وددت فى الساعات الأولى للعام الجديد أن أتوقف عند مسألة أراها مهمة من وجهة نظرى لما تمثله من شاغل كبير لقطاع عريض من البشر حول العالم, وهى مواقع التواصل الاجتماعى أو ما اصطلح على تسميتها بالإعلام الجديد وما لها من مزايا ومخاطر, فلا أحد يختلف حول ما أحدثته التكنولوجيا الجديدة فى مجال تداول ونقل المعلومات من طفرة نوعية فى مجال الإعلام ككل, ولا أحد يختلف أيضا على أن الاهتمام بوسائل التواصل الاجتماعى وما يقدم فيها بات ضرورة ملحة لصناع السياسات والقرارات لكونها أداة جديدة وواسعة الاستخدام، ونوعًا من الصحافة المتجددة, ومهما اختلفنا حول وسائل التواصل الاجتماعى يظل لها فوائد مثل سرعة تداول المعلومات والحصول عليها، والتفاعل المباشر مع الجمهور العريض فى الفضاء الإلكترونى الفسيح، وما لهذا من فوائد عظيمة إذا أُحسن استخدامها, لكن ورغم كل هذه الفوائد هناك مخاطر جسيمة لهذه التقنيات إذا لم نتعامل معها بوعى ويقظة وتدقيق, حيث بات الإعلام فى أشكاله المستحدثة أحد أبرز وأهم وأخطر الأسلحة المستخدمة فى الصراعات السياسية بين الدول, وثبت بالأدلة القاطعة استخدامها لاستهداف المجتمعات والدول من الداخل، من خلال بث السموم وزرع الفتن وزعزعة الثقة ونشر الشائعات المغرضة وصولا إلى مخطط الفوضى الذى يستهدف تآكل المجتمعات من الداخل, فالجماعات المتطرفة حول العالم نجحت خلال العشريتين الأولى والثانية من القرن الحادى والعشرين فى استخدام هذه المنصات بكثرة، حيث أصبحت واجهتها الإعلامية، وخصصت أجهزة مستقلة لإدارتها وترويج أفكارها، كانت بلا شك منفتحة على غرف الاستخبارات فى العالم, وليس خافيا أيضا أن التنظيمات المتطرفة والفاعلين السياسيين من دون الدول فى العالم استخدمت وسائل التواصل الاجتماعى فى تجنيد عناصر جدد وفى التجييش لأفكار معينة وفى الترهيب, ليس ببعيد ما كان يطرح قبل عشر سنوات مثلا من فيديوهات لقطع رؤوس وحرق وجلد, وكانت هذه الفيديوهات مصورة بتقنيات عالية وبأسلوب احترافى قبل أن تبث على مواقع بعينها وتتلقفها أيادى المتعاونين مع تلك التنظيمات على مواقع التواصل الاجتماعى لبث الرعب فى نفوس الناس, وكان هذا المحتوى ينشر على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعى، مع توفير إمكانية الحصول عليه مجانًا من مواقع عديدة، مما يجعل من الصعب على الرقابة منعه, بل إن محاولات المنع قد تُستخدم أحيانًا كوسيلة للترويج لتلك الأفكار القاتلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: يا خبر التزييف العميق د حسام فاروق الساعات الأولى مزايا التواصل الاجتماعى
إقرأ أيضاً:
رغم مرور السنوات.. هيثم أحمد زكي يعود لصدارة المشهد بدعوات المغفرة
رغم مرور أكثر من خمس سنوات على رحيله، عاد اسم الفنان الراحل هيثم أحمد زكي ليتصدر أحاديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي مجددًا، بعدما أثار منشور إنساني بسيط موجة من التعاطف والتفاعل الواسع، فقد رحل الفنان الشاب في عام 2019، لكنه ما زال حاضرًا في قلوب جمهوره ومحبيه الذين لم ينسوه رغم مرور الزمن.
منشور مؤثر يعيد اسم هيثم أحمد زكي إلى الواجهة
خلال الساعات الماضية، انتشر عبر مواقع التواصل منشور جاء فيه: "رحم الله هيثم أحمد زكي، ليس له أخ ولا والد ولا ولد يدعو له بالمغفرة، فاستغفروا له".
وقد لامس هذا المنشور مشاعر آلاف المستخدمين، وأعاد للأذهان قصة الفنان الذي عاش ومات وحيدًا، دون أن تحيطه أسرة قريبة بعد وفاته، مما زاد من مشاعر الحزن والرحمة تجاهه.
تفاعل واسع رغم غياب المناسبة الرسمية
اللافت أن عودة الحديث عن هيثم لم تتزامن مع ذكرى ميلاده أو وفاته، ومع ذلك حظي المنشور بتفاعل كبير من قبل الجمهور.
وأكد العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تعليقاتهم أنهم يذكرونه بالدعاء بشكل دائم، وأنه يحتل مكانة راسخة في قلوبهم رغم غيابه عن الساحة منذ سنوات.
فنانين ومشاهير يشاركون بالدعاء
لم يقتصر التفاعل على الجمهور فقط، بل شارك عدد من الفنانين والمشاهير في نشر الدعوات لهيثم أحمد زكي، أبرزهم المطربة مروة نصر، والفنانة جوري بكر، ودانا حمدان.
وجاءت تعليقاتهم جميعًا مشبعة بالمحبة والدعاء، مؤكدين على أن هيثم كان نموذجًا للفنان الخلوق الموهوب الذي واجه العديد من التحديات في حياته.
سيرة فنية قصيرة لكنها لامست القلوبينتمي هيثم أحمد زكي إلى واحدة من أعرق العائلات الفنية في مصر، فهو نجل النجم الراحل أحمد زكي والفنانة الجميلة الراحلة هالة فؤاد، وحفيد المخرج القدير أحمد فؤاد، ورغم أن مشواره الفني لم يتجاوز 14 عامًا، إلا أنه استطاع أن يترك بصمة واضحة من خلال أدواره المؤثرة.
وداع مفاجئ هز الوسط الفنيفي السابع من نوفمبر عام 2019، غاب هيثم أحمد زكي عن عمر ناهز 35 عامًا إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، ليرحل بشكل مفاجئ وصادم.
وقد خلفت وفاته حالة من الحزن العميق داخل الوسط الفني وبين جمهوره، الذين لا يزالون يستحضرون ذكراه بالدعاء، وبتقدير كبير لما قدمه خلال سنوات حياته القصيرة.