عربي21:
2025-04-28@19:53:21 GMT

تعقيب على اشتباكات طرابلس الأخيرة

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

كما هو معلوم لكثيرين فإن الصدام المسلح الذي وقع بين اللواء 444 وجهاز الردع في ضوحي العاصمة الليبية طرابلس لم يكن مستبعدا، فقط لم يكن توقيته معلوما، لكن إرهاصاته سبقت، وكانت اشتباكات شهر نيسان / أبريل، والتدافع حول قضايا تتعلق بوزن وحضور كل منهما في العاصمة وضواحيها، مؤشرا على أن الحالة بينهما هي الخلاف القابل للاشتعال، وهذا ما وقع خلال الأيام الماضية.



وعن دوافع ومسببات النزاع الذي قاد إلى الأحداث الأخيرة، فإن العامل الخارجي في رأيي مرجوح وليس راجح، فالأقرب أن النزاع محلي ويتعلق بتطور العلاقة بين الـ 444 والردع، والتي هي علاقة بالأساس وطيدة كون الأول إبنا للثاني، إلا أنه ومع الأيام وتغير الظروف والأحوال ودخول عوامل أخرى على الخط استقل اللواء الذي كان كتيبة تابعة للردع، ونما بشكل سريع وصار له وزنه الكبير في المعادلة العسكرية والأمنية في العاصمة وضواحيها، فيما ظل الردع ينظر إليه كجزء من قوته فنشأ الخلاف وتحول إلى نزاع أو صراع.

وعن إدارة هذه الأزمة الجديدة المتجددة، ظهر أن السلطة التنفيذية المعنية بإدارة الملف العسكري والأمني كانت غائبة عن التطورات المتعلقة بالقوى النافذة في العاصمة وضواحيها، والمفترض أنها مدركة لاتجاه العلاقة بينها وأن هناك مؤشرات على قرب تفجر الوضع.

خلال الخمس سنوات الماضية شهدت الساحة العسكرية والأمنية في العاصمة تحولات جذرية نتيجتها كانت تعاظم قوة ونفوذ عدد محدود من التكتلات العسكرية والأمنية وضعف وتراجع الأخرى الأقل قوة ونفوذا. فقد تلاشت مجموعات مسلحة وخرجت أخرى من العاصمة بعد أحداث العام 2018م، وجاءت خطة "باولو سيرا" لترتيب الوضع العسكري والأمني في العاصمة وفقا للتطورات الجديدة معتمدا على القوى الأكبر والأكثر حضورا.

أحداث آب / أغسطس 2022م مثلت منعطفا آخر غيَّر من خارطة النفوذ العسكري والأمني في طرابلس ليتقلص عدد المجموعات المسلحة والكتائب لصالح تعاظم وتوسع الأقوى منها وهي جهاز الردع وجهاز دعم الاستقرار واللواء 444 وبعض المكونات العسكرية والأمنية الأخرى.

إلى أن يتعدل الوضع السياسي بتوافق له وزنه أو انتخابات تفرز سلطة تنفيذية كاملة الشرعية، فإن هناك حاجة ملحة للتفاهم بين فرعي السلطة التنفيذية، وهما المجلس الرئاسي والحكومة، على ترتيبات تنزع فتيل التأزيم بين الفواعل العسكرية والأمنية، وتملأ الفراغ الذي يمثل نقاط التماس في النفوذ والتموقعولأن الفراغ السياسي في ازدياد وليس العكس، ولأن الأزمة السياسية مستفحلة وتفسح المجال للتدافع العسكري والأمني بل وتغذيه أحيانا، شهدنا جولة من الصراع وربما لن يمضي وقت طويل حتى نشهد جولات أخرى. وعندما يكون هناك ضعف في القيادة السياسية المنوط بها إدارة الملف العسكري والأمني، يصبح الوضع العسكري والأمني خارج سلطتها وتتحكم فيه محركات أخرى أهمها رؤية القوى العسكرية والأمنية لنفسها وثقلها ودورها بعيدا عن أي تدبير سلطوي وتخطيط علوي، بل وفي غيابهما تماما.

نجحت السلطة التنفيذية في "احتواء النزاع"، ونقصد أنها نجحت في إيقاف المواجهات واحتواء أثارها المباشرة، وعادة ما تنجح السلطات التنفيذية والروافد الاجتماعية في احتواء النزاعات التي تتفجر بين الفينة والأخرى، لكنها تخفق في المرحلة التي تلي في إدارة النزاعات وهي "تحويل النزاع"، وهي المرحلة التي تعنى بمعالجة جذور الأزمة والأسباب الرئيسية للنزاع.

صحيح أن جذور الأزمة والأسباب الرئيسية للنزاع تعود في جزء مهم منها إلى الوضع السياسي الهش والذي من مظاهره نقص شرعية السلطة التنفيذية، غير أنه أمام الأخيرة هامش إذا تحركت فيه بكفأة ستنجح في التقليل من مساحة الاحتكاك والنزاع.

وإلى أن يتعدل الوضع السياسي بتوافق له وزنه أو انتخابات تفرز سلطة تنفيذية كاملة الشرعية، فإن هناك حاجة ملحة للتفاهم بين فرعي السلطة التنفيذية، وهما المجلس الرئاسي والحكومة، على ترتيبات تنزع فتيل التأزيم بين الفواعل العسكرية والأمنية، وتملأ الفراغ الذي يمثل نقاط التماس في النفوذ والتموقع، وهذا ممكن وسيكون له أثره الإيجابي في تأمين العاصمة من أي حوادث مروعة وكارثية كالتي شهدتها خلال الأيام القليلة الماضية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه طرابلس رأيي المواجهات ليبيا طرابلس امن مواجهات رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العسکریة والأمنیة السلطة التنفیذیة العسکری والأمنی فی العاصمة

إقرأ أيضاً:

الفاشر.. اشتباكات عنيفة بين الجيش و”الدعم السريع” وتوقف مطابخ خيرية

الفاشر: اندلعت الاثنين، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد، توقف على إثرها عدد من المطابخ الخيرية عن تقديم وجبات الطعام داخل المدينة، وقالت “الفرقة السادسة مشاة” بالفاشر التابعة للجيش السوداني في بيان مقتضب، إن قواتها “تخوض معركة عنيفة في المدينة بثبات وشجاعة وتتقدم في جميع المحاور”.

من جانبها، قالت “تنسيقية مقاومة الفاشر” (لجنة شعبية)، إن “معارك شرسة متواصلة تدور في مدينة الفاشر اليوم الاثنين بالأسلحة الثقيلة والخفيفة”.

وأردفت في بيان: “نأسف أن ننقل إليكم هذا الخبر الثقيل على قلوبنا جميعا، إذ أعلنت عدة تكايا (مطابخ خيرية) ومراكز لتقديم الوجبات في مدينة الفاشر توقفها عن العمل مؤقتاً إلى حين هدوء الأوضاع، نتيجة للواقع القاسي الذي تعيشه المدينة هذه الأيام”.

وأوضحت أنه “مع اشتداد القصف العنيف والمتعمد، أصبح تحضير وجبة ساخنة مخاطرة بحياة الطهاة والمتطوعين”.

َوتقدم “التكايا” بدعم خيري، وجبات الطعام لعشرات الآلاف من السكان والنازحين في الفاشر، جراء الحرب والحصار الذي تفرضه “الدعم السريع” على المدينة منذ أكثر من عام، وفق مراسل الأناضول.

ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين قوات الجيش و”الدعم السريع” رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

وفي السياق، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، عن نزوح أكثر من 406 آلاف شخص من مخيم زمزم للنازحين بالفاشر.

وقالت المنظمة في بيان: “نزح حوالي 406.265 شخص، أي 81.252 أسرة خلال يومي 13 و14 أبريل/ نيسان الجاري”.

وأشارت إلى أنها سجلت حتى أمس الأحد، حركة نزوح من مخيم زمزم إلى 19 منطقة في ولايات شمال ووسط وشرق وجنوب دارفور.

وبعد هجوم متواصل لقوات الدعم السريع على مخيم زمزم استمر عدة أيام، أعلنت تلك القوات السيطرة على المخيم في 13 أبريل الجاري، بعد اشتباكات مع الجيش والقوات المساندة له، ما أدى إلى سقوط 400 قتيل ونزوح عشرات الآلاف، وفق الأمم المتحدة.

ويخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

ومنذ أسابيع و بوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتمددت انتصارات الأخير في الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.

وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد “الدعم السريع” تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور.

(الأناضول)

   

مقالات مشابهة

  • الفاشر.. اشتباكات عنيفة بين الجيش و”الدعم السريع” وتوقف مطابخ خيرية
  • بحضور الحداد والنمروش.. اللافي يبحث مع وفد روسي التعاون العسكري والأمني
  • طرابلس تستعد لليلة استثنائية.. الاتحاد والأهلي تحت أنظار طاقم تحكيم ألماني
  • الدور البطولي الذي قاده اللواء أبو عبيدة.. تكريم رئيس هيئة العمليات العسكرية لمتحرك المناقل الغربي
  • اشتباكات محدودة بين باكستان والهند لليلة الرابعة
  • مبيعات غير مسبوقة للطاقة الشمسية في عدن وسط أزمة الكهرباء: هل يتم استغلال الوضع من قبل التجار؟
  • أول تعقيب من حماس على تعيين حسين الشيخ نائبا للرئيس
  • الثلاثاء القادم ديربي العاصمة بملعب طرابلس الدولي
  • مَن الأقوى.. مقارنة للقدرات العسكرية بين الهند وباكستان بعد التوترات العسكرية الأخيرة| فيديوجراف
  • اشتباكات عنيفة في حبان شبوة على خلفية ثأر قبلي