كتب د. محمد عبد الحميد قصة قصيرة بعنوان
همست في أذنه بكلمات معسولة، طوق خاصرتها الضامرة بساعده الأيمن وإنتحى بها في أقرب ناصية، عاجلته بلثم شفتيه فندلعت النار في أوصاله، لفته بعناق إعتصر مفاصل جسده الغض. إستغرقت في ذلك العناق بينما ذاب كليا عن الوجود. ضغطت بصدرها الناهد على صدره فشعر بالحرارة اللاهبة المنبعثة من فمها مختلطةً برضابها العذري فأججت مكامن الفحولة في جوفه.
نزع ملابسه وتأمل سرواله الداخلي.. رائحة غريبة لفحت أنفه. رائحة محايدة، لم يعرف كيف يميزها، لكنها في العموم بدت له كرائحة "الدُعاش" بُعيد إنهمار المطر في مكان قصي. وقف عارياً وقد تشتت ذهنه بين حُمى ذلك اللقاء الذي أضرم النار في جسده. وبين صورة مُفجِّرتْ ذلك البركان المهول.. حدق في جسده فإذا بصورة الحسناء تتبدى له من جديد. أخذ جسده ينتفض برعشة مباغتة. فارتْ مكامن الفحولة في الجسد مرة أخرى. كان قد نسى الباب مفتوحاً. ذهل عن نفسه وهو يستحضر صورتها مرة أخرى. تبدت له في مخيلته.. تودد لها بالمثول والإقتراب.. ركز كل حواسه في بؤرة واحدة أستجمع بها ذات الملامح السرابية المليحة. وقفتْ أمامه كما كانت ينابيع متفجرة تنثال رقة وعذوبة.تفاصيل جسدها تبدت له أكثر وضوحاً وجاذبية. النهدين المكورين، الشعر المنسدل على الظهر بلا رابط ولا ضابط، الوجه المستدير بخديه الناعمين والعيون الجارحة... تناول قطعة الصابون وبدأ يدلك مكامن الهياج بقبضة يده.. غاص في خيالات إستدعاها من بعض حكايا سمعها من أقرانه في ونسات ماجنة، ذهل عن الوجود كلما استمر في الدلك واللذة تمتلك أقطار روحه وقلبه. أغمض عينيه وذهل عن نفسه مع حركة يده التي بدأت في الإفراط جيئةً وذهابا.. ندّتْ عنه صرخة تلذذ متحشرجة بينما أخذ والده يشاهد المنظر من وراء الباب المفتوح. إبتسم الأب وتوراى بسرعة فائقة وقد تهلل وجهه بالبشر.
عند وجبة الغداء وبينما كانا ينتظران إعداد المائدة، نظر الأب لإبنه ملياً. قال وابتسامة ذات مغزى ترسمت على فمه :(حذاري أن تترك باب الحمام مفتوحاً مرة أخرى)
د. محمد عبد الحميد
wadrajab222@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
فرحة لم تكتمل.. مصرع مدرس فيزياء أثناء عودته لرؤية مولوده بالدقهلية
شيع أهالى قرية الترزى التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، جثمان مدرس فيزياء لقى مصرعه على طريق جمصه أثناء عودته فور علمه بوضع زوجته لمولود.
حيث انتاب الحزن والبكاء المشيعين خاصة طلابه الذين انهاروا فى البكاء لرحيل معلمهم.
وكان طريق جمصة قد شهد حادثا مأساويا راح ضحيته معلم مادة الفيزياء محمد عبدالله ابن قرية الترزى، حيث تلقت مديرية أمن الدقهلية بلاغا من شرطة النجدة يفيد بوجود حادث تصادم بين دراجة بخارية يقودها شخص مع سيارة نقل ثقيل.
انتقل ضباط المباحث وسيارات الإسعاف إلى مكان الحادث وتبين مصرع قائد الدراجة البخارية وهو محمد عبد الله معلم فيزياء مقيم قربة الترزي مركز بلقاس حيث كان في طريقه لزوجته بعد أن علم أنها في حالة وضع فأسرع للعودة.
تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة.