إيكونوميست: أشياء كثيرة يجب على رئيس الصين أن يقلق منها
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
قالت مجلة إيكونوميست البريطانية إن تعثر الاقتصاد الصيني وارتفاع التوترات الاجتماعية، مع استعداد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لدخول البيت الأبيض، سيجعل العام المقبل مليئا بالصعوبات التي يخشاها الرئيس الصيني شي جين بينغ، كما أن السياسة الغامضة في البلاد قد تثير مفاجآت.
وذكّرت المجلة بقول شي جين بينغ -بعد وقت قصير من توليه السلطة عام 2012- لزملائه القادة: "كلما تقدمت قضيتنا، ظهرت مواقف ومشاكل جديدة وواجهنا مزيدا من المخاطر والتحديات والأحداث غير المتوقعة".
وأشارت المجلة البريطانية إلى أن احتمال حدوث اضطرابات ناجمة عن رئاسة ترامب في العلاقة بين البلدين يشكل مصدر قلق كبير وفوري، لأن القرارات التي سيتخذها ترامب وفريقه المتشدد في التعامل مع الصين سوف تؤثر على أمور يعتبرها شي مرتبطة ارتباطا حاسما بقبضة الحزب الشيوعي على السلطة.
تهديداتفقد هدد ترامب بفرض تعرفة جمركية بنسبة 60% على الواردات من الصين، بالإضافة إلى زيادة فورية بنسبة 10% إذا فشلت الصين في الحد من صادرات الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، وهو مادة أفيونية اصطناعية قوية تقتل عشرات الآلاف من الأميركيين سنويا، مما قد يؤدي إلى خفض النمو الاقتصادي في الصين بأكثر من نقطتين مئويتين، حسب بعض المحللين، ولن تكون لدى شي أي حلول سهلة لذلك.
إعلانفقد يستجيب الرئيس الصيني بتعزيز تدابير التحفيز التي بدأ الكشف عنها في سبتمبر/أيلول، ولكنّ حذر المستهلكين والمستثمرين يشير إلى أنه سيكون من الصعب تحقيق التأثير المطلوب، وقد يسمح بانخفاض قيمة اليوان الصيني مقابل الدولار من أجل جعل الصادرات الصينية أرخص والحفاظ على قدرتها التنافسية على الرغم من التعريفات الجمركية الإضافية.
ولكن ذلك من شأنه أن يزيد من استنزاف ثقة المستثمرين -حسب المجلة- ويدفع رأس المال إلى الفرار، وقد يؤدي أيضا إلى تفاقم التوتر مع الشركاء التجاريين الرئيسيين الذين يشعرون بالتوتر من إغراق الصين أسواقهم بالسلع الرخيصة.
وتتوقع المجلة البريطانية أن يكون مصطلح "العمل الاجتماعي" بارزا في خطاب الحزب في عام 2025، ولا يعني ذلك تعزيز العدالة الاجتماعية ولا تقديم الخدمات للأشخاص المحتاجين، بل يعني تعزيز سيطرة الحزب على مستوى القاعدة الشعبية.
الصين أولاوسوف يتركز كثير من الاهتمام -حسب المجلة- على هدف النمو الاقتصادي في 2025، عندما يتم الإعلان عنه في الدورة السنوية للبرلمان الصيني التي تنطلق في الخامس من مارس/آذار، وتشير دعوات المسؤولين الأخيرة إلى بذل جهود "غير عادية" لدعم الاقتصاد إلى أنهم يستعدون لهدف مرتفع، ولتعزيز الثقة قد تكرر الحكومة هدف عام 2024 "حوالي 5% ليكون هدف النمو الاقتصادي".
مع كل هذا الانزعاج الذي يحيط به في الداخل، ربما لا يكون الرئيس شي جين بينغ راغبا في المخاطرة الكبيرة في الخارج، وربما يفضل الوقوف جانبا في الوقت الذي يحاول فيه ترامب تأمين السلام في أوكرانيا، لأن تلك الحرب تعقد علاقات الصين مع أوروبا، ولكنها تساعد الصين من خلال استنزاف الموارد الغربية، حسب رأي إيكونوميست.
وعندما يتولى ترامب السلطة، فإن كيفية التعامل مع أوكرانيا قد تسبب توترا بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة، ونوعا من العداوة تفضله الصين، وسوف يستمر شي في ترهيب تايوان والمطالبين المنافسين بالأراضي في بحر جنوب الصين، مع تجنب الصراع الذي قد يجر الولايات المتحدة إلى المنطقة.
إعلانوكما يرى الرئيس الصيني، فإن المخاطر في الداخل والخارج قد تتشابك بطرق خطيرة، وقد قال عام 2016 لكبار المسؤولين: "إذا لم نتخذ التدابير الوقائية أو نعالجها بشكل صحيح، فسوف تتراكم وتتصاعد وتتطور، من أزمات صغيرة إلى أزمات كبرى، ومن أزمات إقليمية إلى أزمات عالمية، مما يهدد في نهاية المطاف حكم الحزب وأمن الدولة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الرئيس الصيني يؤكد أن الرسوم الجمركية "تضر" بالتجارة الدولية
أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ الأربعاء أن الرسوم الجمركية "تضر" بنظام التجارة العالمي المتعدد الأطراف، لدى استقباله نظيره الأذربيجاني إلهام علييف في بكين، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عنه قوله لعلييف إن الرسوم الجمركية والحروب التجارية "تقوّض الحقوق المشروعة ومصالح جميع البلدان وتضر بنظام التجارة المتعدد الأطراف وتؤثر على النظام الاقتصادي العالمي".
انخرطت بكين وواشنطن في حرب تجارية منذ فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الشهر رسوما جمركية باهظة نسبتها 145 بالمئة على الواردات الصينية.
وردّت الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة 125 بالمئة على المنتجات القادمة من الولايات المتحدة.
حذّرت وزارة التجارة الصينية هذا الأسبوع البلدان الأخرى من السعي للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن "على حساب المصالح الصينية".
وجاء في بيان صدر عن متحدث باسم الوزارة الاثنين أن محاولات "الاسترضاء لن تجلب السلام والتسويات لن تقابل بالاحترام".
وأفاد شي الأربعاء بأنه "على الرغم من الوضع الدولي المتبدل بشكل دائم"، حافظت الصين وأذربيجان على علاقات ودية.
وحضّ وزير الخارجية الصيني وانغ يي في اتصالات هاتفية أجراها مع نظيريه البريطاني والنمساوي قبل يوم، كلا من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على المساعدة في الدفاع عن التجارة المتعددة الأطراف.
بكين تؤكد أن الباب "مفتوح" لمحادثات تجارية مع واشنطنفي سياق متصل، أكدت الصين، الأربعاء، أنها مستعدة للدخول في محادثات تجارية مع واشنطن، بعد يوم على إشارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أنه مستعد لخفض الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها عليها بعد التوصل إلى اتفاق.
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية غوو جياكون في مؤتمر صحافي في بكين إن "الصين أشارت منذ البداية إلى أن أي طرف لن يخرج منتصرا في الحروب التجارية وحروب الرسوم الجمركية"، مضيفا أن "الباب مفتوح على مصراعيه أمام المحادثات".