هل يمثل عهد ترامب "عصرا ذهبيا" للعملات المشفرة؟
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
في منتصف شهر ديسمبر الماضي، اجتمعت مجموعتان للاحتفال بالتحولات الأخيرة التي شهدتها الولايات المتحدة، وهي مجموعة عن ممثلي صناعة العملات المشفرة، وأفراد من عائلة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" واطلعت عليه سكاي نيوز عربية، فقد أكد إيريك ترامب خلال ديسمبر الماضي أن الرئيس المنتخب سيفي بوعوده بأن يكون "الرئيس الأكثر تأييدًا للعملات المشفرة" حتى الآن.
ووفق التقرير، تعد الولاية الثانية لترامب بمثابة نقطة تحول للعملات المشفرة، إذ من المقرر أن يخرجها ترامب من التحرك في الظل إلى التيار الرسمي، بدون مستويات التدقيق التنظيمي التي واجهتها العملات المشفرة في السنوات الأخيرة.
ويعتقد الوسط المتداول لهذه العملات بأن الرئيس المنتخب - الذي تمتلك عائلته استثمارًا شخصيًا في العملات المشفرة من خلال منصتها World Liberty Financial - والكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون سيطلقون العنان لعصر ذهبي للقطاع.
وخلال الحملة الانتخابية، وعد ترامب بإنشاء مخزون استراتيجي من البتكوين في الولايات المتحدة، والذي من شأنه أن يحوله في الواقع إلى أصل احتياطي، وتعيين مجلس استشاري للعملات المشفرة.
وقد رشح بول أتكينز، رجل الأعمال المؤيد للعملات المشفرة، لقيادة لجنة الأوراق المالية والبورصة.
وبحسب "فاينانشيال تايمز" شعر المتداولون في العملات المشفرة بسعادة بالغة عندما اخترقت البتكوين مستوى 100 ألف دولار لأول مرة، بعد شهر من الانتخابات الأميركية.
ويمثل إحياء العملات المشفرة من قبل الإدارة الأميركية المنتخبة تغييرًا جذريًا في حظوظ المتداولين، مقارنة بما كان عليه الحال قبل عامين فقط، عندما تسبب انهيار بورصة سام بانكمان-فريد FTX في أواخر عام 2022 في أزمة عالمية دفعت سعر البتكوين إلى الانخفاض إلى مستوى 16000 دولار فقط، ودفعت الكثيرين إلى تجنب التداول في هذه الأصول خوفًا من الخسائر الكبيرة.
وذكرت "فاينانشيال تايمز" أن الإدارة الأميركية المنتخبة "الأكثر ودا" مع العملات المشفرة يمكن أن تسهم في دفع العملات المشفرة إلى مستويات قياسية، وتعزز زيادة الصفقات والأموال المؤسسية في القطاع.
ومع ذلك، تتمتع صناعة العملات المشفرة بتاريخ طويل وملون في جذب المجرمين وتسهيل عمليات الاحتيال، بحسب التقرير، إذ وُجِّهت اتهامات إلى العديد من المديرين التنفيذيين بالشركات العاملة في القطاع.
وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن احتضان واشنطن وربما "وول ستريت" أيضًا للعملات المشفرة يزيد من مخاطر تعرض المستثمرين العاديين والمؤسسيين للأذى مرة أخرى في نهاية المطاف.
وقال إيسوار براساد، الزميل البارز في مؤسسة "بروكينجز": "إن الجمع بين الشرعية الأكبر والتنظيم الخفيف هو ما يقلقني حقًا".
وأضاف: "إن التبني الأوسع للعملات المشفرة على مستوى التجزئة والمؤسسات قد يفرض بعض المخاطر بالتأكيد".
ومع إغراء المزيد من المستثمرين بالعودة إلى السوق المتقلبة، فإن تأثير انهيار الأسعار قد يكون أكثر ضررًا من حالات انخفاض العملات المشفرة السابقة، إذا أصبحت الأصول متشابكة بشكل متزايد مع النظام المالي التقليدي.
وأوضح التقرير أنه طوال إدارة الرئيس جو بايدن، شعرت صناعة العملات المشفرة بأنها مذمومة من قبل السلطات الأميركية.
وأطلقت الهيئة التنظيمية سلسلة من الدعاوى القضائية ضد شركات التشفير الكبرى بما في ذلك بورصات Coinbase وKraken وشركة البرمجيات Consensys وشركة المدفوعات Ripple، متهمة إياها إلى حد كبير ببيع الأوراق المالية غير المسجلة.
كما أطلقت وزارة العدل الأميركية وسلطات أخرى إجراءات قانونية ضد العديد من الشركات.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات ترامب العملات المشفرة البتكوين الولايات المتحدة واشنطن جو بايدن عملات مشفرة ترامب البتكوين ترامب العملات المشفرة البتكوين الولايات المتحدة واشنطن جو بايدن عملات مشفرة فاینانشیال تایمز للعملات المشفرة العملات المشفرة
إقرأ أيضاً:
كاتب أميركي: ترامب يدمر 100 عام من الميزة التنافسية الأميركية في 100 يوم
يحذر الكاتب الأميركي فريد زكريا، في مقاله بصحيفة واشنطن بوست من أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قد دمرت خلال 100 يوم فقط، ما بناه الأميركيون في قرن كامل من المزايا التنافسية العلمية والابتكارية.
ويشير زكريا إلى أن أخطر ما تفعله إدارة ترامب ليس الحرب التجارية مع الصين، بل الهجمات الممنهجة على الجامعات والتخفيضات الواسعة في تمويل البحث العلمي، الأمر الذي سيسمح للصين بالتفوق العالمي على الولايات المتحدة في المستقبل القريب.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أخطر نهر بالعالم.. تلغراف: هكذا قد يشعل السند حربا عالمية ثالثة؟list 2 of 2يسرائيل هيوم: هكذا سرق الموساد وثائق إيران النوويةend of listويبدأ زكريا بالقول، إن الريادة العلمية الأميركية لم تكن أبدا أمرا طبيعيا أو مضمونا. ففي القرن 19 وأوائل القرن 20، كانت أميركا دولة تابعة علميا لأوروبا، حيث كانت ألمانيا تهيمن على جوائز نوبل في العلوم، تليها بريطانيا، بينما كانت حصة الولايات المتحدة ضئيلة لا تتجاوز 6%.
ثلاث قوى قادت التغيير
ووفقا للكاتب فإن التحول الأميركي يعود إلى ثلاث قوى رئيسية ساهمت في بناء قوتها العلمية.
القوة الأولى، كانت الهجرة الجماعية للعقول العلمية الأوروبية، خاصة اليهود الذين فروا من اضطهاد النازية، وأسهموا لاحقا بتأسيس مؤسسات الأبحاث الأميركية.
أما القوة الثانية، فتمثلت في الدمار الهائل الذي خلفته الحربان العالميتان في أوروبا وآسيا، مما ترك الولايات المتحدة في موقع الهيمنة الاقتصادية والعلمية، بينما كانت بقية القوى العظمى السابقة منهكة ومدمرة.
إعلانأما القوة الثالثة فكانت القرار الإستراتيجي الأميركي بالاستثمار المكثف في البحث العلمي، حيث خصصت الحكومة الفدرالية نحو 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي للبحث والتطوير، مع نموذج يعتمد على دعم الجامعات العامة والخاصة دون التدخل في عملها، مما خلق بيئة من التنافس الحر والابتكار.
عكس القوى الثلاث
أما اليوم، كما يقول زكريا، يتم عكس هذه القوى الثلاث. إذ تقود إدارة ترامب حربا على الجامعات الأميركية، وتحجب عنها مليارات الدولارات من التمويل، وتضع ضغوطا سياسية متزايدة على المؤسسات العلمية، في الوقت الذي تخفض فيه الميزانيات المخصصة للأبحاث الفدرالية الحيوية.
والنتيجة أن المؤسسات الرائدة، مثل المعاهد الوطنية للصحة والمؤسسة الوطنية للعلوم بدأت تفقد قدرتها على الابتكار.
وفي هذه الأثناء، تصعد الصين بقوة في الساحة العلمية. فهي الآن تتفوق على الولايات المتحدة في العديد من المؤشرات الحيوية: إذ تحتل المركز الأول في عدد المقالات العلمية المنشورة في المجلات الرائدة، وفي طلبات براءات الاختراع المقدمة عالميا.
كما ارتفع عدد الجامعات الصينية المصنفة ضمن أفضل 500 جامعة عالميا من 27 جامعة عام 2010 إلى 76 جامعة عام 2020، بينما شهدت الولايات المتحدة تراجعا من 154 جامعة إلى 133.
والميزة الأخيرة التي كانت تتفوق بها أميركا -وهي جذب أفضل العقول من أنحاء العالم- أصبحت مهددة أيضا.
يفضلون دولا أخرى
فقد أدت سياسات الهجرة المتشددة إلى إلغاء مئات التأشيرات، وزادت القيود على الطلاب والباحثين الأجانب، مما دفع العديد منهم إلى الاتجاه إلى دول أخرى مثل كندا وأستراليا.
وأضاف زكريا، أن 75% من الباحثين الذين شملهم استطلاع مجلة "نيتشر" قالوا "إنهم يفكرون في مغادرة الولايات المتحدة".
ويختتم زكريا مقاله بالتحذير من أن هذه اللبنات الأساسية لقوة أميركا يتم تدميرها بسرعة مقلقة، مما يهدد مكانتها العالمية التي تطلب بناؤها قرنا من الزمن.
إعلان