هل تصبح الهند ثالث قوة عظمى في العالم؟
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن الهند إذا كانت تريد تحقيق أحلامها في الترتيب جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة والصين، يجب عليها الحفاظ على معدلات نمو عالية وضمان وصول فوائد التنمية إلى كل السكان، معتبرة أن تلك مهمة ليست سهلة على الإطلاق.
وذكّرت الصحيفة -في تقرير بقلم شويتا شارما- بقول رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير إن الهند سترتفع لتصبح قوة عظمى عالمية بحلول عام 2050، موضحا أنه ستكون هناك ثلاث قوى عظمى وسط هذا القرن، هي الولايات المتحدة والصين، والهند، وتبقى جميع البلدان الأخرى صغيرة بالمقارنة.
وقد حدد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تطلعات مماثلة، قائلا إن الهند ستحقق مكانة "متقدمة" بحلول عام 2047، وتعهد بجعل بلاده "ثالث أكبر قوة اقتصادية عظمى" بحلول نهاية ولايته الثالثة، رغم أنه قدم هذا التعهد قبل مجموعة مخيبة للآمال من نتائج الانتخابات التي شهدت خسارته لأغلبيته المطلقة في يونيو/حزيران 2024.
وتستند معظم التوقعات لقوة الهند المستقبلية إلى حقيقتين بسيطتين، أنها تجاوزت الصين الآن لتصبح الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم، وأن اقتصادها البالغ 3 تريليون دولار، هو بالفعل خامس أكبر اقتصاد، وهو ينمو بمعدل أسرع من أي دولة كبرى أخرى، حسب الكاتبة.
إعلان عدم مساواةوإلى جانب الاقتصاد، ارتفعت أهمية الهند على المستوى الجيوسياسي، حيث تتودد إليها الولايات المتحدة كثقل موازن للصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهي في الوقت نفسه تحافظ على علاقات قوية مع روسيا، مما يعني أنها نحتت مكانة تجعل منها نموذجا لدول الجنوب العالمي الأخرى، ولكن هل الاستقلال الدبلوماسي يكفي لخلق المكانة القوة العظمى، أم أن القدرة على فرض القوة في الخارج هي التي تحدد الهيمنة؟.
ومع أن الهند تجاوزت المملكة المتحدة كخامس أكبر اقتصاد في العالم عام 2023، ويتنبأ المحللون في مورغان ستانلي، بأنها ستتجاوز اليابان وألمانيا لتصل إلى المركز الثالث بحلول عام 2027، فإن اقتصادها يشهد أبطأ نمو له في العامين الماضيين، مما يضعف التوقعات الاقتصادية.
غير أن أرقام نمو الناتج المحلي الإجمالي المرتفعة ليست متسقة مع المؤشرات الاقتصادية الأخرى مثل معدلات التوظيف والاستهلاك الخاص وأداء الصادرات، ففي الأشهر الـ12 التي سبقت أغسطس/آب 2024، بلغت قيمة تجارة السلع الإجمالية في الهند 1.1 تريليون دولار أميركي، وهو نفس المستوى الذي كانت عليه قبل عامين.
وسوف يكون من الصعب على الهند -حسب الكاتبة- أن تطالب بوضع القوة العظمى ما دامت مصنفة كدولة متوسطة الدخل من الدرجة الأدنى، استنادا إلى دخل الفرد الذي يبلغ نحو 2400 دولار، ويقدر البنك الدولي أن الأمر سيستغرق 75 عاما أخرى حتى يصل متوسط الدخل في الهند إلى ربع متوسط الدخل في الولايات المتحدة.
وفي تقريره لعام 2024، وجد مختبر عدم المساواة العالمي أن العصر الذهبي الحالي للمليارديرات الهنود أدى إلى زيادة هائلة في عدم المساواة في الدخل، مما وضع الهند بين أكثر البلدان عدم مساواة على مستوى العالم، متجاوزة الولايات المتحدة والبرازيل وجنوب أفريقيا.
مؤشر مروعوبحسب خبراء الاقتصاد الذين أجروا الدراسة، فإن الفجوة في الدخل بين الأغنياء والفقراء في الهند اتسعت إلى الحد الذي جعل توزيع الدخل في الهند أكثر إنصافا خلال الحكم الاستعماري البريطاني مما هو عليه اليوم.
إعلانوقال الخبير الاقتصادي الفرنسي توماس بيكيتي إن الهند "يجب أن تكون نشطة في فرض الضرائب على الأغنياء" من أجل توزيع الثروة بشكل أفضل، غير أن القضاء على التفاوت الاقتصادي لا يبدو أنه هدف سياسي مهم بالنسبة لمودي، الذي اتُهم بالحفاظ على علاقات وثيقة مع مليارديرات البلاد.
وزعم الدبلوماسي السابق شيام ساران أن الهند تتمتع بإمكانات كبيرة استنادا إلى عدد سكانها وحجمها الاقتصادي ومجموعة كبيرة من المواهب العلمية والتقنية، ولكن ترتيبها في مؤشر التنمية البشرية مروع، إذ تحتل المرتبة 122 من بين 191 دولة، وبالتالي لا بد من أخذ هذه التناقضات في الاعتبار عند النظر في إمكانية أن تصبح الهند القوة العظمى التالية.
وتقول أليشيا غارسيا هيريرو، كبيرة الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ إن اقتصاد الهند يحتاج إلى النمو بنحو 6% كل عام لتصبح بحجم الصين بحلول عام 2050 في الوقت الذي سيتباطأ فيه معدل نمو الصين بنسبة تصل إلى 1% من عام 2035 فصاعدا، ولكنها تتساءل "هل هذا ممكن؟" مع الانخفاض في النمو الهندي في الربع الثالث.
وأشارت أليشيا غارسيا هيريرو إلى أن تحديات التحول إلى قوة عظمى ليست التكنولوجيا والبنية الأساسية فقط، فهي تشمل بناء مجتمع ناضج بمؤسسات تعمل بشكل جيد ولا تتأثر بشكل مفرط بالحزب السياسي الذي يحكم البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن الهند أظهرت في قيادتها لمجموعة العشرين أنها تأخذ دورها كقوة كبرى، ولكن عندما يتعلق الأمر بما تريده الدول الأخرى من قوة كبرى، فإن الهند لا تزال بعيدة من القدرة على تقديمه، سواء كانت مساعدات أو استثمارات خارجية أو تجارة أو ذلك النوع من الأشياء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الولایات المتحدة بحلول عام إن الهند فی الهند
إقرأ أيضاً:
حالة الطقس المتوقعة غدًا الجمعة 25 أبريل
حالة الطقس المتوقعة غدا الجمعة 25 أبريل.. أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، بدء انحسار الموجة شديدة الحرارة التي سيطرت على أجواء الجمهورية مؤخرًا، والتي دفعت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، تخطت في بعض المناطق حاجز الـ42 درجة مئوية، شملت القاهرة الكبرى ومناطق شمال وجنوب الصعيد.
حالة الطقس المتوقعة غدًا الجمعة 25 أبريلحالة الطقس المتوقعة غدًا الجمعة 25 أبريلوفي بيان رسمي صادر عنها، أوضحت الهيئة أن درجات الحرارة بدأت في الانخفاض التدريجي اعتبارًا من يوم الأربعاء 23 أبريل 2025، حيث تراوحت نسبة التراجع بين 4 إلى 6 درجات مئوية، تبعها انخفاض أكثر وضوحًا اليوم الخميس، وصل إلى 10 درجات في بعض المناطق، ما انعكس بشكل ملحوظ على الإحساس العام بالطقس.
أعلى حرارة بالقاهرة هذا العام وتغير مفاجئ بالأجواءوخلال مداخلة هاتفية لبرنامج «صباح الخير يا مصر»، كشف الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بالهيئة، أن البلاد كانت تحت تأثير موجة خماسينية قوية تسببت في هذا الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة، مشيرًا إلى أن القاهرة الكبرى سجلت الثلاثاء الماضي أعلى حرارة لها منذ بداية العام، بوصولها إلى 40 درجة مئوية.
وأضاف أن بداية الانخفاض الفعلي ظهرت اليوم الخميس 24 أبريل، حيث تراوحت العظمى في القاهرة بين 27 و28 درجة مئوية، بينما سجلت الصغرى ما بين 16 و17 درجة، مؤكدًا ضرورة التعامل بحذر مع تقلبات الطقس، خاصة في فترات الليل التي تشهد انخفاضًا واضحًا في درجات الحرارة.
نلبس صيفي ولا شتوي؟.. الأرصاد تكشف مفاجآت عن حالة الطقس خلال الفترة المقبلة حالة الطقس اليوم الخميس 24-4-2025 في محافظة قنا درجات الحرارة المتوقعة غدا الجمعة في المحافظاتجاءت درجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس على النحو التالي:
القاهرة الكبرى: عظمى 28 / صغرى 18الإسكندرية: عظمى 23 / صغرى 14مرسى مطروح: عظمى 21 / صغرى 13سوهاج: عظمى 39 / صغرى 22قنا: عظمى 41 / صغرى 23أسوان: عظمى 44 / صغرى 25جبهة باردة من البحر المتوسط تغير ملامح الطقسولفتت الهيئة إلى أن الجبهة الهوائية الباردة القادمة من شمال البحر المتوسط لعبت دورًا كبيرًا في تحسين حالة الطقس، إذ ساهمت في كسر حدة الحرارة، مع توقعات بنشاط للرياح المثيرة للرمال والأتربة، خاصة على مناطق من شمال وجنوب الصعيد والصحراء الغربية.
نصائح الأرصاد للمواطنين في ظل التقلبات الجويةوشددت الهيئة على أهمية متابعة النشرات الجوية أولًا بأول من خلال مصادرها الرسمية، مع اتخاذ الحيطة والحذر من التغيرات المفاجئة في حالة الطقس، خاصة في ظل الفارق الكبير بين حرارة النهار وبرودة الليل.