بوابة الوفد:
2025-01-05@02:33:56 GMT

الاستجابة لله ورسوله

تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT

الاستجابة لله (عز وجل) صفة من صفات الأنبياء والمرسلين، والملائكة المقربين، والمؤمنين الصادقين، وهى دليل على صدق الإيمان، وقوة اليقين، يقول الحق سبحانه: «إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»، ويقول الحق سبحانه: «إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ».

والاستجابة لله ورسوله حياة للقلوب، إذ يقول الحق سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ».

واستجابة المؤمنين لله ورسوله تكون استجابة تامة بسرعة الامتثال، والتسليم لأمر الله ورسوله، فى المكره والمنشط، واليسر والعسر، وبذلك يكون جزاؤهم عند الله عظيما، إذ يقول سبحانه: «الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ».

وأهل الاستجابة لله ورسوله هم أهل الإجابة، فمن استجاب لأوامر الله (عز وجل) ونواهيه فامتثل لما أمره الله به، وانتهى عما نهاه الله عنه، كان من عباد الله المخلصين الذين إذا دعوه أجابهم، وإذا سألوه أعطاهم، ولهم منه سبحانه وتعالى الحسنى وزيادة، إذ يقول الحق سبحانه: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِى وَلْيُؤْمِنُوا بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ».

ويقول سبحانه: «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»، ويقول سبحانه: «لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ».

وقد تحدث القرآن الكريم عن استجابة ربِّ العرش العظيم لأنبيائه ورسله وعباده الصالحين، إذ يقول سبحانه فى شأن نوح (عليه السلام): «وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ»، وفى شأن أيوب (عليه السلام): «وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ».

وفى شأن يونس (عليه السلام)، يقول: «وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِى الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِى الْمُؤْمِنِينَ»، وفى شأن زكريا (عليه السلام): «وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِى فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ»، وفى شأن عباد الله الصالحين يقول سبحانه: «وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ».

على أن إجابة الدعاء والاستجابة له مقرونة بطاعة الله (عز وجل)، وأكل الحلال، إذ لما سأل سعد بن أبى وقاص (رضى الله عنه) سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «يا رسول الله ادع الله أن يجعلنى مُستجاب الدعوة، فقال له النبى (صلى الله عليه وسلم): «يَا سَعْدُ أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ».

وختاما نؤكد: أجب تُجب، استجب يُستجب لك، أعرض يُعرض عنك، فمن تعرف على الله (عز وجل) فى الرخاء كان الله فى عونه فى الرخاء، وعند الشدائد.

 

الأستاذ بجامعة الأزهر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أ د محمد مختار جمعة الأستاذ بجامعة الأزهر بجامعة الأزهر صفات الأنبياء والمرسلين یقول الحق سبحانه ف اس ت ج ب ن ا ل ه یقول سبحانه علیه السلام لله ورسوله فى شأن عز وجل

إقرأ أيضاً:

عالم بالأوقاف: حسن الظن بالله هو مفتاح الخير فى الأوقات العصيبة

قال الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، إن قول الله سبحانه وتعالى "فما ظنكم برب العالمين"، يحمل في طياته الأمل، ويفتح باب الرجاء في نفوس المؤمنين، لافتا إلى أن الأوقات العصيبة، ينبغي للإنسان أن يرفع يديه إلى الله سبحانه وتعالى ويسأل نفسه: ما ظني في ربي؟ ظننا في الله ينبغي أن يكون حسنًا.

وأكد العالم بوزارة الأوقاف، في تصريح له، أن الله سبحانه وتعالى يقول في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي"، هذا يعني أن الله سيؤتي عبده ما يظن به، سواء كان خيرًا أو شرًا، فكلما كان ظن العبد في ربه خيرًا، كان الفرج والتيسير في حياته.

بين الجواز والتحريم.. علي جمعة يحسم الجدل في حكم الموسيقىحكم قتل الحشرات أو تعريضها للضرر .. أمين الفتوى يجيب

ومن جانبه، قال الدكتور أحمد النبوي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الحياة مليئة بالآمال، وكل إنسان يتمنى تحقيق مطلب ما، سواء في حياته الشخصية أو الاجتماعية، لكن هل يمكن أن نحتفظ بالأمل في الله حتى عندما نذنب؟،  صحيح أن الإنسان يذنب ويخطئ، ولكن لا ينبغي للذنب أن يكون سببًا في اليأس أو الابتعاد عن الله، فعندما يذنب الإنسان، يجب عليه أن يلجأ إلى التوبة، فلا ينبغي أن يظن في الله إلا خيرًا، لأن باب التوبة مفتوح، والله سبحانه وتعالى يحب التوابين.

وتابع: "فبعض الناس قد يظنون أنه بعد معاصيهم لن يغفر الله لهم، ولكن هذه فكرة خاطئة.. الله غفور رحيم، كما ورد في الحديث القدسي: "يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي"، حتى لو بلغت ذنوب الإنسان عنان السماء، فإن التوبة والرجوع إلى الله كفيلة بمغفرة الذنوب.

وقال إن الإنسان إذا وقع في المعصية، فليعلم أن الله سبحانه وتعالى قادر على غفران ذنبه، وهو أقرب إليه من نفسه، فكلما عاد العبد إلى الله، استجاب الله لدعائه، فى قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ".

مقالات مشابهة

  • شاهد | العدو الإسرائيلي ينتقل من الخروق إلى التنصل.. و حزب الله يقول صبرنا قد ينفد
  • الهوية الإيمانية اصطفاء والتزام
  • هل تعود الحرب ؟ : نعيم قاسم يقول إن حزب الله مستعدّ للرد على "خروقات" إسرائيل للهدنة
  • آية ودلالة: مختار جمعة يوضح أثر الصبر في حياة المسلم
  • عالم بالأوقاف: حسن الظن بالله هو مفتاح الخير فى الأوقات العصيبة
  • الأوقاف تطلق عشر قوافل دعوية في 10 محافظات
  • ريمة.. 80 مسيرة حاشدة تأكيدًا على الاستمرار في نصرة غزة
  • ‏زيف القوة أمام صمود الشعوب وإرادة الحق
  • لماذا سمي شهر رجب بالأصب والأصم ؟.. علي جمعة يوضح