منتخبنا الوطني في خليجي 26 .. إنجاز تاريخي وأداء مشرف يعزز الأمل بمستقبل واعد
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
خالد الصايدي
دخل منتخبنا الوطني بطولة خليجي 26 في الكويت وسط توقعات منخفضة بتحقيق نتائج ايجابية، بسبب وقوعه في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات العراق والسعودية والبحرين، وجميعها منتخبات قوية لاتزال تنافس على حلم التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026م، إلا أن منتخبنا بقيادة المدرب الجزائري نور الدين ولد علي، استطاع أن يفاجئ الجميع بأداء قتالي وروح عالية جعلته يلقى إشادة واسعة من النقاد والمحللين الرياضيين في مختلف القنوات الرياضية.
كما اثبت منتخبنا في خليجي الكويت أنه يمتلك القدرات التي تؤهله للمنافسة والظهور المشرف، متمكنا من كتابة اسمه في سجلات البطولات الخليجية عبر فوزه التاريخي على البحرين وتحقيق اول فوز وثلاث نقاط وذلك بعد 11 مشاركة في البطولات الخليجية.
هدف بشق الأنفس
استهل منتخبنا مشواره بمواجهة قوية أمام المنتخب العراقي، بطل النسخة السابقة في مباراة أثبت فيها لاعبونا أن الطموح يمكن أن يكون سلاحًا قويًا أمام الخصوم ذوي الإمكانيات الكبيرة.
منذ الدقيقة الأولى بدا واضحًا أن المدرب نور الدين ولد علي اعتمد على نهج دفاعي بحت، حيث أغلق كل المنافذ المؤدية إلى مرمى الحارس محمد أمان.
المحاولات المتكررة من العراقيين لاختراق الدفاع اليمني المنيع، لاقت صلابة الرباعي الدفاعي (حمزة الريمي، هارون الزبيدي، رضوان الحبيشي، ورامي الوسماني) ومن أمامهم خط الوسط بقيادة عمر جولان وأسامة عنبر وحالت دون تحقيق العراقيين ذلك. وحتى عندما نجح العراقيون في خلق فرص خطيرة، كان الحارس محمد أمان في الموعد بتصدياته.
منتخبنا حقق فوزه الأول بعد 33 مباراة خاضها في بطولات كأس الخليج
وباعتماد المنتخب العراقي على الكرات الطويلة إلى داخل الصندوق، والتي كانت نقطة ضعف منتخبنا، استطاع المهاجم أيمن حسين من تسجيل هدف المباراة الوخيد في الدقيقة 65.
ورغم محاولات منتخبنا في الدقائق الأخيرة لتعديل النتيجة، لم ينجح الفريق في ذلك، لتنتهي المباراة بخسارة مشرفة أدت إلى إشادة النقاد بالأداء اليمني.
السعودية تتجاوز منتخبنا بصعوبة
في الجولة الثانية، دخل منتخبنا مواجهة ملحمية أمام المنتخب السعودي، إحد المنتخبات المرشحة للفوز باللقب، واستطاع أن يقدم شوطًا أولًا تاريخيًا سيظل في ذاكرة الكرة اليمنية لسنوات طويلة.
بدأ منتخبنا المباراة بأسلوب هجومي جريء، ونجح في مباغتة السعوديين بهدف مبكر سجله المدافع هارون الزبيدي من رأسية رائعة بعد تحضير مميز من ناصر محمدوه، ولم تمضِ دقائق قليلة حتى أضاف عبدالمجيد صبارة الهدف الثاني، مستغلًا خطأ دفاعيًا سعوديًا، ليضع منتخبنا في المقدمة بهدفين مقابل لا شيء وسط دهشة الجماهير والمحللين.
ونظرا لقلة الخبرة لدى لاعبي منتخبنا في التعامل مع المباراة والمحافظة على التقدم، استطاع المنتخب السعودي العودة إلى المباراة، مستغلًا أخطاء دفاعية فردية لمنتخبنا، فسجل محمد كنو الهدف الأول للسعودية من كرة رأسية، ثم جاء التعادل من ركلة جزاء نفذها مصعب الجوير، قبل أن يضيف عبدالله الحمدان هدف الفوز في الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع ورغم الخسارة الاوان منتخبنا قدم أداءً بطوليًا، خاصة في الشوط الأول، مما جعل هذه المباراة توصف بأنها واحدة من أجمل مباريات البطولة وأكثرها إثارة.
فوز أول للتاريخ
المباراة الأخيرة في دور المجموعات جمعت منتخبنا بالمنتخب البحريني، وكانت هذه المواجهة فرصة ذهبية لكتابة التاريخ، وهو ما تحقق بالفعل.
دخل منتخبنا المباراة بحذر واضح، حيث اعتمد في البداية على تأمين المناطق الخلفية واللعب على الهجمات المرتدة.
وفي الدقيقة 41، تمكن ناصر محمدوه من استغلال خطأ دفاعي بحريني ليحول كرة عرضية داخل منطقة الجزاء إلى هدف أول لصالح منتخبنا، لم يستطع لاعبو منتخبنا المحافظة عليه، حيث نجح البحرينيون من إدراك هدف التعادل بعد مضي دقائق قليلة من الشوط الثاني عن طريق محمد الرميحي.
الطرد الذي تعرض له لاعب البحرين السيد مهدي الباقر منح منتخبنا الأفضلية، واستغل هارون الزبيدي ذلك ليسجل هدف الفوز في الدقيقة 86، ليمنح اليمن أول فوز في تاريخ مشاركاته في دورات الخليج.
مشاركة تمنح الامل
وبفوزه على البحرين حقق منتخبنا الوطني إنجازًا تاريخيًا في خليجي ،26 وذلك بتحقيقه الفوز الأول في تاريخ مشاركاته بالبطولة، منهيا سلسلة طويلة من الإحصائيات السلبية التي امتدت لعشر نسخ دون أي انتصار. فقد لعب المنتخب قبل هذه البطولة 33 مباراة، تعادل في 6 منها وخسر 27، وسجل 12 هدفًا مقابل 84 هدفًا استقبلتها شباكه.
هذا الانتصار لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل اعتبرته الجماهير الرياضية خطوة رمزية أعادت الأمل بالمنتخب، وأكدت القدرة على تحقيق نتائج إيجابية. وإلى جانب هذا الفوز احتل منتخبنا المركز الثالث في مجموعته والمركز الخامس في الترتيب العام للبطولة، متفوقًا على منتخبات الإمارات وقطر والعراق.
إشادات واسعة
ولاقى الأداء المميز للمنتخب إشادة كبيرة من النقاد والمحللين الرياضيين، الذين اعتبروا مشاركة منتخبنا هذه هي الأفضل في تاريخ مشاركاته بالبطولة الممتدة لأكثر من عقدين، لافتين الى أن المنتخب قدّم مستوى مختلفًا تمامًا عن النسخ السابقة، سواء على صعيد الأداء أو النتائج، ليؤكد تطوره الواضح وقدرته على مقارعة المنتخبات الخليجية الكبرى.
محللون وإعلاميون : المنتخب اليمني ضرب اروع مثال في الطموح وفوزه على البحرين كان بجدارة واستحقاق
وتحدث الإعلامي خالد جاسم مذيع برنامج المجلس بقناة الكأس الرياضية عن منتخبنا الوطني بأنه وبأقل الإمكانيات ضرب أروع مثال في الطموح، وأن فوزه على المنتخب البحريني ليس صدفة بل حققه عن جدارة واستحقاق وذلك بالنظر إلى نتيجة المباراتين أمام العراق والسعودية.
أمان.. أسد عرين المنتخب
وتألق حارس منتخبنا الوطني محمد أمان، بشكل لافت في البطولة، حيث كان حائط الصد الأول وسدًا منيعًا أمام هجمات الخصوم، ونجح في التصدي لعدد من الكرات الخطيرة التي كادت أن تهز شباك المنتخب في المباريات الثلاث.
ورغم الضغط الهجومي المتواصل الذي تعرض له مرمى المنتخب، أظهر أمان قدرة فائقة رغم خبرته القليلة وكان لتصدياته الحاسمة وقراءته الممتازة للعب سببا في جعله أحد أبرز نجوم المنتخب في البطولة، وأحد الأسباب الرئيسية للنتائج الإيجابية التي حققها المنتخب.
الأهم.. الاستمرارية
الأداء الإيجابي الذي قدمه منتخبنا الوطني في خليجي 26 يمثل نقطة انطلاق تستدعي البناء عليها لضمان استمرارية هذا التطور، حيث يحتاج المنتخب إلى الكثير من الدعم اللازم، مع توفير بيئة مشجعة تمنحه الثقة للاستمرار في تقديم الأداء المميز.
ومع اقتراب الدور النهائي لتصفيات كأس آسيا في شهر مارس المقبل، حيث تنتظر المنتخب مواجهات قوية في مجموعته التي تضم لبنان وبروناي وبوتان، يصبح من الضروري الاستعداد الجاد والمبكر لهذه المرحلة المهمة، فالمحافظة على المستوى التصاعدي الذي أظهره المنتخب في البطولة الخليجية يحتاج إلى معسكرات تدريبية مكثفة، ومباريات ودية قوية، ودعم معنوي يرفع من جاهزية اللاعبين ويعزز ثقتهم بقدرتهم على تحقيق نتائج إيجابية تسعد الجماهير اليمنية.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي منتخبنا الوطنی منتخبنا فی فی خلیجی
إقرأ أيضاً:
رشيد جابر: هدفنا إسعاد الجماهير وأن تتكلل جهودنا بالتتويج
صرح رشيد بن جابر اليافعي مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم: إن التحضيرات للمباراة النهائية كانت استشفائية بعد الضغط البدني الذي عشناه أسوة بالمنتخبات بتوالي مباريات البطولة، مؤكدا في حديثه خلال المؤتمر الصحفي الذي يسبق مواجهة منتخبنا مع المنتخب البحريني والذي عقد ظهر اليوم بفندق كراون بلازا- جاء فيه: إن إعداد الفريق بصورة عامة جاء جيدا، مبينا أن منتخبنا سيخوض لقاء صعبا أمام منافس قوي لديه عناصر جيدة، والمباراة بحاجة إلى مجهود وتركيز، مشيرا إلى أن هدفنا كان وجودنا في النهائي ونجحنا في تحقيق ذلك، وبعض التفاصيل هي من ستحسم اللقاء.
وأكد مدرب منتخبنا أن هدفنا هو إسعاد الجماهير من خلال هذه البطولة، ونسعى لأن تتكلل هذه الجهود بحصد اللقب.
أما فيما يخص الإصابات وتأثيرها على الفريق، فقال: نلعب كمجموعة واحدة ونثق في جميع العناصر الموجودة في قائمة المنتخب سواء التي تلعب بصفة أساسية أم احتياطية، مشيرا إلى أن جميعهم يؤدي دوره في الملعب بشكل جيد، وبالفعل هناك تأثير عند خسارة لاعب جيد لكن دائما ما نقول إن كل لاعب يكمل الآخر وسنسعى للظهور بصورة جيدة خلال المباراة النهائية .
وأشاد اليافعي بالمستوى الذي يقدمه المنتخب البحريني في مباريات البطولة، مبينا أنه يمتلك عناصر جيدة وفي النهاية نتيجة المباراة تعتمد على طرق اللعب الذي ينتهجه مدربا الفريقين، وكذلك على التفاصيل والقراءة الفنية للمباراة من قبلهما، وأكد أن قوة المنتخب البحريني تكمن في منظومة اللعب التي يلعب بها، وهو فريق جيد يلعب بصورة جيدة، والفريقان يعرفان بعضهما جيدا.
وفي سؤال له هل المدرب الخليجي مدرب طوارئ، قال: إن هذا مصطلح خاطئ ووجوده على رأس المنتخب يعتمد على قناعات الجهات المسؤولة بالمدرب، كما أن المدرب ذاته هو من يحدد فترة بقائه، أما المدرب المؤقت فيأتي للعب بعض المباريات القليلة ويذهب، وهناك أيضا قناعات لبعض المنتخبات حول اختيار مدرب أجنبي للمنتخب بدلا من المدرب الوطني، ونأمل بأن يأخذ المدرب الوطني فرصته ويقود المنتخبات خلال الفترة المقبلة وتكون لدى الجهات المسؤولة في تعيين المدربين بالمنتخبات الخليجية الثقة في المدرب الوطني.
وأوضح اليافعي أن المباريات الماضية التي تفوق فيها منتخبنا على المنتخب البحريني في بطولات الخليج تبقى للتاريخ، والتاريخ بالفعل يساعد لكنه لن يضيف شيئا في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن الأداء الجيد هو من سيحدد الفائز، كما أننا سنلاقي البحرين في النهائي لأول مرة وبالتالي الوضع مختلف تماما.
وختم حديثه: في المباراة الماضية لم نجرِ تغييرا بعد حالة الطرد التي تعرض لها المنذر العلوي؛ لأن اللاعبين كانوا حاضرين بقوة وقدموا مستويات جيدة، كما أننا غيرنا أدوار بعض اللاعبين، وهذا سبب عدم الاستعانة بدكة البدلاء.
من جانبه أكد محمد المسلمي قائد منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم أن دولة الكويت هي فأل خير على المنتخب العماني، وسنواجه خصما قدم أداء جيدا في البطولة، والفريق الذي سيمتلك أقل الأخطاء هو الأوفر حظا لكسب اللقاء، مشيرا إلى أن لاعبي منتخبنا يعلمون جيدا صعوبة المباراة وهم جاهزون لتقديم أقصى ما لديهم خلال هذا اللقاء، والمنتخب مزيج من لاعبي الشباب والخبرة وهذا أمر جيد، وتتعاقب الأجيال ويبقى الهدف واحدا، كما أننا نحترم المنتخب البحريني لكننا سنضاعف جهودنا لتحقيق لقب البطولة.
وتابع: من المؤكد أن أغلب اللاعبين لعبوا في نهائي البطولة الماضية أمام العراق في البصرة، وسندعم اللاعبين الشباب ونشحذ من هممهم لتحقيق هذا اللقب، مشيرا إلى أن هذا الجيل بحاجة للفوز ببطولة، ويستحقون ذلك عطفا على أدائهم الجيد خلال الفترة الماضية، مؤكدا أن منتخبنا قادر على حسم اللقاء والتتويج بالكأس.