قالت صحيفة كالكاليست الإسرائيلية إنه وبعد جلسات درامية وتصعيد سياسي، تمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تمرير "قانون الضرائب على الأرباح المحتجزة" بفارق صوت واحد فقط.

ويُتوقع أن يحقق القانون إيرادات ضريبية بقيمة 9.25 مليارات شيكل (حوالي 2.4 مليار دولار) لعام 2025، لكن الهامش الضئيل والتحدي من 6 أعضاء في الائتلاف يبرز الانقسامات العميقة داخل حكومة نتنياهو، بحسب ما ذكر التقرير.

وتشير الأرباح المحتجزة إلى نسبة من صافي أرباح الشركات تحتفظ بها ولا توزعها على المساهمين لإعادة استثمارها في أعمالها الأساسية، أو لسداد الديون، وتُسجل ضمن حقوق المساهمين في الميزانية.

انتصار ضيق وسط فوضى

وتم تمرير القانون بعد أيام من المناورات السياسية، مما تطلب تدابير استثنائية. وأُجبر نتنياهو، الذي كان يقبع في المستشفى بعد عملية جراحية، على مغادرة سريره للإدلاء بصوته.

وكانت هذه الخطوة حاسمة لأن استقرار ائتلافه كان مهددًا بتحدّ من حلفاء رئيسيين، بما في ذلك 6 أعضاء من حزبي "عوتسما يهوديت" و"يهودوت هتوراه". ولعب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير دورًا محوريًا في المعارضة، مستغلا نفوذه لزيادة مطالبه المالية، وفق ما ذكرت الصحيفة.

إعلان

ورغم "الانتصار" الظاهري، عبّر مكتب نتنياهو عن غضبه من تكتيكات بن غفير، متهمًا إياه بتعريض استقرار الائتلاف للخطر. وصرح نتنياهو بعد التصويت "لا يوجد تصرف أكثر انعدامًا للمسؤولية من زعزعة استقرار الائتلاف في هذا الوقت الحرج. أتوقع من جميع أعضاء الائتلاف، بمن فيهم الوزير بن غفير، التوقف عن زعزعة الحكومة وتعريض وجودها للخطر."

تصاعد الخلافات السياسية

وتركز معارضة بن غفير على مطالب بزيادة تمويل وزارته بمقدار 20 مليار شيكل (حوالي 5.2 مليارات دولار)، بما في ذلك 10 مليارات شيكل كمخصصات لمرة واحدة بحسب كالكاليست.

هذه المطالب، إلى جانب التأخير في التصويت على زيادات رسوم التأمين الوطني، خلقت ضغوطًا مالية كبيرة. ويُتوقع أن يؤدي تأخير التشريع إلى خسارة تتراوح بين 400 و500 مليون شيكل (104-130 مليون دولار) من إيرادات الدولة لشهر يناير/كانون الثاني وحده.

وحذر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش من أنه إن فشل تنفيذ هذه الإصلاحات، فقد تضطر الدولة إلى تخفيض الإنفاق بشكل كبير بمقدار 4.15 مليارات شيكل (حوالي 1.08 مليار دولار).

اتهامات بالصفقات السياسية

واتهمت المعارضة -بحسب كالكاليست- حكومة نتنياهو بعقد صفقات سرية لضمان تمرير القانون. وتضمنت الاتهامات وعودًا بتمويل المستشفيات لأعضاء "يهودات هتوراه" وتخصيصات إضافية لوزارة بن غفير.

ونفى سموتريتش هذه الادعاءات خلال مناقشة في الكنيست، قائلا "لا توجد صفقات ولا وعود. هذه اتهامات لا أساس لها".

ومع تأجيل ميزانية 2025، اضطرت إسرائيل إلى العمل بميزانية مؤقتة مستندة إلى أرقام 2024، مما قيد نفقات الوزارات وأثر على تنفيذ المشاريع طويلة الأمد على ما أشارت إليه الصحيفة.

سموتريتش (يمين) حذر من اضطرار إسرائيل إلى خفض الإنفاق بشكل كبير (رويترز)

وفي حين يمنح ذلك الائتلاف وقتًا إضافيًا لحل خلافاته، فإنه يأتي على حساب كفاءة العمليات ورفاهية الجمهور، وفق ما تنقل كالكاليست عن خبراء.

إعلان مستقبل هش لائتلاف نتنياهو

وتقدر كالكاليست أنه ورغم تمرير قانون الضرائب على الأرباح المحتجزة، فإن الصراعات الداخلية تُظهر أن الائتلاف لا يزال في أزمة عميقة.

ويتوقع محللون سياسيون أن يواصل بن غفير تصعيد مطالبه خلال المفاوضات القادمة حول الميزانية.

ومع اقتراب الموعد النهائي في مارس/آذار المقبل لإقرار الميزانية، فإن الفشل في تحقيق ذلك قد يؤدي إلى عدم استقرار مالي وزعزعة ثقة الجمهور في الحكومة.

ورغم نجاح نتنياهو في تمرير القانون، فإن التحدي الأكبر المتمثل في تحقيق استقرار حكومته وضمان عملها بفعالية لا يزال بعيد المنال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بن غفیر

إقرأ أيضاً:

نائب:الفشل السياسي والمحاصصة وراء تمرير القوانين في سلة واحدة

آخر تحديث: 4 يناير 2025 - 5:31 م بغداد/ شبكة اخبار العراق- دعا النائب أحمد مجيد، اليوم السبت، زعماء الكتل السياسية إلى التخلي عن أسلوب السلة الواحدة في تشريع القوانين داخل مجلس النواب.وقال مجيد في حديث  صحفي، إن “المحاباة وإرضاء الطرف الآخر مقابل مكاسب شخصية وحزبية أثبت فشله على مدار الأعوام الماضية داخل البرلمان وعطل مصالح الناس وأضر بمختلف نواحي الحياة في العراق”، مبيناً أن “الكتل السياسية يجب أن تتحرر من قيد المحاصصة والتوافق والمجاملات في تمرير القوانين وإهمال أخرى”.وأضاف، أن “هناك قوانين مهمة ينبغي تشريعها خلال الفترة المقبلة وهي التي تخدم المواطنين وتؤدي لتحسين الواقع بشكل ملموس وجدي ومنحها الأولوية في التشريعات والنقاشات”، مشدداً على “ضرورة أن تكون المصلحة الوطنية في مقدمة الخيارات للنائب والزعيم السياسي، والعمل خلال الفصل التشريعي الجديد على تشريع القوانين المهمة”.يذكر أن مجلس النواب أخفق خلال الفصل التشريعي الماضي في تمرير القوانين الجدلية (الأحوال الشخصية والعفو العام وقانون إعادة العقارات المصادرة بقرارات نظام البعث البائد لأصحابها) رغم عقد عدة جلسات للتصويت عليها، ومن المقرر أن يستأنف جلسات الفصل التشريعي الجديد في 9 كانون الثاني الحالي. 

مقالات مشابهة

  • قناة إسرائيلية: ضغوط على نتنياهو لإقالة إيتمار بن جفير من الحكومة
  • برلماني: مصر تواجه تحديات كبيرة تتطلب التكاتف والوقوف صفًا واحدًا وراء القيادة السياسية
  • نائب:الفشل السياسي والمحاصصة وراء تمرير القوانين في سلة واحدة
  • نائب بالشيوخ: الشائعات من أخطر التحديات التي تواجه استقرار الدول
  • تقدميون إلى الخلف: تحديات تواجه التغيير.. حديث مع صديقي الشيوعي
  • نائب الشيوخ: مصر تواجه تحديات كبيرة.. والشائعات تهدد الأمن القومي
  • خبير بالشأن الإسرائيلي: «نتنياهو» يعرقل الوصول إلى صفقة تبادل الأسرى
  • خبير بالشأن الإسرائيلي: نتنياهو يعرقل الوصول إلى صفقة تبادل الأسرى
  • برلماني: القيادة السياسية قادرة على مواجهة أي تحديات تعترض المصريين