بوابة الوفد:
2025-04-24@13:15:42 GMT

ما هو سبب اندلاع الحرب في سوريا؟

تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT

 

اندلعت الحرب في سوريا نتيجة تداخل معقد للأسباب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي تفاعلت على مدار عقود قبل أن تنفجر في عام 2011. هذا الصراع الذي تحول لاحقاً إلى أزمة عالمية ذات أبعاد إنسانية وسياسية خطيرة، لا يمكن اختزاله في سبب واحد، بل هو نتيجة تضافر عوامل متعددة، في هذا المقال بعض الأخبار السياسية عن سوريا.

جذور الأزمة السياسية

لطالما كانت سوريا بلداً يعيش في ظل نظام سياسي مستقر، لكنه يعاني من انغلاق سياسي وقمع للحريات. سيطرة حزب البعث على السلطة منذ عام 1963 أوجدت نظاماً تسلطياً ركز السلطة في يد القيادة، مما أوجد فجوة بين الشعب ومؤسسات الدولة. غياب الحوار السياسي وتهميش المعارضة خلق شعوراً متراكماً بالإحباط لدى العديد من السوريين.

التأثير الاقتصادي والاجتماعي

شهدت سوريا في السنوات التي سبقت الحرب تحديات اقتصادية كبيرة، كان من أبرزها الجفاف الذي ضرب البلاد بين عامي 2006 و2010، مما أدى إلى تدهور القطاع الزراعي، وهو مصدر رزق أساسي لشريحة واسعة من السكان. هذا الجفاف أجبر مئات الآلاف من المزارعين على النزوح إلى المدن، مما زاد من الضغوط على البنية التحتية وأوجد شعوراً بالتهميش والفقر.

إضافة إلى ذلك، أدت السياسات الاقتصادية إلى زيادة الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، حيث اتسمت العقود الأخيرة بخصخصة القطاعات العامة والتركيز على المصالح الخاصة للنخب، مما عزز الشعور بعدم المساواة وأضعف الروابط الاجتماعية.

التأثير الإقليمي والدولي

لم يكن الوضع السوري معزولاً عن سياق إقليمي متوتر. تأثرت سوريا برياح التغيير التي اجتاحت العالم العربي في عام 2011، والمعروفة بـ "الربيع العربي". المظاهرات التي بدأت في تونس ومصر وليبيا ألهمت شريحة واسعة من السوريين للتظاهر سلمياً، مطالبين بالإصلاحات السياسية والاقتصادية.

لكن التدخلات الخارجية، سواء من قبل دول إقليمية أو قوى عالمية، ساهمت في تصعيد الأوضاع إلى نزاع مسلح. الدعم العسكري والمالي للأطراف المختلفة أدى إلى تعقيد النزاع، وتحويله إلى ساحة صراع دولية.

الشرارة الأولى

اندلعت الاحتجاجات في مدينة درعا في مارس 2011 بعد اعتقال أطفال كتبوا شعارات مناهضة للنظام على الجدران. كانت هذه الحادثة بمثابة الشرارة التي فجرت الاحتقان الشعبي. الرد الأمني العنيف من قبل السلطات أدى إلى تصاعد المظاهرات، وتحولت سريعاً من مطالب إصلاحية إلى دعوات لإسقاط النظام.

هل كان بالإمكان تفادي الحرب؟

يرى الكثيرون أن الخيارات السياسية التي اتخذتها الأطراف المعنية ساهمت في تأجيج النزاع بدلاً من حله. غياب الحوار الفعلي بين النظام والمعارضة، واعتماد العنف كوسيلة للتعامل مع الاحتجاجات، ساهم في تعميق الانقسامات. وفي ظل هذا الوضع، تدخلت قوى إقليمية ودولية بمصالح متضاربة، مما حول الأزمة إلى حرب شاملة.

 

الدور الإعلامي وتأجيج الصراع

لعب الإعلام دوراً بارزاً في تطور الأزمة السورية وتحولها إلى نزاع مستمر. فقد أسهمت وسائل الإعلام المحلية والدولية في تسليط الضوء على الأحداث، لكنها في كثير من الأحيان انحازت لروايات معينة، مما ساهم في تأجيج الخلافات وتعميق الانقسام بين الأطراف المختلفة.

وسائل الإعلام المعارضة ركزت على انتهاكات النظام وممارساته القمعية، بينما ركز الإعلام المؤيد للنظام على خطر الجماعات المسلحة والإرهابية التي نشأت في خضم الصراع. هذا التباين في الروايات ساهم في خلق صورة مشوشة للوضع في سوريا، وأدى إلى تضليل الرأي العام العالمي. في الوقت نفسه، استُخدم الإعلام كأداة لحشد الدعم الدولي والإقليمي لطرفي النزاع، مما حول الأزمة إلى حرب إعلامية موازية على أرض الواقع.

ختاماً

اندلاع الحرب في سوريا هو نتاج تفاعل معقد بين العوامل الداخلية والخارجية. هي أزمة كشفت عن ضعف الأنظمة السياسية والاقتصادية في مواجهة مطالب الشعب، وعمّقتها التدخلات الخارجية التي وضعت المصالح الجيوسياسية فوق مصلحة الشعب السوري. اليوم، تبقى سوريا نموذجاً مؤلماً لنتائج غياب الحلول السياسية والاستجابة الفاعلة لمطالب الشعوب.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سوريا

إقرأ أيضاً:

كيف نعيد توجيه أدوات الإعلام الجديد بعد ثلاث سنوات من حرب عبثية للمساهمة في وقفها واستعادة المسار المدني الديمقراطي؟

 

كيف نعيد توجيه أدوات الإعلام الجديد بعد ثلاث سنوات من حرب عبثية للمساهمة في وقفها واستعادة المسار المدني الديمقراطي؟

فتح الرحمن حمودة
الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠٣٥

رغم أنني لا أكتب كثيرا في مقالات الرأي لأسباب يعرفها بعض الزملاء المقربين في مجال الإعلام ومنهم أستاذي وصديقي مقداد خالد الذي عملت معه في إحدى المؤسسات الصحفية حينها قال لي: «دعك من مقالات الرأي وركز على صناعة التقارير » وقد توقفت فعلا عن كتابة المقالات لبعض الوقت و لكن شرارة العودة جاءت اليوم و أنا استحضر في أحد المواكب الرفضة لانقلاب 25 أكتوبر حين قامت إحدى منصات التواصل الاجتماعي بحذف خاصية نشر الصور والفيديوهات من حسابي والسبب كما أخبروني لاحقا عبر البريد الإلكتروني هو أنني أنشر «محتوى غير حقيقي».

 

هذا «المحتوى»كان ببساطة يوثق استخدام السلطات للغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين السلميين فأعادوا الخاصية لاحقا بعد أن أدركت أن الحذف لم يكن إلا نتيجة لتقارير قدمت من مؤسسة وسيطة تعمل على «التحقق من المعلومات » لصالح تلك المنصة مؤسسة كما أكد بعض الزملاء المتخصصين كانت تتلقى تمويلا من أنظمة ديكتاتورية في شمال إفريقيا وتعمل على طمس الحقائق كان هذا الحدث دافعا إضافيا لأتأمل في تأثير الإعلام الجديد الذي عدت للمواصلة في دراسته قبل فترة وجيزة هذا التأثير خصوصا في الدول النامية ذات الأنظمة القمعية هذه التجربة أعادتني إلى واحدة من أولى دراساتي التي أجريتها بين «2020 و2021» و التي كانت بعنوان «دور الإعلام الجديد في الانتقال الديمقراطي في السودان»آنذاك كنت أستشهد بدور هذه أدواته في ثورات الربيع العربي والثورة السودانية رغم التحديات التي واجهتني في بداية إعداد الورقة لم يكن واضحا لي وقتها ولا يزال هو أن تقنيات الاتصال الحديثة لم تعد حكرا على «العالم الأول» بل اخترقت الجدران السميكة للأنظمة العسكرية وأسهمت في هز عروش الديكتاتوريات لكن المأساة كانت أن الحكومة المدنية بعد الثورة لم تول هذا المجال الاهتمام الكافي ونتيجة لذلك تحولت أدوات الإعلام الجديد التي كان يمكن أن تكون جسرا نحو الديمقراطية إلى سلاح بأيدي أعداء الانتقال فخلال انقلاب 25 أكتوبر استخدمت هذه الأدوات لإخفاء المحتوى الثوري وحجبت أصوات الشباب من التايم لاين ولاحقا أصبحت أدوات رئيسية في التحشيد العسكري والدعاية بدءا من قوات الدعم السريع « الجنجويد » وصولا إلى القوات المؤسسة العسكرية و مع استمرار الحرب تحول المشهد إلى ما يشبه تبادل أدوار بين الطرفين واستخدم كل منهم الإعلام الجديد في بث خطاب الكراهية وتوثيق انتهاكاته بشكل غير واع مما قد يكون لاحقا دليلا لإدانتهم في مسار العدالة الانتقالية في المستقبل القريب كما استحضر في إحدى جلسات «منتدى الإعلام والسياسة» الذي نظمته نقابة الصحفيين في فترة ما بعد الانقلاب طرحت أسئلة حول دور الإعلام الجديد في دعم الانتقال كانت الأسئلة حينها أشبه بالنداءات ولم تكن الإجابات التي تلقيتها من قيادات بالقوى السياسية مقنعة كانوا يزعمون أنهم ضمنوا ذلك في ملفات العملية السياسية « التي لم تنجح بسبب الحرب» و لكن الواقع أثبت عكس ذلك و اليوم و بعد دخول الحرب عامها الثالث لا تزال معظم القوى المدنية تجهل أهمية تلك الأدوات التي فقط تعمل على توظيفها لحملات اغلبها ضعيفة و تفتقر إلى الاستراتيجية وتقتصر على «بوسترات» و «هاشتاغات » لا تحدث التأثير المطلوب بينما نحتاج في الحقيقة إلى حملات تمر عبر مراحل واضحة مع توظيف المنصات باحتراف لان ما نراه حاليا لا يرقى إلى ما يمكن أن يحدث تغييرا فعليا بوقف الحرب الحالية لأننى ارى أن جزء من حلها أيضا إعلامي إن نحن أعدنا توظيف هذه الأدوات برؤية جديدة ومن زوايا متعددة ويبقى السؤال الكبير: كيف نعيد توجيه أدوات الإعلام الجديد بعد ثلاث سنوات من حرب عبثية للمساهمة في وقفها واستعادة المسار المدني الديمقراطي؟.

سنواصل …

الوسومإيقاف الحرب الحرب العبثية فتح الرحمن حمودة

مقالات مشابهة

  • كيف أضعف قطع المعونات الأميركية التحقيق بجرائم الحرب في سوريا؟
  • سفير السعودية في السودان يصل للخرطوم لأول مرة منذ اندلاع الحرب
  • أهم أخبار السعودية اليوم .. سفير الرياض يصل إلى الخرطوم لأول مرة منذ اندلاع الحرب
  • الشرع يكشف للإعلام الأمريكي عن الاطراف التي سوف تتضرر في حال وقعت في سوريا أي فوضى
  • التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
  • مناظرة العيدروس للوليد مادبو التي ارجات احمد طه الى مقاعد المشاهدين
  • كيف نعيد توجيه أدوات الإعلام الجديد بعد ثلاث سنوات من حرب عبثية للمساهمة في وقفها واستعادة المسار المدني الديمقراطي؟
  • وزير الإتصال: الإعلام يجب أن يبقى بالمرصاد للحملات التشويهية التي تستهدف الجزائر
  • سنغير وجه الشرق الأوسط.. نتنياهو يستبعد اندلاع حرب أهلية في إسرائيل
  • 4 مطالب للنخب السياسية في ليبيا؛ لإنهاء الأزمة الحالية