ويتوزع التعليم في سوريا حاليا إلى مناطق تدرس مناهج النظام المخلوع وأخرى تدرس مناهج قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وثالثة تدرس مناهج المعارضة.

وبعد سيطرة المعارضة على معظم أراضي سوريا تداول السوريون مقترحات بحذف وتعديل بعض الفقرات في المناهج الدراسية الحكومية.

وعلى سبيل المثال، هناك مقترح بتعديل تفسير قوله تعالى "المغضوب عليهم" في كتاب التريبة الإسلامية للصف الأول الابتدائي، بحيث يقصد بها "اليهود والنصارى" بدلا من التفسير الحالي لها والذي يشير إلى "الذين ابتعدوا عن طريق الخير".

وهناك أيضا مقترح بحذف فقرة من كتاب التاريخ للصف الثالث الثانوي تتعلق بقيام إعدام جمال باشا السفاح لـ21 مثقفا وطنيا، بينهم 14 أعدموا في ساحة البرج وسط بيروت والتي تمت تسميتها لاحقا "ساحة الشهداء"، فيما تم إعدام الـ7 المتبقين في ساحة المرجة بدمشق.

وضجت وسائل التواصل بمقترحات التعديل والحذف من المناهج الدراسية مما دفع وزير التربية والتعليم الجديد نذير القادري، لإصدار بيان قال فيه إن تعديل المناهج الدراسية يحتاج للجان اختصاصية.

ووفقا للبيان، ستقتصر التعديلات على حذف المواد والفقرات المتعلقة بالنظام البائد واعتماد علم الثورة السورية بدلا عن العلم السابق، فضلا عن تصحيح بعض المعلومات والتفاسير المغلوطة التي اعتمدتها المناهج السابقة.

إعلان

اهتمام شعبي

ويولي السوريون اهتماما كبيرا بأي تغيير يطرأ على أنظمة حياتهم وعيشهم وكذلك المناهج التربوية التي ستدرس لأبنائهم، وهو ما جعلهم يتفاعلون بقوة مع هذا الموضوع.

ورصدت حلقة الخميس 2/01/2025 من برنامج "شبكات" بعض هذه التفاعلات، حيث كتب شيار خليل: "التعليم المبني على أيديولوجيات متطرفة قد يؤدي إلى إنتاج أفراد يحملون أفكارا تهدد الأمن الإقليمي والدولي".

وأضاف خليل "وبكل تأكيد هي محاولة لتشويه صورة التعليم السوري، فربط التعليم السوري بأجندة متطرفة سيضعف فرص دعم سوريا دوليا في إعادة بناء قطاع التعليم".

كما كتب محمد عبسي: "التغير ليس عشوائيا، علماء تاريخ ودين يلي (الذين) قاموا بالتعديل مو مثل اللجان الوطنية السابقة يلي كانت تخبص (تتلاعب)، والمهم رضى المعلم لو على حساب ديننا وتاريخنا مو مشكلة".

أما صوفي عليان، فكتب: "بكرة طلاب الرسم بكلية الفنون الجميلة بيصير منهاجهم رسم الخط الكوفي وخط الرقعة، وطلاب النحت بيعملوا أواني فخارية، والمعهد العالي للفنون المسرحية بيعملوا عرض عن الشيخ إسبر بدل مسرحيات شكسبير الكافر".

وأخيرا، كتبت يارا: "الدستور يتطلب 3 سنوات، أما المناهج 3 أيام!"، مضيفة: "تعديل المنهاج يتطلب وجود لجان مختصة وتشكيل هذه اللجان يتطلب أشهرا وبحاجة لخبرات أصحاب الكفاءة والاختصاص من المغتربين من أساتذة الجامعات في أميركا وأوروبا القادرين على تقديم إضافات كبيرة".

ولا تكمن المشكلة في المناهج التعليمية بسوريا ولكن في تضرر أو دمار 40% من المدراس بسبب الحرب، فضلا عن وجود أكثر من مليوني طفل خارج مقاعد الدراسة داخل البلاد ونحو مليون آخر في الخارج.

2/1/2025-|آخر تحديث: 2/1/202507:07 م (بتوقيت مكة المكرمة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المناهج الدراسیة

إقرأ أيضاً:

أكراد سوريا يطالبون بدولة ديمقراطية لامركزية تضمن حقوقهم

تبنّت أحزاب كردية، اليوم السبت، رؤية سياسية مشتركة لبناء دولة "ديمقراطية لامركزية" في سوريا، يضمن دستورها حقوق الأكراد ومشاركة المرأة سياسيا وعسكريا، داعية إلى اعتمادها أساسا للحوار مع السلطة الجديدة في دمشق.

وفي ختام مؤتمر عُقد في مدينة القامشلي (شمال شرق) بعنوان "وحدة الموقف والصف الكردي"، تبنّى المجتمعون "صياغة رؤية سياسية كردية مشتركة، تُعبّر عن إرادة جماعية ومشروع واقعي لحل عادل للقضية الكردية في سوريا، كدولة ديمقراطية لامركزية".

وشارك في المؤتمر أكثر من 400 شخصية كردية من سوريا وممثلون لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا في تركيا، وأكراد من إقليم كردستان العراق.

وقال القيادي في المجلس الوطني الكردي محمّد إسماعيل خلال تلاوته البيان الختامي، إن الرؤية تشكّل "وثيقة تأسيسية" في إطار "سوريا موحدة، بهويتها المتعددة القوميات والأديان والثقافات، يضمن دستورها الحقوق القومية للشعب الكردي، ويصون حرية المرأة وحقوقها ويمكّنها من المشاركة الفاعلة بكافة المؤسسات السياسية والاجتماعية والعسكرية".

ودعا البيان إلى اعتماد الرؤية "أساسا للحوار الوطني" بين القوى الكردية ومع الإدارة الجديدة في دمشق، على أن يتم تشكيل وفد للتواصل مع الأطراف المعنية لترجمة مضامين الرؤية.

إعلان

ومنذ الإطاحة بحكم الرئيس المخلوع بشار الاسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، أبدى الأكراد انفتاحا تجاه الإدارة الانتقالية التي أكدت بدورها رفض أي محاولات تقسيم أو انفصال، في إشارة إلى طموحات الأكراد بتكريس الحكم الذاتي الذي أقاموه بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011.

ووقّع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، اتفاقا في 11 مارس/آذار، قضى "بدمج" كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية.

ورغم الاتفاق مع الشرع، والذي يُفترض استكمال تطبيق بنوده بحلول نهاية العام، فإن الإدارة الذاتية وجهت انتقادات حادة إلى الإعلان الدستوري، الذي منح وفق خبراء، سلطات مطلقة للرئيس الشرع في إدارة المرحلة الانتقالية، المحددة بـ5 سنوات.

كما اعترضت الإدارة الذاتية على الحكومة التي شكلها، وقالت إنها لن تكون معنية بتنفيذ قراراتها، باعتبار أنها "لا تعبر عن التنوع" في سوريا.

وفي كلمة ألقاها خلال الافتتاح السبت، أكد مظلوم عبدي أن "المؤتمر لا يهدف، كما يقول البعض، إلى التقسيم، لا بل على العكس تماما، (يُعقد) من أجل وحدة سوريا".

وشدد، في الوقت نفسه، على حاجة البلاد إلى "دستور جديد لامركزي"، مضيفا "نحن مع أن تأخذ كل المكونات السورية حقها في الدستور لنستطيع بناء سوريا ديمقراطية لامركزية".

مقالات مشابهة

  • الإدارة المحلية تنظم ورشة عمل حول الهيكلية الإدارية الجديدة
  • أحمد الشرع يحذر قسد: “نرفض الإدارة الذاتية في سوريا”
  • 3 نقاط تثير مخاوف دمشق وأنقرة من تحركات أكراد سوريا
  • وفد سوري كندي يبحث مع وزير التعليم العالي إقامة مشاريع تعليمية وأكاديمية
  • «التعليم»: انتهاء وضع أسئلة امتحانات الثانوية العامة 2025 بكافة المواد الدراسية للنظامين
  • «التعليم» تقرر عقد امتحان مادة التربية الرياضية الترم الثاني لجميع الصفوف الدراسية
  • رئيس مجلس النواب يحيل مشروع تعديل قانون الجامعات الخاصة والأهلية للجنة التعليم
  • سوريا تعلن انفتاحها على التطبيع وتستعيد مقعدها في الأمم المتحدة
  • توصيات بإدراج "الفنون المسرحية" ضمن المناهج الدراسية في ختام مهرجان المسرح المدرسي العاشر
  • أكراد سوريا يطالبون بدولة ديمقراطية لامركزية تضمن حقوقهم