3 يناير، 2025

بغداد/المسلة:  تتصاعد في العراق نقاشات حادة حول تعديل قانون الانتخابات، تعكس تنافسًا بين رؤى متباينة للمشهد السياسي. في قلب هذا الجدل، تقف القوى السياسية التقليدية مسلحة بأدواتها المؤسسية، بينما تصطف القوى الناشئة والمستقلة في مسعى لإحداث تحول يعيد تشكيل ميزان القوى بما يتماشى مع متطلبات تمثيل شعبي أوسع وعدالة انتخابية أكثر شفافية.

تنازع المصالح بين القوى التقليدية والناشئة

تدفع القوى التقليدية نحو صياغة قانون يعزز هيمنتها، بالاعتماد على مقترحات مثل نظام الدائرة الواحدة أو تقسيم المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية إلى دوائر انتخابية متعددة. هذا التوجه، بحسب متابعين، يهدف إلى تعظيم فرص الأحزاب الكبرى في السيطرة على المقاعد البرلمانية بفضل مواردها التنظيمية والمالية الكبيرة.

في المقابل، تسعى القوى الناشئة والمستقلة إلى الدفع نحو نظام يتيح تمثيلًا متساويًا وعادلًا، مع تركيزها على فكرة الدوائر المتعددة. هذه الرؤية تجد تأييدًا لدى شرائح واسعة من الناخبين، كونها تتيح للمستقلين فرصة أكبر في خوض المنافسة بعيدًا عن هيمنة القوى التقليدية التي حكمت المشهد لعقود.

مطالب التغيير وتحديات الاستدامة

مع المطالبات المتزايدة بإصلاح النظام الانتخابي، تبرز تحديات عدة، أهمها عدم استقرار القوانين وتغييرها بشكل متكرر، مما يؤدي إلى تراجع ثقة الناخبين في العملية الانتخابية.

والقوى الناشئة ترى أن اعتماد نظام الدوائر المتعددة يعبر عن إرادة الشارع، بينما تفضل بعض القوى التقليدية استدامة قوانين تحقق نوعًا من التوازن بين الإرادة الشعبية وتمثيل القوى السياسية.

تناقضات بين التحالفات السياسية

من اللافت أن النقاشات حول القانون الجديد تعكس انقسامًا داخل الإطار التنسيقي نفسه. بينما يدفع ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي نحو تعديلات تضمن استمرار الأحزاب الكبرى في الهيمنة، يتخذ تيار الحكمة موقفًا أكثر تحفظًا، محذرًا من أن التغيير المتكرر قد يؤدي إلى عزوف الناخبين.

أما ائتلاف النصر، فيطرح موقفًا وسطًا، داعمًا لأي تعديل يخدم المصالح الوطنية ويضمن وصول أصوات الناخبين إلى البرلمان، لكنه يرفض التغييرات التي تكرس هيمنة حزبية أو تؤدي إلى إضعاف العملية الديمقراطية.

إشكالية الثقة بالعملية الانتخابية
تواجه العملية الانتخابية في العراق أزمة ثقة متفاقمة. هذه الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل نتيجة تراكمات من قوانين انتخابية عديمة الاستقرار، وصراعات حزبية أفرغت المؤسسات من مضمونها الديمقراطي. القوى الناشئة ترى أن مفتاح استعادة هذه الثقة يكمن في قوانين تضمن تمثيلًا عادلًا للشرائح المهمشة والمستقلين.

الرهان على إصلاحات شاملة

في ظل هذا المشهد، يبدو أن أي تعديل جديد للقانون سيخضع لمعادلة معقدة، توازن بين مصالح القوى التقليدية وطموحات المستقلين. ويبقى السؤال حول قدرة النظام السياسي على تبني إصلاحات شاملة تعيد الثقة بالعملية الديمقراطية، وتتيح فرصًا متساوية للجميع، دون إقصاء أو تهميش.

 

 

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: القوى التقلیدیة

إقرأ أيضاً:

اجتماع موسع لمتابعة سير تسجيل الناخبين في انتخابات المجالس البلدية 2025

ليبيا – ????️ السايح يعقد اجتماعًا لمتابعة تسجيل الناخبين لانتخابات المجالس البلدية 2025

عقد رئيس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، الدكتور عماد السايح، اجتماعًا موسعًا بمقر المفوضية في طرابلس، بحضور عضو مجلس المفوضية أبوبكر مردة، ومديري الإدارات ورؤساء الأقسام الفنية وفريق الدعم الدولي، لمتابعة سير عملية تسجيل الناخبين التي أُعلن عنها رسميًا يوم السبت 22 فبراير 2025، ضمن انتخابات المجالس البلدية (المجموعة الثانية – 2025).

???? تقييم عملية تسجيل الناخبين

بحسب المكتب الإعلامي للمفوضية، ركز الاجتماع على التقييم المستمر لمرحلة تسجيل الناخبين، حيث شدد السايح على أهمية معالجة التحديات والعراقيل التي تواجه هذه المرحلة، لضمان تسهيل الإجراءات الانتخابية وحماية حقوق المواطنين في التسجيل.

كما أكد السايح على ضرورة التنسيق بين الإدارات لتحقيق الجدول الزمني المحدد دون تأخير.

⚙️ مناقشة التحديات والحلول التقنية والإدارية

تم خلال الاجتماع استعراض أبرز التحديات التي واجهت الناخبين في عملية التسجيل، مع مناقشة الحلول التقنية والإدارية المناسبة للتغلب عليها. كما تم التأكيد على ضرورة الشفافية في التعامل مع الناخبين وتقديم التسهيلات اللازمة لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة.

????️ التحضير لمرحلة توزيع بطاقة الناخب

في سياق الاستعداد للمرحلة القادمة، ناقش الحاضرون الآليات المقترحة لتنظيم عملية توزيع “بطاقة الناخب”، لضمان وصولها إلى جميع الناخبين في الوقت المحدد.

وأكد السايح أن هذه المرحلة تمثل خطوة حاسمة في التحضير لانتخابات المجالس البلدية، مشيرًا إلى ضرورة جاهزية المفوضية لضمان سير هذه المرحلة بكفاءة وفعالية.

???? اجتماعات دورية لتعزيز الشفافية والنزاهة

يأتي هذا الاجتماع ضمن سلسلة الاجتماعات الدورية التي تعقدها المفوضية لتعزيز التنسيق بين جميع الإدارات، وضمان الجاهزية الفنية والإدارية لكافة مراحل العملية الانتخابية، بما يحقق أعلى مستويات الشفافية والنزاهة.

 

Previous “توقعات صادمة”.. قد يظهر أول قلب بشري صناعي في عام 2025 Related Posts الحويج يتفقد الأسواق ويؤكد ضرورة استقرار الأسعار خلال رمضان محلي 6 مارس، 2025 رئيس مجلس أمازيغ ليبيا: حادثة دهس العلم الأمازيغي مسؤولية القيادات الأمنية محلي 6 مارس، 2025 أحدث المقالات اجتماع موسع لمتابعة سير تسجيل الناخبين في انتخابات المجالس البلدية 2025 “توقعات صادمة”.. قد يظهر أول قلب بشري صناعي في عام 2025 الحويج يتفقد الأسواق ويؤكد ضرورة استقرار الأسعار خلال رمضان “غونيتس” الروسية تطور شريحة موديم لتأمين الاتصالات بين الدرونات والأقمار الصناعية رونالدو يوجه رسالة لريال مدريد

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • الشلف: اكتشاف ورشة سرية لصناعة الحلويات التقليدية
  • الشلف: إكتشاف ورشة سرية لصناعة الحلويات التقليدية
  • البعثة الأممية: تيته ناقشت مع حورية إدماج المرأة الليبية في العملية السياسية
  • اجتماع موسع لمتابعة سير تسجيل الناخبين في انتخابات المجالس البلدية 2025
  • التقاطعية والأبعاد المتعددة للهوية
  • التحالفات السياسية في العراق: هل هي لعبة جس نبض أم تحركات حاسمة؟
  • ‏زراعة السويداء تبدأ بيع غراس اللوزيات بأسعار مشجعة
  • توصيل الكهرباء لتشغيل نادي دمياط الرياضي
  • ثلاثة قوانين جدلية جديدة.. أزمة قد تطفو على الساحة السياسية العراقية
  • مجلس المفوضية يعقد اجتماعاً لمتابعة عملية «تسجيل الناخبين»