تحذير إسرائيلي من استمرار العيش في نموذج الفيلّا في الغابة
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
في الوقت الذي يواصل فيه قادة الاحتلال الزعم المتكرر بأنهم "غيّروا" الشرق الأوسط، لكن القناعة السائدة في أوساطهم، وبعيدا عن هذه المفردات الشعبوية، أن هناك ضرورة، من أجل النظر إلى التغييرات الحاصلة في المنطقة ضمن سياق يحمل في طياته فرصا للاحتلال، لكنه في الوقت ذاته يحمل العديد من المخاطر، مما يستدعي مزيدا من اليقظة والحذر بعيدا عن الشعور بالزهوّ المضلل.
مائير بن شاحار، المحاضر الجامعي في الجامعة المفتوحة، أكد أنه "في بداية 2011، اندلع الربيع العربي في تونس، ووصل سوريا بعد ثلاثة أشهر، مرورا بمصر واليمن وليبيا، ومنذ ذلك الحين، تغيرت حدة الثورات، لكنها ظلت على حالها، ومؤخراً، أدرك الثوار السوريون نقاط ضعف نظام الأسد، أسفرت في النهاية عن انهياره المفاجئ، مما قد يفسر مخاوف الاحتلال بأن نجاح الثورة السورية قد يشجّع القوى المضطهدة في دول عربية أخرى، لاسيما المحيطة بالاحتلال مثل مصر والأردن".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "الإسرائيليين يتذكرون جيدا أن العناصر التي شاركت في الربيع العربي ذات خصائص غربية، لكن هناك في الوقت ذاته قوى إسلامية تابعة للإخوان المسلمين، وفي حال اتبعت الأردن ومصر بالفعل المسار الذي رسمته الثورة السورية، وأكملتا دورة الربيع العربي، فسوف تحلّ حلقة الخنق السنّية حول إسرائيل محلّ حلقة النار الشيعية، وغني عن القول أن حماس، وهي الابنة الشرعية للإخوان المسلمين، ستجد أن من الأسهل والأكثر رغبة لها هو الانخراط في استكمال هذه الحلقة، وهذا خبر سيء للاحتلال".
وأشار أن "السياق الثاني لما حصل في سوريا هو خشية إسرائيل من تأثيره على تغيير الأنظمة في الشرق الأوسط في غضون سنوات قليلة قادمة، مما يجعل دورة التاريخ تعيد نفسها من جديد، كما حصل قبل أكثر من نصف قرن من الزمن، حين نجحت ثورة الضباط الأحرار المصرية 1952، وتولّي جمال عبد الناصر للسلطة، وتسببه بإدخال الشرق الأوسط في سباق تسلّح، وأنشأ المحور العربي ضد إسرائيل، وحاول ملك الأردن الملك عبد الله الجدّ إجراء محادثات متقدمة لتحقيق السلام مع إسرائيل، حتى اغتاله شاب فلسطيني في المسجد الأقصى في 1951، حتى جلب حفيده الملك الحسين السلام معها متأخراً أكثر من أربعين عاماً".
وزعم أن "نجاح الاحتلال في هذه السنة بتوجيه ضربات إلى حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، والأسد في سوريا، لا يعني صعود أنظمة مؤيدة للاحتلال، على العكس من ذلك، فعندما تتزايد الصعوبات الداخلية والخارجية، فإن الأمر الضروري هو تعزيز الوحدة الوطنية والقومية، كما فعل عبد الناصر، والإشارة للعدو المشترك وهو الكيان الصهيوني".
وأوضح أن دولة الاحتلال "في عقودها الأولى تم اعتبارها فيلّا في الغابة، رغم أنها بدأت كخيمة في صحراء قاسية ومعادية، لكنها سرعان ما تحولت فيلّا، محاطة بأسوار طويلة، وخلال هذه الفترة فضّلت الاستيلاء على الأراضي العربية بديلا عن عقد السلام مع جيرانها العرب، ولكن بمرور الوقت تبين لها أن تكاليف صيانة الفيلّا مرتفعة للغاية، لأنه شمل تخصيص حصة ضخمة من الميزانية للحفاظ على جيش كبير تصل 30 بالمئة من ميزانية الدولة، كما عاش الإسرائيليون في مجتمع معبّأ عسكرياً في كل شيء".
وأكد أنه "عندما وصل الليكود إلى السلطة أواخر السبعينات، تخلى الاحتلال عن مفهوم الفيلّا وانتقل للحديث عن شقة في منزل مشترك مع باقي الجيران العرب، عقب اتفاق كامب ديفيد مع مصر، ثم مع الأردن، والفلسطينيون، والتطبيع مع عدد من الدول العربية، وأُعطي المتدينون إعفاء شاملا وسريعا من الخدمة العسكرية، وبدأ باقي الإسرائيليين يتمتعون بالاستثمارات في الأردن والإمارات، كما عقدنا اتفاقيات وتحالفات مع السلطة الفلسطينية والأردن ومصر وغيرها".
واستدرك بالقول أن "هجوم حماس في السابع من أكتوبر أعاد الاسرائيليين إلى عامي 1855 و1988، وباتوا يشككون في تجربة العيش مع الجيران العرب، بزعم أن بعضهم تسبّب في انهيار أرضية الشقة المشتركة، رغم أن التحليل التاريخي يجبر الاسرائيليين على التفكير مليًا في أهمية الإصرار على التطبيع معهم، في ضوء السوابق العنيفة التي تم تقديمها، لأن إعادة إنشاء الفيلّا في الغابة تتطلب عودة المجتمع الإسرائيلي بأكمله ليصبح معبّأً من جديد، ولن يكون مسموحا لأي يهودي بالتهرب من التعبئة الكاملة".
وزعم أن "هناك من الجيران العرب لا زال مهتماً بصيانة المنزل المشترك رغم هجوم حماس الأخير، وبعضهم أثرياء جدًا، ومستعدون لاستثمار أموال كثيرة في المبنى، لاسيما السعودية والأردن ودول الخليج، المهتمة بإنشاء محور معتدل، وعلى استعداد لدفع الرسوم الأساسية للاحتلال، بما فيها تأجيل إقامة الدولة الفلسطينية مستقبلاً، مع التحذير على أنه في غياب هذا التوجه، فسيجد الإسرائيليون أنفسهم يواصلون دفع أثمان باهظة، مقابل عيشهم في فيلا وسط غابة معادية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال سوريا غزة سوريا غزة الاحتلال الجولان صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الفیل ا
إقرأ أيضاً:
حماس: تهديدات ترامب “تشجع” إسرائيل على عدم تنفيذ بنود اتفاق الهدنة
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم في بيان الخميس، إن تهديدات الرئيس الأمريكي “تشجع” إسرائيل على “عدم تنفيذ بنود” اتفاق الهدنة في غزة، بعدما توعد دونالد ترامب سكان القطاع بـ”الموت” في حال عدم إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين فيه حالا.
وأضاف في تصريح صحافي أن هذه التهديدات “تعقد المسائل (المتعلقة) باتفاق وقف إطلاق النار وتشجع الاحتلال على عدم تنفيذ بنوده”.
وأضاف: “هناك اتفاق تم توقيعه، وكانت واشنطن وسيطة فيه، ويتضمن إطلاق سراح كل الأسرى على ثلاث مراحل، وحماس نفذت ما عليها بالمرحلة الأولى، بينما تتهرب إسرائيل من المرحلة الثانية”.
وأكد قاسم أن “ترامب إذا كان معنيا بالإفراج عن أسرى الاحتلال، فعليه الضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لبدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة”.
وقال: “مطلوب من الإدارة الأمريكية الضغط على الاحتلال للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، حسب ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار”.
وحذر قاسم من أن “يستغل الاحتلال الإسرائيلي تصريحات ترامب لتصعيد حصار غزة وتشديد سياسة تجويع سكانها”.
وكان الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، أعلن اليوم أن “تهديد ترامب المتكرر ضد شعبنا يشكل دعما لنتنياهو للتنصل من الاتفاق وتشديد الحصار والتجويع بحق شعبنا”.
وقال القانوع إن “المسار الأمثل لتحرير باقي الأسرى الإسرائيليين هو دخول الاحتلال لمفاوضات المرحلة الثانية وإلزامه بالاتفاق الموقع برعاية الوسطاء”.
(أ ف ب)