أعلنت السلطات الأمنية، الخميس، ضبط قارب تهريب يحمل أفارقه وصلوا إلى الشاطئ الساحلي بمديرية المضاربة ورأس العارة غرب محافظة لحج (جنوب اليمن).

 

وقال الناطق العسكري بقيادة الحملة العسكرية والأمنية أسعد أبو الخطاب إن جنود القوة البحرية تمكنوا من ضبط قارب تهريب يحمل على متنه 138 افريقياً من الجنسية الاثيوبية وصلوا إلى الشاطئ الساحلي بمديرية المضاربة ورأس عبر البحر.

 

ومنذ انتشار الحملة العسكرية والأمنية بمديرية المضاربة ورأس العارة في مطلع اغسطس 2023 قال أبو الخطاب إن جهود كبيرة بذلت في مكافحة ظاهرة التهريب بكل أشكاله سواءً تهريب الافارقة أو تهريب السلاح وادوات التصنيع الحربي وتهريب الأدوية المزورة والمواد المخدرة والكثير من المواد المحظورة.

 

كما ألقت الحملة العسكرية على عدد من المهربين وإحالتهم إلى القضاء.

 

 


المصدر: الموقع بوست

إقرأ أيضاً:

شواطئ.. الخطاب الروائي في أدب جمال الغيطانى (1)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بين عالمين، الكتابة، والواقع يقف الراوي مستلهما من بيئته ومجتمعة، ما يجعل هذا الترابط ملموسا ومحسوسا ومرئيا، من خلال الإحالات النصية حينا، والنص الموازى حينًا آخر، في عنوانه، أو تمهيد، أو مدخل، وعلاقة ذلك كله بالنص، في إطاره الفني. ومن خلال العلاقة بخلفيات اجتماعية، وثقافية، وسياسية، أو بالعلاقة الضمنية، التي توجد بين النصوص. ولقد تداخلت الأنواع الأدبية في عصرنا الراهن، نظرًا لمتغيرات التاريخ، ومستجدات الواقع، وتحولات الاستقبال، فلم تعد محافظة على تراتبها الموروث، هذه القراءة النصية، التي يتحول فيها السرد التتابعى، إلى سرد آنٍ، وهو ما يتيح قراءة هذا النسق الزمني لفضاء النص، بموازاة التاريخ، وما تنتجه البنية النصية، وما يتم بها من تفاعلات، على المستويين: الجمالي والدلالي، والغيطانى وصاف وراو في الوقت ذاته، وفى خطاب الدفاتر مستويات عدة سردية: مستوى السرد من الخارج، ومستوى السرد من الداخل، ثم مستوى الخطاب بصنفيه، ويمكن القول إنه من خلال قراءة زمكانية، يسهل الربط بين الدفاتر وما سبقها للكاتب من أعمال، من ناحية، وبالموروث، من ناحية أخرى. فمما أثرى تجربته الإبداعية أنة لم يقطع صلته بمواريثه الروحية والفكرية والفنية على السواء. 

من هنا تأتى أهمية كتاب "الخطاب  الروائي في دفتر التدوين لجمال الغيطانى" للباحثة عتاب عادل والصادر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. 

اضطلع جمال الغيطانى برواية دفاتره في صورة الراوي الظاهر، الذي لم يختف أبدا ولم يتخف، فكان دائما ما يعلن نفسه راويا: بانطلاقة الدائم من لحطة الكتابة – حاضر الكتابة – فكما تتمثل لنا " صورة شهرزاد وهى تتربع كل ليلة أمام سرير شهريار، لتسمعنا معه صوتها، كذلك يتربع الغيطانى على كرسيه، أمام مكتبة ليسمعنا صوته " انتبه الآن أثناء تدويني هذا إلى الأثر الصادر عنها". 

ويقول: "كم مضى على حضورها الأول لحظة تدويني هذا".. هكذا دائما يطالعنا الراوي، ليس من حاضر زمن القص، بل من حاضر زمن الكتابة، قابعا أمام مكتبة،كما تقبع شهر زاد أمام سرير شهريار، وليس جديدًا على الغيطانى أستلهامة للتراث، الصريح أو الضمني، كما في الدفاتر أو غيرها من أعماله. 

إن نص "دفاتر التدوين" الذي بين أيدينا يظهر راويا مختلفا من نوعه، متخطيا اعتبارات كثيرة، كاسرا كل الحوائط والحواجز بينة وبين نصه، فإن كان الذي يتحدث في القصة ليس هو الذي يكتب سطورها وليس هو الشخص الموجود خلف المكتب ممسكا بالقلم. فما بال هذا الراوي الذي يقول: أحيانا أضيق باستعاداتى بعضا مما جرى. فما البال بحالي عند الإقدام على تسطيره. أليس هو ذاك الشخص الذي يقبع خلف المكتب ممسكا بالقلم، يتذكر لحظة ويوارى أخرى، عبثا أحاول أن أحدق فيما لا أقدر على تعيينه، في المتبقي عندي، لا أعرف مستقرة أو مقامة، أو الشروط التي تدفع بعض التفاصيل إلى التواري أو الظهور، عبثًا أجتهد لاستحضار ملامح يفصلني عنها أكثر من أربعين عاما.  

وكم أشار إلى جلسته خلف المكتب المتمثلة في لحظة التدوين: "إحدى وثلاثون سنة تفصل بين تدوين هذا وتلك الأيام، وعبر الزمن ومحطاته المتعددة توارت لحظات، وبقيت أخرى، ثمة صورة ناصعة ماثلة، وأخرى لاستعادتها. وكم أدلى بمعلومات صريحة عن شخصه كاسم والده: "عند عبورنا فناء المحطة والوقت ليل، سرت الرعشة منه إلى أمي، اضطرت إلى التوقف والصيحة، الحقنى يا أحمد". وكذلك لقب والدته بين الجيران: "الحقينى يا جمال..." واسمه الذي جاء صريحا أكثر من مرة: "خارج دائرة الجمرك تنتظر سيدة ترتدي معطفا أسود تحته قميص أحمر، وحذا أبيض وترفع لافتة مستديرة مكتوب عليها أسمى هكذا Ghitany Gamal، ومولدة وسنة  تخرجه: بدأت سنة ثلاث وستين بعد تخرجي بحوالي عام وأنا دون الثامنة عشرة لتخرجي صغير السن: إذ حصلت على الدبلوم ولى من العمر ستة عشر عاما وشهور قليلة.   

إن الغيطانى في دفاتره لم يقدم على كتابة موضوع محدد، بل كتابة حياة كاملة، ممتدة، بحيث تبدأ من مرحلة الطفولة وحتى الشيخوخة، إنها حياته، وهى ليست حياة عادية، بل حياة كاتب رحالة، بدأ الرحلة طفلا حيث إقامة الأسرة بمحافظة القاهرة، والعودة في كل أول صيف إلى حيث الأهل والأقارب في مسقط رأسهم " جهينة " بمحافظة سوهاج، وما أن انتهى من دراسته بمدرسة الصنايع، قسم زخرفة،  حيث تخصص فى صناعة السجاد، وهذا ما جعله يبدأ الترحال إلى جميع المحافظات للأشراف على مراكز صناعة السجاد التابعة للمؤسسة التي يعمل بها، ثم اشتغل فيما بعد بالصحافة وبدا الترحال حول العالم، ولا تفوتنا مرحلة عملة كمراسل حربي، التي اطلعتة على جانب آخر من الحياة، وهو أجواء الحروب والمعسكرات وأيضا مراحل اعتقاله، كل هذه الجوانب مما زخرت بة حياة الكاتب، عندما يحاول أن يلم بها جميعا، فإنه من العسير أن يشملها خيط واحد، لذلك تنوعت الأشكال الضامة لهذه الأحداث والأشخاص والأزمنة والأمكنة، والسيرة الذاتية والرواية والرحلة وحتى الخواطر. 

وكان زمن ما قبل الكتابة أقل حدة على الغيطانى فى " دفاتر التدوين " مما سواه، وأقل حدة على كتاب السيرة الذاتية بشكل عام من سائر كتاباتهم، فزمن ما قبل كتابة السيرة الذاتية، ما هو الإ عملية اختيار وترتيب لأحداث موجودة بالفعل. إن ما يسمى " بالمخاض الإبداعي " يظهر في صورة ما يعتمل في ذاكرة الكاتب من مد وجزر، حتى يصل إلى مرحلة يمكنه فيها ترجمة هذه العواطف على وريقات، تكون بمثابة كتابات أولية يمكننا نحن القراء أن نطلع عليها، حتى تستوي على الصورة النهائية التي نراها، فزمن " المخاض الإبداعي " خاص بالكاتب ولا نعلم عنه شيئا، وهذا هو الجديد الذي خرج به علينا الغيطانى، إذ أشرك القارئ معه فى زمنه، وهو زمن ما قبل الكتابة إذ قام بتدوين هذه الوريقات وإلصاقها بصفحات الدفاتر، فرأينا ما يعتمل بذاكرته أثناء عملية المخاض الفكري، حيث قال: " أما التحنين – كما أفهم – فهو الحض على الشوق، والتشجيع على الميل. وكلاهما لا يكون إلا من أجل عزيز، غالٍ، بعيد، وهناك أعز على المرء من عمره ؟ هل ثمة أقسى من اللحظات المولية ؟ لا أظن. لذلك شرعت، غير أنني أبدأ بالتحنين، فالمسافات بعيدة والعلامات باهتة، بل إن بعضها محي تمامًا فعملية التحنين هذه ومحاولة استثارة كوامن النفس، حتى تحدث ما بها من ذكريات، هي عملية خاصة بالكاتب، وتكون فى زمن ما قبل الكتابة، ومما أستخدمه الغيطانى في ذلك ذكر المرأة، يقول أما الرفارف التي أحاطت بى ومستني وأجتنى، فمتعلق أمرها بالمرأة. 

مقالات مشابهة

  • الغويل: حكومة الدبيبة عطّلت الانتخابات وغذّت المضاربة بسعر الصرف
  • نصف نهائي دوري أبطال افريقيا.. موعد مباراة الأهلي وصن داونز
  • بريطانيا: ستارمر وولي العهد أكدا على متانة الشراكة التجارية والأمنية
  • عقد اجتماع بين 4 وزارات والدرك لمواجهة ظاهرة المضاربة بسيارات فيات الجزائر
  • شواطئ.. الخطاب الروائي في أدب جمال الغيطانى (1)
  • ليت بعض القادة والساسة.. ينتبهون لما يقولون
  • قوات الإحتياطي المركزي تسترد كافة مقراتها بولاية الخرطوم وتستمر في مهامها القتالية والأمنية
  • الصرافين الاردنيين تدعو لعدم المضاربة في العملات
  • دوري أبطال افريقيا.. الأهلي والهلال السوداني بالزي الرسمي في مباراتهما غدا
  • خفر السواحل يتمكنون من ضبط قارب تهريب في المياه الإقليمية