الحرب ، الكِيزَان ، حِمِيدتِي و إبليس
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
متى و كيف تتوقف الحرب الدآئرة الآن في بلاد السودان؟...
الإجابة على هذا السؤال تستدعي الإجابة على عدة أسئلة:
- ما الدوافع و الأسباب التي أدت إلى الحرب؟...
- من المستفيد من إشعال الحرب و إستدامتها؟...
- من الخاسر من إيقاف الحرب؟...
الدوافع و الأسباب إلى إشعال الحرب متعددة و في مقدمتها:
- إعاقة/إجهاض/إفشال ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ميلادية و إقصآء القوى المدنية من المشهد السياسي
- منع التحول إلى الحكم المدني و عملية التغيير
- منع إزالة التمكين و تفكيك نظام إنقلاب الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية
- الحيلولة دون محاسبة و معاقبة مدبري إنقلاب الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية و سدنة نظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و معاونيهم من الفاسدين و المجرمين
- العودة إلى ”مشروع“ جماعة الإخوان المسلمين (الكيزان) السياسي ، و لكن في صورة جديدة متحورة (الإسلام العريض ، الوفاق الوطني ، المستقبل ، الإصلاح و التنمية ، الكرامة.
- الحفاظ على مصالح أمبراطورية الفساد الكيزانية الناشطة في: المضاربات في السلع الضرورية و إحتكارها و التحكم في البنوك و عمليات الصادر و الوارد و تجارة السلاح و مواصلة إستغلال موارد و ثروات بلاد السودان
- تحقيق أحلام و طموحات حِمِيدتِي ، صنيعة الكيزان ، و مليشياته/عشيرته في السلطة و المال
و الشاهد هو أن المستفيد الأول من الحرب و إستدامتها و الخاسر الأكبر من إيقافها ، و بلا أدنى شك ، هو جماعة الأخوان المسلمين (الكيزان) و عضويتها الفاعلة في: الأجهزة الأمنية المختلفة و كتآئب الظل و الجماعات الجهادية و حزب المؤتمر الوطني و بقية تنظيمات الحركة الإسلامية و تفريعاتها مروراً بصنيعتهم حِمِيدتِي و مليشياته و إنتهآءً بحلفآء الجماعة من: أمرآء الحروب و الأرزقية و الطفيلية السياسية و الإقتصادية و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية و المجتمعية ، و جميع هؤلآء يعوون و يعلمون جيداً أن إيقاف الحرب لا تعني فقط ضياع السلطة و النفوذ و الإمتيازات و إيقاف عمليات الفساد المصاحبة ، بل تعني المحاسبة و المسآءلة القانونية و العقاب على عقود من الفساد و الظلم و الإجرام و تغييب العدالة...
أما حِمِيدتِي قآئد مليشيات الجَنجَوِيد (قوات الدعم السريع) المتلهف بشدة إلى السلطة و النفوذ و الثرآء فقد وجد مبتغاه في نظام جماعة الكيزان الذي قَرَّبَه و قنن له القمع و القتل و السلب و النهب و الإرتزاق الخارجي ، و على الرغم من أن طبيعة الرجل و مليشياته لا تتناسب مع الحكم و إدارة الدولة ، و حقيقة أن الرجل و مستشاروه و مليشياته لا يمتلكون البعد الأخلاقي أو التأهيل الوظيفي أو الخبرة دعك من برامج الحكم و إدارة الدولة أو الخطط و المشاريع التنموية ، إلا أنه و لما قَرَّبَت قيادات الجماعة (الكيزان) الرجل من مراكز السلطة و إتخاذ القرار ، و لما رأى الرجل الفساد المهول و لمس ، من على القرب ، مدى تواضع مقدرات القيادات الكيزانية و فسادها و وضاعتها و هوانها إزدادت شهيته ، و تحولت/تحورت طموحاته من إمتلاك النفوذ و غنم/نهب الثروات إلى إعتلآء/حيازة الكرسي الكبير ، كرسي الرئاسة/الأمارة...
حاشية:
الرجآء الإستماع إلى حوارات الطاهر حسن التوم مع حِمِيدتِي في قناة سودانية ٢٤ التلفزيونية قبل الثورة ، و الإطلاع على حديثه عمن يمتلك بَلِف البلد عقب غضبه من إنتقادات السيد الصادق المهدي لمليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) ، و كذلك مراجعة هطرقاته المتعددة أيام الثورة و إعتصام القيادة العامة و خلال الفترة الإنتقالية...
و معلومٌ للجميع أن الجماعة قد وظفت جميع أجهزتها الأمنية/القمعية و حِمِيدتِي و مليشياته في محاولاتها المستميتة إلى إجهاض الثورة و إعاقة مشروع التغيير ، و قد قاد الإفراط في قمع و قتل الثوار إلى تورط الكيزان و حِمِيدتِي و مليشيات الجَنجَوِيد في جرآئم قتل و إنتهاكات و إبادات جماعية غير مسبوقة ، و هذا التورط الأخير ، و سجل حافل من الفساد و الإنتهاكات الأخرى ، مما يؤرق كثيراً مضاجع قادة الأجهزة الأمنية الكيزانية و حِمِيدتِي و آخرين...
و قد أتاحت الثورة و الإطاحة بالبشير لحِمِيدتِي فرصة الشروع في تنفيذ/تحقيق حلمه الرئاسي ، حيث تمكن الرجل من إكتساب: الشرعية السيادية و المكانة الإجتماعية و المنعة الإقتصادية و القوة العسكرية ، و نجح في زيادة أعداد و عتاد مليشياته حتى أصبحت قوة قتالية ضاربة لا يستهان بها ، كما أضحت للرجل علاقات و تحالفات داخلية مع قطاعات عريضة في المجتمع السوداني غطت: الأحزاب السياسية و النقابات المهنية و الطوآئف الدينية و الأندية الرياضية و المنتديات الثقافية و الأدبية و المنظمات المدنية و الأهلية ، كما إمتدت علاقاته/تحالفاته الخارجية لتشمل دول في: أفريقيا و شبه الجزيرة الأعرابية و ساحل عمان المطل على الخليج الفارسي و الإتحاد الأوروبي و روسيا...
و لأسباب عديدة فإن الحرب و إستدامتها تمثل لحِمِيدتِي و مليشياته الملاذ و الأمان!!! ، و طوق النجاة من المسآءلة و المحاسبة و العقاب و جسر لتحقيق حلم الرجل في الحكم/الأمارة ، و ذلك لأن حِمِيدتِي يعلم جيداً أن نهايته و فنآء مليشياته في نهاية الحرب ، و أما إدعآء الرجل العلني بالجنوح إلى السلم فما هو إلا كذب و نفاق و تكتيك سياسي مرحلي ، و جميع ما يهذي و يهطرق به الرجل و مستشاروه و جنوده في وسآئل الإعلام و تطبيقات التواصل الإجتماعي ما هي إلا إدعآءات فارغة/جوفآء لا يسندها واقع أو منطق أو تأريخ ، فالرجل و مليشياته غارقون/متورطون في الإبادات الجماعية و إنتهاكات حقوق الإنسان ، و فطرة الرجل و مليشياته و حرفتهم التي يجيدونها هي الإستثمار في القتل المدفوع الأجر و النهب و السلب و ترويع و إرهاب الناس...
و رغم التحالف (شهور/سنين العسل) ما بين الكيزان و حِمِيدتِي إلا أن طموحات الأخير و سعيه الحثيث و المتسارع نحو السلطة و الإنفراد بالنفوذ و إستغلال الثروات تسبب في إرباك خطط الجماعة و أزعاجها و زيادة قلقها بحكم أن ذلك يتعارض مع ”مشروعها السياسي“ ، هذا الخلاف هو ما دفع الطرفان: حِمِيدتِي و الكيزان ، إلى المواجهات النهآئية (الحرب) ، و من بعد/قبل ذلك قادتهم الحوجة الملحة إلى الإمدادات و السند في المحافل الدولية إلى تحالفات غير متكافئة مع جهات خارجية في الجوار و الإقليم و العالم لها مصالح (أطماع) في بلاد السودان ، و مصلحة هذه الجهات في: إستغلال طرفي القتال و إطالة أمد الحرب و إزكآء نيران الفتن الجهوية و القبلية و العنصرية و إحداث الخراب و الفوضى و إضعاف الفرقآء و إفراغ الأرض من قاطنيها مما يسهل مشاريع: التغيرات السكانية و ضم الأراضي و إستغلال/نهب الموارد و الثروات ، و هذا مما يزيد من إحتمال إنهيار الدولة السودانية و إنفراط عقدها ، و مما يؤدي إلى تعاظم دور أمرآء الحروب و القتلة و عصابات المناطق و الجهويين و المرتزقة و وكلآء الجهات الخارجية ، و لكن إلى حين ، و أمد هذا الحين تقرره قوى الثورة و أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير و الحفاظ على وحدة أراضي جمهورية السودان!!!...
و هكذا فإن الإجابة النهآئية على جميع الأسئلة أعلاه تنتهي عند جماعة الكيزان و أجهزتها و تنظيماتها و صنيعتهم حِمِيدتِي و مليشياته و كفلآءهم من الجهات الأجنبية...
و قد دلت التجربة و الشواهد و البراهين أن سياسات الجماعة و ”مشاريعها“ و ممارسات منسوبيها و صنيعتهم حِمِيدتِي يتناسب/يتماشى تماماً مع ما يصبو/يهدف إليه إبليس من الغواية و إعاقة الطريق المستقيم لعباد الله ، بل و ربما تفوقت الجماعة و صنيعتها حِمِيدتِي على إبليس في المكر و السوء و الشرور و بَذَّته في الفساد و الإفساد و ممارسة البغي و الظلم ، و لهذا فليس هنالك ما يحجر الناس من تدبر الآيات القرءانية و إعادة فهمها/تفسيرها ، و ليس هنالك ما يمنع بعض/كثير من الناس من الإعتقاد أنه و عندما طلب إبليس من الله سبحانه و تعالى أن ينظره إلى يوم يبعثون:
{ قَالَ أَنظِرۡنِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ (١٤) قَالَ إِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِینَ (١٥) قَالَ فَبِمَاۤ أَغۡوَیۡتَنِی لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَ ٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (١٦) }
[سُورَةُ الأَعۡرَافِ: ١٤-١٦]
{ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرۡنِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ (٣٦) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِینَ (٣٧) إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡوَقۡتِ ٱلۡمَعۡلُومِ (٣٨) قَالَ رَبِّ بِمَاۤ أَغۡوَیۡتَنِی لَأُزَیِّنَنَّ لَهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَأُغۡوِیَنَّهُمۡ أَجۡمَعِینَ (٣٩) }
[سُورَةُ الحِجۡرِ: ٣٦-٣٩]
.{ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرۡنِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ (٧٩) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِینَ (٨٠) إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡوَقۡتِ ٱلۡمَعۡلُومِ (٨١) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغۡوِیَنَّهُمۡ أَجۡمَعِینَ (٨٢) }
[سُورَةُ صٓ: ٧٩-٨٢]
فإنه ربما قد عنى بذلك الإنظار أن يمهله الله سبحانه و تعالى إلى يوم بعثة (نشأة) جماعة الأخوان المسلمين (الكيزان) ، و إن كان الأمر كذلك فذلك يعني أن الضمير في يبعثون يعود إلى الجماعة (الكيزان) و من نحا نحوهم و سلك سلوكهم ، و مما يعني أن فترة ولاية إبليس على: إقعاد الصراط المستقيم و بقية الأمور المتعلقة بالغواية و تزيين الظلم و الفساد تنتهي ببعثة/بنشأة جماعة الكيزان و تسلمها زمام الأمور و الشروع في ممارسة و تطبيق النشاطات الظلامية الكيزانية (الإقعاد/الغواية/التزيين) في الشؤون: ”الدينية“ و المجتمعية و السياسية و الإقتصادية و العسكرية و القضآئية و... و... و... ، و من ثم إحداث الإحتراب و الخراب و الدمار و الفوضى و الإنهيار...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ح م یدت ی
إقرأ أيضاً:
أمين الإفتاء: الشريعة جعلت لـ المرأة نفقة الأقارب لحمايتها
أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن ما يُثار حول ظلم المرأة في قسمة الميراث ووراثتها نصف ما يرثه الرجل، هو فهم قاصر ومجتزأ من الصورة الكلية التي وضعها الشرع الشريف بنظام دقيق قائم على العدالة، وليس المساواة المجردة.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن الشريعة الإسلامية وضعت نظامًا دقيقًا للميراث لا يقوم على التفرقة بين الذكر والأنثى بقدر ما يقوم على مسؤوليات كل فرد ودوره داخل الأسرة والمجتمع، لافتا إلى أن الشرع الشريف لم يرتب الميراث على أساس الذكورة والأنوثة، ولكن على ترتيب حكيم عليم من الله سبحانه وتعالى.
لماذا نصيب الذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث؟.. الإفتاء تحسم الجدل
هل الحلف بالمصحف حرام شرعا؟.. الإفتاء تكشف
هل يجوز للإمام إطالة الركوع لينتظر دخول الناس في الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
هل ثبت عن النبي الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة؟.. الإفتاء توضح
وأشار إلى أن هناك حالات عديدة ترث فيها الأنثى أكثر من الذكر، أو ترث مثله، بل وقد ترث وتحجب الذكر تمامًا، ضاربًا أمثلة من الواقع الشرعي لتأكيد هذا المبدأ.
وفي رده على من يقول إن هناك نساء لا يُراعى حقهن من قبل أقاربهن الذكور، أوضح أن الشريعة لم تترك المرأة دون حماية، بل شرعت ما يسمى بـ"نفقة الأقارب"، قائلاً: "لو في أخت فقيرة وأخوها لم ينفق عليها، من حقها شرعًا أن تقيم عليه دعوى نفقة أقارب، ويلزمه القاضي بالإنفاق عليها".
وأضاف: "الرجال قوامون على النساء، والشرع أوجب على الرجل النفقة، ومن يتهرب منها يُلام شرعًا"، مؤكدًا أن الأحكام الإلهية في الميراث والنفقة جاءت لتحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل، وليست مجرد تقسيم مادي للميراث.
لماذا نصيب الذكر مثل حظ الأنثيين؟وكان الدكتور علي فخر، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أكد أن الميراث في الشريعة الإسلامية ليس قائمًا على مبدأ المساواة بين الذكر والأنثى، بل على مبدأ العدالة التي تأخذ في اعتبارها المسئوليات والواجبات الشرعية، جاء ذلك في رده على تساؤل حول الفروقات في الميراث بين الولد والبنت، وهل يكون ذلك ظلمًا للبنت.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن المساواة بين الذكر والأنثى في الميراث تتحقق فقط في أربع مسائل شرعية فقط، وهي حالات معينة تتعلق بالأبناء والبنات، والأنساب من الأجداد والجدات، أما في باقي الحالات، فقد تكون الأنثى قد ترث مثل الرجل أو أكثر من الرجل، أو لا ترث أحيانًا حسب الحالة.
وقال: "الشرع الشريف عندما قسم الميراث، راعى مسئوليات الذكر والأنثى، فعلى سبيل المثال، الرجل عليه مسئوليات مالية أكبر، مثل نفقته على الزوجة والأبناء، بينما لا تُطالَب الأنثى بهذه المسئوليات، ولهذا كانت حصته في الميراث أكبر في بعض الحالات".
واستشهد بمثال توضيحي: "إذا كان لديَّ ولد وبنت، وأعطيت البنت 50 جنيهًا لتصرف على نفسها، بينما أعطيت الولد 100 جنيه لأنه مسئول عن أخته وينبغي أن ينفق عليها، فإن ذلك لا يعد ظلمًا، بل هو عدالة، لأن الشرع أوجب على الولد مسئوليات مالية أكبر".
وأكد الدكتور علي فخر أن العدالة الشرعية تقتضي أن يحصل الذكر على نصيب أكبر من الميراث في بعض الحالات، بسبب تكاليف الحياة التي يتوجب عليه تحملها، بينما تظل الأنثى غير مكلفة بهذه الأعباء، وهذا هو الفرق بين المساواة والعدالة في النظر إلى الميراث في الإسلام.