مجلة الأزهر تحتفي بـ ذكرى الإسراء والمعراج في عدد رجب 1446هـ
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
احتفت مجلة الأزهر الشريف الصَّادرة عن مجمع البحوث الإسلامية في عدد شهر رجب لعام 1446هـ، بذِكرى الإسراء والمعراج، في مقالات خاصَّة ضمن صفحات المجلة التي تُتاح بشكل دوري مطلع كلِّ شهر عربي.
وقال فضيلة أ.د. نظير عيَّاد، مفتي الجمهوريَّة ورئيس تحرير مجلة الأزهر: إنَّ ذِكرى الإسراء والمعراج تأتي لتعيد إلى الأمَّة الإسلامية معاني الإيمان الراسخ والثبات على الحق في مواجهة التحديات، وإنَّ اختيار ملف العدد للحديث عن هذا الحدث العظيم ليس مجرَّد احتفاء تاريخي؛ بل هو دعوة لتجديد ارتباط المسلمين بمقدساتهم، وعلى رأسها: المسجد الأقصى المبارك؛ أُولى القِبلتين ومسرى النبي ﷺ، مشيرًا إلى أنَّ هذا الحدث الربَّاني يرسِّخ أهميَّة (القدس) في وجدان المسلمين، ويدعوهم للتوحُّد من أجل صونها من أيَّة محاولات لطمس هُويتها الإسلامية.
وأكَّد د. عيَّاد أنَّ ملف العدد يربط بين معاني الإسراء والمعراج وما يمرُّ به المسجد الأقصى اليوم من انتهاكات متكرِّرة ومحاولات تهويد ممنهجة، في ظلِّ صمت دولي مخزٍ، مشدِّدًا على أنَّ حماية الأقصى ليست مجرَّد قضية فلسطينية أو عربية، بل هي مسئولية إسلامية عالمية؛ لذا تسعى المجلة من خلال هذا العدد إلى تقديم وعي فكري وثقافي يعزِّز إدراك المسلمين لمكانة المسجد الأقصى ودوره المحوري في عقيدتهم، ويدعوهم للوقوف صفًّا واحدًا أمام هذه الاعتداءات.
من جانبه، أوضح فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أنَّ ملف العدد جاء ليواكب الظروف الراهنة التي يمرُّ بها المسجد الأقصى، وأنَّ الإسراء والمعراج ليست مجرَّد رحلة سماوية فقط؛ بل هي رسالة أبدية للأمَّة الإسلامية بأن الثبات على المبادئ لا يتحقَّق إلا بالإيمان الراسخ والعمل الجاد، مشيرًا إلى أنَّ المسجد الأقصى الذي كان إحدى محطَّات هذه الرحلة المباركة، يمثِّل اليوم رمز الصمود في وجه الاحتلال، وأنَّ تأكيد هُويَّته الإسلامية واجب شرعي لا يقبل المساومة.
ولفت د. الجندي إلى أنَّ ملف العدد يبرز البُعد الحضاري للإسراء والمعراج، ويعيد إلى الأذهان أنَّ المسجد الأقصى ليس مجرَّد مَعلَم دِيني، بل هو قضية مركزية تختزل في طياتها معاني الحق والعدالة، وأنَّ الأمَّة -اليوم- بحاجة إلى استلهام دروس هذه الرحلة الربَّانية للوقوف صفًّا واحدًا في مواجهة الاحتلال، ودعم صمود الشعب الفلسطيني، الذي يخوض معركة الحفاظ على مقدَّسات الأمَّة نيابة عن الجميع.
في السياق ذاته، أشار الدكتور حسن خليل، الأمين العام المساعد للثَّقافة الإسلاميَّة والمشرف على إصدار مجلة الأزهر، إلى أنَّ المجلة قد أصدرت مع عدد هذا الشهر كتابَين هديَّةً للقرَّاء؛ بعنوان: (رسالة الأخلاق) لفضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف، و(أحاديث الصباح في المذياع) بقلم: الإمام الأكبر محمود شلتوت، والشيخ محمد محمد المدني، وهما مِن تقديم: فضيلة أ.د. نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية ورئيس تحرير مجلة الأزهر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ذكرى الإسراء والمعراج مجلة الأزهر مجمع البحوث الإسلامية المزيد الإسراء والمعراج المسجد الأقصى مجلة الأزهر ملف العدد إلى أن
إقرأ أيضاً:
ماذا يريد الاحتلال بنشره عناصره بين المصلين في الأقصى؟
بحلول شهر رمضان المبارك حرصت شرطة الاحتلال والقوات الخاصة على الوجود والانتشار بين المصلين في المسجد الأقصى، بمدينة القدس المحتلة، خاصة خلال صلوات الفجر والعشاء والتراويح، وهو الانتشار الذي حرصت على تكريسه منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023 أثناء صلاة الجمعة من كل أسبوع.
ويشاهد عناصر راجلة من قوات الاحتلال تتجول في الساحات، لكنها تكثف وجودها عند البوائك وخاصة تلك المطلّة على المصلى القبلي الذي ذاع صيته خلال رمضان في الأعوام الماضية بالتصدي لاقتحامات المستوطنين، والحرص على تثبيت عبادة الاعتكاف فيه منذ بداية الشهر وهو ما منعه الاحتلال بالقوة.
الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى عبد الله معروف قال للجزيرة نت إنه منذ بداية الحرب على غزة لوحظ تغيير جذري في طريقة تعامل شرطة الاحتلال مع الأقصى "وذلك عبر فرض الوجود الدائم داخله بشكل يستفز المصلين خاصة خلال أوقات الصلوات الكبرى كالجمعة والتراويح".
وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال، أدى نحو 75 ألفا صلاة تراويح ثالث ليالي رمضان في رحاب المسجد الأقصى المبارك.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن "أكثر من 75 ألف مصل أدوا صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى" جلهم من مدينة القدس وأراضي عام 1948.
وفي اليوم الثاني من رمضان… pic.twitter.com/nNSEGkSOyV
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) March 3, 2025
إعلان صورة وسيطرةويرى معروف أن سلطات الاحتلال ومن خلال هذا الإجراء تحاول فرض صورتها باعتبارها المسيطر الفعلي على شؤون الأقصى، والمشرف الحقيقي على ما يجري فيه، كما أن الشرطة تريد إيصال رسالة مفادها أنها هي التي تدير الجموع المسلمة في هذا المكان.
ووصف الأكاديمي المقدسي ذلك بـ"التحول الخطير" في طريقة تعامل الشرطة مع هذا المقدس، إذ يريد الاحتلال من خلاله تثبيت وجوده باعتباره المرجعية الوحيدة من الناحية الإدارية والسياسية على الأقصى.
و"تكمن الخطورة في أن هذه التصرفات فيها سحب للبساط من تحت أقدام دائرة الأوقاف الإسلامية وتحييد دورها بشكل كامل، وتحويلها لمجرد مدير لبعض شؤون المسلمين في الأقصى لا مدير للمسجد نفسه" يضيف معروف.
عاجل| شرطة الاحتـ.ـلال تستنفر من أمام المصلى القبلي في المسجد الأقصى قبيل أذان المغرب pic.twitter.com/fbSjtPcPhT
— شبكة العاصمة الإخبارية (@alasimannews) March 4, 2025
تغييرات جوهريةوبالنظر إلى سلوك الاحتلال في المسجد، فإن معروف يشير إلى أن الأمر قد يصل إلى درجة تحويل الإشراف على الأقصى إلى يد الاحتلال بشكل كامل، في مقدمة لإجراء تغييرات جوهرية لن يكون أقلها محاولة تغيير الوضع القائم ببناء كنيس فيه.
"نية الاحتلال واضحة بهذا الاتجاه وهو يحضر لهذه الخطوة منذ أكثر من عامين، ويريد أن ينفذها بأسرع وقت ممكن الآن في ظل وقف إطلاق النار الحالي والأوضاع المتوترة في المنطقة بشكل عام" وفق ما قال أستاذ دراسات بيت المقدس بجامعة إسطنبول 29 مايو.
وبالنظر إلى ذلك فإن معروف يرى ضرورة بالتعامل مع قضية المسجد الأقصى وفقا لأصولها، فالأمر لا يتعلق بالدرجة الأولى بالأعداد التي يسمح لها الاحتلال بالدخول والصلاة في هذا المقدس، وإنما بفكرة وجود الاحتلال وسيادته داخل المسجد وإقحام نفسه في شؤونه وإدارته، وهذه هي المشكلة الأساسية التي ينبغي التعامل معها.
عاجل| انتشار قوات الاحتلال في منطقة باب العامود وسط تفتيش المركبات بالتزامن مع توافد المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك pic.twitter.com/yuFzKCw5d9
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) March 3, 2025
إعلان تفتيش وترهيبوبالإضافة لحرص شرطة الاحتلال على التغلغل بين المصلين والسير بينهم، فإنها تتجول بمركبات كهربائية تحمل لوحات خاصة بها.
وفي بداية شهر رمضان الجاري تعمدت الشرطة تفتيش المصليات المسقوفة والساحات بعد صلاة التراويح للتأكد من خلوها من المصلين لوأد أي محاولات للاعتكاف منذ بداية الشهر بادعاء أن هذه العبادة غير مسموح بها سوى في العشر الأواخر من الشهر الفضيل في تدخل سافر بشؤون المسلمين وطقوسهم الدينية.
وفي إجراء خطير أيضا تجولت شرطة الاحتلال في رمضان المنصرم بين خيام المعتكفين في العشر الأواخر، وأرغمتهم على إبراز هوياتهم الشخصية بعد تفتيش الخيام للتأكد من خلوّها من شبّان وصلوا للاعتكاف في أولى القبلتين من محافظات الضفة الغربية التي يُمنع أهلها بقوة الاحتلال من الوصول إلى القدس.
ومع توقيف عشرات الشبان المقدسيين خلال خروجهم من المسجد الأقصى بعد أداء صلوات التراويح، أو الاتصال بهم هاتفيا لتهديدهم بعدم الوصول للمسجد الأقصى وإبعادهم شفهيا عنه منذ السبت المنصرم، لا يبدو أن رمضان هذا العام سيمرُّ بهدوء مع استمرار محاولات إحكام القبضة عليه وعلى روّاده.