السفيرة المصرية تقدم أوراق اعتمادها إلى رئيس جمهورية الجابون
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
قامت السفيرة ريهام عمار، بتقديم أوراق اعتمادها سفيراً فوق العادة ومفوضاً لجمهورية مصر العربية لدى الجابون إلى العميد أوليجي أنجيما الرئيس الانتقالي لجمهورية الجابون.
اعقب مراسم تقديم أوراق الاعتماد لقاءً ثنائياً للسفيرة المصرية مع الرئيس الجابوني أوليجي أنجيما قدم خلاله الشكر على حفاوة استقباله في القاهرة، مثمناً المحادثات الهامة التي أجراها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ومن جانبها، أعربت السفيرة عن اعتزامها مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وبحث فرص جذب الشركات المصرية للاستثمار في الجابون.
في ذات السياق، قدمت السفيرة ريهام عمار صوراً لأوراق اعتمادها في صباح ذات اليوم
إلى ريجيس أونانجا ندياي وزير الخارجية الجابوني، وتناول اللقاء سبل تعزيز علاقات الصداقة والأخوة بين مصر والجابون، حيث أعربت السفيرة عن تقديرها للجانب الجابوني لتنظيم مراسم تقديم أوراق الاعتماد في اليوم التالي لوصولها، منوهة بما يعكسه ذلك من تقدير القيادة الجابونية لأهمية ومتانة العلاقات مع مصر.
وفي سياق أخر، استقبل د. بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة، يوم الخميس ٢ يناير السيد "جوناثان باول" مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء البريطاني، وذلك للتباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الرؤى بشأن الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن اللقاء تناول مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد الوزير عبد العاطى على أهمية الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية.
أضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد تبادل لوجهات النظر إزاء التطورات المتسارعة في الإقليم، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث استعرض الوزير عبد العاطى الجهود التي تبذلها مصر للتوصل لاتفاق لوقف فورى لإطلاق النار في غزة، مشدداً على ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع ووقف الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين والتى تتنافى مع كافة المواثيق الدولية، مشدداً على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
كما بحث الطرفان التطورات المتلاحقة فى سوريا، حيث استعرض الوزير عبد العاطى محددات الموقف المصرى من التطورات في سوريا، مؤكداً على وقوف مصر بشكل كامل مع الشعب السورى ودعم استقرار الدولة والحفاظ على مؤسساتها الوطنية واحترام وحدة وسلامة أراضيها، مشدداً على ضرورة أن تتسم عملية الانتقال السياسى في سوريا بالشمولية عبر ملكية وطنية سورية دون تدخلات خارجية بما يدعم وحدة واستقرار سوريا بكل مكوناته وأطيافه.
شهد اللقاء نقاشاً حول آخر المستجدات فى السودان، حيث أكد الوزير عبد العاطى على موقف مصر الداعى لوقف إطلاق النار، وضرورة الإسراع بوتيرة نفاذ المساعدات الإنسانية بالسودان، ودعم وتمكين مؤسساتها الوطنية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المجالات السياسية والاقتصادية الرئيس عبد الفتاح السيسي عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية جمهورية مصر العربية رئيس عبد الفتاح السيسى شركات المصرية الشركات المصرية العلاقات الثنائیة الوزیر عبد العاطى
إقرأ أيضاً:
بين النيل والسين.. العلاقات الثقافية المصرية الفرنسية وحوار الحضارات
في مشهد يجسد عمق التاريخ وتبادل الحضارات، اصطحب أمس الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في جولة وسط أزقة خان الخليلي وساحة مسجد الحسين، لم تكن هذه الزيارة مجرد لحظة بروتوكولية، بل رمزية تذكرنا بجذور العلاقة الثقافية الطويلة بين مصر وفرنسا، وتلخص قرونًا من التبادل الثقافي والحضاري بين بلدين جمعت بينهما رغبة عميقة في المعرفة، واختلاف غني فتح أبواب الحوار لا الصدام.
البداية من الحملة… والثقافة من بين الرماد
منذ الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، بدأ فصل جديد من التبادل الثقافي والعلمي بين البلدين، وعلى الرغم من أن الحملة كانت غزوًا عسكريًا، لكنها حملت معها نخبة من العلماء والباحثين، وأدت إلى ميلاد أول مطبعة حديثة في مصر، وإصدار كتاب «وصف مصر» الذي وثق ملامح الحضارة المصرية بكل تفاصيلها، ثم جاءت الحملة الثقافية الأكبر مع بزوغ نجم محمد علي، الذي أرسل البعثات التعليمية إلى فرنسا، لتبدأ نهضة فكرية وعلمية غيّرت وجه مصر الحديث، ومن هناك، جاءت ترجمات الكتب، وولدت مدارس الفنون والآداب، وتشكلت ملامح حركة التنوير المصرية.
محمد علي وفرنسا.. بداية التنوير الحقيقي
بدأ التنوير مع عهد محمد علي باشا، المؤسس الحقيقي لمصر الحديثة، الذي أرسل البعثات العلمية إلى باريس، وأسس أول نواة لمؤسسات التعليم والفكر في مصر، على الطريقة الأوروبية ولكن بروح مصرية، ومن هذه اللحظة، بدأت تتشكل طبقة من المثقفين المصريين الذين يجيدون الفرنسية، ويتواصلون مع الفلسفة، والعلم، والآداب الفرنسية، ثم يعيدون إنتاجها بما يناسب الواقع المصري.
صالونات القاهرة... على خطى باريس
في النصف الأول من القرن العشرين، تشكّلت طبقة ثقافية مصرية متأثرة بباريس: صالونات أدبية، مجلات فكرية، ترجمات لأعمال فولتير وروسو وسارتر، وظهور فنانين وكتّاب مصريين حاوروا هذه الثقافة دون أن يفقدوا مصريتهم، حيث طه حسين درس في السوربون، وتجلّت النزعة العقلانية الفرنسية في مشروعه التنويري، بينما نجيب محفوظ حمل عن نثر الفرنسيين عمق التفاصيل، مع حفاظه على طابع الحارة المصرية.
الفن والعمارة.. لغة أخرى للتواصل
من وسط البلد في القاهرة بتصميمها الأوروبي، إلى مبنى دار الأوبرا الخديوية القديمة التي شُيدت خصيصًا لعرض أوبرا عايدة، ومن مباني الجامعة المصرية الأولى، إلى الطراز المعماري الذي يحمل روح باريس، يتجلى الحضور الفرنسي لا كمستعمر، بل كشريك في بناء الحداثة.
وجها لوجه في العصر الحديث
اليوم، العلاقات الثقافية لا تزال نابضة، حيث معاهد الثقافة الفرنسية في القاهرة والإسكندرية تدرس اللغة الفرنسية لآلاف المصريين، وتدعم المسرح والسينما والفنون البصرية، والمصريون، بدورهم، يشاركون في معارض باريسية ويدرسون في جامعات فرنسية، في علاقة أخذ وعطاء.
وجاءت جولة ماكرون في خان الخليلي، ومروره بجوار المشغولات النحاسية، والعطور الشرقية، والمقاهي الشعبية، تجسيد فعلي لأن الثقافة لا تعترف بالحدود السياسية، بل تتجاوزها إلى مساحة إنسانية أوسع.
نجيب محفوظ.. حاضر في لحظة تاريخية
في لفتة رمزية تعكس عمق البُعد الثقافي للزيارة، اختار الرئيسان عبد الفتاح السيسي وإيمانويل ماكرون أن يتشاركا العشاء في مطعم نجيب محفوظ بخان الخليلي، أحد أشهر معالم الحي العتيق، والمكان الذي يحمل اسم الأديب المصري العظيم صاحب نوبل.
داخل المطعم، الذي يجمع بين الطابع الشرقي الأصيل واللمسة الثقافية الراقية، جلس الرئيسان وسط أجواء تحاكي عبق القاهرة القديمة، وتذكر بزمن نجيب محفوظ الذي كتب عن شوارع الحسين، وأزقة الجمالية، ومقاهي القاهرة التي احتضنت شخصيات رواياته.
هذا العشاء لم يكن مجرد استراحة في جدول زيارة رسمية، بل لحظة حوار حضاري صامت، لقاء في حضرة نجيب محفوظ، الذي طالما كتب عن التلاقي بين الشرق والغرب، عن الإنسان حين يواجه نفسه وسط تحولات العصر، ولو كان بيننا اليوم، لربما كتب قصة جديدة بعنوان: «الرئيس في الحي القديم».