حكيم : فكرة الاعتزال تراودني في 2025
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
متابعة بتجــرد: حلّ الفنان الشعبي حكيم ضيفاً على إذاعة “شعبي إف إم”، حيث تحدث عن أعماله الفنية وآرائه حول الموسيقى، كما كشف عن فكرة تراوده بشدة: اعتزال الغناء والموسيقى في العام الجديد 2025.
اعتزال الغناء: فكرة تراوده بقوةكشف حكيم خلال اللقاء عن تفكيره الجدي في اعتزال الغناء، قائلاً: “في حاجة معينة تراودني بقالها فترة إني أبطل مزيكا… احتمال أبطل في 2025.
وأوضح أن هذا التفكير ليس نابعاً من غضب أو ضيق بالمهنة، بل هو نتيجة لتأمل عميق في مسيرته، مؤكداً أن الغناء كان شغفه منذ الطفولة وأنه مهنة “جميلة ولذيذة” قربته من قلوب الناس.
رأي في أغاني المهرجانات وتعاونه معهمأشاد حكيم بمقدمي أغاني المهرجانات، مشيراً إلى أنهم أضافوا نوعاً جديداً من الموسيقى لم يكن موجوداً من قبل. وصرّح بأنه تعاون مع عدد من صناع موسيقى المهرجانات، مثل “ساسو” و”الديزل”، في توزيع بعض أغانيه. وأكد أنه يحب التغيير في الموسيقى، مع الالتزام بالأداء الذي اعتاد عليه في أغانيه.
تجربة أغنية “ورقة وقلم”تحدث حكيم عن أغنيته “ورقة وقلم”، التي كانت توقعاته تشير إلى نجاح كبير لها، إلا أن الأصداء جاءت دون المتوقع. وأضاف: “بدأت أسأل نفسي يمكن أدائي في الأغنية معجبش الناس مثلاً.”
وأكد حرصه على تقديم أغانٍ تحمل جودة عالية في الكلمات، الألحان، والتوزيع، احتراماً لجمهوره وسعياً لتحقيق النجاح الذي يطمح إليه.
أكد حكيم أنه يضع احترام الجمهور في المقام الأول، قائلاً: “عمري ما بعمل أغنية كمالة عدد، بهتم جداً بالشغل الخاص بي.”
وشدد على أن جميع أغانيه تهدف لتحقيق الجودة الفنية التي تليق بجمهوره، مع الحفاظ على أسلوبه الفريد.
أشاد حكيم بالنجوم الشباب في الساحة الغنائية، معتبراً أنهم يمتلكون مواهب نادرة ومميزة تساهم في إثراء الوسط الفني.
بهذا التصريح المليء بالتفكير والتأمل، يترك حكيم تساؤلات لدى جمهوره حول خطوته المقبلة، وما إذا كان سيتخذ القرار بالاعتزال أم سيواصل تقديم أعمال فنية جديدة.
main 2025-01-02Bitajarodالمصدر: بتجرد
إقرأ أيضاً:
البرش.. صلابة حكيم في شمال غزة الدامي (بورتريه)
يرفض أن يغادر "ميدان الشرف"، بحسب قوله، رغم المجاعة والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة.
يواصل الحمد والشكر على النعماء والضراء، لأن "العيش في غزة هاشم يكفي للحمد.. صابرون لا يهمهم من خالفهم"، كما يقول.
ابن جباليا شمالي قطاع غزة، حيث ولد منير البُرش في عام 1971، وفيها تلقى تعليمه الأساسي.
التحق بجامعة "ياش" برومانيا وحصل منها على بكالوريوس في الصيدلة، ثم حصل على درجة الماجستير في الإدارة والسياسات الصحية من جامعة القدس الفلسطينية.
وقبل توليه منصب المدير العام لوزارة الصحة، تنقل في العديد من المناصب الحكومية، منها منصب المدير العام للصيدلة لمدة 12 عاما.
عرف البرش بنشاطه المجتمعي والخيري الواسع، حيث يرأس مجلس إدارة "الجمعية الوطنية للتطوير والتنمية"، وهو رئيس مجلس إدارة "مؤسسة نماء للتنمية والتطوير"، و مجلس إدارة "كلية نماء للعلوم والتكنولوجيا"، ومجلس إدارة "نادي نماء الرياضي"، و مجلس إدارة "دار القرآن الكريم" في جباليا، ومدير مكتب "الندوة العالمية للشباب الإسلامي".
برز خلال الحرب الهمجية والمتوحشة والموحشة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، كأحد أهم الوجوه التي تكافح الاحتلال وتكشف جرائمه، رغم المخاطر الشديدة التي تواجهه، وخاصة خلال حصار مستشفى الشفاء.
وعقب خروجه مجبرا من "الشفاء"، واصل البرش نضاله وكفاحه وصموده الطبي والإنساني، حيث توجه إلى مشافي شمالي قطاع غزة، وخاصة المستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان، وظل صوت غزة الذي لم يهدأ.
وقف بشجاعة نادرة لدى وصول الدبابات الإسرائيلية إلى مداخل المستشفى، قصف عنيف لسطح المستشفى مستهدفا ألواح الطاقة الشمسية بهدف قطع التيار الكهربائي عن المجمع الطبي، ثم استهداف كل من يتحرك بالقرب من النوافذ.
وحين اتصل أحد ضباط الاحتلال بالدكتور البرش مبلغا إياه أن الجيش سيقتحم المستشفى بعد قليل، طالبا منه النزول لمقابلته، رفض وقال له "لن أسلمك رقبتي لتقتلني في الخفاء، إذا أردت أن تقابلني أنا موجود في الأعلى".
كان البرش حينها على الهواء على قناة "الجزيرة مباشر" ومع رغبة البرش في إنهاء المداخلة لورود اتصال جديد من الجيش، سأله المذيع كيف نطمئن عليكم؟ أجابه البرش سريعا: "إذا بقينا أحياء سنتواصل، وإذا استشهدنا نلتقي في الجنة".
اقتحم الجيش المستشفى، قتل واعتقل المئات، وأجبر من تبقى على النزوح نحو جنوب القطاع، لكن البرش توجه إلى الشمال والتحق بمستشفى كمال عدوان ليمارس عمله، وما هي إلا أيام قليلة حتى شن الاحتلال هجوما على المستشفى.
غارات لإرهاب الجرحى والنازحين والفرق الطبية، ثم حصار، قبل قيام جرافات جيش الاحتلال بتدمير خيام كان يتواجد بها جرحى في ساحة المستشفى، ثم جرفها بمن فيها تحت الركام، شهود العيان نقلوا أن أصوات صراخ الجرحى كانت تملأ آفاق الساحة أثناء دهس جرافات الاحتلال لأجسادهم المنهكة قبل أن تدوسهم الجرافات.
بعد خروج مستشفى كمال عدوان عن العمل، توجه البرش إلى مركز طبي في مخيم جباليا لإكمال رسالته، بعدها بأيام، بدأ الاحتلال اقتحام جباليا، وكما جرت العادة، كان أول ما يريد الجيش تدميره هو المراكز الطبية، وقاموا بحرق المركز الطبي.
ودفع الدكتور البرش ثمن صموده وتحديه لجيش الاحتلال بأن أصيب بجروح مع جميع أفراد عائلته، واستشهدت ابنته جنان في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في جباليا في كانون الأول/ ديسمبر 2023، وظهر البرش في مقطع مصور وهو يعانق ابنته الشهيدة، رغم إصابته وعدم قدرته على الحراك، في لحظات مؤلمة انتشرت بشكل واسع في منصات التواصل الاجتماعي.
وقال البرش خلال وداعه ابنته: "هذه ابنتي نامت بحضني وفدتني بروحها".
وأضاف "اللهم هذه ابنتي وهبتها إليك. هذه ابنتي حفظت كتاب الله وكانت تريد أن تسرد القرآن على جلسة واحدة في صفوة الحفاظ. أخذتها شهيدة فاقبلها يا رب".
واضطر البرش لاستخدام الكرسي المتحرك، بعدما تعرض لكسر في الفقرة الرابعة في العمود الفقري، الأمر الذي استدعى تدخلا طبيا وعملية جراحية استمرت 6 ساعات متواصلة.
ونقل إلى إحدى النقاط الطبية بعد ما حطم جيش الاحتلال جميع مرافق المنظومة الصحية في شمال غزة.
ويشن الجيش الإسرائيلي، وفق مؤسسات صحية وحقوقية، حملة شرسة وممنهجة ضد مستشفيات غزة والقطاع الطبي بكامله، وأخرج كامل القطاع من الخدمة، منذ بداية حربه على غزة، ما جعل مئات الآلاف من الجرحى والحوامل والأطفال والمرضى المزمنين، بلا خدمات صحية.
وهناك أكثر من 25 مستشفى من أصل 38 دمرها الاحتلال وأخرجها عن الخدمة، في الوقت الذي أصبحت فيه محافظة الشمال خاوية كأنها أطلال.
يكشف البرش أن الاحتلال يستخدم أنواع من الأسلحة في شمال قطاع غزة للمرة الأولى "تجرب علينا أسلحة لا نعرفها، تلقي قنابل بأصوات مرعبة وعندما يقترب منها الشخص مسافة 200-300 متر يتبخر الشخص".
وأضاف بأن هذه الأسلحة عندما تلقى على بنايات سكنية تجعلها قطع صغيرة وفتاتا "نحن نحتاج إلى لجنة تحقيق دولية حتى تكشف لنا ماذا تفعل إسرائيل بنا". كما يقول البرش.
ولا يتوقف البرش أبدا عن الحديث عن مستشفى كمال عدوان ومديره الدكتور حسام أبو صفية المعتقل في "سدي تيمان" المسلخ البشري بصحراء النقب. كاشفا بأن الاحتلال خدع المنظمات الدولية وأوهمها بإدخال مساعدات لمستشفى كمال عدوان قبل اقتحامه.
وأكد أن الاحتلال اعتقل الدكتور أبو صفية بعد ضربه بشكل مبرح وبشكل وحشي وأجبره على خلع ملابسه، كما استخدم الاحتلال مدير المستشفى درعا بشريا بعد أن ألبسوه ملابس الاعتقال.
ولا يعرف حتى الآن مصير 10 من الكوادر الطبية في مستشفى كمال عدوان الذين اعتقلوا مع أبو صفية. كما أن هناك أشخاصا كانوا في المستشفى استشهدوا حرقا بعدما حاولوا إخماد النيران بأقسامه.
البرش يحذر من أن الاحتلال يعمل الآن على إخلاء المستشفى الإندونيسي بعد أن دمر البنى التحتية فيه، وأخرج ما يقارب 30 مريضا منه.
وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف شهيدا وجريحا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ويواصل الاحتلال مجازره متجاهلا مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، بينما وصفته الأمم المتحدة وسلطات القطاع بأنه "كارثة إنسانية غير مسبوقة".
البرش لم يفقد إيمانه أو صلابته برغم قسوة الظروف والأوضاع التي لا تطاق حين نصفها فكيف بالمعاناة اليومية لنحو 2.0 مليون فلسطيني يعانون أهوالها منذ أكثر من 14 شهرا.
ويصف البرش المعاناة بغزة بشكل أكثر دقة ووجعا: "بينما يموت أطفال غزة من البرد، ينعم أطفال العالم بالدفء".
ويشكو النازحون في هذه المنطقة المفتوحة المطلة مباشرة على البحر الأبيض المتوسط من الأجواء الباردة جدا خلال فصل الشتاء.
ويعاني النازحون داخل الخيام المصنوعة من القماش والنايلون من ظروف معيشية قاسية جراء شح مستلزمات الحياة الأساسية والملابس والفراش والأغطية، حيث تتفاقم مع فصل الشتاء.
ويدرك الدكتور منير البرش تماما بأن مصيره لن يختلف عن مصير رفاقه، حيث قتل الاحتلال أكثر من 1000 من العاملين في القطاع الصحي. لكنه يجد نفسه أمام اختبار الإيمان وحسن الظن، أمام لحظة الحقيقة التي تبقى خالدة على مر الزمن، وهي البقاء بين شعبه حتى النصر أو الشهادة.