مخططات صهيونية لتطهير عرقي في القدس وجعل الفلسطينيين أقلية وخنق الأقصى
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
تقرير/ عبدالعزيز الحزي
منذ قيام كيان العدو الصهيوني باحتلال مدينة القدس عام 1967م، وهو يعمل جاهداً على السيطرة على المدينة المقدسة وتغيير معالمها بهدف تهويدها وإنهاء الوجود العربي الفلسطيني فيها.
ويشكل الفلسطينيون الأغلبية في مدينة القدس المحتلة، رغم أن هذا ليس ما خطّط له العدو الصهيوني وعمل عليه وما زال يعمل، ألا وهو “تهويد القدس”.
وتهويد القدس “هو المحاولات المستمرّة من قبل سلطات الاحتلال الصهيونية من أجل نزع الهوية الإسلامية والمسيحية التاريخية من المدينة وفرض طابع مستحدث جديد.
وبالفعل، باتت القدس ورشة بناء صهيونية لا تتوقف، حيث للجرافات فيها أيديولوجيا واضحة، وهي الإبقاء على الفلسطينيين أقلية داخل وطنهم.
واستخدم الكيان الغاصب لأجل ذلك الكثير من الوسائل وقام بالعديد من الإجراءات ضد المدينة وسكانها، حيث كان الاستيطان في المدينة وفي الأراضي التابعة لها أحد أهم الوسائل لتحقيق هدف اليهود الأساسي تجاه مدينة القدس.
وسعى العدو الصهيوني خلال العقود الماضية إلى استكمال مخططه الاستيطاني الهادف للسيطرة الكاملة على مدينة القدس، حيث عمل على تحقيق ذلك من خلال توسيع ما يسمى بحدود القدس شرقا وشمالا، وذلك بضم مستوطنة معاليه أدوميم التي يقطنها حوالي 20 ألف نسمة، كمستوطنة رئيسية من الشرق، إضافة إلى المستوطنات العسكرية الصغيرة مثل “عنتوت، ميشور، أدوميم، كدار، كفعات بنيامين” من الجهة الشرقية، “وكخاف يعقوب، كفعات زئييف، كفعات حدشا، كفعات هاردار” من الشمال، ما أدى إلى مضاعفة عدد المستوطنين الصهاينة وفي نفس الوقت قللت نسبة السكان العرب الفلسطينيين الذين يشكلون ثلث سكان القدس أي حوالي 220 ألف نسمة بما فيها الجزء المضموم 380 ألف نسمة، مع العلم أن عدد المستوطنين في القدس الشرقية يساوي عدد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة (180 ألف مستوطن).
ويبلغ عدد المستوطنات في القدس المحتلة حسب إحصائيات مركز أبحاث الأراضي، 29 مستوطنة، 14 منها في الجزء المضموم من القدس أي ما يسمى حدود القدس الشرقية، وتنتشر هذه المستوطنات في لواء القدس على شكل تجمعات استيطانية مكثفة تتخذ الشكل الدائري حول المدينة وضواحيها ممثلة بمراكز استيطانية كبيرة المساحة.
ويشار أيضاً إلى أن حدود البلدية (القدس الغربية) تم بشكل رسمي توسيعها ولكنه عملياً تم الاستيلاء على 72 كم مربعا بقرارات مختلفة وبتقييد التمدد العمراني في القدس وتحويل المناطق إلى مستوطنات يهودية كما حدث مع جبل أبو غنيم.
وتهويد القدس هو مصطلح يصف المحاولات المستمرة من الكيان الصهيوني لنزع الهوية الإسلامية والمسيحية التاريخية من مدينة القدس وفرض طابع مستحدث جديد وهو الطابع اليهودي.
وسائل تهويد القدس:
ليست اقتحامات جماعات الهيكل والمتطرفين الصهاينة وحدها الأداة لتهويد القدس؛ بل إنّ الكيان الصهيوني بات يسعى لخنقه من خلال “عملية تطهير عرقي لأحياء كاملة في المدينة المقدسة”.
وكان لحي البستان الذي بات يتهدد سكانه خطر التهجير القسري حصة الأسد من جرائم الهدم، باعتبارها خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، فيما نُفذت بقوة العدو الصهيوني 37 عملية هدم بمحافظة القدس خلال الشهر الماضي بينها عشر عمليات هدم ذاتي قسري، وفي بلدة سلوان وحدها هُدمت 14 منشأة.
وفي هذا السياق، حذر عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب، من مخطط صهيوني لهدم حي البستان وطرد سكانه منه، بهدف استكمال المشروع التوسعي الاستيطاني، وصولًا لخنق المسجد الأقصى المبارك.
وأكد أن العدو الصهيوني عازم على تنفيذ تطهير عرقي لأحياء كاملة في المدينة المقدسة، بهدف حسم قضيتها بأقصى سرعة.
وقال: “إذا تمكن العدو الصهيوني من هدم حي البستان، فإن ذلك سيؤدي إلى إزالة أحياء مقدسية كاملة”.. مشيراً إلى أن هناك محاولات صهيونية حثيثة لهدم عشرات المنازل وتهجير أهالي البستان، خاصة بعدما نفذت بلدية العدو الصهيوني خلال الأيام الماضية عمليات هدم بالحي، وسلمت أوامر أخرى لنحو خمس عائلات مقدسية.
وشدد على أن مؤسسات العدو الصهيوني وأذرعها التهويدية بدعم من الجمعيات الاستيطانية تريد حسم قضية القدس وتقليل تركيبتها السكانية لصالح المستوطنين.
وأوضح أن محيط المسجد الأقصى يقع في بؤرة الاستهداف الصهيوني، لأن بلدة سلوان تعتبر خط الدفاع الأول عن المسجد المبارك، وهي الدرع الواقي له.
وأضاف: إن العدو الصهيوني لذلك يستهدف جنوب الأقصى بعدة وسائل، وهي هدم المنازل بذريعة عدم الترخيص، علمًا أن هذه المنازل مبنية من قبل وجود الاحتلال، وأيضًا، تهجير المقدسيين، وإقامة الحدائق والمسارات التلمودية والمتاحف التوراتية.
وأوضح أن حي البستان لا يبعد سوى 300 متر عن المسجد الأقصى، والكيان الصهيوني يسعى لإقامة ما يسمى بـ”الحديقة التوراتية” في الحي، واستثمار الأرض لأغراض استيطانية تهويدية مستقبلًا.
واعتبر أبو دياب أن هدم وتهويد حي البستان يُمهد للانتقال لأحياء أخرى في سلوان، لذلك ازدادت وتيرة الهدم بشكل كبير.
وحذّر من أن العدو الصهيوني يريد الانتقام من المقدسيين والفلسطينيين، من خلال تنفيذ سياساته الممنهجة سواءً بالهدم أو الاستيطان أو التهجير والتهويد، وغيرها.
بدوره، حذر عبد الكريم أبو اسنينة، عضو لجنة حي البستان، من انتقال الهجمة الشرسة ضد حي البستان لأحياء مقدسية أخرى.. داعياً في تصريحات صحفية إلى وقفة حازمة وجازمة تدفع المقدسيين للتوحد في وجه التغول الصهيوني.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
332 شهيدًا وجريحًا ضحايا أربع مجازر وحشية للاحتلال في قطاع غزة
الثورة /متابعة/ محمد الجبري
تستمر حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد المدنيين من أبناء غزة، كل يوم منذ بدء عدوانه الوحشي على القطاع في السابع من أكتوبر 2023 ، ويواصل اعتداءاته على المواطنين الفلسطينيين في مختلف الأراضي المحتلة
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الصحة بغزة، أمس السبت، أن قوات الاحتلال ارتكبت أربع مجازر وحشية ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 59 شهيدا و273 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأشارت وزارة الصحة إلى ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 45.717، وحصيلة الإصابات ارتفعت إلى 108.856 جريحا أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان الصهيوني في السابع من أكتوبر 2023، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
من جانبه أعلن مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين PJPC))، أمس، إن العدو الصهيوني يفتتح العام الجديد بقتل صحفي فلسطيني كل 24 ساعة في قطاع غزة.
وأدان المركز في بيان جريمة قتل المصورة الشابة أريج شاهين، في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط القطاع.
وأشار إلى أنه سبق ذلك جريمة قتل المصور الصحفي عمر الديراوي في قصف استهدف منزله في منطقة الزوايدة، والصحفي حسن القيشاوي الذي استشهد يوم الخميس الماضي، إثر قصف إسرائيلي على منزله بمدينة غزة.
وجدد دعوة المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات الخطيرة وتقديم مرتكبيها إلى العدالة.
وطالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في هذه الجرائم وملاحقة مرتكبيها.
بالمقابل عرضت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أمس مشاهد تفجير منزل تحصن به جنود العدو الصهيوني شمال قطاع غزة، في منطقة السكة شرق مخيم جباليا بالاشتراك مع كتائب الأقصى .
وظهر في الفيديو، عناصر المقاومة وهو يفخخون المنزل بقذيفة «هاوزر» عيار 155، من مخلّفات الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن يقوموا بتفجيرها بعد رصد دخول مجموعة من جنود الاحتلال إلى داخل المنزل المفخّخ.
وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس أعلنت في وقت سابق عن تدمير، واستهداف خمس دبابات صهيونية شرق جباليا شمال قطاع غزة، بعدد من العبوات شديدة الانفجار
وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية، التصدي لقوات العدو الصهيوني في محاور التوغل في قطاع غزة، موقعة الخسائر في صفوف جيش العدو الصهيوني وآلياته.
وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية، التصدي لعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وفي الضفة المحتلة استشهد فتى فلسطيني وأصيب تسعة مواطنين آخرين، بينهم أربعة بجروح خطيرة، خلال اقتحام قوات العدو الصهيوني لمخيم بلاطة شرق نابلس بالضفة الغربية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الفتى محمد مدحت أمين عامر (18 عاما) استشهد متأثرا بإصابته برصاص العدو خلال اقتحامه مخيم بلاطة.
وأضافت الوزارة أن تسعة إصابات بينها أربع بحالة خطيرة نقلت من مخيم بلاطة خلال اقتحام قوات العدو الصهيوني.
وكانت قوات العدو الصهيوني اقتحمت محيط مخيم بلاطة من حاجز عورتا، ونشرت عددا من القناصة على أسطح البنايات القريبة منه، وأطلقت الرصاص صوب المواطنين الفلسطينيين ما أدى لإصابة عدد منهم، ومنعت مركبات الإسعاف من الدخول إلى المخيم ونقل المصابين.
كما أصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين برضوض وكسور، جراء اعتداء المستوطنين الصهاينة عليهم بالضرب، فيما اعتقلت قوات العدو الصهيوني أربعة مواطنين شرق يطا جنوب الخليل.
وأفادت مصادر محلية، بأن عددا من المستوطنين اقتحموا قرية البويب، وأطلقوا الرصاص الحي، واعتدوا على الأهالي والمزارعين والمواطنين الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بينهم أب ونجله، برضوض وكسور، قبل أن يتم اعتقالهما من قبل جيش العدو الصهيوني.
وفي بيت لحم، أصيبت طفلة فلسطينية ليل الجمعة السبت بشظايا الرصاص الحي، خلال اقتحام قوات العدو الصهيوني بلدة تقوع جنوب شرق المدينة.
كما اقدم قطعان من المستوطنين الصهاينة على قطع عدداً من أشجار الزيتون في بلدة بتير غرب المدينة، حسب ما أفادت مصادر محلية.
من جهتها حذرت حركة المقاومة الإسلامية حماس من خطورة الحرب الصامتة التي يشنها العدو الصهيوني وأذرعه الاستيطانية على مدينة القدس المحتلة .
وقال القيادي في الحركة ماجد أبو قطيش، في تصريح أمس السبت، إن ما أظهرته الإحصائيات لما تعرضت له القدس خلال العام الماضي، تؤكد أن المدينة تشهد حربًا مستعرة تستهدف الوجود الفلسطيني والمقدسات الإسلامية في القدس. وأوضح أن ما يجري من عدوان إسرائيلي على القدس، لا يقل خطورته عن الحرب التي تستخدم فيها الطائرات والمدافع، فعمليات الهدم متصاعدة في المدينة إلى جانب سياسة التهجير والإبعاد والتهويد.
وشدد أبو قطيش على ضرورة استنهاض الهمم من كل أبناء الشعب الفلسطيني لمواجهة مخططات الاحتلال والجماعات الاستيطانية بحق الأقصى والمدينة المقدسة.
وأكد أن حماية القدس والأقصى مسؤولية دينية ووطنية وأخلاقية، وواجبة على كل أبناء الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الخطرة التي تعصف بالقضية الفلسطينية.