عبدالغني هندي: الجماعات الدينية حولت الإسلام إلى إيديولوجية متطرفة
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
قال الدكتور عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن خطورة الجماعات تكمن في تفسيرها المغلوط للفهم الإسلامي، إذ أن هذا الفهم يشكل تهديدًا كبيرًا للإسلام ذاته.
هندي: المنهج الوسطي ساهم في بقاء الأزهر أكثر من 1084 عامًاالرئيس السيسي يوفد مندوبا للتعزية في وفاة رئيس وزراء الهند السابقوأضاف خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، هذه الجماعات تحاول اختزال الرسالة الإسلامية التي أُرسلت لإصلاح حال البشرية جمعاء، وهو ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" الرسالة الإسلامية رسالة عالمية بطبيعتها، وقد جاءت لتكون وسطية وموضوعية، تنطلق من التواصل والتعايش مع الجميع.
تابع: لكن، ما تقدمه هذه الجماعات يتنافى مع هذه المبادئ، حيث تحاول تحويل الإسلام إلى إيديولوجية متطرفة مقتصرة على فكرة واحدة: من يصل إلى السلطة من غيرهم يعد كافرًا. هذا التوجه يعطل فكر الإسلام الصحيح ويخرج به من سياقه المعتدل والمتوازن.
استكمل: مثال على ذلك، ما حدث في سوريا أثناء احتفالات عيد الميلاد، حيث رأينا تصرفات تثير القلق حول كيفية تقديم الإسلام في سياقات متطرفة بعيدًا عن القيم الحقيقية التي يدعو إليها. في مصر، نحن نؤمن بسياسة ثقافية وحضارية تجعلنا نتمنى النجاح والاستقرار لجميع الدول العربية والشقيقة، بل نسعى إلى تعزيز روح التعاون والتفاهم بين الأمم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإسلام الجماعات الإسلامي المزيد
إقرأ أيضاً:
ذكرى مولد المؤلف والملحن السوري عبدالغني الشيخ
يعتبر الفنان السوري عبد الغني الشيخ أحد رواد كتابة وتلحين المونولوغ الساخر والأغنية الشعبية، سليلُ عائلة دمشقية عريقة هي (شيخ الأرض)، ولد عام 1907 في حي القنوات قصر الحجاج، توفي عام 1971 في دمشق، هو سيد درويش سوريا كما كتبت عنه الصحافة المصرية يوماً.
أعماله خرجت من عباءة الأغنية الدّمشقيّة البسيطة
أنجز عبد الغني الشيخ كلمات ولحن أكثر من 700 أغنية مشهورة لا يزال العديد منها متداولاً بين الأجيال من دون معرفة صاحبها، من أشهر أعماله التي غناها مطربون ومطربات من أكثر من قطر عربي: "يمّ العباية "، " يا طير سلملي ع سوريا"، " ما اقدر اقلك مع السلامة روح"، " وين بلاقي متل بلادي وين"، " بحبك يا ولفي بحبك"، " حوّل يا جمّال حوّل"، أغنية مقدمة مسلسل " أيام شامية"، " يا خيّال الزرقا"، "مونولوج الستات" و"دادي يلا ويلا/ داديه ويا ماشا الله" بما أنه كتب ولحن للأطفال، إذ يعتبر رائداً فيها أيضاً، ففي ذكرى ميلاده، الذي صادف الأول من الشهر الجاري، نستعرض معاً أهم إنجازاته ومحطات حياته:
تفاصيل دمشقيةوللأمانة كان أول من لفت نظرنا إلى أغانيه التي نعرف أغلبها ونجهل صاحبها، وإلى الصفحة التي خصصها له حفيده الدكتور عصام شيخ الأرض منذ أشهر قليلة، هي الشاعرة الدمشقية "بسمة شيخو" التي مضت تقول على صفحة الفيسبوك خاصتها: " مغرمة بالتفاصيل الدمشقية والأغاني التراثية المحفورة بالأبرة في ذاكرتي، فأغنية : هالأسمر اللون، هالأسمراني، تعبان يا قلب خيو، هواك رماني...، تستطيع أن تبكيني بسهولة كما لا تفعل سواها، أما أغنية : آه يا اسمر اللون، حبيبي الاسمراني…، مختصة بالتغزل بالشّريك وبكرمه والعودة لحضنه سريعاً، تجعلني أبتسم بخبث.
وتتابع بسمة الإشارة إلى قائمة الأغاني الموغلة في محليتها فتشير إلى: ياطير سلملي ع سوريا، التي غناها المطرب معن دندشي، والتي منها عرفتُ أسماء الكثير من المدن والمناطق التي كنتُ أجهلها بطفولتي. وهناك مونولوج يوجعني عندما أسمعه ينقبض قلبي فهو يتغزّل بوفد التفاوض السوري ويثني على سياسي الزّمن الجميل (أهلاً برجال سوريا) بصوت سلامة الأغواني، ثم تشّكر حفيده الذي منحنا هذا الكنز بالإمساك بالخيط الذي يربط هذه اللالئ الموسيقية ببعضها، مخصصاً لها صفحة بعنوان "المؤلف والملحن عبد الغني الشيخ"، يعرض فيها بعضاً من أعماله.
في إضاءة الحفيد د. عصام لـموقع 24 على أبرز محطات حياة جدّه التي يجهلها أغلبنا، أشار في البدء إلى مقالات كثيرة كتبت عن جده خلال حياته وبعد وفاته، لكن بعضها احتوت معلومات ليست دقيقة، فعبد الغني الشيخ، وهذا الاسم الذي قدم نتاجه من خلاله، هو من عائلة "شيخ الأرض" الدمشقية، بدأ حياته الفنية عام 1922 وهو مواليد 1907، ظهر ولعه بالمنولوج النقدي الساخر، وعمل على تطويره وكتابته وتلحينه، تعلم على يدي والده الشيخ رجل الدين وصاحب مجلس علم في الجامع الأموي فعلمه القرآن الكريم، والموشحات والموسيقا الصوفية والموالد الدينية، التي عمل بها مع والده. ثم تعلّم موسيقياً على يدي الموسيقي صبحي سعيد الذي أصبح فيما بعد رئيس فرقة الإذاعة السورية، فعلمه العزف على العود وحفظ علي يديه الكثير من الأدوار والموشحات السائدة في تلك الأيام فأعطته منحىً إضافياً وفكراّ أكبر في انطلاقته في التلحين.
شراكة إبداعية
أول لحن له كان عام 1923 في مونولوج خاص وسجله بصوته وسجل 50 أسطوانة وهي أثرت في المجتمع والمستعمر الفرنسي الذي حكم عليه بالإعدام 1926، تعرف على سلامة الأغواني عام 1930 وتكونت شراكة بينهما في غناء المنولوجات بصوت سلامة وتأليف وألحان عبد الغني، وجرّاء أحد المنولوجات حَكَمَ عليه المستعمر الفرنسي بالإعدام فهرب إلى العراق، وحُكِمَ على الأغواني بالنفي. وتميزت محطة حياته في العراق بنقلة فنية إذ شهدت انتقاله من المنولوج إلى تأليف وتلحين الأغنية، التي لم يكن قد خاضها من قبل فكانت أغنية "يمّ العباية".
ثنائية ثانية
وفي محطة ثانية انتقل المبدع عبد الغني للأردن وأسس مع سهام رفقي ثنائياً لافتاً في إنتاج أغنية شعبية سُميت بالبدوية، وهي كذلك فقط ببعض مفرداتها إلاّ أنها أغنية شعبية ميّزت الفنانة سهام رفقي، كما كتب ولحن لها بعض الأغاني الوطنية، وعندما اعتزلت الغناء، انتقل للعمل مع الفنانة سميرة توفيق التي نالت جراء أعماله لقب مطربة البادية. وبسبب أغنياته الوطنية مع سهام رفقي حكم عليه بالإعدام فهرب لبيروت، وهو أحد المؤسسين للأغنية اللبنانية.
سافر عبد الغني الشيخ إلى القاهرة مع سهام رفقي، واستمرت علاقته بالقاهرة في زيارات كثيرة، فسجلت سهام رفقي لإذاعة القاهرة أغنياتها التي لحنها لها عبد الغني الشيخ، كما لحن العديد من الأغنيات لبعض الأفلام المصرية. ومن ألحانه وكلماته في القاهرة النشيد الوطني (بكرة التار) للمطرب كارم محمود، وكان يذاع بكثرة من إذاعتي صوت العرب والقاهرة وإذاعة دمشق.
وبدأ المؤلف والملحن عبد الغني الشيخ برحلة الأفلام كلمات وألحان وحوار إضافي وتمثيل منذ عام 1946 مع أول فيلم فتاة من فلسطين وامتدت الرحلة إلى آخر فيلم بعد وفاته كان قد كتب كلمات ولحن أغانيه الذي تم إنتاجه عام 1972.
الفيلم الوحيد الذي مثل فيه هو فيلم "حبيبة الكل" ومن الأفلام التي كتب ولحن لها صقر العرب، القاهرون، ليلى العامرية، فتاة من فلسطين.
بساطة وعدم تعقيد
ولأن جهد المبدع عبد الغني الشيخ لم ينل حقه في الحضور الإعلامي والنقدي توجهت24 إلى الموسيقي والناقد أمين رومية لمحاولة إنصاف إرث هذا المبدع الذي قال فيه:
امتازت أعماله الغنائيّة بالبساطة وعدم التّعقيد (لحناً وإيقاعاً) حيث اختار قالب الأغنية الشّعبية التي تعتمد الجمل اللّحنيّة العذبة والرّشيقة المقتضبة التي لا تحتمل التّنوّع المقامي.
أمّا الجُمَل اللّحنيّة لدى الفنّان عبد الغني الشّيخ فهي قصيرة بلا امتدادات لحنيّة ذات إيقاعات سريعة تُفقدها في كثير من الأحيان شيئاً من القدرة التعبيرية، متأثّراً بشكل واضح بالأغنية الدّمشقيّة.
ونلاحظ في أغلب ألحانه عدم حضور الموسيقى إلا بالحدود الدّنيا، حتى المقدّمة التي تمهّد لغناء المذهب، هي لحن المذهب ذاته، فالمغنّي يحمّل عبء اللّحن بصوته وربما هذا يجعلنا نميل إلى الرّأي القائل بأنّ الفنّان عبد الغني الشيخ لم يكن يجيد العزف على أيّة آلة موسيقيّة أو أنّه كان عازفاً متواضعاً على آلة العود كونه تعلّم لدى عازف العود المعروف صبحي سعيد الذي لقّنه أصول الغناء والإيقاع.
لكن الفنان رومية من خلال متابعته للصّفحة الخاصّة بأعمال الفنّان عبد الغني الشّيخ على الفيسبوك اتّضح له كما يقول: أنّ مُنشئ الصّفحة مع احترامنا وتقديرنا لجهده، نشر أعمالاً منسوبة لعبد الغني الشّيخ وهي ليست من أعماله ويلزمها التّدقيق.