هندي: المنهج الوسطي ساهم في بقاء الأزهر أكثر من 1084 عامًا
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
قال الدكتور عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن ما يحدث في مصر على مستويات الوعي والثقافة والأحداث لا يقتصر تأثيره على الشعب المصري فحسب، بل يمتد ليشمل الشعوب الإسلامية والعربية في جميع أنحاء العالم، بل وفي عصرنا الحالي، يصل تأثيره حتى إلى الشعوب غير الإسلامية وغير العربية، نتيجة للأفكار والتغيرات التي نشأت وازدهرت في مصر.
وأضاف خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، عندما تعرضت مصر للاحتلال الفرنسي عام 1798، كانت المقاومة تنطلق من الأزهر الشريف، الذي كان مركزًا للفكر والعلم، ولا ينسى التاريخ سليمان الحلبي، طالب الأزهر القادم من حلب، الذي اغتال القائد الفرنسي كليبر، تعبيرًا عن رفض الاحتلال آنذاك، كان الأزهر يحتضن حوالي 30 ألف طالب، نصفهم من مصر، والنصف الآخر من مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي.
تابع: هذا الامتداد العالمي للأزهر الشريف لا يزال قائمًا حتى اليوم، حيث يدرس فيه آلاف الطلاب من شتى بقاع العالم الإسلامي، هؤلاء الطلاب يأتون لتعلم المنهج الأزهري، المعروف بوسطيته وعمقه العلمي، والذي ساهم في بقاء الأزهر الشريف على مدى أكثر من 1084 عامًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر الوعي العالم العربي والإسلامي الأزهر الشريف المزيد
إقرأ أيضاً:
اليوم العالمي للغة برايل: جهود الأزهر الشريف في دعم ذوي الهمم
في يوم الرابع من يناير من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للغة برايل، وهي لغة اللمس التي ابتكرها الفرنسي لويس برايل في القرن التاسع عشر، بهدف تمكين المكفوفين من القراءة والكتابة، ويمثل هذا اليوم فرصة للتذكير بحقوق ذوي الهمم، وتقديرهم كأفراد قادرين على التميز والإبداع رغم التحديات التي يواجهونها. ومن زاوية دينية، يعتبر هذا اليوم فرصة للتأكيد على أهمية دعم هذه الفئة في المجتمع، وهو ما أشار إليه العديد من علماء الأزهر الشريف في مختلف مواقفهم وفتاويهم.
اللغة كأداة للعلم والإبداعيعتبر الإسلام أن العلم والمعرفة حق للجميع، ومن ضمنهم الأشخاص ذوو الهمم. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية على أهمية العلم للإنسان، وقال في حديثه: «طلب العلم فريضة على كل مسلم» (ابن ماجه)، لذا فإن تمكين المكفوفين من تعلم القراءة والكتابة من خلال لغة برايل هو استجابة لهذا الواجب الديني الذي يحث على توفير سبل العلم لكل فرد من أفراد المجتمع، بغض النظر عن حالته الجسدية.
جهود الأزهر الشريف في دعم ذوي الهمميلعب الأزهر الشريف، من خلال مؤسساته التعليمية والدعوية، دورًا مهمًا في تعزيز حقوق ذوي الهمم. فقد سعى الأزهر دائمًا إلى تقديم الدعم المعنوي والعلمي لهم، من خلال إنشاء مؤسسات تعليمية خاصة بهم، وتوفير الكتب الدراسية بلغات خاصة مثل لغة برايل، بما يسهم في تأهيلهم علميًا واجتماعيًا.
وفي خطوة رائدة، أطلق الأزهر في السنوات الأخيرة العديد من المبادرات الخاصة بذوي الهمم، ومنها تعليمهم علوم الشريعة واللغة العربية باستخدام لغة برايل، وهو ما يسهم في نشر الوعي الديني بينهم ويتيح لهم فرصة المشاركة الفعالة في مجتمعاتهم، كما يتم تنظيم دورات تعليمية وورش عمل تهدف إلى تدريب المكفوفين على استخدام هذه اللغة في القراءة والكتابة، مما يفتح أمامهم آفاقًا واسعة للتعلم والتطور.
دعم ديني دائم لذوي الهمميحث الإسلام دائمًا على توفير الرعاية والرحمة لذوي الهمم، وجاءت توجيهات الأزهر الشريف داعمة لهذه المبادئ. فقد أكد العلماء في فتاوى متعددة على وجوب توفير جميع حقوق ذوي الهمم، وأشاروا إلى أن المجتمع المسلم يجب أن يكون رحيماً بهم، وأن يقدم لهم كافة سبل الدعم العلمي والاجتماعي.
وقد قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في تصريحات سابقة: «إن ذوي الهمم هم جزء لا يتجزأ من المجتمع، ويجب أن نوفر لهم كل الدعم لنمكنهم من أداء واجباتهم الدينية والدنيوية على أكمل وجه». وبالفعل، يقدم الأزهر دائمًا يد العون لهذه الفئة، حيث أنشأ في وقت سابق مراكز للدراسات الإسلامية للمكفوفين، التي تتيح لهم تعلم القرآن الكريم والعلوم الشرعية باستخدام لغة برايل.
رسالة دينية في اليوم العالمي للغة برايلإن اليوم العالمي للغة برايل ليس فقط مناسبة للاحتفال بتقدم المكفوفين في مجال التعليم، بل هو أيضًا فرصة للتأكيد على قيمة الدعم الديني والتربوي لهذه الفئة. فالإسلام يعترف بقدراتهم ويسعى دائمًا إلى دمجهم في جميع مناحي الحياة، مما يعزز من إحساسهم بالمساواة والكرامة.
من خلال إيمان الأزهر الشريف بدور العلم في حياة الإنسان، يقدم دعمه الكامل لمبادرات تعليمية متكاملة تساعد في تمكين ذوي الهمم، ليظلوا جزءًا فعالاً ومؤثرًا في المجتمع، فكما يقول الإمام الشافعي: "العلم لا يعدل به شيء"، وتوفير هذا العلم باستخدام لغة برايل يفتح لهم آفاقًا واسعة للتعلم، والمشاركة المجتمعية، والمساهمة في بناء أمة متمكنة بكل أفرادها.
في اليوم العالمي للغة برايل، نؤكد على أهمية الوعي المجتمعي بحقوق ذوي الهمم، وخاصة في مجال التعليم الذي يعد أحد أبرز حقوقهم، ويستمر الأزهر الشريف في تقديم جهوده لدعم هؤلاء الأفراد من خلال المبادرات التعليمية التي تستهدف دمجهم بشكل كامل في المجتمع. نأمل أن يحمل هذا اليوم رسالة أمل لكل مكفوف، ويكون دافعًا لنا جميعًا لتقديم المزيد من الدعم والمساندة لهذه الفئة الغالية.