جمعيات المؤلفين وفناني مصر والدراما تحدد اختصاصاتها في حق الأداء العلني
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
برئاسة المخرج مسعد فودة، عقد اتحاد الفنانين العرب اجتماعا للتنسيق بين الجمعيات الثلاث، المؤلفين والملحنين والناشرين، وجمعية أبناء فناني مصر، وجمعية مؤلفي الدراما، تحت رعاية اتحاد النقابات الفنية برئاسة المخرج عمر عبد العزيز للاتفاق مع «المنظمة العالمية للملكية الفكرية الويبو» لحق الأداء العلني.
وترأس الاجتماع الدكتور هشام عزمي رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية ومعه الدكتورة منى يحيي نائب رئيس الجهاز، وبحضور السيدة شيرين جريس كبيري منسقي تنمية حق المؤلف والصناعات الإبداعية للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) وبحضور الدكتور مدحت العدل رئيس جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين (SACERAU) والشاعر فوزي إبراهيم امين عام الجمعية.
وحضر كذلك المستشار ماضي توفيق الدقن رئيس جمعية أبناء فناني مصر (EASA) وإيمان محمد شوقي أمين عام الجمعية والكاتب ايمن سلامة امين عام جمعية مؤلفي الدراما وحضر أيضا الدكتور حسام لطفي المستشار القانوني للجمعيات الثلاثة، وبحضور فاطمة حسين رياض والدكتور أشرف حسن البارودي و أسامة محمد أبو العينين المنسق العام للجمعية.
وتم الاتفاق على أن تستأثر كل جمعية بنشاطها المحدد في نظامها الأساسي، كل في مجاله، بحيث تقوم جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين (SACERAU) بتحصيل و توزيع حقوق الموسيقي، سواء أكانت داخل مصنفات سمعية أو بصرية أو سمعية بصرية او تمثلت، في تنظيم الغير لحفلات، وتقوم جمعية أبناء فناني مصر وجمعية مؤلفي الدراما العربية (EASA) بتحصيل و توزيع حقوق الأعمال السمعية البصرية للمؤلفين والمخرجين وكتاب السيناريو وفناني الأداء (الحقوق المجاورة)، وكلها جمعيات مشهرة لدى وزارة التضامن الاجتماعي، وقد أكد الدكتور هشام عزمي رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية ترحيبه بهذا التوافق والتعاون ومباركته له، وأضافت شيرين جريس التزام منظمة "WIPO" بالدعم التقني والتدريب الإداري لأعضاء جمعيتي (SACERAU - EASA) عن طريق وضع نظام معلوماتي متكامل بمسمى "WIPO CONNECT" لإدارة جماعية فعالة لحقوق المبدعين في المجالات نشاط هذه الجمعيات وأكدت السيدة شيرين جريس علي الدور الذي تلعبه منظمات الإدارة الجماعية في تمكين المبدعين و تنمية الصناعات الإبداعية في مصر.
اقرأ أيضاً220 مشارك.. انطلاق فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر حماية حقوق الملكية الفكرية
مصطفى كامل: أنا رجعي جدا بنتي اتخطبت ونبهت على خطيبها مفيش خروج (فيديو)
مصطفى كامل: أنا رجعي جدا بنتي اتخطبت ونبهت على خطيبها مفيش خروج (فيديو)
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: للملکیة الفکریة
إقرأ أيضاً:
الحياة الفكرية في الحجاز قبل الوهابية.. تصحيح التاريخ وتحدي السرديات التقليدية
الكتاب: الحياة الفكرية في الحجاز قبل الوهابية.. عقائد التصوف في فكر إبراهيم الكوراني (ت. 1101ه/ 1690م)المؤلف: ناصر ضميرية
ترجمة: رائد السمهوري
الناشر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ـ الدوحة 2025
صدر حديثًا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ضمن "سلسلة ترجمان"، كتاب الحياة الفكرية في الحجاز قبل الوهابية ـ عقائد التصوف في فكر إبراهيم الكوراني (ت. 1101ه/ 1690م) Intellectual Life in the Ḥijāz before Wahhabism: Ibrāhīm al-Kūrānī’s Theology of Sufism (d. 1101/1690) لمؤلفه ناصر ضميرية، وترجمة رائد السمهوري، وهو مكوَّن من مقدمة وستة فصول وخاتمة وثلاثة ملاحق، ويلقي الضوء على النشاط العلمي والفكري المتّقد لمنطقة الحجاز في القرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميلادي، والغبن اللاحق بهذه المنطقة نتيجةَ عدم اعتبارها في مصنفات المسلمين ـ بخلاف واقع الحال ـ من المراكز العلمية المرموقة في العالم الإسلامي، متناولًا في جزء كبير من مادة الكتاب بالحديث التفصيلي شخصيةً من أكابر رجال العلم في ذلك القرن، وهو إبراهيم الكوراني.
يقع الكتاب في 392 صفحة، شاملةً ببليوغرافيا وفهرسًا عامًّا.
يتناول الكتاب المشهد الفكري والعلمي في الحجاز قبل ظهور الدعوة الوهابية في القرن الثامن عشر، مسلطًا الضوء على المدارس الفكرية، والتيارات الدينية، والحركة الثقافية في المنطقة. يبرز الكاتب دور الحجاز كمركز علمي إسلامي، حيث اجتذب العلماء وطلاب العلم من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
قامت الحركة الوهابية بتشخيص الحالة الفكرية في الحجاز قبل ظهورها بأنها كانت تعاني من الركود والفساد الديني، ووصفت المجتمع بأنه غارق في البدع والخرافات، مع انتشار التصوف والممارسات الشركية، مثل التوسل بالقبور وزيارة الأولياء. كما رأت أن الفقهاء والعلماء انشغلوا بالمسائل الفقهية الشكلية دون التركيز على التوحيد الخالص، مما أدى إلى انحراف العقيدة الإسلامية، وفق منظورها.ويستعرض الكتاب المؤسسات التعليمية مثل الحلقات العلمية في الحرمين الشريفين، والاتجاهات الفكرية المتنوعة، بما في ذلك الفقهاء والصوفيين وأهل الحديث والمتكلمين. كما يناقش تأثير العثمانيين على الحياة الفكرية، والعلاقة بين الحجاز ومراكز العلم في الشام ومصر والهند.
يؤكد المؤلف أن الحجاز لم يكن في حالة من الجمود الفكري، بل شهد تنوعًا ثقافيًا ونقاشات علمية نشطة قبل ظهور الوهابية، مما يبدد الصورة النمطية التي تروج لفكرة الانحطاط العلمي في تلك الفترة.
صدفةٌ أنتجت علمًا
وحول قصة الكتاب من الأساس، يقول الناشر في تقديمه للكتاب: "كتاب الحياة الفكرية مؤلَّف باللغة الإنجليزية لعربيٍّ هو ناصر ضميرية، عَثَر عليه بالصدفة المترجمُ وصاحب المؤلفات والباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات رائد السمهوري حينما كان يجمع مادة لتحقيق كتاب آخر (هو الاحتراس عن نار النبراس) فاقتناه. ولما قرأه وتعرّف إلى نفاسة مضمونه علم كم كانت الصدفة خيرًا من ميعاد، فعرض على إدارة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات نقله إلى العربية فوافقَتْ. فشرع السمهوري في الترجمة، بمساعدةٍ ومساهمة من أساتذة وزملاء للمؤلف، ومعاهد علمية أيضًا، كمعهد ماكغيل للدراسات الإسلاميةMcGill’s Institute of Islamic Studies، الذي أمضى المؤلف فيه سنتين بمنحةِ زمالة من جامعة مونتريال راجع فيهما المسوّدة الأولى للكتاب وجوَّدها، وكان أستاذه روبرت ويزنوفسكي Wisnovsky Robert خلالهما خيرَ معين له، لتُنجَز هذه الترجمةُ أخيرًا بعد كَبَدٍ عظيم، نظرًا إلى أن معظم مصادر الكتاب كانت مخطوطات غير مطبوعة، ثم ليعرِضَها على ضميرية، الذي أبدى بعض الملاحظات والاقتراحات، وليسلك الكتاب دربه إلى مكتبات القرّاء بترجمة ابتغت الأمانةَ ما استطاعت إلى ذلك سبيلًا".
غبن تاريخي للحجاز
منذ انتقال عاصمة الخلافة إلى الشام ثم العراق، نشأت مراكز علم وفكر في البصرة والكوفة ودمشق وبغداد وأصفهان وشيراز وغيرها. وركّز المصنّفون على ذكرها في الحواضر السياسية المهمة للدول الإسلامية، وأغفلوا التطرق إلى نظيراتها في الحجاز حتى حسب الناس أن مهبط الوحي لم يعُد يُرتحل إليه في طلب العلم، فجاء كتابنا الحياة الفكرية في الحجاز قبل الوهابية ليزيح من حسبانهم هذه الفكرة الخاطئة ويزرع مكانها تاريخًا مغيَّبًا لحركة علمية وفكريّة فيّاضة في حجاز القرن الـ11ه/ 17م (الذي عاشت فيه الشخصية الرئيسة للكتاب إبراهيم بن حسن الكوراني الكردي الشهرزوري).
وهي حركة أثّرت في مواضع كثيرة من العالم الإسلامي قبل انتشار الدعوة الوهّابية، التي وَصَمَت ذلك الزمان بـ "الجاهلية الجهلاء والشرك القميء"، فضلًا عن المستشرقين الذين وصفوه بـ "عصر الانحطاط". فانبرى ناصر ضميرية إلى إخراج هذا السِّفْر الذي ينقض مضمونُه سرديتَي "الانحطاط" و"الجاهلية"، ويغوص في بحر الحياة الفكرية في الحجاز ليُخرج لآلئَها، وكيف ساهمت تحوّلات كبرى في ذلك القرن (تشيُّع إيران، واقتراب السفن البرتغالية من مكة ودخولها تحت حكم العثمانيين، والمعونة المالية الكبيرة من المغول للحجاز ... وغيرها) بجعل الحجاز قبلةَ العلوم وعُقدتَها وسبب انتشارها إلى شتّى أقاليم العالم الإسلامي وعواصم الفكر فيه، بشتى مذاهبه ومدارسه ومسائله الفلسفية والكلامية والعقلية والحكمية، ضمن وعاء من التصوف، مفاجئًا القارئَ بحقيقة أن السينوية والإشراقية كانتا تدرَّسان في مكة والمدينة إلى جانب الحديث والفقه في تلك الحقبة، علاوة على كتب علم الكلام والمنطق والهيئة والفلك والطب والموسيقى، وكل ذلك بالأسانيد المتصلة، وبذكر أسماء عشرات أعلام تلك الحقبة وشيوخها وتلاميذها وكتبها ورسائلها وآثارها.
الكوراني.. جبل علم يشهد لمكانة الحجاز
يستهلك الحديثُ عن عالمٍ كبير من علماء الحجاز حينذاكٍ فصولًا أربعة من فصول الكتاب الستة، في ما يشبه الترجمة الوافية، لاعتباره نموذجًا على الحياة الفكرية في تلك البقاع أولًا، ولإثبات إشكالية الكتاب ثانيًا، المتمثلة بالغبن اللاحق بمنطقة عاش فيها إمامٌ جال بغداد ودمشق والقاهرة ونزل الحرمَين ومات في مكة، علّامة، خاتم في التحقيق، عمدة في الإسناد، عارف بالله، صاحب مؤلفات ثرّة معظمها مخطوط (يُنظر أماكنها في هوامش الكتاب)، صوفيّ نقشبنديّ، محقق، مدقق، أثريّ، تتلمذ على شيوخ كثيرين وتتملذ على يديه كثيرون، صاحب آراء فلسفية وكلامية وصوفية في مسائل كان الجدل بين علماء الحجاز حولها محتدمًا، كمسألة التوحيد، والصفات، والقدر، والعلم الإلهي، وما يتعلق بالماهية، والوجود والعدم، والوحدة والكثرة ... وغيرها.
كلاميٌّ ذو شطحات صوفية منتقَدة
ويخلص المؤلف ضميرية إلى رأي مفاده أن السلك الناظم لفكر الكوراني استوحي من صوفية الفيلسوف محيي الدين بن العربي، الذي اشتطَّ في مسائل في الفصوص والفتوحات فقلّده الكوراني فيها مستجلبًا نقدَ العلماء المسلمين، كادعاء الإيمان لفرعون، وأن النار تفنى، وأفضلية الصالحين والنبي محمد على الكعبة، وأن كلام الله صفة إلهية وكلام صادر عنه في الوقت ذاته، وأخيرًا تأكيد الكوراني في أول رسالة كتبها صحة قصة الغرانيق التي أقحِمَت في الوحي الإلهي ... وغيرها من الشطحات الصوفية.
لماذا كتاب الحياة الفكرية في الحجاز قبل الوهابية؟
كتاب "الحياة الفكرية في الحجاز قبل الوهابية" مهم لعدة أسباب، منها:
ـ تصحيح الصورة التاريخية: يسهم في دحض الفكرة القائلة بأن الحجاز كان يعيش في حالة من الجمود والانحطاط الفكري قبل ظهور الوهابية، ويثبت أن المنطقة كانت تزخر بالحراك العلمي والفكري.
يقدم الكتاب رؤية تاريخية مبنية على المصادر حول الوضع الفكري في الحجاز، مما يساعد في تقييم مزاعم الوهابية حول ضرورة الإصلاح والتجديد في ذلك العصر.ـ إبراز التنوع الفكري: يستعرض التيارات المختلفة في الحجاز، من فقهاء وصوفيين ومحدثين ومتكلمين، مما يعكس غنى الحياة الثقافية والعلمية قبل القرن الثامن عشر.
ـ دور الحجاز كمركز علمي: يوضح كيف كان الحجاز محطة أساسية في العالم الإسلامي لاستقبال العلماء وطلاب العلم، وتأثيره على المراكز الفكرية الأخرى مثل الشام ومصر والهند.
ـ تأثير العثمانيين والعالم الإسلامي: يسلط الضوء على العلاقة بين الحجاز والدولة العثمانية، وكيف أثرت السياسة والسلطة على النشاط الفكري والديني في المنطقة.
ـ نقد الخطاب الوهابي: يقدم الكتاب رؤية تاريخية مبنية على المصادر حول الوضع الفكري في الحجاز، مما يساعد في تقييم مزاعم الوهابية حول ضرورة الإصلاح والتجديد في ذلك العصر.
بالتالي، فإن هذا الكتاب يعد مرجعًا مهمًا لفهم الحراك الثقافي والعلمي في الجزيرة العربية قبل ظهور الحركة الوهابية، ويقدم رؤية متوازنة بعيدًا عن الأحكام المسبقة.
لكن السؤال: هل يتناقض محتوى كتاب "الحياة الفكرية في الحجاز قبل الوهابية"، مع التشخيص الذي كانت الدعوة الوهابية قد قدمته لتلك المرحلة وتقديم نفسها كمشروع إصلاحي؟
قامت الحركة الوهابية بتشخيص الحالة الفكرية في الحجاز قبل ظهورها بأنها كانت تعاني من الركود والفساد الديني، ووصفت المجتمع بأنه غارق في البدع والخرافات، مع انتشار التصوف والممارسات الشركية، مثل التوسل بالقبور وزيارة الأولياء. كما رأت أن الفقهاء والعلماء انشغلوا بالمسائل الفقهية الشكلية دون التركيز على التوحيد الخالص، مما أدى إلى انحراف العقيدة الإسلامية، وفق منظورها.
واعتبرت الوهابية أن هذا التراجع الفكري والديني كان نتيجة التأثيرات الصوفية والأشعرية التي هيمنت على الحياة الفكرية في الحجاز، مما أدى إلى ابتعاد الناس عن العقيدة الصحيحة، وفق تفسير محمد بن عبد الوهاب. لذلك، طرحت الوهابية نفسها كمشروع إصلاحي يسعى إلى تجديد التوحيد ونبذ البدع، من خلال العودة إلى منهج السلف الصالح وتنقية الدين من التأويلات المخالفة لما تعتبره العقيدة الصحيحة.