ما خطر شرب الماء بوعاء بلاستيكي.. دراسة صادمة!
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
يمانيون../
توصلت دراسة جديدة إلى وجود علاقة بين تركيزات الميكروبلاستيك في الجسم البشري وتلف الأنسجة، ما يفتح بابًا لفهم تأثيرات هذه الجسيمات.
على مدار السبعين عامًا الماضية، أصبحت المواد البلاستيكية جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان، حيث ارتفع إنتاج البلاستيك من 1.5 مليون طن في خمسينيات القرن الماضي إلى 390.
مع مرور الوقت، يتحلل البلاستيك إلى جزيئات دقيقة، ما يعرف بالميكروبلاستيك، والتي يُعتقد أنها تسبب مشاكل صحية متنوعة في البشر والكائنات الحية الأخرى. وقد تم اكتشاف هذه الجسيمات في الجهاز التنفسي والهضمي والجلدي لدى البشر، كما تم ربطها بإمكانية التسبب في السرطان وبعض الأمراض الأخرى.
في دراسة جديدة، قام الباحثون بتحليل 61 دراسة متعلقة بالكشف عن الميكروبلاستيك في الأنسجة البشرية، بالإضافة إلى 840 مقالًا منشورًا في 237 مجلة تحتوي على كلمات مفتاحية مرتبطة بالميكروبلاستيك وعلم السموم. أظهرت النتائج أن الميكروبلاستيك موجود في عدة أجزاء من الجسم، مثل الشرايين والأوردة ونخاع العظام والجلد والسائل المنوي والخصيتين والرحم والمشيمة، بالإضافة إلى وجودها في الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي.
كما أظهرت التحليلات أن استنشاق الميكروبلاستيك يعد الطريقة الأكثر شيوعًا لدخول هذه الجسيمات إلى الجسم. ووفقًا للدراسة، يبدو أن الأطفال، خاصة الرضع وأطفال ما قبل المدرسة، أكثر عرضة لتراكم الميكروبلاستيك بسبب بيئتهم الداخلية وأجهزتهم المناعية غير المتطورة. كما أشار الباحثون إلى أن الأشخاص الذين تجاوزوا الستين عامًا قد يكونون أكثر عرضة لتأثيرات هذه الجسيمات.
تشير الأبحاث السمية إلى أن الميكروبلاستيك يمكن أن يؤدي إلى عدة مشكلات صحية مثل التوتر التأكسدي، وهو حالة يكون فيها هناك عدم توازن بين الجذور الحرة والمضادات الأوكسدة في الجسم. كما تم ربطها بوظائف ميتوكوندرية غير طبيعية، والاستجابات الالتهابية، والموت الخلوي (الاستماتة) في خلايا مختلفة. كما يعتقد أن الميكروبلاستيك يمكن أن يعبر حاجز الدماغ والدماغ المعوي، مما يؤدي إلى العديد من الأمراض التنكسية العصبية.
وجد التحليل أيضًا ارتباطًا إيجابيًا بين تراكم الميكروبلاستيك في الجسم والتلف المحلي في الأنسجة، مثل الأورام السرطانية، وأمراض الأمعاء الالتهابية، وتصلب الشرايين، وتجلط الدم. هذه الاكتشافات تشير إلى أن الميكروبلاستيك يشكل تهديدًا لصحة الإنسان.
في السابق، كان من المستحيل قياس الجسيمات التي يقل حجمها عن ميكرون واحد، أي أقل من سبعين جزءاً من عرض شعرة الإنسان. لكن تقنية جديدة طورتها جامعة كولومبيا سمحت بالكشف عن عدد الجسيمات البلاستيكية الموجودة في الماء، حيث تبين أن الكمية الفعلية هي أكبر بعشر مرات مما كان يُعتقد، خاصة عند احتساب الجسيمات النانوية.
تُظهر البيانات أن اللتر الواحد من الماء يحتوي على نحو 240 ألف قطعة بلاستيكية يمكن اكتشافها، وقد يصل العدد إلى 370 ألف قطعة. ولأول مرة، يتم تسليط الضوء على تأثير الجسيمات النانوية التي تشكل 90% من المواد البلاستيكية في المياه، وهي أصغر من ميكرومتر واحد.
وتعود بعض هذه الجسيمات إلى نوع البلاستيك PET، المستخدم في صناعة الزجاجات البلاستيكية، حيث ينفصل منها قطع صغيرة خلال الاستخدام وتصل إلى المياه. كما أن العلماء قد حددوا سبع أنواع شائعة من البلاستيك، بما في ذلك البولي إيثيلين تيريفثاليت، وعكفوا على تحليلها باستخدام أشعة الليزر لاكتشاف الجسيمات النانوية في الماء.
أشار العلماء إلى أن الجزيئات البلاستيكية الصغيرة تتمكن من التسلل إلى الجسم بسهولة أكبر من القطع الأكبر، مما يزيد من مخاطر تواجدها في الأنسجة المختلفة، بما في ذلك الدماغ. وفي هذا السياق، يتطلع الفريق إلى إجراء المزيد من الدراسات على مياه الصنبور ومعرفة مستوى التلوث البلاستيكي فيها، بالإضافة إلى دراسة الأثر البيئي الناجم عن عملية غسل الملابس التي تطلق ملايين الجسيمات البلاستيكية في كل غسلة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: هذه الجسیمات إلى أن
إقرأ أيضاً:
حقائق صادمة بيوم الطفل الفلسطيني.. هكذا يقتل الاحتلال الطفولة في غزة
يواجه أطفال قطاع غزة أوضاعا كارثية، منذ بدء دولة الاحتلال حرب الإبادة الجماعية بالتزامن مع إحياء "يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف الـ5 من نيسان/ أبريل.
وأفادت تقارير حكومية فلسطينية بأن الأطفال والنساء يشكلون ما يزيد على 60 بالمئة من إجمالي ضحايا الإبادة الجماعية المتواصلة، بواقع أكثر من 18 ألف طفل.
ويشكل الأطفال دون سن 18 عاما 43 بالمئة من إجمالي عدد سكان دولة فلسطين الذي بلغ نحو 5.5 ملايين نسمة مع نهاية عام 2024، توزعوا بواقع 3.4 ملايين في الضفة الغربية و2.1 مليون بقطاع غزة، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
آلاف من الأيتام في غزة
ويعاني قطاع غزة من أكبر أزمة يتم، حيث فقد أكثر من 39 ألف طفل في القطاع أحد والديهم أو كليهما خلال العدوان، بينهم حوالي 17 ألف طفل حُرموا من كلا الوالدين. بحسب تقرير لمركز الإحصاء الفلسطيني.
وأوضح التقرير أن هؤلاء الأطفال يعيشون ظروفًا مأساوية، حيث اضطر كثير منهم إلى النزوح والعيش في خيام ممزقة أو منازل مهدمة، في ظل غياب شبه تام للرعاية الاجتماعية والدعم النفسي.
ولا تقتصر معاناتهم على فقدان الأسرة والمأوى، بل تشمل أزمات نفسية واجتماعية حادة، إذ يعانون من اضطرابات نفسية عميقة، مثل الاكتئاب والعزلة والخوف المزمن.
واعتبر "برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال" أن القوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الأطفال، أصبحت حبرا على ورق، في ظل استمرار الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية ضد الأطفال الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة.
جرائم غير مسبوقة
وبين مدير البرنامج عايد أبو قطيش، أن "يوم الطفل الفلسطيني يمر هذا العام في ظل جرائم وانتهاكات غير مسبوقة ضد الأطفال الفلسطينيين منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضاف للأناضول، أن تلك الانتهاكات "لامست كل حقوق الأطفال المقرة ضمن الاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل، التي كان يفترض أن تقدم الرعاية والحماية للأطفال في مناطق النزاع أو تحت الاحتلال العسكري".
وقال أبو قطيش إنه "لم يبق أي حق للأطفال في غزة إلا تم اجتثاثه من الأساس، سواء الحق في الحياة أو التعليم والصحة وغيرها".
وتابع أن "جرائم الاحتلال تتم على مرأى ومسمع العالم، دون أدنى تدخل للحماية، وهو ما حول القوانين الدولية إلى مجرد حبر على ورق أمام آلة الإجرام الإسرائيلية".
ولفت الحقوقي أبو قطيش إلى أن "تلك الجرائم تبرز حجم الصمت والتواطؤ الدولي مع الاحتلال".
وأوضح أن "الاحتلال قتل في الضفة الغربية نحو 200 طفل، منذ بدء العدوان، عدا عن الجرائم الممارسة بحق الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال.