يناير 2, 2025آخر تحديث: يناير 2, 2025

المستقلة/- استدعت وزارة الخارجية الإيطالية السفير الإيراني يوم الخميس للمطالبة بالإفراج الفوري عن المراسلة سيسيليا سالا، التي اعتقلت في طهران في 19 ديسمبر/كانون الأول أثناء عملها بموجب تأشيرة صحفية عادية.

وقالت الوزارة في بيان إنها نقلت “قلقاً جدياً” بشأن احتجاز سالا وأكدت على الحاجة إلى معاملتها معاملة إنسانية واحترام حقوقها الإنسانية.

وفي وقت لاحق، قالت السفارة الإيرانية في روما إن سالا تحصل على كل الرعاية الإنسانية اللازمة، وللمرة الأولى، ربطت قضيتها بقضية مواطن إيراني، تم اعتقاله الشهر الماضي في ميلانو بناء على طلب الولايات المتحدة.

وأفادت وسائل إعلام إيطالية أن سالا في الحبس الانفرادي في زنزانة شديدة البرودة مع ترك ضوء نيون ليلاً ونهارًا. وتمت مصادرة نظارتها ولم يكن لها أي اتصال بالعالم الخارجي تقريبًا.

وقالت الوزارة إن الأمين العام لوزارة الخارجية الإيطالية، ريكاردو جاريلجا، طالب بالسماح لموظفي السفارة في طهران بزيارة سالا وتزويدها “بالمواد المريحة التي حُرمت منها حتى الآن”.

وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية يوم الاثنين أن سالا اعتقل بتهمة “انتهاك قوانين الجمهورية الإسلامية”. ولم تذكر المزيد من المعلومات.

اعتقل سالا بعد ثلاثة أيام من اعتقال رجل الأعمال الإيراني محمد عابديني في مطار مالبينسا في ميلانو بناء على مذكرة أمريكية بتهمة توريد أجزاء طائرات بدون طيار تقول واشنطن إنها استخدمت في هجوم عام 2023 أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الخدمة الأمريكية في الأردن.

ونفت إيران تورطها في الهجوم، وقالت وزارة خارجيتها إن اعتقال عابديني ينتهك القانون الدولي.

عابديني محتجز حالياً في السجن ومن المقرر أن تقرر المحكمة في وقت لاحق من هذا الشهر ما إذا كانت ستمنحه الإقامة الجبرية بينما ينظر القضاة في طلب التسليم الأمريكي.

وقالت السفارة الإيرانية إنه في حين تم منح سالا كل الدعم اللازم بالإضافة إلى الوصول إلى موظفي القنصلية الإيطالية، فإنها تتوقع معاملة متبادلة لعابديني.

وشمل ذلك الإفراج السريع عنه بالإضافة إلى “مساعدة الرعاية الاجتماعية”.

في السنوات الأخيرة، اعتقلت قوات الأمن الإيرانية عشرات الأجانب والمواطنين مزدوجي الجنسية، معظمهم بتهم تتعلق بالتجسس والأمن. واتهمت جماعات حقوق الإنسان إيران بمحاولة انتزاع تنازلات من دول أخرى من خلال مثل هذه الاعتقالات. وتنفي إيران ذلك.

ومن المقرر أن تناقش رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني قضية سالا مع وزيري الخارجية والعدل في وقت لاحق من يوم الخميس، حسبما قال مكتبها.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي خطر محدق بالكتابة الصحفية

منذ إطلاق الذكاء الاصطناعي أو ما يُعرف بـ«تشات جي بي تي» في ٣٠ نوفمبر من عام ٢٠٢٢م، بواسطة أوبن أيه آي ـ سان فرانسيسكو المُصَمَم على محاكاة القدرات الذهنية للبشر عبر استخدام تقنيات التعلم والاستنتاج ورد الفعل واتخاذ القرارات المستقلة... منذ ذلك الحين غصّْت الصحف التقليدية ومنصات الكتابة الإلكترونية بالمقالات والأعمدة والتحليلات التي لا تنتمي إلا شكليًا للشخص المُدونُ اسمه في نهايتها.

وبقدر ما يُسهم الذكاء الاصطناعي في حل كثير من الإشكالات في حياتنا بما يمتلكه من قدرات خارقة تساعد الإنسان والمؤسسات على تحسين الأداء وحل المعضلات والتنبؤ بالمستقبل عبر «أتمتة» المهام والعمليات، إلا أنه ساهم في تقويض مهارات الكتابة الصحفية كوسيلة أصيلة للتعبير عن الأفكار وطرح الرؤى الواقعية التي تساعد المجتمع على تخطي مشكلاته... يتبدى ذلك من خلال تقديم معلومات غير موثوقة كونها لا تمر بأيٍ من عمليات التحقق ولا تقع عليها عين المحرر.

يستسهل حديثو العهد بالعمل الصحفي وممن لا علاقة لهم بعالم الصحافة كتابة مقال أو تقرير أو تحقيق صحفي، فلم يعودوا بحاجة للبحث والتحضير وتعقب المعلومات وهو المنهج الذي ما زال يسير عليه كاتب ما قبل الذكاء الاصطناعي الحريص على تقديم مادة «حية» مُلامِسة للهمّ الإنساني، فبضغطة زر واحدة يمكن الآن لأي صحفي أو من وجد نفسه مصادفة يعمل في مجال الصحافة الحصول على المعلومات والبيانات التي سيتكفل الذكاء الاصطناعي بتوضيبها واختيار نوع هرم تحريرها وحتى طريقة إخراجها ليترك للشخص المحسوب على الصحفيين فقط وضع صورته على رأس المقالة أو التحليل أو العمود وتدوين اسمه أسفله.

إن من أهم أخطار الذكاء الاصطناعي على العمل الصحفي أن الشخص لن يكون مضطرًا للقراءة المعمّقة وتقصي المعلومات والبيانات ولهذا سيظهر عاجزًا عن طرح أفكار «أصلية» تخُصه، فغالبًا ما يقوم الذكاء الاصطناعي بتقديم أفكار «عامة» تعتمد على خوارزميات وبيانات مُخزّنة.. كما أنه لن ينجو من اقتراف جريمة «الانتحال» كون المعلومات التي يزوده بها الذكاء الاصطناعي «مُختلَقة» يصعب تحري صدقيتها وهي في الوقت ذاته «مُتحيزة» وغير موضوعية تأخذ طرفًا واحدًا من الحقيقة وهو بلا شك سبيل لإضعاف مصداقية أي صحفي.

وتقف على رأس قائمة أخطار الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في الكتابة الصحفية ما يقع على القارئ من ضرر، إذ لوحظ أنه يواجه دائمًا صعوبة في استيعاب «السياق» وهي سمة يُفترض أن تُميز بين كاتب صحفي وآخر... كما أنه يُضطر لبذل مجهود ذهني أكبر لاستيعاب عمل «جامد» يركز على كمية المعلومات وليس جودتها، فمن المتعارف عليه أن المادة وليدة العقل البشري تتصف بالمرونة والحيوية والعُمق والذكاء العاطفي ووضوح الهدف.

لقد بات ظهور أشخاص يمتهنون الصحافة كوظيفة وهم يفتقرون للموهبة والأدوات خطرًا يُحِدق بهذه المهنة في ظل ما يتيحه الذكاء الاصطناعي من قدرات فائقة على صناعة مواد عالية الجودة في زمن قياسي رغم أن القارئ لا يحتاج إلى كثير من الجهد لاكتشاف أن هامش التدخل البشري في المادة المُقدمة له ضئيل للغاية.

بقليل تمحيص يمكن للقارئ استيضاح أن لون المادة التي بين يديه سواء أكانت مقالة أو عمودا أو تقريرا يفتقر إلى «الإبداع والأصالة» وهو ما يؤكد أن الذكاء الاصطناعي لن يحل في يوم من الأيام محل العقل البشري الذي من بين أهم مميزاته قدرته الفائقة على الابتكار والتخيل والإبداع والاستنتاج عالي الدِقة.

النقطة الأخيرة..

رغم التنبؤات التي تُشير إلى ما سيُحدثه الذكاء الاصطناعي من نقلة هائلة على مستوى زيادة الكفاءة والإنتاجية وتوفير الوقت والتكاليف، إلا أنه سيظل عاجزًا عن تقديم أفكار خلّاقة وأصلية علاوة على المردود السلبي المتمثل في تدمير ملَكات الإنسان وإضعاف قدراته الذهنية.

عُمر العبري كاتب عُماني

مقالات مشابهة

  • النيابة تستدعي آخر من التقاه .. تطورات مثيرة في تحقيقات وفاة موظف الأوبرا
  • المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: لم نرسل أموالا الى حزب الله ولا إشارة للتفاوض مع ترامب
  • وزير الخارجية الإيراني: نراقب تطورات الأوضاع في سوريا
  • الخارجية الإيرانية: نأمل تشكيل حكومة تمثل جميع أطياف الشعب السوري
  • يبلغ مداه 1000 كيلومتر..إيران تعرض صاروخاً بحرياً جديداً
  • مأرب.. احتجاز شاحنات الأحجار في بن معيلي وسائقوها يطالبون بالإفراج عنها
  • الذكاء الاصطناعي خطر محدق بالكتابة الصحفية
  • وزير الخارجية الإيراني: مهاجمة مواقعنا النووية ستكون أكبر خطأ ترتكبه الولايات المتحدة
  • الخارجية تعلن عن “استعدادها” لمفاتحة إيران عن مصير “الأسرى الأكراد ” خلال حرب الثماني سنوات
  • صحيفة تتحدث عن رسالة سرية بعثتها الخارجية الإيرانية إلى ترامب