تقرير/ عبدالعزيز الحزي

منذ قيام كيان العدو الصهيوني باحتلال مدينة القدس عام 1967م، وهو يعمل جاهداً على السيطرة على المدينة المقدسة وتغيير معالمها بهدف تهويدها وإنهاء الوجود العربي الفلسطيني فيها.
ويشكل الفلسطينيون الأغلبية في مدينة القدس المحتلة، رغم أن هذا ليس ما خطّط له العدو الصهيوني وعمل عليه وما زال يعمل، ألا وهو “تهويد القدس”.


وتهويد القدس “هو المحاولات المستمرّة من قبل سلطات الاحتلال الصهيونية من أجل نزع الهوية الإسلامية والمسيحية التاريخية من المدينة وفرض طابع مستحدث جديد.
وبالفعل، باتت القدس ورشة بناء صهيونية لا تتوقف، حيث للجرافات فيها أيديولوجيا واضحة، وهي الإبقاء على الفلسطينيين أقلية داخل وطنهم.
واستخدم الكيان الغاصب لأجل ذلك الكثير من الوسائل وقام بالعديد من الإجراءات ضد المدينة وسكانها، حيث كان الاستيطان في المدينة وفي الأراضي التابعة لها أحد أهم الوسائل لتحقيق هدف اليهود الأساسي تجاه مدينة القدس.
وسعى العدو الصهيوني خلال العقود الماضية إلى استكمال مخططه الاستيطاني الهادف للسيطرة الكاملة على مدينة القدس، حيث عمل على تحقيق ذلك من خلال توسيع ما يسمى بحدود القدس شرقا وشمالا، وذلك بضم مستوطنة معاليه أدوميم التي يقطنها حوالي 20 ألف نسمة، كمستوطنة رئيسية من الشرق، إضافة إلى المستوطنات العسكرية الصغيرة مثل “عنتوت، ميشور، أدوميم، كدار، كفعات بنيامين” من الجهة الشرقية، “وكخاف يعقوب، كفعات زئييف، كفعات حدشا، كفعات هاردار” من الشمال، ما أدى إلى مضاعفة عدد المستوطنين الصهاينة وفي نفس الوقت قللت نسبة السكان العرب الفلسطينيين الذين يشكلون ثلث سكان القدس أي حوالي 220 ألف نسمة بما فيها الجزء المضموم 380 ألف نسمة، مع العلم أن عدد المستوطنين في القدس الشرقية يساوي عدد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة (180 ألف مستوطن).
ويبلغ عدد المستوطنات في القدس المحتلة حسب إحصائيات مركز أبحاث الأراضي، 29 مستوطنة، 14 منها في الجزء المضموم من القدس أي ما يسمى حدود القدس الشرقية، وتنتشر هذه المستوطنات في لواء القدس على شكل تجمعات استيطانية مكثفة تتخذ الشكل الدائري حول المدينة وضواحيها ممثلة بمراكز استيطانية كبيرة المساحة.
ويشار أيضاً إلى أن حدود البلدية (القدس الغربية) تم بشكل رسمي توسيعها ولكنه عملياً تم الاستيلاء على 72 كم مربعا بقرارات مختلفة وبتقييد التمدد العمراني في القدس وتحويل المناطق إلى مستوطنات يهودية كما حدث مع جبل أبو غنيم.
وتهويد القدس هو مصطلح يصف المحاولات المستمرة من الكيان الصهيوني لنزع الهوية الإسلامية والمسيحية التاريخية من مدينة القدس وفرض طابع مستحدث جديد وهو الطابع اليهودي.
وسائل تهويد القدس:
ليست اقتحامات جماعات الهيكل والمتطرفين الصهاينة وحدها الأداة لتهويد القدس؛ بل إنّ الكيان الصهيوني بات يسعى لخنقه من خلال “عملية تطهير عرقي لأحياء كاملة في المدينة المقدسة”.
وكان لحي البستان الذي بات يتهدد سكانه خطر التهجير القسري حصة الأسد من جرائم الهدم، باعتبارها خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، فيما نُفذت بقوة العدو الصهيوني 37 عملية هدم بمحافظة القدس خلال الشهر الماضي بينها عشر عمليات هدم ذاتي قسري، وفي بلدة سلوان وحدها هُدمت 14 منشأة.
وفي هذا السياق، حذر عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب، من مخطط صهيوني لهدم حي البستان وطرد سكانه منه، بهدف استكمال المشروع التوسعي الاستيطاني، وصولًا لخنق المسجد الأقصى المبارك.
وأكد أن العدو الصهيوني عازم على تنفيذ تطهير عرقي لأحياء كاملة في المدينة المقدسة، بهدف حسم قضيتها بأقصى سرعة.
وقال: “إذا تمكن العدو الصهيوني من هدم حي البستان، فإن ذلك سيؤدي إلى إزالة أحياء مقدسية كاملة”.. مشيراً إلى أن هناك محاولات صهيونية حثيثة لهدم عشرات المنازل وتهجير أهالي البستان، خاصة بعدما نفذت بلدية العدو الصهيوني خلال الأيام الماضية عمليات هدم بالحي، وسلمت أوامر أخرى لنحو خمس عائلات مقدسية.
وشدد على أن مؤسسات العدو الصهيوني وأذرعها التهويدية بدعم من الجمعيات الاستيطانية تريد حسم قضية القدس وتقليل تركيبتها السكانية لصالح المستوطنين.
وأوضح أن محيط المسجد الأقصى يقع في بؤرة الاستهداف الصهيوني، لأن بلدة سلوان تعتبر خط الدفاع الأول عن المسجد المبارك، وهي الدرع الواقي له.
وأضاف: إن العدو الصهيوني لذلك يستهدف جنوب الأقصى بعدة وسائل، وهي هدم المنازل بذريعة عدم الترخيص، علمًا أن هذه المنازل مبنية من قبل وجود الاحتلال، وأيضًا، تهجير المقدسيين، وإقامة الحدائق والمسارات التلمودية والمتاحف التوراتية.
وأوضح أن حي البستان لا يبعد سوى 300 متر عن المسجد الأقصى، والكيان الصهيوني يسعى لإقامة ما يسمى بـ”الحديقة التوراتية” في الحي، واستثمار الأرض لأغراض استيطانية تهويدية مستقبلًا.
واعتبر أبو دياب أن هدم وتهويد حي البستان يُمهد للانتقال لأحياء أخرى في سلوان، لذلك ازدادت وتيرة الهدم بشكل كبير.
وحذّر من أن العدو الصهيوني يريد الانتقام من المقدسيين والفلسطينيين، من خلال تنفيذ سياساته الممنهجة سواءً بالهدم أو الاستيطان أو التهجير والتهويد، وغيرها.
بدوره، حذر عبد الكريم أبو اسنينة، عضو لجنة حي البستان، من انتقال الهجمة الشرسة ضد حي البستان لأحياء مقدسية أخرى.. داعياً في تصريحات صحفية إلى وقفة حازمة وجازمة تدفع المقدسيين للتوحد في وجه التغول الصهيوني.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

قيود إسرائيلية مشددة على الوصول للأقصى خلال أيام الجمعة في رمضان

صادق رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على فرض قيود مشددة جديدة على وصول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، وتحديدا خلال أيام الجمعة في شهر رمضان، ضمن الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة بحق المقدسات الإسلامية.

وذكر بيان صادر عن مكتب نتنياهو، أن الحكومة أقرت توصية المنظومة الأمنية بالسماح لعدد محدود من المصلين من الضفة الغربية، بدخول الأقصى وفقا للآلية المتبعة العام الماضي.

وأوضح البيان أنه "سيسمح فقط للرجال فوق 55 عاما، والنساء فوق 50 عاما، والأطفال دون 12 عاما بدخول المسجد الأقصى، بشرط الحصول على تصريح أمني مسبق والخضوع لفحص أمني شامل عند المعابر الحدودية".

وقررت قوات الاحتلال نشر 3 آلاف عنصر في القدس المحتلة، وذلك ضمن استعداداتها لأداء أول صلاة جمعة في شهر رمضان بالمسجد الأقصى.

ونصبت قوات الاحتلال الحواجز العسكرية في محيط مدينة القدس المحتلة والبلدة القديمة، وعرقلت وصول أهالي الضفة الغربية للأقصى، وقامت بإرجاع كبار السن والذين خرجوا من بلداتهم بالضفة فجرا، في أجواء ماطرة وشديدة البرودة، متوجهين إلى حاجز قلنديا للوصول إلى القدس وأداء صلاة الجمعة.



وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتزم السماح لنحو 10 آلاف فلسطيني من أهالي الضفة الغربية بالصلاة في الأقصى.

يشار إلى أن قوات الاحتلال تمنع فلسطينيي الضفة الغربية من الوصول إلى المسجد الأقصى منذ بداية رمضان، وفق سياستها التي تطبقها منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2023.

وكانت مجموعات من المستوطنين بقيادة المتطرف غيلك قد اقتحمت الخميس، باحات المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال، ضمن الاقتحامات المتصاعدة ومخططات التهويد في القدس.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، اقتحم أكثر من 68 ألف مستوطنين باحات المسجد الأقصى، وسط تشديد الإجراءات على دخول المصلين الفلسطينيين ومنعهم وإبعاد عدد منهم.

وخلال رمضان العام الماضي، كانت غالبية المصلين بالمسجد الأقصى من سكان القدس المحتلة وفلسطينيي الداخل المحتل عام 1948، بسبب منع الاحتلال لأهالي الضفة من التوجه للقدس وفرض عراقيل كبيرة على وصولهم.

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يصيب شابا فلسطينيا بقنبلة غاز في رأسه شمال القدس
  • الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين ويحتجز صحفيين قرب مستشفى جنين
  • شهيد بغارة صهيونية على جنوب لبنان
  • صنعاء.. وقفات جماهيرية حاشدة تنديداً بجرائم العدو الصهيوني بحق الفلسطينيين
  • قيود إسرائيلية مشددة على الوصول للأقصى خلال أيام الجمعة في رمضان
  • إسرائيل تُشدد الخناق على صلاة الجمعة في الأقصى خلال رمضان
  • الاحتلال يعود للعزف على مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة
  • العدو الصهيوني يصعّد ضد الفلسطينيين و”قمة غزة” كأن لم تكن
  • الجيش اللبناني: تصعيد العدو الصهيوني يهدد استقرار لبنان والمنطقة
  • في الجمعة الأولى من رمضان ..العدو ينشر 3 آلاف جندي بمدينة القدس