نيويورك تايمز: حظر الأونروا في غزة والضفة له تداعيات كارثية
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" تحذير مسؤولين في الأمم المتحدة من التداعيات الكارثية لتنفيذ السلطات الإسرائيلية قانون حظر أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة والضفة الغربية، مما قد يؤدي إلى تجميد شبه كامل لعمليات الوكالة في هذه المناطق.
وأوضحت مسؤولة في الأونروا أن الوكالة تنسق مع الجيش الإسرائيلي بشكل يومي، خاصة عند توزيع المساعدات أو نقل موظفيها داخل الأراضي الفلسطينية.
وقال المسؤول الأممي السابق جيمي ماكغولدريك الذي أشرف على العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في غزة والضفة الغربية في حديثه للصحافة "إذا كان الهدف الإسرائيلي هو تعطيل قدرتنا على إنقاذ الأرواح، يجب أن نتساءل عن الدوافع والهدف النهائي من وراء ذلك". وتابع أن عمليات الأونروا في غزة والضفة الغربية تمثل شريان الحياة للملايين من الفلسطينيين الذين يعتمدون على خدماتها الأساسية من تعليم ورعاية صحية ومساعدات غذائية.
وتنفق الأونروا ملايين الدولارات سنويا لتوفير الاحتياجات الأساسية للمجتمعات الفلسطينية في غزة والضفة الغربية. وعند توقف عمل الوكالة، فإن الأزمة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون قد تتفاقم بشكل غير مسبوق، مع خطر حدوث مجاعة في قطاع غزة الذي يعاني من حصار ونقص حاد في الموارد.
إعلانوشهدت العلاقة بين إسرائيل والأونروا توترات مستمرة في الأيام الأخيرة، إذ اتهمت إسرائيل موظفي الوكالة بالتورط في عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية على غلاف غزة، وزعمت أن فصائل المقاومة استخدمت منشآت الوكالة لإيواء المقاومين.
وقد دفعت هذه الاتهامات الكنيست الإسرائيلي إلى تمرير قوانين جديدة تهدف إلى حظر أنشطة الأونروا، ومن المتوقع أن تدخل هذه القوانين حيز التنفيذ قريبا. لكن القوانين الإسرائيلية تظل غامضة حول آلية تطبيق الحظر في المناطق الفلسطينية مثل غزة والضفة الغربية، حيث تشكل الأونروا جزءا أساسيا من البنية التحتية للحياة اليومية.
في المقابل، نفت الأمم المتحدة صحة هذه الادعاءات، مشيرة إلى أن إسرائيل لم تقدم أدلة كافية لدعم اتهاماتها. ورغم تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل لعدم تعطيل دور الأونروا، تبقى المخاوف قائمة من تأثير هذه السياسات على الوضع الإنساني المتدهور، خاصة في ظل تراجع الدعم الدولي للمساعدات الموجهة للفلسطينيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی غزة والضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
وكالات إغاثة تحذر من نتائج كارثية لاستمرار قطع المساعدات عن غزة
تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار إسرائيل لليوم الرابع على التوالي في قطع إمدادات الطعام والوقود والأدوية وغيرها من المساعدات إلى أكثر من مليوني فلسطيني من سكان القطاع، مما وضع المنظمات الإنسانية في حالة استنفار لمحاولة توزيع الإمدادات المتناقصة على الأكثر احتياجا.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن تجميد المساعدات عرّض للخطر التقدم الهش الذي قال عمال الإغاثة إنهم حققوه لمنع المجاعة في الأسابيع الستة الماضية خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
فبعد أكثر من 15 شهرا من الحرب، أصبح سكان غزة يعتمدون بالكامل على المساعدات التي تدخل القطاع، ومعظمهم بلا مأوى بعد تدمير منازلهم، كما يعتبر الوقود ضروريا لتشغيل المستشفيات ومضخات المياه والأفران ووسائل الاتصالات، بالإضافة إلى وسائل النقل وفي مقدمتها الشاحنات التي توصل المساعدات.
تبرر إسرائيل الحصار بالضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه مستعد لزيادة الضغط ولم يستبعد قطع الكهرباء بالكامل عن غزة إذا لم توافق حماس على الرؤية الإسرائيلية لمستقبل وقف إطلاق النار.
ووصفت منظمات حقوقية الإجراءات الإسرائيلية بأنها "سياسة تجويع"، وأكدت شاينا لو مستشارة الاتصالات في المجلس النرويجي للاجئين عدم توفر مخزون كبير من الخيام في غزة يمكن للفلسطينيين الاعتماد عليه خلال توقف المساعدات، وقالت إن المساعدات التي وصلت خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار كانت "بعيدة كل البعد عن تلبية جميع الاحتياجات".
إعلانوأضافت "لو كانت كافية، لما توفي أطفال رضّع بسبب التعرض للبرودة نتيجة غياب المأوى المناسب والملابس الدافئة والمعدات الطبية اللازمة لعلاجهم".
مخزون المساعداتوتحاول فرق الإغاثة الآن تحديد ما تبقى لديهم من إمدادات في غزة، وقال جوناثان كريكس رئيس الاتصالات في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) "نحاول أن نعرف ما لدينا؟ وما هي أفضل طريقة لاستخدام مواردنا؟.. لم نقم بتخزين الإمدادات، لذلك ليس لدينا كمية كبيرة متبقية لتوزيعها".
وحذر كريكس من "نتيجة كارثية" إذا استمر تعليق دخول المساعدات إلى القطاع.
خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، سارعت الوكالات الإنسانية لإدخال الإمدادات وزادت قدراتها بسرعة، وقام عمال الإغاثة بإنشاء المزيد من مطابخ الطعام والمراكز الصحية ونقاط توزيع المياه. ومع دخول مزيد من الوقود تمكنوا من مضاعفة كمية المياه المستخرجة من الآبار، وفقا لما ذكرته وكالة التنسيق الإنسانية التابعة للأمم المتحدة (أوتشا).
وجلبت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية نحو 100 ألف خيمة لتوفير مأوى مؤقت للعائدين إلى مناطقهم المدمرة ، لكن ذلك التقد التقدم اعتمد على استمرار تدفق المساعدات.
وقال كارل بيكر منسق الأزمات الإقليمي في المنظمة الدولية للهجرة إن لدى المنظمة الآن 22500 خيمة في مستودعاتها في الأردن، بعد أن عادت الشاحنات بإمداداتها غير المسلمة بمجرد تعليق دخول المساعدات.
بدوره، أكد بوب كيتشن نائب رئيس قسم الطوارئ والعمل الإنساني في لجنة الإنقاذ الدولية أن المنظمة لديها حاليا 6.7 طن من الأدوية والإمدادات الطبية تنتظر الدخول إلى غزة، وقال "من الضروري الآن استئناف دخول المساعدات فورا. مع الاحتياجات الإنسانية العالية للغاية، هناك حاجة إلى دخول المزيد من المساعدات، وليس تقليلها".
وقالت منظمة الإغاثة الطبية للفلسطينيين إن لديها شاحنات عالقة على الحدود تحمل أدوية، مراتب، وأجهزة مساعدة لذوي الإعاقة، ولا تملك مخزونا يسمح لها بتغطية الاحتياجات لفترة طويلة دون استئناف دخول المساعدات.
إعلان ارتفاع الأسعارورصد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ارتفاع أسعار الخضروات والدقيق بعد إغلاق المعابر أمام شاحنات المساعدات، وقال سيد محمد الديري الذي كان يتجول في سوق مزدحم في غزة فور الإعلان عن الحصار "التجار يذبحوننا، التجار ليسوا رحيمين بنا.. في الصباح كان سعر السكر 5 شيكل، الآن، أصبح السعر 10 شيكل".
وفي دير البلح، انتقل سعر كيلوغرام الدجاج من 21 شيكل إلى 50، وارتفعت أسعار غاز الطهي من 90 شيكل إلى 1480.
ومع تعثر الاتفاق على مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار وتجميد دخول المساعدات، يخشى الفلسطينيون التعرض لحرب جديدة، وقالت عبير عبيد، وهي امرأة فلسطينية من شمال غزة "نحن خائفون من أن يشن نتنياهو أو ترامب حربا أشد قسوة من الحرب السابقة".
وأضافت "المعابر هي الوسيلة التي يحصل الناس من خلالها على أساسيات الحياة، لماذا يغلقونها؟ من أجل تمديد الهدنة يجب أن يجدوا أي حل آخر".