خلال الأشهر الماضية لسلسلة من الهجمات، في إطار التوتر المستمر بين إسرائيل و"حزب الله" على الحدود اللبنانية.

سلاح الجو الإسرائيلي يدمر مستودع أسلحة لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبيةالخارجية اللبنانية تستدعي سفير طهران لدي بيروت طباعة شارك بيروت لبنان الضاحية الجنوبية بيروت الاحتلال نتنياهو إسرائيل حزب الله

مقالات مشابهة

  • ناقد رياضي: الأهلي خرج عن المسار الصحيح بقرار الانسحاب أمام الزمالك
  • الرئيس اللبناني: قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية لا عودة فيه
  • الجلاء أو عدم الاستقرار.. رئيس الحكومة اللبنانية يهدد سلطات الاحتلال
  • قضاة لاهاي يأمرون خان بإصدار أوامر اعتقال سرية لمسؤولي الاحتلال
  • المقاومة الفلسطينية تكشف: فككنا عدد من أجهزة تنصت زرعها العدو بغزة
  • مندوب مصر أمام محكمة العدل: إسرائيل انتهكت كافة القوانين الدولية التي وقعت عليها
  • الاحتلال يكشف أهداف غاراته على الضاحية الجنوبية ويحذر الحكومة اللبنانية| تفاصيل
  • بأس “الحوانين” يواصل كسر “السيف” الصهيوني.. ملاحم انتصار أجــدّ في غزة
  • القاهرة الإخبارية: غارة الاحتلال على منطقة «الحدث اللبنانية» كانت مباغتة
  • القاهرة الإخبارية: الاحتلال يطالب سكان الحدث اللبنانية بالابتعاد 300 متر