لا قيمة لصبر “إسرائيل” الاستراتيجي مع اليمن
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
محمد الجوهري
بحسب محللين صهاينة على قناة الجزيرة منهم مهند مصطفى، فإن الكيان الصهيوني يمارس سياسة “الصبر الاستراتيجي” مع اليمن، وأن أثر هذه السياسة قد يستغرق سنوات حتى تتجلى نتائجه على الأرض، مؤكداً أن “إسرائيل” تمتاز بالجدية في التعامل مع أعدائها، كما حدث مع عدوها اللبناني السيد حسن نصر الله، حيث استغرق التخطيط لاغتياله ست عشرة سنة، أي منذ تموز 2006، وبما أن وضعية اليمن مختلفة ومعقدة كثيراً عن لبنان، فإن “إسرائيل” قد تستغرق أضعاف ما أنفقته من وقت وجهد في لبنان.
وبما أن “إسرائيل” قد أقرت بأن اليمن غير لبنان، فإن سياستها هناك لن تجدي أيضاً وقد تتلاشى القدرات العسكرية للكيان وتتبدد قبل أن يصل إلى مبتغاه، فاليمن لا يملك ذلك النوع من الصبر، ويفِّعل خياراته أولاً بأول ولا يمنعه من دك الكيان إلا شحة الإمكانيات، وفي حال توفرت فإنها ستوجه مباشرة إلى نحر العدو الإسرائيلي، ويتضح عندها حجم الغباء الصهيوني يوم خلط بين أوضاع خصومه المختلفة.
تاريخياً، تعرضت “إسرائيل” لعدة انتكاسات عندما أساءت تقدير خصومها. على سبيل المثال في حرب لبنان الثانية عام 2006، فوجئ الكيان الصهيوني بمدى قوة المقاومة اللبنانية وقدرتها على الصمود، مما أدى إلى خسائر فادحة في القوات الإسرائيلية.
كما أن تجربة “إسرائيل” مع حماس في غزة أظهرت أن الحصار والضغط العسكري لا يمكن أن يحل الأزمات وإنما قد يؤدي إلى تفاقمها. هذه الدروس التاريخية تُظهر أن الاستراتيجيات المبنية على “الصبر” قد تكون قصيرة النظر ولا تأخذ في الاعتبار التطورات السريعة على الأرض.
أما اليمن فإنها تتمتع بعوامل تجعل من الصعب على “إسرائيل” النجاح في أي استراتيجية عسكرية، فعلى سبيل المثال يشتهر اليمن بقدرته على المقاومة والصمود، مما يعكس تاريخاً طويلاً من النضال ضد الاحتلالات الخارجية. اليمنيون ليسوا فقط مستعدين للقتال بل يمتلكون إرادة قوية تجعلهم يواصلون النضال مهما كانت التحديات.
وكما يعلم اليمنيون جميعاً بأن السلاح النووي لو توفر الجمعة لصنعاء، فإن السبت موعد زوال تل أبيب، حيث لا يحتفظ اليمن بأي أوراق في السر ويقدم ما لديه من قوة في العلن وبأسرع وقت ممكن، وهذه الاستراتيجية أثبتت فاعليتها الفائقة في الميدان، وباتت تنذر بسقوط الكيان وقبل أن يستوعب واقع اليمن الشعبي والسياسي، الذي يراهن عليه في صبره الاستراتيجي.
إن التقديرات الإسرائيلية بشأن اليمن تعكس فهماً قاصراً لطبيعة الصراع وأسلوب التعامل معه. فاليمن بتركيبته السياسية والاجتماعية لا يمكن أن يكون ساحة تجريبية لسياسات صبر استراتيجي ستفشل في تحقيق أهدافها. وبدلاً من ذلك، فإن خيارات اليمن ستظل متاحة وسيكون الرد أكثر صلابة وفعالية مما يتوقعه الكيان.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
“مسام” ينتزع 706 ألغام في اليمن خلال أسبوع
تمكّن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية “مسام” لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام خلال الأسبوع الرابع من شهر فبراير 2025م، من انتزاع 706 ألغام في مختلف مناطق اليمن، منها 13 لغمًا مضادًا للأفراد و24 لغمًا مضادًا للدبابات، و668 ذخيرة غير منفجرة، وعبوة ناسفة واحدة.
ونزع فريق “مسام” في محافظة عدن 186 ذخيرة غير منفجرة، ولغمين مضادين للأفراد في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع، وفي مديرية حيس بمحافظة الحديدة تم نزع 6 ذخائر غير منفجرة، وفي محافظة لحج نزع ذخيرتين غير منفجرة بمديرية تبن، ولغم واحد مضاد للأفراد و 5 ألغام مضادة للدبابات بمديرية المضاربة.
اقرأ أيضاًالمملكةالنائب العام يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة حلول شهر رمضان
وفي محافظة مأرب استطاع الفريق نزع لغم واحد مضاد للأفراد بمديرية رغوان، و17 لغمًا مضادًا للدبابات و 410 ذخائر غير منفجرة بمديرية مأرب، و 9 ذخائر غير منفجرة في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، و في محافظة تعز نزع الفريق ذخيرتين غير منفجرة بمديرية المخاء، و8 ألغام مضادة للأفراد ولغمين مضادين للدبابات و11 ذخيرة منفجرة بمديرية ذباب، و لغم واحد مضاد للأفراد و42 ذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة واحدة بمديرية المظفر.
وبذلك ارتفع عدد الألغام المنزوعة خلال شهر فبراير حتى الآن إلى 2817 لغمًا، فيما ارتفع عدد الألغام المنزوعة منذ بداية مشروع “مسام” حتى الآن إلى 483 ألفًا و343 لغمًا بعد أن زُرعت بشكل عشوائي في مختلف الأراضي اليمنية لحصد الأرواح البريئة من الأطفال والنساء وكبار السن، وزرع الخوف في قلوب الآمنين.