عربي21:
2025-03-07@01:12:27 GMT

بين عاميّ 2024 ـ 2025

تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT

قبل أن يودّع العالم عام 2024، بشهرين، حدثت مجموعة من المتغيّرات، تمسّ معادلة ميزان القوى، في المواجهة العسكرية والسياسية الدائرة، بين جبهة المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، ومحور المقاومة عموماً من جهة، وبين جبهة الكيان الصهيوني وأمريكا وحلفائهما، من جهة ثانية.

وحمل كل متغيّر أكثر من تقدير للموقف، من حيث تأثيره في ميزان القوى الذي ساد طوال ثلاثة عشر شهراً من 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى نهاية العام 2024.

الأمر الذي ولّد تقديرين متباعدين في قراءة ميزان القوى الراهن، وما ينتظر العام 2025، من انعكاسات على موازين القوى والوضع العام.

يمكن اتخاذ متغيّرين أساسيين من بين تلك المجموعة من المتغيّرات، كمتغبرين عموماً في تقدير الموقف، من حيث التأثير في ميزان القوى، وهما: موقف المقاومة في لبنان، بعد اتفاق وقف إطلاق النار. والثاني خروج سورية من محور المقاومة.

ينطلق التقدير الأول باعتبار هذين المتغيّرين، حسما المواجهة التي اندلعت مع عملية طوفان الأقصى في مصلحة الكيان الصهيوني وأمريكا. وذلك وصولاً إلى الدخول في العصر الأمريكي، وتغيير خريطة الشرق الأوسط.

أما التقدير الثاني، فيبدأ من واقع عياني قائم، وصارخ بوضوحه، وهو استمرار المقاومة في الحرب البريّة في قطاع غزة، بإنزال الضربات القاسية في الجيش الصهيوني، حتى بأقوى من السابق، أو قل كما لو أنها بدأت المقاومة الآن. 

فمن يتابع مثلاً المعارك في جباليا خلال الشهرين الماضيين، يعتبر أن القول بأن المواجهة حُسمت في مصلحة نتنياهو، ضربٌ من العبث.

والدليل السياسي بعد العسكري هنا، هو ما يجري من مفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة، وما يواجهه نتنياهو من مأزق، سواء أُفشِلت واستمرّ القتال، أم أُنجزت، ليسجل انتصار للمقاومة يناقض ذلك التقدير. وما ذهب إلى ما أسموه العصر الأمريكي القادم، في تصفية القضية الفلسطينية، وتغيير خرائط الشرق الأوسط.

إلى هنا كان الاحتكام إلى الواقع القائم في المواجهة في غزة. وفيه القول الفصل. أما بالنسبة إلى المُتَغيّرين، ولنبدأ بالمتغيّر السوري، حيث خسر محور المقاومة سورية، حقيقة لا جدال فيها. ولكنها لا تعتبر إضافة تلقائية لقوّة الكيان الصهيوني وأمريكا. فمن ناحية مصير سورية، أو إلى ما ستؤول إليه سورية، فمن المبكر جداً الحكم عليه.

أما بالنسبة للمتغير الثاني، المتعلق بوضع المقاومة الإسلامية في لبنان، في ميزان القوى بعد وقف إطلاق النار، فمن العبث أكثر، اعتباره خروجاً من خط المقاومة، الذي هو أساس حزب الله وجوهره.

فكوْن حزب الله قد وافق على اتفاق لوقف إطلاق النار. وكوْنه تحوّل إلى وقف إطلاق نار من جانب واحد (حزب الله)، واستمر العدوان الصهيوني، بارتكاب اختراقات وصلت إلى المئات، لا يعنيان أن ميزان القوى الراهن، مال في مصلحة الكيان الصهيوني.

قبل أن يودّع العالم عام 2024، بشهرين، حدثت مجموعة من المتغيّرات، تمسّ معادلة ميزان القوى، في المواجهة العسكرية والسياسية الدائرة، بين جبهة المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، ومحور المقاومة عموماً من جهة، وبين جبهة الكيان الصهيوني وأمريكا وحلفائهما، من جهة ثانية.ويكفي أن يلاحظ استمرار حزب الله، بتعزيز قدرته عسكرياً وسياسياً، كما إعطاء مهلة محدّدة للاختراقات. مما يؤدي إلى العودة الأقوى للمواجهة، إذا ما اقتضى الأمر ذلك.

من هنا فإن التشكيك في اعتبار الوضع الراهن في لبنان، إخلالاً في قوّة محور المقاومة، ضربٌ من الخطأ والوهم. والأهم أنه يخدم الحرب النفسية التي تُشنّ على المقاومة في قطاع غزة، بأنها تُركت وحيدة، فيما هي ليست بوحيدة، وإنما منذ انطلاقتها، كانت ولم تزل محتضنة من الشعب الفلسطيني، ومحور المقاومة، والشعوب العربية والإسلامية، وأحرار العالم.

والدليل العملي والواقعي هو التجربة الفعلية، خلال الشهرين الماضيين في قطاع غزة، حيث استمرت الإنجازات العسكرية في كل المعارك الصفرية، بل تصاعدت أكثر. بل يمكن القول، كأن اتفاقًا لم يحدث في لبنان، أو أي متغيّر آخر في المنطقة.

الأمر الذي يوجب، بالاستناد إلى هذا الواقع القتالي والسياسي، بالنسبة إلى غزة، بأن تقرأ موازين القوى، بطريقة مختلفة عن حسابات تعداد العوامل السلبية والإيجابية (منهج سوات SWOT)، إلى حساب ما يجري على أرض الواقع، ومنه الانطلاق إلى قراءة موازين القوى.

إن منهج قراءة الواقع الفعلي، للقوى التي شكلت محور المقاومة ودعمًا للمقاومة، في تجربة العام 2024 وقبلها، سيجدها على حالها في أغلبها، من طهران إلى بيروت إلى غزة.

كما إن منهج قراءة الواقع الفعلي، لنتنياهو والكيان الصهيوني والجيش الصهيوني. وما يتوقع أن يحمله من تفجّر تناقضات في وجه ترامب، ليشير إلى أن عام 2025، يحمل في طياته ما يدعو للتفاؤل والأمل، وليس إلى وهم تشكل العصر الأمريكي، وتغيير خرائط الشرق الأوسط.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية المقاومة مصير احتلال فلسطين مقاومة رأي مصير مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی وأمریکا محور المقاومة إطلاق النار میزان القوى فی لبنان بین جبهة حزب الله من جهة

إقرأ أيضاً:

محللان: اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلة خطيرة والحرب لن تعود كما كانت

دخل اتفاق وقف إطلاق النار مرحلة خطرة بسبب رفض إسرائيل الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية وعودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتهديدات، لكن هذا لا يعني العودة للقتال على نحو ما كان، كما يقول خبيران.

ففي حين يطالب المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق والتي انتهت مطلع هذا الأسبوع، طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإلزام إسرائيل بالدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.

وفي تطور جديد، هدد الرئيس دونالد ترامب مساء أمس الأربعاء قادة حماس وأعضاءها وكل سكان قطاع غزة، ما لم يتم الإفراج فورا عن كافة الأسرى والجثث الموجودة في القطاع. وقال إن هذا هو "التحذير الأخير".

وبعد هذه التصريحات، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه "يأمل أن تفعل حماس بالضبط ما طلب منها الرئيس، وأن تأخذ تهديده على محمل الجد لأنه لن يقول شيئا إلا إذا كان جادا بشأنه".

وجاءت هذه التهديدات بعد الكشف عن مفاوضات مباشرة جرت بين الولايات المتحدة وحماس في الدوحة، وناقشت ما يوصف بأنه "اتفاق أوسع لإنهاء الحرب".

الحرب لن تعود كما كانت

ووفقا لموقع أكسيوس، فإن المفاوضات التي أجراها المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بولر، "غير مسبوقة" وقد ركزت على إطلاق سراح الأسرى الأميركيين بالأساس، وهي تركز على الوصول لهدنة طويلة الأمد في غزة.

إعلان

لكن بنيامين نتنياهو لا يريد مثل هذه الهدنة التي تتحدث عنها الولايات المتحدة، كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى، وإنما يريد تمديد المرحلة الأولى لشهر أو أكثر قليلا حتى لا تنهار حكومته.

ويرى مصطفى أن إسرائيل لا يمكنها دخول مفاوضات المرحلة الثانية خشية تفكيك الحكومة ولا يمكنها أيضا العودة للحرب بسبب تصاعد المطالبات بتجنيد الحريديم.

ويواجه اتفاق وقف إطلاق النار خطرا كبيرا حاليا بسبب هذه المحاولات الإسرائيلية الرامية لتمديد المرحلة الأولى لأن المقاومة قد لا تتجاوب مع هذه المطالب.

واتفق الباحث السياسي سعيد زياد مع الطرح السابق، بقوله إن إسرائيل تحاول تهيئة ظروف تفاوضية تجعلها قادرة على فرض شروطها، وهو أمر لا يعتقد أن المقاومة ستقبل به.

ويعتقد زياد أن الأمور قد تراوح لفترة بين اللاسلم واللاحرب، وهو أمر يعني مزيدا من الضغط على المقاومة عبر منع أسباب الحياة على سكان غزة.

لكن حتى لو عادت الحرب فإنها لن تعود بالنحو الذي كانت عليه، كما يقول زياد، ولكنها قد تعود في شكل عمليات هدفها الرئيسي الضغط على المقاومة لدفعها نحو تقديم تنازلات.

مقالات مشابهة

  • شاهد| النظام السوري الجديد: يتغنى بالسلام مع الكيان الصهيوني بينما يواصل قمع الأقليات
  • الجيش اللبناني: تصعيد العدو الصهيوني يهدد استقرار لبنان والمنطقة
  • محللان: اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلة خطيرة والحرب لن تعود كما كانت
  • “يونيسف” تحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء الحصار الصهيوني على غزة
  • التهديدات التي تقلق “الكيان الصهيوني”
  • المقاومة ترفض نزع السلاح وترفع الجهوزية مع استمرار التصعيد الصهيوني
  • قيادي بحماس: نزع السلاح بالنسبة لنا خط أحمر
  • قيادي في حماس يكشف موقف الحركة من نزع السلاح
  • وزارة الخارجية تُدين إيقاف العدو الصهيوني إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • الإعلام الصهيوني يواكب المخاوف “الإسرائيلية” المتصاعدة من التهديدات اليمنية