قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة تمثل نموذجًا رائعًا للمجتمعات في كل العصور، حيث كان دائمًا يوجه أفعاله وأقواله لتأسيس قوانين وقواعد تهدف إلى حماية الإنسان وتأسيس مجتمعات قائمة على الرحمة والتراحم.

وأضاف الدكتور عمرو الورداني، خلال تصريح له، اليوم الأربعاء، أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أسس لمجتمع يحترم ويصون كرامة الإنسان بكل تفاصيلها، مشيرا إلى أن كرامة الإنسان تمثل جوهر الرسالة الإسلامية، وأن الله سبحانه وتعالى قد كرّم الإنسان وجعل حياته وعقله وعرضه وماله محمية من أي انتهاك.

وأكد على أن هذا المبدأ هو ما يضمن سلامة المجتمع واستقراره، قائلاً: "كل تفصيلة من تفاصيل الإنسان محمية، فلا يمكن لأحد التلاعب بعقله أو عرضه أو ماله"، مشيرا إلى أهمية المقاصد الخمسة للشريعة الإسلامية التي تهدف للحفاظ على هذه الحقوق الأساسية للإنسان، وهي الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال، وهذه المقاصد هي أساس بناء مجتمع متوازن وآمن.

وأوضح أن المسلم المصان يعني أن كل تفاصيل حياته محمية، بينما المسلم الصعب يعني أن التعامل معه يجب أن يكون بمبدأ العدالة والمساواة، مع الالتزام التام بعدم التمييز أو التقليل من شأن الآخرين على أساس دينهم أو معتقداتهم.

وأكد على أهمية التربية الإسلامية التي تؤكد على المساواة بين المسلمين في الدين، موضحًا أن الإسلام يرفض تمامًا فكرة الطبقية الدينية.

وقال: "ما فيش حاجه اسمها الطبقية الدينية.. لا يجوز أن أرى شخصًا آخر لمجرد اختلاف تدينه عني كأن دينه مشكوك في."، مستشهدا بآية قرآنية كريمة تؤكد على أخوة المؤمنين: "إنما المؤمنون إخوة"، وهذه الأخوة تعني المساواة بين جميع المسلمين في الإيمان، ومن ثم يجب أن نرى في كل شخص في هذا السياق فردًا مثلي أو حتى أفضل مني.

وأشار إلى أن مفهوم الأخوة في الإسلام يمتد ليشمل احترام الآخرين والتعلم منهم، بل وتعليمهم، مع ضرورة صون إيمان الآخر وعدم التعدي عليه، وبالتلى لابد  أن نربي أبناءنا على هذه القيم النبيلة التي تحفظ كرامة الإنسان وتدعم بناء مجتمع مترابط قائم على الاحترام المتبادل والتراحم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سيرة النبي المزيد کرامة الإنسان

إقرأ أيضاً:

أمين البحوث الإسلامية: بناء الأوطان يرتبط ببناء الإنسان عقيدةً وأخلاقًا وعلمًا

أكد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، خلال كلمته اليوم بالمؤتمر العلمي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن بناء الأوطان لا يتحقق إلا ببناء أركان البنيان، وهو الإنسان، وذلك عبر تعزيز الجوانب العقدية والأخلاقية والعقلية، محذرًا من مخاطر الانسياق وراء المادية المُفرطة وتجاهل القيم الروحية.  

وحدد الجندي ثلاثة مسارات رئيسية لتحقيق هدف بناء الإنسان، أولها «المسار العقدي والإيماني»، مشيرا إلى دور الأزهر التاريخي في ترسيخ العقيدة الصحيحة، مستشهدًا بجهود علماء كبار مثل السنوسي والحفني والغزالي، مؤكدًا أن منهج الأزهر العقدي يحصن الفرد من محاولات الهدم الفكري، واصفًا تلك المحاولات بـأنها "أوهن من بيت العنكبوت".  

وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن ثاني مسارات بناء الإنسان هو «المسار الروحي والأخلاقي»، محذرًا من التحديات المعاصرة التي تستهدف القيم، مثل الترويج للشذوذ وهدم كيان الأسرة،
قائلا «لا أعرف زمانًا واجهت فيه الأخلاق والقيم تحديات كهذا الزمان الذي لا تخجل فيه بعض الفئات من التصريح بالشذوذ والعوج، وغير ذلك من الدعوات الهدامة التي تستهدف القيم والأخلاق والأسرة واللغة والعادات والتقاليد»، مشيدًا بمنهج الأزهر في الربط بين العقيدة والسلوك عبر تراث علمائه، ومنهم العز بن عبد السلام وابن حجر العسقلاني، الذين رسخوا مفهوم تهذيب النفس.  

وأضاف الجندي أن «المسار العقلي والمعرفي» هو ثالث مسارات بناء الإنسان، مشددًا على أهمية بناء العقل كأداة لفهم الدين ومواجهة التحديات الفكرية، مستندًا إلى أقوال أئمة الأشاعرة مثل الجويني والفخر الرازي، الذين أكدوا أن العقل "نور يُهتدى به إلى الحقائق"، داعيًا إلى ضرورة تعزيز الابتكار العلمي، مستذكرًا إسهامات علماء مسلمين مثل ابن الهيثم والخوارزمي.  
 
وربط الجندي بين تفكك المجتمعات وإهمال بناء الإنسان، قائلًا: "هدم الإنسان نتيجة حتمية لإهمال الأخلاق والروح"، مستشهدًا بقصة قوم لوط وعقابهم الإلهي،  مشيدًا بدور الأزهر بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ووكيله الدكتور محمد الضويني، في دعم مشاريع بناء الإنسان عبر برامج تعزز الوعي الديني والأخلاقي والتكنولوجي، داعيًا إلى تعاون عالمي لإرساء السلام ومواجهة محاولات زعزعة الاستقرار الإقليمي.  

واختتم الجندي كلمته بتأكيد أن حماية الأوطان مرتبطة بصناعة أجيال تحفظ القيم وتتمسك بالعلم، قائلًا: "أجيال تجسّد عطاء ابن حيان والخوارزمي، وتواجه تحديات العصر بعقل واعٍ وإيمان راسخ".  

وينعقد المؤتمر العلمي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، اليوم برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تحت عنوان "بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة"، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين، للتباحث حول رؤى مبتكرة تعزز بناء الإنسان وتصنع الحضارة في مواجهة تحديات العصر، وإبراز دور المنظومة التشريعية في تحقيق مقتضيات بناء الإنسان وتفعيل خطط التنمية المستدامة، إضافة إلى محاولة استخلاص حلول نوعية ومبتكرة قادرة على تحقيق حياة كريمة للإنسان نابعة من رؤية الدولة المصرية.

مقالات مشابهة

  • أمين الأعلى للشئون الإسلامية يلقي كلمة وزارة الأوقاف في مؤتمر كلية الشريعة
  • مي إيهاب تستضيف الدكتور عبد الرحمن ترك على إذاعة الراديو ٩٠٩٠
  • أمين البحوث الإسلامية: بناء الأوطان يرتبط ببناء الإنسان عقيدةً وأخلاقًا وعلمًا
  • علي جمعة: الرحمة أساس الحب فتراحموا..والله لا ينظر للقلوب القاسية
  • ما حكم ترديد الصلاة على النبي أثناء الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • أفضل 4 أعمال مستحبة بعد صلاة الفجر ونصح بها النبي.. اغتنم أجرها العظيم
  • الدكتور أيمن أبو عمر: الوطن نعمة تستوجب الشكر.. وحبه نابع من الإيمان
  • ما هي الأعمال المستحبة عند زيارة مسجد النبي؟.. داعية يُوضح
  • الشيخ أحمد الطلحي للحجاج: سيدنا النبي حي في روضته
  • أمين الفتوى: لو كان النقاب فرضا لما منعه سيدنا النبي فى الحج والعمرة