النفط و السياسة: العراق أول المتضررين من ضربة أمريكية لإيران
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
2 يناير، 2025
بغداد/المسلة: في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما بعد تحذيرات نائب المبعوث الأمريكي السابق إلى إيران، ريتشارد نيفيو، يبدو أن الخيارات الأمريكية تجاه طهران باتت تتقلص بشكل سريع.
نيفيو أكد في مقال نشره في مجلة “فورين أفيرز” أن واشنطن قد تضطر في المستقبل القريب إلى اللجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران إذا فشلت المفاوضات المتعلقة بتعليق برنامجها النووي، ما يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة بشأن تداعيات هذا السيناريو على المنطقة بأسرها، وخاصة على العراق.
المسألة لا تتعلق فقط بتوازنات القوى الإقليمية، بل تمتد آثارها إلى الاقتصاد العالمي، حيث أن أي تصعيد عسكري ضد إيران سيؤثر بشكل مباشر على أسواق النفط العالمية.
العراق، الذي يعتمد بشكل رئيسي على عائدات النفط، سيكون أول المتأثرين بهذه الضربة المحتملة. من غير المستبعد أن تشهد أسعار النفط ارتفاعات حادة إذا حدث التصعيد، ما سينعكس سلبًا على الاقتصاد العراقي الذي يعتبر النفط المصدر الرئيسي للموارد المالية في خزينة الدولة.
من جهة أخرى، لن تمر الضربة العسكرية على إيران دون رد فعل من الأطراف التي تعتبر طهران حليفًا استراتيجيًا في المنطقة، خاصةً في العراق.
فإيران تمتلك شبكة من الأذرع العسكرية والسياسية في العراق، وهو ما يثير القلق من ردود فعل قد تزعزع الاستقرار في البلد الذي يعاني بالفعل من التوترات السياسية والأمنية.
وإذا اندلعت الحرب، فإن هذه الأذرع ستصبح في قلب المواجهة، مما يجعل العراق ساحة صراع مفتوحة بين قوى إقليمية ودولية.
وفيما يتعلق بالآثار الجيوسياسية لهذه الضربة، فمن المؤكد أن مثل هذا الهجوم سيغير بشكل جذري وجه الشرق الأوسط. خاصة بعد أن رسمت الأزمة السورية وسقوط نظام بشار الأسد خطوطًا جديدة في توازنات القوى في المنطقة.
ضرب إيران، التي تمثل جزءًا مهمًا من محور المقاومة في المنطقة، سيلقي بظلاله على كافة الدول المجاورة، بما فيها العراق. ومن الممكن أن يعيد ترتيب موازين القوى في العراق بطريقة قد تؤثر سلبًا على استقراره السياسي.
من جهة أخرى، نيفيو أشار إلى أن الهجوم على إيران قد يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث من المحتمل أن يسهم في تعزيز قدرة طهران على تطوير الأسلحة النووية، بدلاً من تراجعها عن هذا المسار. كما أن شن حملة عسكرية شاملة ضد إيران سيكون مرهقًا للولايات المتحدة، وقد لا يؤدي إلى النتيجة المرجوة، وهو ما يعزز من الحاجة إلى الحلول الدبلوماسية، رغم التحديات الماثلة أمامها.
ما يبدو واضحًا الآن هو أن الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة من الصراع، والقرار الأمريكي في هذه المرحلة سيكون له تداعيات كبيرة ليس فقط على إيران، بل على العراق والمنطقة بأسرها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
من الأمن الوقائي إلى العناية المركزة.. من هو العميد السهيلي الذي اُستهدف بغارة أمريكية في صنعاء؟
كشفت مصادر عسكرية عن هوية القيادي الحوثي الذي اُستهدف منزله في مديرية شعوب شمالي العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المليشيا الإرهابية بقصف جوي أمريكي، مشيرة إلى أنه يُدعى صالح علي السهيلي، وهو أحد أبرز المشرفين العسكريين في الجماعة، والمقرّب من مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي.
ويشغل السهيلي موقعاً قيادياً في إدارة التحشيد والتجنيد ضمن صفوف المليشيا، لأبناء القبائل والمغرر بهم بينهم ابنه "محمد" الذي قتل بإحدى الجبهات في وقت سابق.
كما تولّى السهيلي، خلال السنوات الماضية، عدداً من المهام الأمنية والعسكرية الحساسة.
وأفادت مصادر عسكرية بأن الغارات الجوية التي نفذتها القوات الأميركية، مساء الأحد، استهدفت مبنى سكنياً في حي شعوب، يحتوي على مخبأ سري تُخزّن فيه معدات عسكرية وذخائر ولوجستيات تابعة لمليشيا الحوثي.
وقالت المصادر، إن غارة أخرى طالت منزلاً كان يشهد اجتماعاً لقيادات حوثية بارزة، من بينهم الشيخ القبلي والقيادي في الجماعة صالح السهيلي، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من العناصر الحوثية، إضافة إلى سقوط ضحايا من أفراد أسرته وسكان مدنيين في المنازل المجاورة.
وتقول المصادر إن السهيلي أُصيب بجروح بالغة، نُقل إثرها إلى العناية المركزة برفقة زوجته، في أحد مستشفيات صنعاء، في ظل غياب تأكيد رسمي من مليشيا الحوثي عن مصيره.
وذكرت المصادر، أن المليشيا لجأت إلى عقد اجتماعاتها في منازل بعض قياداتها، وسط الأحياء المكتظة بالسكان، بهدف كسب التعاطف الشعبي حال استهدافها بغارات أمريكية، معتبرة أن الاستهداف طال مدنيين.
مشرف تعبئة ومتهم بالانتهاكات
ويُعرف القيادي السهيلي بكونه أحد أبرز مشرفي مليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء، حيث أدار شبكة واسعة لتجنيد المقاتلين وتعبئتهم وإرسالهم إلى جبهات القتال، إضافة إلى تورطه في جرائم قتل وخطف ونهب طالت عشرات الأسر اليمنية، وفقاً لشهادات محلية.
انخرط السهيلي في صفوف المليشيا منذ الحرب الأولى ضد الدولة اليمنية عام 2004، وتمكّن من التدرج في هياكل الجماعة، حتى نُصّب لاحقاً ضمن جهاز "الأمن الوقائي" التابع لزعيم المليشيا عبد الملك الحوثي، كما رُقي إلى رتبة "عميد" بعد سقوط صنعاء في سبتمبر 2014.
ويُنسب إلى السهيلي استضافة السفير الإيراني الصريع حسن إيرلو خلال وجوده في صنعاء، ما يكشف عن عمق ارتباطه بالقيادة العليا للمليشيا، وولائه لمركز القرار السياسي والعسكري للجماعة.
ويقطن السهيلي في منزل بمديرية شعوب بعد تكليفه بالإشراف عليها، ويظهر علناً كشيخ قبلي داعم لمليشيا الحوثي.
وتحمّل مصادر يمنية مليشيا الحوثي وزعيمها مسؤولية سقوط المدنيين، بسبب اتخاذها الأحياء السكنية مقار لإيواء قادتها وتحركاتهم.
وأكد شهود عيان أن طائرات مسيّرة أميركية شوهدت تحوم فوق سماء شعوب قبل ساعات من تنفيذ الضربة، ما يرجح أنها رصدت تنقلات القيادات الحوثية إلى موقع الاستهداف.