إبداع من قلب العراق: النحات الشاب جميل مروان يروي قصة فنه وشغفه
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
بقلم : حسين عصام ..
في العراق، بين الحجارة الصلبة والشغف العميق، برزت موهبة عراقية شابة استطاعت أن تحوّل الحجر إلى قطع فنية تنبض بالحياة وتحمل مشاعر وأفكاراً تتجاوز الكلمات. هذا هو جميل ، الشاب الذي صنع لنفسه اسماً في عالم النحت رغم التحديات التي يفرضها الواقع، وأثبت أن الفن الحقيقي قادر على البقاء والإبداع مهما كانت الظروف.
بداية الشغف والمسيرة الفنية
بدأت رحلة جميل مع النحت في مرحلة مبكرة من حياته، حيث كانت لديه رغبة كبيرة في التعبير عن مشاعره وأفكاره من خلال الأشكال والنقوش. منذ طفولته، وجد نفسه منجذباً إلى هذا الفن، محاولاً دائمًا تعلم تقنيات جديدة واستكشاف مواد مختلفة. على الرغم من قلة الإمكانيات وصعوبة الحصول على المواد، إلا أن تصميمه وشغفه كانا حافزين كبيرين لمتابعة هذا الطريق.
التأثيرات الفنية وأسلوبه الخاص
استلهم جميل كثيرًا من الفن العراقي التقليدي والفنانين الكبار في مجاله، مثل جواد سليم الذي أثرت أعماله في الجيل الجديد من الفنانين. لكن في الوقت نفسه، يسعى النحات الشاب إلى ابتكار أسلوبه الخاص، حيث يمزج بين الرموز العراقية الأصيلة وأفكار الحداثة، لخلق فن يعبر عن الهوية العراقية بأسلوب معاصر.
التحديات والصعوبات
لم يكن طريق النحت مفروشًا بالورود أمام هذا الفنان الشاب؛ فهناك الكثير من التحديات التي واجهته منذ بداياته، أبرزها ندرة الدعم للفنانين الشباب وصعوبة الحصول على المواد المناسبة. رغم ذلك، كان جميل يرى في هذه التحديات فرصة للتطور، مما دفعه لاستخدام الأدوات المحلية وابتكار طرق جديدة لتحقيق أفكاره.
الرسائل التي يحملها فنّه
كل قطعة ينحتها جميل تحمل رسالة عميقة، يهدف من خلالها إلى التعبير عن مشاعر الإنسان العراقي وتجسيد معاناته وآماله. يؤمن أن الفن ليس مجرد جمال خارجي، بل هو وسيلة قوية للتواصل وبناء الجسور بين الشعوب. لذلك يسعى إلى إيصال مشاعر وقصص الشعب العراقي إلى العالم من خلال منحوتاته.
طموحاته المستقبلية
يتطلع جميل إلى تطوير مهاراته وعرض أعماله على نطاق أوسع، حيث يأمل في إقامة معارض داخل وخارج العراق، لنقل صورة مشرقة عن التراث والفن العراقي إلى العالم. كما يطمح إلى تأسيس ورش عمل لتعليم النحت وتشجيع المواهب الشابة في العراق، لإيمانه العميق بأن الفن يمكن أن يكون وسيلة للتغيير وبناء المجتمع.
وبين إصراره على إبراز الجمال وسط التحديات، وشغفه الذي يقوده نحو المزيد من الإبداع، يسير جميل في رحلته الفنية ليبني لنفسه مكانة مميزة في عالم النحت. قصة هذا الشاب هي مثال حيّ على قدرة الفن على التحدي، وتجسيد هوية المجتمع، وإيصال رسائل إنسانية من خلال الحجر الصامت الذي يتحول بين يديه إلى رمزٍ ينبض بالحياة والأمل.
حسين عصامالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
«مسرح الريحاني علاج فعال».. بديع خيري يروي قصة روشتة طبيب لأحد المرضى
كشف الكاتب الراحل بديع خيري رفيق مشوار نجيب الريحاني في مذكراته، كيف أن الفرقة ومع نجاحها اللافت باتت مطلوبة لتقديم عروضها في كثير من المحافظات المصرية، وكثير من الدول العربية.
نجاح ساحق لفرقة الريحانيوأشار خيري في المذكرات إلى أنه فوجئ ذات يوم بأن النجاح الكبير الذي حققته الفرقة جعل أحد الأطباء يصفها لعلاج مريض.
يقول بديع: «اعتدت أن أصرف أذونات أجري عن إذاعاتي في الإذاعة مرة واحدة كلما تجمعت من وقت لآخر، وكنت أصرفها من رئيس الصرافين وقتها واسمه الأستاذ برباري، الذي كان يصر في كل مرة على أن يدعوني للدخول إلى مكتبه وتناول فنجان قهوة، وذهبت إلى برباري يوما لصرف مجموعة أذونات، ودعاني كالعادة للدخول إلى مكتبه وتناول فنجان قهوة، فقلت له معتذرا «معلش يا أستاذ برباري أنا مستعجل النهاردة»، فقال «أرجوك.. 5 دقايق بس عندي حاجة عاوز أخد رأيك فيها».
روشتة طبيب: «الذهاب إلى مسرح الريحاني مرتين في الأسبوع»وتابع الكاتب الكبير: «دخلت المكتب، وأخرج برباري من جيبه روشتة حكيم ناولها لي وقال لي «اتفضل أقرا»، وأمسكت بالروشتة وقرأت اسم الطبيب الدكتور منصور، وكان طبيبا مشهورا وقتها، ثم أسماء الأدوية باللاتيني بالطبع ومواعيدها وجرعاتها باللغة العربية، وتوقفت في آخر الروشتة عند هذه العبارة التي فاجأتني وأدهشتني «الذهاب إلى مسرح الريحاني مرتين في الأسبوع»، وقال لي برباري «إن مسرحكم يا أستاذ بديع بقى علاج بيوصفوه الدكاترة».
يضيف: «لما حكيت الحكاية للريحاني سر وسعد لهذا الدليل الكبير على أثر المرح والفكاهة كعلاج نفساني، وحاولت أن أدعو برباري باسمي وباسم الريحاني ليقبل العلاج في مسرحنا على حسابنا، فأبى كل الأباء وقال لي «أنا ما قلتلكش الحكاية وأنا برمي لهذا الغرض، أنا بس حبيت أوضح لك إلى أي مدى يعترف الطب بالفكاهة، وإلى أي مدى وصل تقدير الناس لمسرحكم».