مأرب.. مركز إغاثة سعودية يدشن مشروع إعادة إدماج وتأهيل الجنود الأطفال
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
يمن مونيتور/ مأرب
دشن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (سعودي حكومي)، مشروع إعادة إدماج الأطفال المجندين والمتأثرين بالنزاع المسلح في محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن).
ويستهدف المشروع الأطفال الذين تعرضوا للتجنيد القسري من قبل الحوثيين أو تأثروا نفسيا نتيجة الصدمات جراء الحرب والنزوح.
وفي حفل التدشين أشاد عبدربه مفتاح، وكيل محافظة مأرب، بمبادرة مركز الملك سلمان في تقديم الدعم لهذه الفئة من الأطفال، معتبرًا أن المشروع يمثل خطوة هامة في إعادة تأهيلهم نفسياً وفكرياً وتعليمياً.
وأوضح أن المركز سوف يسهم بشكل فاعل في بناء جيل قادر على المساهمة في إعادة إعمار اليمن.
وأشار إلى أن المشروع لا يقتصر على تقديم العلاج النفسي فقط، بل يضمن أيضاً تدريب الأطفال على المهارات الحياتية والتعليمية التي ستمكنهم من تحقيق مستقبل مشرق.
وقال نحن اليوم نرى هؤلاء الأطفال وقد اكتسبوا مهارات تؤهلهم ليكونوا جزءًا من بناء وإعادة إعمار اليمن، من بين هؤلاء الأطفال غدًا سيكون المهندس والطبيب والطيار، ما يعكس إمكانياتهم الكبيرة في مواجهة التحديات المستقبلية والمساهمة في بناء وطنهم.
وشدد على أهمية البرامج التعليمية والنفسية التي توفرها قاعات الدراسة، والتي تضم معمل حاسوب متطور يعزز من مهاراتهم التقنية.
كما زار وكيل مأرب السكن المخصص للأطفال، الذي يوفر بيئة آمنة ومريحة لهم، بالإضافة إلى قاعات الاستراحة التي تهدف إلى توفير أوقات راحة مناسبة للأطفال.
بدوره، اكد عبدالباري الأهدل مدير مشروع إعادة إدماج الأطفال بأن المشروع يشمل توفير الإيواء الآمن للأطفال، وإعادتهم إلى مقاعد الدراسة، بالإضافة إلى تنمية قدراتهم ومواهبهم من خلال تدريبهم على بعض المهارات المهنية والمشاركات الاجتماعية.
كما يهدف المشروع إلى تمكين أولياء أمور الأطفال المستهدفين اقتصاديًا عبر تقديم أدوات المهنة لهم، وتنظيم دورات توعوية للتعريف بحقوق الأطفال والقوانين التي تجرم تجنيدهم.
ويعد مشروع إعادة إدماج الأطفال المرتبطين بالنزاع المسلح من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة خطوة كبيرة نحو ضمان استقرارهم النفسي والتعليمي، مما يساهم في بناء جيل قادر على تحمل مسؤوليات إعادة إعمار وطنه، إذ يواصل المركز تقديم الدعم الشامل لهؤلاء الأطفال، مما يفتح أمامهم آفاقا واسعة للمستقبل، ويعيد لهم الأمل في حياة أفضل بعيدا عن آثار الحرب.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: النزاع المسلح مأرب
إقرأ أيضاً:
إعادة بناء الجيش السوري.. مهمة معقدة في مرحلة ما بعد الأسد
تنتشر أكثر من 50 دبابة ومركبة عسكرية مهجورة في أنحاء منطقة العرض والتدريب بقاعدة للجيش السوري في شمال سوريا، والتي استولى عليها مقاتلو الفصائل المسلحة في هجومهم السريع الذي أسقط الرئيس بشار الأسد.
الجيش السوري المهزوم، كان سيئ التجهيز ومحبطاً
وكتبت كارلوتا غال في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن هذه القاعدة هي بمثابة مقياس للتحديات المقبلة، في الوقت الذي يتطلع فيه السوريين إلى إعادة بناء بلد دمرته حرب أهلية استمرت لأكثر من عقد وأدت إلى استنفاد الجيش.وأعلنت القيادة الجديدة للبلاد مؤخراً، عن خطة لتوحيد الفصائل المسلحة المختلفة في كنف حكومة واحدة، وأن عناصر هذه الفصائل سيخدمون معاً في جيش واحد.
Rebels easily toppled Syria’s army. Their challenge now: rebuilding. https://t.co/qoPwVZHCGA
— The Boston Globe (@BostonGlobe) January 1, 2025وفي مقابلات مع عشرات المقاتلين، قال الكثيرون إنهم وافقوا فعلاً على إنشاء قيادة واحدة تحت قيادة أحمد الشرع المعروف باسم أبو محمد الجولاني وفصيله، هيئة تحرير الشام، وبإنهم استفادوا من توحيد قواتهم.
وقال أحد كبار قادة الفصائل المسلحة ويدعى نصر النهار (41 عاماً)، إن فصيله سوى خلافاته مع هيئة تحرير الشام، وأضاف: "المهم هو أن نكون معاً...نحن نقاتل معاً من أجل التحرير".
لكن من المرجح أن تستمر الانقسامات مع فصائل أخرى ليست في الحكم، بما في ذلك الميليشيات الكردية التي تسيطر على جزء كبير من شمال شرق سوريا، وتنظيم داعش الإرهابي، الذي ينشط في أجزاء من وسط سوريا، وبقايا قوات الأسد الأمنية التي أظهرت علامات المقاومة.
وفي الوقت الذي تتولى الفصائل المسلحة السيطرة على أمن البلاد وحدودها، فإنها ورثت بنية تحتية عسكرية مدمرة، سيكون من الصعب الاستفادة منها أو إعادة بنائها.
وأظهرت رحلة استغرقت 10 أيام على طول طريق تقدم الفصائل المسلحة، لمراسل ومصور من صحيفة النيويورك تايمز ومترجم سوري، أن الجيش السوري المهزوم، كان سيئ التجهيز ومحبطاً جداً لدرجة أن قواته كانت تعاني من ضعف في الروح المعنوية. وقد ألقى الجنود أسلحتهم أو فروا مذعورين.
NEW | Syrian opposition forces toppled the Bashar al Assad regime after only 11 days of fighting. HTS under Julani is beginning to consolidate power in Damascus and across formerly regime-controlled territory. (1/5) pic.twitter.com/WtgbrOMHHx
— Critical Threats (@criticalthreats) December 9, 2024واخترقت الفصائل المسلحة الدفاعات التي ظلت قوية لسنوات، وعمدت إلى تطويق الحاميات العسكرية والسيطرة عليها في كثير من الأحيان من دون قتال واسع.
وكانت قاعدة الدبابات، التي سقطت في اليوم الثاني من العملية في شمال سوريا، متداعية، ومبانيها الخالية من النوافذ محصنة بحماية مؤقتة من إطارات الجرارات وبراميل معدنية مملوءة بالتراب.
خط المواجهةوفي القواعد ونقاط التفتيش الأخرى قرب خط المواجهة السابق، من الواضح أن الجنود السوريين كانوا يفتقرون إلى الموارد، إذ حفروا مخبأً مؤقتاً داخل مبنى مزرعة، وكدسوا الأنقاض فوق صفائح من الحديد المموج لتوفير الحماية من القصف، وأصلحوا ثقوب أحدثتها القذائف في الجدران، بمزيج من الطين والقش.
وقال أحد مقاتلي هيئة تحرير الشام ويدعي أبو عائشة، بابتسامة عريضة: "بدأنا العملية معتقدين أننا سنسيطر على قرية واحدة فقط، واستولينا على سوريا بأكملها".
وكان الشاب البالغ من العمر 24 عاماً يتجول مع زميله المقاتل، أبو حمزة (25 عاماً)، في الحديقة المركزية بمدينة حماة، حيث كان يعير بندقيته الهجومية للشباب المحليين لالتقاط الصور معها. وقال كلا الرجلين إنهما كانا يتدربان ويقاتلان منذ أن كانا في الخامسة عشرة من العمر، وسينضمان إلى الجيش الوطني.
وأفاد مقاتلون في الفصائل المسلحة، إنهم واجهوا مقاومة أضعف مما كانت عليه في سنوات القتال السابقة. وقد تم خفض القوة الجوية الروسية والميليشيات المدعومة من إيران على الأرض في الأشهر الأخيرة.
وسقطت حلب في أيدي الفصائل المسلحة في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) بعد ثلاثة أيام فقط من القتال.
وقال ضابط في الشرطة السورية عرف عن نفسه فقط باسم عبد (39 عاماً) خوفاً من الانتقام: "كان الأمر خطيراً منذ لحظة سقوط حلب".
وبعد حلب، اندفعت الفصائل المسلحة جنوباً لمهاجمة مدينتي حماة ثم حمص، مع وضع العاصمة دمشق نصب أعينهم.
وعلى طول الطريق، تُركت الدبابات والعربات المدرعة مهجورة، أو تحطمت أو تعطلت. وظهرت على عدد قليل منها علامات القتال، كالاحتراق من جراء الانفجارات أو بقع دماء من الضحايا.
وبالنسبة للكثيرين، فإن الوعود التي تم تقديمها خلال حملة الفصائل المسلحة، توفر الأمل في شأن إمكانات المستقبل - حتى لو أنه لا يزال يتعين أن نرى ما إذا كانت الحكومة الجديدة ستفي بها.